كل ما هو منسوب للعلامة الشيخ القرضاوي في مقاطع الفيديو المنتشرة، إنما هو اجتزاء قُصد به الافتراء، على سبيل المثال لا الحصر؛
كذبٌ مركب واجتزاء مخل وتشنيع مقصود، إنما كانت الفتوى صادرة من الشيخ طه جابر العلواني (في أمريكا) لمن كان مواطنا مسلما في دولة محاربة لدولة مسلمة، وقت حرب أمريكا في أفغانستان، وكان مضطرا للالتحاق بالجيش أو القوات المقاتلة هل يجوز له ذلك؟؟
فكتب الشيخ العلواني رحمه الله فتواه وأرسلها للدكتور محمد سليم العوا وكتب ضمن المرسل إليهم اسم الشيخ يوسف القرضاوي، فأخذها الدكتور يوسف القرضاوي وقرأها، وكانت الفتوى تنص على جواز ذلك لمن كان يظن أنه باستطاعته تقديم مساعدات للمسلمين وتخفيف غلواء المحاربين غير المسلمين ضدهم، باستغلال تواجده داخل القوات المعادية، و الدليل على ذلك أن السلطات الأمريكية اعتقلته على إثرها وأهانته وأهل بيته وبالغوا في إيذائه رحمه الله.
2- تهمة "حرية الكفر" كان في معرض سؤال عن حرية الأديان و كان السياق بين مقدم البرنامج والشيخ رحمه الله عن تساؤل : هل يقول الإسلام بحرية اعتناق الأديان، فأجاب الشيخ رحمه الله أن نصوص الإسلام القطعية المحكمة أنه لا إكراه في الدين، وأنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأن الإسلام ضمن حرية الناس لاعتناق دينهم وممارسة شعائرهم، وأن هذه الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة بمعنى أنه لا يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية قبل اعتناق الإسلام، ولا يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية على من يعتنق دينا آخر غير الإسلام، فله أن يحتكم إلى شريعته بنص الكتاب ونصوص السنة، ومن ثم ضمن الله لعباده عدم الإكراه، وأمر من يؤمن به ألا يكره غيره على الإيمان به ولا إلى الإحتكام لشريعته.
3- تهمة "جواز خلع الحجاب ولبس البكيني"، جاء سؤال من سيدة مسلمة تستفتي أنهم يعيشون في الغرب، وأن ابنتها إذا أصرت على لبس الحجاب فإنها سترسب في عدد من مواد التربية الرياضية، ومن ثم مع تكرار الرسوب لن تستطيع استكمال مسيرتها التعليمية، فهل يجوز خلع الحجاب في هذه الحصص لتمكينها من إتمام دراستها؟؟!!
فكانت إجابة الشيخ رحمه الله أن الضرورة تقدر بقدرها، وأن تقدير الضرورة إنما يكون لصاحب الضرورة فيما بينه وبين الله، فإن كان مضطرا لمحظور، وعلم الله اضطراره فالضرورات تبيح المحظورات "فمن اضطر غير باغ ولا عادٍ فلا إثم عليه" وأنه لا يجوز التوسع فيما يترتب على الضرورة زمانا ومكانا، بل يكون محل الاستثناء هو زمان الضرورة ومكانها، ثم يكون الرجوع للأصل واجبا، إذ يزول الاستثناء وتزول الإباحة بزوال الضرورة وأسبابها.
4- تهمة "إنكار حد الرجم"
ابتدأ الشيخ رحمه الله حديثه ينقل على لسان الشيخ "أبو زهرة" رحمه الله أثناء تواجدهم في مؤتمر إسلامي علمي في ليبيا، ما وصفه بأنه قد كتمه عن الناس عشرين سنة ولم يكن يعلم هذا الذي يكتمه الشيخ أبو زهرة إلا الدكتور "عبدالعزيز عامر" ثم ساق الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى أدلة الشيخ وحجته وبيان ما يستند إليه من أدلة ووجاهة أصولية علمية، ثم سرد تفصيل المسألة وبيان الخلاف حول نسخ لفظ آية (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) مع بقائها حكما، وما أورده البخاري عن عبدالله بن أوفى رضي الله عنه أيهما نزل قبل الآخر الجلد في سورة النور أم الرجم فقال لا أدري، حتى أن المذيع قد قال وهذا منطقي جدا، ولم يختم الشيخ بيانه عن الشيخ أبو زهرة بترجيح ولا ببيان رأيه الذي هو على خلاف ذلك وقد أوضحه قبل ذلك في غير موضع من كتبه.
5- تهمة "الترحم" على بابا الفاتيكان، لم يكن ترحما ولا استغفارا له ولا خطابا ذا مدلول شرعي وإنما كانت تعزية قصد بها الشيخ مراعاة أحوال المسلمين ممن يعيشون في بلاد الغرب ولا حرج في مبدأ البر و السلام والقسط والتعزية مع غير المسلمين، وقد وصفه الشيخ بأوصافه بين قومه، وليست هذه المسألة وأمثالها مما يمكن إسقاط الشيخ من خلالها.
فلا أدي بأي وجه يقابل هؤلاء المفترون المزورون ربهم ولم تطهر ألسنتهم من التشنيع الكاذب على علماء الأمة العاملين المخلصين، نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا.
وأما إفتاؤه بقتل الجنود المصريين فكذب مركب ولم يتفوه به، بل كان الفيديو يخص الفتنة الحادثة في سوريا والاقتتال الحادث هنالك، وقت قصف الأحياء المدنية بالبراميل المتفجرة، فقال ما قال بجواز الرد بالمثل،
تبين الآن كذب هذه النقولات المجتزأة المراد بها التشنيع على الشيخ وإسقاطه من أعين وقلوب المسلمين إهدارا لجهده وعلمه بغيا وحسدا من عند أنفسهم، ولا جزى الله خيرا من كتب كتاب الأباطيل والأكاذيب هذا الكتاب السافل المنحط الذي أسماه صاحبه (إسكات الكلب العاوي، يوسف القرضاوي) فوالله لقد كان شبخا جليلا وعالما ربانيا بحق.
وأما الخلافات السياسية فلا ناقة لي فيها ولا جمل، فإنها فتنة وقع فيها من وقع، وسلم منها من سلم، ثم الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
رحم الله الشيخ القرضاوي وطيب مثواه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق