"السلفيون"…بدعة!!
التسمية المستحدثة لم يثبت عن الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين ولا إمام من الائمة، ان قال عن نفسه انه "سلفي"، فكيف يزعم "السلفيون" المعاصرون اقتفاء اثر السلف الصالح فيما لم يثبت انهم فعلوه؟!!
"سلفيون.. سلفي… الدعوة السلفية بالأسكندرية… التجمع السلفي الكويتي.. السلفية العلمية بالأردن... التيار السلفي الدعوي بالمغرب.... وغيرهم!!".
إلا أن الإسم الذى ارتضاه الله تعالى لعباده هو الانتساب الى الإسلام فقط: - قال سبحانه: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ..) "الحج 78"
- روى الامام أحمد في مسنده والترمذي في سننه: عن الحارس الأشعري: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن (إلى) وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعى بدعوى جاهلية فهو من جثى جهنم"، قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى، فقال: "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم".
فالله تعالي سمي عباده المؤمنين بالمسلمينز
- سأل معاوية ابن عباس رضى الله عنهم فقال: انت على ملة عثمان او على ملة على! "فقال: لست على ملة على ولا على ملة عثمان، بل انا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم". (الوصية الكبرى ص67)
قال الامام ابن تيمية رحمه الله: " والواجب على المسلم اذا سُأل عن ذلك ان يقول:" ﻻ ﺃﻧﺎ ﺷﻜﻴﻠﻲ ﻭﻻ ﻗﺮﻓﻨﺪﻱ، ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺘﺒﻊ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ صلى الله عليه وسلم"، وأضاف:" والله تعالى قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله ، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا بها الى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباءهم، ما انزل الله بها من سلطان". (الوصية الكبرى ص67)
فالاصل الانتساب الى الإسلام والتمسك بالسنة، ومن كان على الأصل فلا يحتاج لاضافات أخرى.
لكن عندما ظهرت الفرق البدعيه واهل الكلام، اضطر اهل السنة والجماعة الى توضيح المنهج الصحيح، فاعلنوا تمسكهم بمنهج اهل السلف ـ العاصم من هذه الفتن ـ وهم اهل القرون الأولى (أي الأجيال الثلاثة الأولي)، فصاروا يعرفون باهل السنة.
اما الذي يزعم بان الانتساب الى الإسلام لا يكفى!! لان الكل ينتمى الى الإسلام والكل يدعى على انه السنة، فهذا لا يصح لأنه يرد نصوصاً ثابتة بالكتابة والسنة، فالله تعالى يعلم أن الأمة ستفترق الى فرق أحزاب، ومع ذلك سمانا بالاسم الذى ارتضاه لنا.
وماذا يكون الحال لو ان بعضهم قال ـ وقد قال ـ اننا سلفيون وعلى منهج السف، في حين ان أفعالهم تتناقض فيما يزعمون؟! فهل عندئذ نضيف إضافة جديدة واسماً جديداً؟!
التسمية المستحدثة لم يثبت عن الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين ولا إمام من الائمة، ان قال عن نفسه انه "سلفي"، فكيف يزعم "السلفيون" المعاصرون اقتفاء اثر السلف الصالح فيما لم يثبت انهم فعلوه؟!!
روي البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر يا للمهاجرين ، ونادى الأنصاري يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ماهذا؟ أدعوي الجاهلية"؟!، يعقب الإمام ابن تيمية علي ذلك فيقول: " فهذا الاسمان -المهاجرون والأنصار- اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة ، وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل، وانتساب الرجل إلى المهاجرين والأنصار ،انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، ولا من المكروه أو المحرم كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية، ثم مع هذا لما دعا كل منهما طائفته منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية" (اقتضاء الصراط المستقيم ص71).
هذا في الاسم الشرعى المحمود، فما بالنا بالإسم الذي يفضى إلى ترك فرائض من دين الله تعالى كالعقيدة بشمولها والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدع بكلمة الحق.
وأصبحت لافتة "السلفيون" من عوامل تفريق الأمة بدعوة أصحابه الى التعصب له ولفتاوى علماءه له مفهوم محدث في الفهم لدين الله ، مختلف عن فهم سلف الامة كما اوردنا كلام ابن تيمية رحمه الله السابق:
ومعيار الولاء والبراء والحب والبغض عند "السلفيين" نابعاً من هذه اللافتات....!!
قال ابن عبدالبر رحمه الله لا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها نسبة الى المذاهب ـ ولا يولاى بهذه الأسماء ولا يعادى عليها ، بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم "
(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص35)
قال ابن تيمية رحمه الله: وليس لاحد ان يعلق الحمد والذم والحب والبغض والمولاة والمعادة واللعن بغير أسماء التي علق الله بها ، ذلك مثل القبائل والمدائن والمذاهب والطرائق والمضافة الى الائمة والمشايخ ونحو ذلك مما يراد به التعريف" ويضيف ويقول:" فمن كان مؤمناً وحببت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافراً ةاحببت معادته من أي صنف كان". (مجموع الفتاوى ج28 وص227)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق