هل أفتى القرضاوي بقتل البوطي؟
1 ) بالطبع لم يفت الشيخ القرضاوي بقتل الشيخ البوطي رحمهما الله..كيف نقول الشيخ ما لم يقل..هل سمعه أحد يقول ذلك..لماذا سألفق كلام الشيخ بعضه ببعض من أجل القول بأنه أفتى بشيء لم يقله..سبحانك هذا بهتان عظيم..
يشهد الله أن حبي للشيخ البوطي لا يعادله إلا حبي للشيخ القرضاوي..لقد تعلمت كالاف غيري من كتبهما ومحاضراتهما..ولا يوجد لكل منهما مثيل في هذا العصر..وأحسب أن لكل منهما مسلكا شرعيا معتبرا في فتاويه..غير أن تقدير كل واحد منهما للمصلحة مختلف..وهذا أمر طبيعي..فالله لم يخلق نسخا متشابهة من البشر..لذلك اعتبر كلا منهما مجتهدا ماجورا بإذن الله تعالى..وهما رحمهما الله ليسا من طلاب الدنيا ولا من المتزلفين، بل هما صاحبي مبادئ ومواقف..لذلك فهما رحمهما الله يختلفان عن كثير من الدعاة والمشايخ من الجانبين الذين يطلبون ود الجمهور أو ود الحكام!
2 )جل العلماء بمن فيهم السلفية أيدوا الثورة السورية بالخصوص..لكن عندما نجحت الثورة المضادة سكت هؤلاء وبقي الشيخ القرضاوي رحمه الله صامدا..وتكالبت عليه قوى الثورة المضادة وإعلامها وشيوخها وزبانيتها من أجل شيطنته رحمه الله واتهامه بالإرهاب والفتنة، وساعدهم في ذلك خصوم الشيخ من التقليديين من العلماء ( هم يعتبرونه خصما، أما هو رحمه الله فلم يكن يبادلهم نفس الخصومة، وما رأيت عالما حريصا على وحدة صف الدعاة والعلماء وتقبل اختلافهم كالشيخ القرضاوي رحمه الله..قلما تجده يرد على عالم حتى وإن طعن فيه! وإذا ذكر رأي مخالفيه ذكرهم بتقدير واحترام بالغين..رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته)
وارجع إلى المؤتمرات والبرامج التلفزية أيام الثورة السورية لترى شبه اتفاق بين جل المدارس الفقهية على تأييد الثورة السورية واستغرب الكل لموقف الشيخ البوطي الذي كان نشازا حينها..وقد أوشك الثوار على إسقاط النظام في تلك المرحلة لولا تدخل الروس وإيران وإدراك الدول الغربية أن بقاء النظام البعثي يعتبر في صالح الكيان الصهيوني..
3 ) الشيخ الجفري حفظه الله كان مؤيدا للثورة اليمنية..، وأذكر انه ذكر في درس له أنه اتصل بالبوطي رحمه الله قبل استشهاده وطلب منه اعتزال الفتنة غير أن البوطي دافع عن رأيه (للأمانة بحثت عن هذا الفيديو ولم أجده..فيمكن أن أكون قد توهمت الأمر فقط! ). و وجدت له حوارا على اليوتيوب سأله الصحافي أين جهاد الصوفية في سوريا؟ فذكر له أن كثيرا من ثلاميذ الصوفية يشاركون في هذا الجهاد.. على كل حال فأغلب العلماء في العالم الإسلامي دعوا إلى الجهاد في سوريا في مرحلة معينة خصوصا سنة 2012 عندما كانت سماء سوريا تمطر براميل متفجرة على رؤوس الثوار.. الإمارات العربية المتحدة وعموم دول الخليج كانت من أكبر المتحمسين لإسقاط بشار وساهم إعلامها ( قناة العربية)بقوة في تأجيج الثورة وهم اليوم يتوددون لبشار ويصفون الشيخ القرضاوي بالإرهاب..طبعا شيوخ نظامي الإمارات والسعودية كان لهم نفس موقف نظاميهم..
ومع ذلك ومن أجل التثبت فإني سازيل اسم الشيخ الجفري من التعليق السابق معتذرا له إن اخطأت في حقه..وطالبا منه الصفح..
4 ) الثورة السورية بدأت سلمية ودعم الشيخ القرضاوي المظاهرات السلمية ولم يدع ابدا لحمل السلاح في وجه النظام..لكن هذا الأخير حارب شعبه بالبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي فلم يكن ممكنا إلا دعم المظلومين في الدفاع عن أنفسهم..
وارجع إلى تاريخ الثورة السورية لتعرف كيف بدأت سلمية فأبى النظام إلا القمع والقتل، وابحث في جهود كثير من الدعاة والعلماء داخل سوريا لثني النظام عن اعتقال وتعذيب وتقتيل المتظاهرين السلميين..وتأكد هؤلاء الدعاة بعد التواصل المباشر مع بشار من أن هذا النظام لا يريد الحوار مع احد وليس في أجندته إجراء أي اصلاحات..مما اضطرهم أنفسهم للتعبئة للمظاهرات دفاعا عن المظلومين..وخلاصة الأمر أن المظاهرات بدأت سلمية فواجهها النظام بالسلاح، فاضطر المظلومون للدفاع عن أنفسهم..ثم كان ما كان من استدعاء الروس وإيران وحزب الله والدواعش لقلب سوريا على أهلها وتخريب البلد من أجل عيون النظام..ولا حول ولا قوة إلا بالله..
5 ) رأي الشيخ القرضاوي رحمه الله فيما آلت إليه سوريا هو، في رأيي ، رأي كل منصف: لقد دمر السفاح بشار ومن معه سوريا من أجل الحفاظ عل الكرسي وتمكين الأقلية العلوية من حكم الأكثرية السنية...ولكن إعلام الأنظمة المستبدة الظالمة وشيوخها وزبانيتها صور الأمر بالمقلوب، فقالوا إن المطالبين بحقوقهم ومن معهم من العلماء كالشيخ القرضاوي خربوا سوريا! وهذا يذكرني بحادثة استشهاد الصحابي الجليل عمار بن ياسر في القتال بين جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجيش معاوية ومن معه من صحابة رضوان الله عليهم..لقد علم المسلمون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لعمار عندما قال له: "عمار تقتله الفئة الباغية" ومعلوم أن عمار كان في جيش علي ضد معاوية..فلما استشهد قال بعض من أصحاب معاوية: لقد قتلته الفئة الباغية التي اخرجته للقتال معها!! أي أن عليا ومن معه هو قاتله رضي الله عنهم جميعا!!! أي منطق هذا؟ لقد خرج المظلومون إلى الشوارع طلبا للعدالة فشردهم النظام وخرب بيوتهم!! ثم ماذا؟ نلومهم لأنهم هم السبب!! سبحانك هذا بهتان عظيم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق