ادلة جواز التبرك بالنبي صلي الله عليه وسلم
ففي البخاري أن عتبان بن مالك اتي رسول صلي الله عليه وسلم فقال يارسول الله اني أنكرت بصري وانا أصلي لقومي واذا كانت الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن اتي مسجدهم فاصلي لهم وددت انك يارسول الله تأتي فتصلي في مصلي فأتخذه مصلي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم سافعل أن شاء الله قال عتبان فغدارسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله فأذنت له فلم يجلس حتي دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت الي ناحية من البيت فقام رسول الله فكبر فقمنا وراءه فصلي ركعتين ثم سلم الحديث قال الحافظ بن حجر في الفتح 1/522 ويستفاد منه أن من دعي من الصالحين ليتبرك به أنه يجيب اذا أمن الفتنه))
وفي البخاري أن عبدالله بن عمر كان يتحرى قصد أماكن من طرق المدينه فيصلي فيها وأنه رأي النبي صلي الله عليه وسلم فيها
قال الحافظ بن حجر في الفتح 1/569 ومحصل ذلك أن بن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن وتشدده في الاتباع مشهور ولايعارض ذلك ما ثبت عن أبيه انه رأي الناس في سفر يتبادرون الي مكان فسأل عن ذلك فقالوا قد صلي فيه النبي صلي الله عليه وسلم وقال من عرضت له الصلاة فليصل والا فليمض فإنما هلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا آثار انبيائهم فأتخذوها كنائس وبيع لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل علي من لايعرف حقيقة الأمر فيظنه واجبا وكلا الأمرين مأمون من بن عمر )) انتهي كلام بن حجر
وفي مسند أحمد 5/422 عن داود بن أبي صالح قال أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال أتدري ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أيوب فقال نعم جئت رسول الله ولم أت الحجر سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لاتبكوا علي الدين اذا وليه اهله ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير اهله)) رواه الحاكم أيضا وقال صحيح والذهبي في التلخيص وقال صحيح
أخرج بن عساكر في التحفه عن علي رضي الله عنه لما رمس رسول الله ص جاءت فاطمه رضي الله عنها فوقفت علي قبره ص وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعته علي عينيها وبكت وانشأت تقول
ماذا على من شم تربة أحمد أن لأيشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت علي الأيام عدن لياليا
ذكره بن قدامه في المغني والسمهودي في وفاء الوفاء والقسطلاني في إرشاد الساري والرحيباني في مطالب أولي النهي والقاري في مرقاة المفاتيح
بلال رضي الله عنه
عن أبي الدرداء قال لما دخل عمر الشام سأله بلال أن يقره به ففعل
ثم إن بلال رأي النبي ص في منامه وهو يقول ما هذه الجفوه يابلال أما أن لك ان تزورني فانتبه حزينا وركب راحلته وقصد قبر النبي ص فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما فقالا له يابلال نشتهي أن نسمع اذانك ففعل وعلا السطح ووقف فلما قال الله أكبر الله أكبر أرتجت المدينه فلما أن قال أشهد أن لاإله إلا الله ازداد رجتها فلما فلما قال أشهد أن محمدارسول الله خرجت العوائق من خدورهن وقالوا بعث رسول الله فلما رؤى يوم باكيا ولا باكية بالمدينه بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم من ذلك اليوم )) قال الإمام السبكي في شفاء السقام ص 39 روينا ذلك بإسناد جيد وذكره بن الاثير في أسد الغابة والسمهودي في وفاء الوفاء
وقال الشوكاني في نيل الاوطار 3/105 وقد رويت زيارته صلي الله عليه وسلم عن جماعه من الصحابه منهم بلال بسند جيد
محمد بن المنكدر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتي يضع خده علي قبر النبي ص ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال انه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي ص
وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك فقال اني رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الموضع ))
أي رأه في النوم لأن بن المنكدر من التابعين وذكر القصة الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/358
الإمام أحمد يجيز التبرك بمس قبر الشريف وتقبيله
ففي العلل ومعرفة الرجال لااحمد 2/492 عبد الله بن أحمد يسأل أباه عن الرجل يمس منبر النبي ص ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل فقال لابأس بذلك ))
وفي وفاء الوفاء 4/1414 عن بن العلا أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل منبره فقال لابأس بذلك )) وله رواية أيضا بالكراهه للأمانة
الإمام الذهبي قد سئل أحمد بن حنبل عن مس قبر النبي ص وتقبيله فلم ير بذلك بأسا ثم قال فإن قيل فهلا فعل ذلك الصحابه قيل لأنهم عاينوه حيا وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون علي وضوئه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأفور ترامينا علي قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل الاتري كيف فعل ثابت البناني كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها علي وجهه ويقول يد مست يد رسول الله ص إذ هو مأمورا بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ومن أمواله ومن الجنة وحورها الاتري الصحابة من فرط حبهم للنبي ص قالوا الأنسجد لك فقال لا فلو إذن لهم لسجدوا له سجود اجلال وتوقيرلاسجود عبادة كما قد سجد أخوة يوسف عليه السلام ليوسف وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي ص علي سبيل التعظيم والتبجيل لايكفر به اصلا بل عاصيا فليعرف أن هذا منهي عنه وكذلك الصلاة الي القبر ))انتهي كلام الذهبي معجم الشيوخ 55
ملحوظ قول الذهبي فإن قيل هلا فعل ذلك الصحابه هو من باب التجوز والا فقد ورد عنهم ذلك كما تقدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق