كتاب "مجموع فتاوي ابن تيمية " لايمكن إثبات نسبته لابن تيمية علميًا ، إنه كِتاب جُمع بطريقة مريبة من مكتبات باريس وفينا وبرلين ومن أعماق صحراء نجد
الذي جمع فتاوي ابن تيمية المزعومة هو عبد الرحمن بن محمد القاسمي تلميذ الشيخ عبدالله آل الشيخ (وهو من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب).
فوجد عند الشيخ محمد بن عبد اللطيف حفيد ابن عبد الوهاب نحو ثلاث مجلدات - وهو أكثر من وجد عنده فتاوى لابن تيمية كما يقول هو .
من أين وكيف ظهرت هذه المجلدات الثلاث عند أحد أحفاد مؤسس الدعوة الوهابية لا أحد يعلم !
وهل هناك مايثبت صحة نسبة هذه المجلدات الثلاث لأبن تيمية ؟!
وكيف نفسر ظهورها الغريب في قلب صحراء نجد بعد أختفاء طال أكثر من 600 عام ؟!!
مع العلم أن كتب ابن تيمية حرقت بأمر سلطاني في عصره وبعد محاكمته وموته في السجن، ومنعت من التداول والنسخ والانتشار منذ عصره!
لا أحد يعطيك الجواب المنطقي أو الدليل!
وبحسب كلام جامع الفتاوي :
.ثم سافر إلى مكة المكرمة فوجد بين مخطوطات مكتبة الحرم المكي عدداً من المسائل فجمعها مع ما لديه مع الفتاوى التي طبعة في ذلك الوقت فرتبها على الأبواب والفنون فبلغت نحو عشرين مجلد (كما ذكر )
فهمّ بطباعتها لكنه توقف بعد أن بلغه من بعض رواد المكاتب أن هناك مسائل ورسائل أخرى لابن تيمية في دار الكتب المصرية... فجمَّد الطباعة إلى حين غير معلوم.
علمًا أن مكتبة مكة المكرمة أحرقت من قبل إخوان من أطاع الله (رجال عبد العزيز آل سعود) عند اجتياحها ، وعلمًا أن مكة المكرمة وعلمائها من اتباع المذاهب الأربعة كانوا من أشد الناس عداوة لدعوة ابن عبد الوهاب حتى أنهم في زمنه أصدروا فتوى بتكفير ابن عبد الوهاب وبجواز قتله كما ذكر الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي مكة قبل اجتياح الوهابية لمكة المكرمة، فكيف ظهرت هذه المسائل في مكة (التي بلغت 17 مجلد) في وسط معادي لفكر الدعوة الوهابية ولماذا هي دون غيرها تنجوا من الحرق!!
وكيف نثبت أنها لابن تيمية وبعد مرور أكثر من 600 عام على وفاته وأختفاء كتبه !!!!
وفي سنة 1372هـ سافر إلى بيروت هو وأبنه الشيخ محمد بقصد العلاج فبحثوا خلال وجودهم في مكاتب بيروت فلم يجدوا شيئاً وقبل هذا كان أحدهم ذكر لشيخ عبد الرحمن أن هناك مسائل موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق فأمر أبنه محمد بالسفر إلى دمشق لنسخها فذهب فوجد جملة كبيرة من المخطوطات المتفرقة حتى أنه عثر على 850 صفحة مخطوطة كُتبت بيد ابن تيمية ومع هذا لم يكتفِ بما وجد في الظاهرية بل تابع البحث والسؤال عند المكاتب الخاصة فوجد عند الشيخ حسن الشطي كتابين في الوقف وعند الفاضل محمد حمدي السفرجلاني مسائل في التراويح والإمامة وعند أحمد عبيد وإخوانه مسائل أخرى .
كما سافر إلى حلب فوجد مسائل في مكتبة الأوقاف فصورها.
ثم بعد ذلك تطلع الابن محمد إلى السفر من سوريا إلى العراق لجمع ما فيها من كتب ورسائل ومسائل فتحصل له بعد التفتيش في مكتبة الأوقاف في بغداد " الرسالة التدمرية " كاملة بخط نعمان الآلوسي ورسالة في " المجاز والحقيقة " ورسالة في " القدر وأفعال العباد " و" مختصر الفتاوى المصرية " وغير ذلك وكان قد أزمع السفر إلى البصرة ثم الكويت ثم تركيا لكن صحة والده الشيخ عبد الرحمن كانت متأخرة وقد أقام ثمانية أشهر في بيروت فاضطر إلى الرجوع إليه والرجوع به إلى الوطن.
وبعد مدة عاود الشيخ عبد الرحمن هو وابنه الشيخ محمد السفر إلى باريس بنية العلاج عن طريق مصر فقام الابن محمد بزيارة دار الكتب المصرية بالقاهرة فتصفح ما فيها من مجاميع فتحصل على مجموعة مسائل بحجم مجلد وسط ثم تابعوا السفر إلى باريس وبعد أن أجريت لشيخ عبد الرحمن عملية وتماثل للشفاء عمدوا إلى مكتبة باريس الوطنية فتتبعوا ما فيها من فهارس باللغة العربية فتحصل لهم 13 مسألة لم يعثروا على مثلها في الأقطار العربية!!!!!
تصور أن هذه المسائل محفوظه في باريس ولايعرفها أحد في العالم الإسلامي!!!!
ثم سافر إلى فينا عاصمة النمسا وبرلين عاصمة ألمانيا فعثروا على عدد من المخطوطات أيضًا !!!
وعند الطباعة للفتاوى سنة 1380هـ بأمر الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – – تحصل من الأفلام المصورة أكثر من 10 أفلام كل فلم يتسع لـ 1200 صفحة
بلغ عدد المجلدات بعد التحقيق والطباعة لهذا المجموع 37 مجلد مع الفهارس العامة !!!!
وهناك فائدة مهمة نقلها لنا بعض تلاميذ ابن تيمية قالوا فيها ان ابن تيمية لم يكن حسن الخط ، وكان خطه مغلقًا صعب القراءة ، لذلك كان ابن تيمية لايكتب بخط يده وكان يملي على أحد تلاميذه مايريد تدوينه ، ويعترف الجامع أن كثير من المخطوطات لم يستطيعوا قراءتها بسبب عدم وضوح الخط ، فكيف نجزم أن بعض الذي عثروا عليه قد تم نقله كما هو في الأصل بدون احتمالية الخطأ في النقل؟!! هذا إن سلمنا بصحة انتساب هذه الأوراق المكتشفة هنا وهناك للمؤلف .
بعض شيوخ الوهابيّة يحاولون تلميع القضية والتقليل من أهمية التحقق من مصدر هذه الفتاوي علميًا والإجابة عن مصدر هذه المادة الضخمة التي حوتها هذه المجلدات فقال أن مجمل القول في الفتاوى أن 80% من هذه المجلدات جمعت من كتاب كبير مخطوط اسمه " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري لابن زكنون ويقال له ابن عرة الحنبلي، وهو أكثر من (120) مجلد كما يقولون!، حوى هذا الكتاب الضخم أيضا كتبا لابن القيم والإمام الذهبي.
وقالوا : أن ابن عروة المشرقي هذا حينما ألف كتابه (الكواكب الدراري ) وكانت كتب ابن تيمية قبل وقته تُتلف وتُحرق، (فهذا الرجل من القرن التاسع الهجري أي بعد ابن تيمية بقرن ونصف)، صار يأتي إلى أي مناسبة فيها كتاب مؤلف لابن تيمية فينقله بحروفه؛ ليحفظ كتبه بهذا الكتاب الذي عنوانه (الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري)!!!
وقالوا لمن أراد التحقيق أنه يوجد نسخة مصورة في مكتبة العبيكان في الرياض!، وباقي كتبه كل كتاب مخطوط مستقل والكثير من كتبه كان يصدر عنه ردا على رسائل وصلته من أماكن مختلفة : كالرسالة التدمرية والرسالة التحفة العراقية وهكذا فإن عددا كبيرا من تراثه كتبه في السجن سواء في مصر أو الشام كما يقولون.
والسؤال الآن :
إذا كان كل هذا كُتِب وهو في السجن فكيف خرجت منه؟!
ومخطوطة (الكواكب الدراري) المزعومة الذي قلتم أنها تبلغ (١٢٠ مجلد) أين هي؟
ولماذا تأخر أهل الحل والعقد عِنْدَ الوهّابيّة بطباعته لهذا اليوم مع شدة حرصهم المعروف على طباعة كل شئ يتعلق بتراث الشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومع وجود الإمكانيات المادية والتقنية ؟
ولماذا لم يذكر جامع الفتاوي في مقدمة موسوعته هذا المصدر من ضمن المصادر التي عددها لنا في مقدمته؟!
والحقيقة أن محاولة تغليف هذه القضية بغلاف يخفي ماتحته من خفايا وأسرار لن تنجح هنا أيضًا.
والخلاصة:
موسوعة مجموع فتاوي ابن تيمية كثير من مادتها لايمكن وضع الدليل على صحة انتسابها لابن تيمية، وأن طريقة جمع مادته بعد قرون متطاولة من منع تداولها وحرقها وملاحقة الشيخ وتلاميذه رحمهم الله تعالى تجعلنا نشك بصحة نسبة أكثر مادتها له.
……
أبو هاشم بكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق