افراد يوم الجمعة بصوم لسبب
السؤال: شيخنا سيوافق بإذن الله تعالى يوم عرفة هذا العام يوم الجمعة ، فهل يجوز صومه منفردا؟ جزاكم الله خيرا
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة لغير الحاج من السُنّة ومن أفضل الاعمال في هذه الأيام، لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم : (( صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)).
وقد بينتُ في فتوى سابقة خلاف العلماء في افراد يوم السبت او الجمعة بصيام مع ذكر ادلتهم وهي منشورة ويمكن ان تراجع. وسأذكر هنا مختصرا المفتى به في هذه المسألة الخلافية :-
وهو ما ذهب اليه جمهور العلماء بجواز افراد يوم الجمعة بصيام بلا كراهة ،اذا كان بسبب أو مناسبة ، وكراهة ذلك من غير مناسبة خاصة ، بان يوافق يوماً يعتاده، مثل ان يصوم يوماً ويفطر يوما، أو وافق يوم عرفة، أو عاشوراء ، فيصومه بنيّة عاشوراء أو عرفة وليس بنيّة أنه يوم الجمعة أو السبت، وكذا إن وجد سبب آخر كمن نذر أن يصوم يوماً يقدم فيه غائبه أو يشفى فيه مريضه، فوافق يوم السبت مثلا أو جمعة فإن له صومه.
لقوة ما استدلوا به من أحاديث، وورود الاستثناء في الرخصة في صيام مثل هذه الأيام ، التي ثبت النهي عن تخصيصها بالصيام بأحاديث في غاية الصحة ، مثل افراد يوم الجمعة بصيام ، كحديث أبي هريرة – رضي الله عنه-في النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام ، قوله عليه الصلاة والسلام : ((لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم)) ،متفق عليه وهذا لفظ مسلم ، كما ورد مثل هذا الاستثناء في حديث النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين ، فقال عليه الصلاة والسلام :(( إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم)) متفق عليه .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى- في الفتح [4/233 ]: ( أنه يستثنى من النهي عن صوم يوم الجمعة من له عادة بصوم يوم معين ، كعرفة ، فوافق الجمعة ، فمثله يوم السبت).
ولكن من المهم التأكيد على وجاهة ما ذهب اليه بعض الفقهاء من عدم جواز إفراد يوم الجمعة بالصيام بمفرده، الا ان يصوم قبله يوما أو بعده، والاخذ به من باب الاحتياط وخروجا من الخلاف .
وكذلك يجب التنبيه على احترام أقوال بقية العلماء وتقديرها وعدم التنازع والشحناء مع من يتبنون اقوال مخالفة لما ذهبت اليه من الاقوال ، لأنه كلاً يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله -عليه الصلاة والسلام- .
ويجب أن نعلم أن هذا الاختلاف ليس بجديد ، بل وقع في عصر الصحابة –رضي الله عنهم- ومن بعدهم من التابعين والفقهاء. والله تعالى أعلم
د. ضياء الدين عبدالله الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق