الأحد، 29 سبتمبر 2024

إذا كان الأشاعرة و الماتردية والصوفية من أهل السنة فلماذا نسميهم بهذه الأسماء ؟ لماذا لا نكتفي بتسميتهم " أهل السنة" أو " المسلمين" وانتهى ؟؟؟

 


إذا كان الأشاعرة و الماتردية والصوفية من أهل السنة فلماذا نسميهم بهذه الأسماء ؟ لماذا لا نكتفي بتسميتهم " أهل السنة" أو " المسلمين" وانتهى ؟؟؟
الجواب باختصار:
أول شيئ علينا أن ندرك بأن الدين كله هو: ( إسلام وإيمان وإحسان ) كما في الحديث الشريف، وأن الصوفية من أشاعرة وماتردية وفق المذاهب الأربعة ( الاحناف والشافعية والمالكية وأهل الحديث من الحنابلة )... إلخ هي أسماء متعددة لمسمى هو" أهل السنة والجماعة".
فأهل السنة والجماعة في باب الفقه المتعلق بمقام الاسلام هم على المذاهب الفقهية الأربعة، لأن الأئمة الأربعة ( أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم ) نفروا لخدمة الفقه فاعتنوا به وقاموا بتأصيل أدلته وتبويبها وكفوا من أتى بعدهم عناء الاجتهاد والاستنباط فنسبت اليهم المدارس الفقهية فسموا ب: الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة لهذا السبب فقط ،أما فقههم فهو نفسه فقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
وفي باب العقيدة المتعلق بمقام الإيمان هم على عقيدةالأشعري والماتردي لأن هذان الرجلان ردا على أهل البدع وأحسنا الرد بالأدلة الشرعية والعقلية وقاما بتأصيل تلك الأدلة وألفا فيها كتبا وأسسا فيها مدرسة، فانتسب معظم من جاء بعدهما من المسلمين إليهما مثلما انتسبوا في الفقه إلى مالك وأحمد والشافعي وأبي حنيفة ، وليست عقيدة السادة الأشاعرة إلا عقيدة الصحابة رضي الله عنهم ، وهي نفسها عقيدة أهل الحديث ، والفرق بينهم أن معظم هؤلاء وخاصة أهل الحديث اكتفوا في باب الأسماء والصفات بمنهج التفويض وهو التأويل الإجمالي ، بينما اختار المتأخرة من الأشاعرة منهج التأويل التفصيلي ، والتأويل التفصيلي ثابت أيضا عن السلف الصالح لكنهم يرجحون التفويض.
أما في مقام الإحسان والتزكية والمتعلق به علم التصوف والسلوك فكان معظم أهل السنة والجماعة في هذا الباب صوفية ذاكرين لله متبعين في ذلك أكابر أوليائه الصالحين، وما القادرية ولا الرفاعية ولا الشاذلية إلا مسميات مختلفة لمعنى واحد وكل شيخ اجتهد في تربية مريديه بضوابط الكتاب والسنة ونسبت إليه الطريقة مثلما نسبت المذاهب الفقهية للأئمة الأربعة ،وفي الحقيقة مرجع الكل هو الكتاب وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله و سلم.
أما تعدد الأسماء فلا يضر مادام المعنى واحد ، فقد كان في صحابة رسول الله السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار،وفيهم أهل الصفة ، وأهل بدر ، وشهداء أحد ، ومسلمة الفتح ، ووصف النبي أبابكر بشيخ المهاجرين ، بينما وصف سعد بن معاذ بسيد الأنصار، وكلهم جميعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما وقوع الانحراف في بعض الطرق الصوفية فهذا لا يردي بنا إلى الجهل وإلغاء الكل ، بل يجب علينا إصلاح ما فسد، وهناك فئات تنتسب للتصوف وليست من التصوف في شيئ ، وبعضهم يفعل ذلك عمدا لتشويه صورة الصوفية وقد رد عليهم مشائخ الصوفية أنفسهم ومنهم على سبيل المثال مشايخ " العشيرة المحمدية " بمصر فقد رد علماؤها على جميع المتمصوفة المنحرفين وبينوا أغلاطهم .
وحتى لا نطيل الكلام فأهل السنة والجماعة الحقيقيين هم من ذكرنا من السادة الصوفية والأشاعرة وأهل المذاهب الفقهية الأربعة وأهل الحديث و هم في الحقيقة واحد ، ولا يضر في هذا أبدا تعدد التسميات ولم يكن هذا مشكلة عندهم أبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق