الأربعاء، 13 مارس 2024

مسائل في صلاة التراويح - تكثير الجماعة خير من تطويل القراءة

 # مسائل في صلاة التراويح #



- حديث: عن عبد الرحمن القاري رضي الله عنه قال: "خَرَجْتُ مع أمير المؤمنين عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ؛ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ"، حديث صحيح.[١]
شرح الحديث (١) كان الناس يصلّون صلاة التراويح في عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- متفرقين، فرسول الله لم يواظب عليها كي لاتصبح فريضة على الناس، فبيّن للناس حكمها ومشروعيتها، وكما أنّه صلّى الله عليه وسلم لم يواظب عليها في كل ليلة إلا ثلاث ليالٍ في المسجد وليس في حجرات أمهات المؤمنين ، فلما كان في زمان أمير المؤمنين عمر أشار للناس أن يصلونها مجتمعين جماعة خلف إمام واحد وعلى أبي بن كعب ثم امتدح هذا الابتداع الحسن ، وعدّه حسنًا، فصلاة التراويح مشروعة في أصلها.
- حديث: كان رسول الله يرغب في قيام رمضان متن الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ"، حديث صحيح (٢)
شرح الحديث(٢) كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم - يحث الناس على أداء صلاة التروايح، ولكن ليس على سبيل الحتم والإلزام، إنما كان يندبهم إلى ذلك ويرغبهم فيه، وقد أجمع العلماء على أن صلاة التراويح ليست واجبة وإنما هي مندوبة، فهذا ما كان في عهد رسول الله وفي خلافة أبي بكر وشيئ من خلافة عمر رضي الله عنهم، حتى جمع عمر بن الخطاب الناس للصلاة جماعة خلف أبي بن كعب.[٣]
وأما في مسألة تخفيف صلاة الجماعة للمصلين ومن ذلك في جماعة التراويح فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإنه منهم الضعيف، والسقيم، والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء)[4].
4] – رواه البخاري: (1/248برقم:471) ومسلم: (1/341برقم:467).

" تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال "
اللّهم آمين يارب العالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق