الأربعاء، 23 أبريل 2025

ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) ؟



#كلام_ماتع
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) ؟
وهل ما ينطبق على أمراء المؤمنين في ظل دولة خلافة الإسلام، ينطبق على حكامنا العملا ؟!
==================

يريد المدخلي أن يوهمك أن معنى قول الرسول: (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) أن الحاكم طالما أقام فينا الصلاة فلاعليه ان بدل الشرائع ،

وهدم المساجد ، وشيد المعابد الشركية ،وحارب المتدينين وضيق عليهم ،ومكن للعلمانيين والملحدين والمشككين من نشر كفرياتهم بين المسلمين ، ومكن للفاسقين من الممثلين والمغنين من نشر فجورهم ، ووالا اليهود والصلیبین وظاهرهم ضد المستضعفين من المسلمين هيا نر كيف فهم العلماء هذا الحديث:
#_مــــا__أقامـــوا__فيكــم__الصلاة .
عن عوف بن مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟
1⃣(قال : لا [[ مــا أقاموا فيكم الصلاة ]] )أ.هـ
2⃣(قال لا [[ ما صلــوا ]] ) أ.هـ رواية أخرى.
3⃣(لا دعوهم [[ ما صاموا وصلوا ]] ) أ.هــ
✍️ فليس المراد من معنى إقامة الصلاة هنا كما فهمه المداخلة هو مجرد الأداء وفقط ، ولكن المراد من معنى إقامة الصلاة هنا هو : [[ إقامة الدين ]] إذا المعنى ( ما أقاموا فيكم الدين ) والذي هو (مقصود الولاية ) ..
✍️ وإنما عَبَّر عَنْهُ النبي صلى الله عليه وسلم [[ بالصلاة ]] بإعتبارها عماد هذا الدين ، وأن من ضيعها كان لما سواها أضيع ، فعبر بالجزء الذي يراد به الكل إذ هي أساسه المتين ، وركنه الركين ، وأساس بنائه الحصين ، فَمن أَقَامَهَا فقد أَقَامَ الدّين، وَمن تَركهَا فقد هدم الدّين ..
#الأدلة_على_كلامنا
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
⬅️ قال القاري في مرقاة المفاتيح : ( أقول الظاهر أن [[ المراد بالصلاة الدين ]] وإنما عبر عنه بها لأنها عماد الدين ، ولكونها أم العبادات وأنها تنهى عن السيئات أو ذَكَرَها على منوال المثال أي [[ الصلاة ونحوها من أمور الدين ]] ) أ.هــ
⬅️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح عمدة الفقه : (التاسع: ما تقدم من حديث معاذ فإن فسطاطا على غير عمود لا يقوم [[ كذلك الدين لا يقوم إلا بالصلاة ]] )) أ.هـ
⬅️ قال العلامة ابن عاشور في تحريره عند تفسيره لقوله تعالى : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة... ) قال : ( فأما إقامة الصلاة [[ فلدلالتها على القيام بالدين وتجديد لمفعوله في النفوس ]] .. ) أ.هــ
✍️ فلو كان المعتبر من معناها هو مجرد الأداء أو صوت ونداء فقط ، دون إقامة الدين في الأمه ، لجلس كل حاكم في محرابه و دون أن يأتي بكفر بواح !! وفي هذا هلاك البلاد والعباد ، وهو نقيض المقصود من إقامته فلو أردنا خلعه درءً للمفسدة ، فأنّى لنا بخلعه حينئذٍ وقد أدى صلاته ؟؟!! فكانت الإشارة إليها للدلالة على إقامة قواعد هذا الدين في الأمة ، وإعلاء سيادة الكتاب والسنة ، لكنه عبّر بها بإعتبار أنها عمود هذا الدين وأظهرهُ ، ومن ضيع دين نفسه فهو لدين غيره أضيع .
✍️ لذلك فإن الإمام النووي رحمه الله في المنهاج لم يفسر ( لا ما صلوا ) في رواية أم سلمة رضي الله عنها بمجرد الأداء وفقط ، ولكنه فسّرها [[ بإقامة قواعد الإسلام ]] والذي يساوي ( مقصود الولاية) والذي يساوي ( إقامة الدين ) ، وجعل ترك إقامتها أحد مناطات الخروج على الأئمة.
⬅️ قال الإمام النووي في المنهاج :- ( وأما قوله أفلا نقاتلهم قال لا ما صــلوا ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق [[ مالم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام ]] ) أ.هــ
⬅️️ ومما لا شك فيه ، أن فصل الدولة عن الدين ، وإعلاء سيادة القوانين الوضعية وغير ذلك مماذكرناه في مواضع كثيرة ، تغيير سافر لقواعد الإسلام العظيم .
✔️ ويؤكد ذلك الفهم ويوضحه الرواية الأخرى المنوه عنها عاليه : ( لا دعوهم [[ ما صاموا وصلوا ]] ) أ.هــ
⬅️️ فالشرط في الحديث لا يفيد إختصاص الحكم بترك الصلاة والصوم ، إذ أن ما سواهما في المعنى داخل بطريق القياس ، وما فوقهما داخل فيهما بقياس الأولى ولهذا لم يخصص الإمام النووي رحمه الله الحديث كما قلنا من قبل بالصلاة ، ولم يعممه كذلك في أنواع الكفر ، ولكن خصه في تغيير قواعد الإسلام والذي هو مقصــود الولاية .
لذلك قال أبو العباس القرطبي في المفهم بعد ذكره لحالة الخلع بالكفر
⬅️ قال : ( ثم إن كانت تلك المعصية كفرًا : وَجَبَ خَلعُه على المسلمين كلهم . [[ وكذلك : لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين ؛ كإقام الصلاة ، وصوم رمضان ، وإقامة الحدود ، ومَنَع من ذلك . وكذلك لو أباح شرب الخمر ، والزنى ، ولم يمنع منهما ، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ ]] ، فأمَّا لو ابتدع بدعة ، ودعا النَّاس إليها ؛ فالجمهور : على أنه يُخْلَع ]] ) أ.هــ
⬅️ قال القاري في مرقاة المفاتيح : ( أقول الظاهر أن المراد بالصلاة الدين .....أو [[ ذكرها على منوال المثال أي الصلاة ونحوها من أمور الدين ]] ) أ.هــ
✔️ هذا وكلام النبي يفسر بعضه بعضا فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم الحصين قالت : ( حججت مع رسول الله صـلى الله عليه و سلم فسمعته يقول ( إن أُمر عليكم عبد مجدع أسود [[ يقودكم بكتاب الله ]] فاسمعوا له وأطيعوا ) أ.هــ
وفي رواية : [[ ما قادكم بكتاب الله عز وجل ]] ، وفي رواية : [[ ما أقام فيكم كتاب الله عزوجل ]] ، وفي رواية ، [[ ما أقام لكم كتاب الله ]] وفي رواية : [[ ما أقام لكم دين الله ]] والذي هو مقصود الولاية
✍️ إذاً فمعنى : ( ما أقاموا فيكم الصلاة ) = ( ما أقام لكم دين الله ) .
✍️ وعليه فليس معنى إقامة الصلاة مجرد أداء يؤدى وفقط ، أو مجرد شعيرة ينادى بها ولا يمنع منها ، بل لها مدلول لا ينفك عنها ، من الدعوة إليها ، وحمل الناس عليها ، فيعاقب تاركها ، ويستتاب منكرها ، وليس الأمر كما هو الشأن في كثير من البلدان ، من أراد أن يصلي فليصل ومن أراد أن لا يصلي فلا يصلي ، و من أراد أن يصوم فليصم ومن أراد أن يفطر فليفطر ، و من أراد أن يدفع الزكاة فليدفع ومن أراد أن لا يدفع فلا يدفع .
✍️ وما فعله أبو بكر الصديق من قتالٍ لمانعي الزكاة لخير دليل على هذا ، فقد أراد
[[ إستيفاء قواعد الإسلام طوعا أو كرها ، فلم يعتبر إلا إقامة الملة كما كانت عليه من قبل زمان رسول الله ]] = مقصود الولاية .
✍️ قال الشاطبي في الإعتصام في معرض حديثه عن قتال الصديق لمانعي الزكاة وقوله لمن إحتجوا عليه ، ( والله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه ) .
⬅️قال الشاطبي : ( فتأملوا هذا المعنى فإن فيه نكتتين مما نحن فيه :
أحدهما أنه لم يجعل لأحد سبيلا إلى [[ جريان الأمر في زمانه على غير ما كان يجري في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان بتأويل ]]...
والثانية : أن أبا بكر رضي الله عنه لم يلتفت إلى ما يلقى هو والمسلمون في طريق طلب الزكاة من مانعيها من المشقة إذ لمّا إمتنعوا صار مظنة للقتال... ولكنه رضي الله عنه لم يعتبر إلا [[ إقامة الملة على حسب ما كانت قبل ]] .. ) أ.هـ = إقامة المقصود من ولايته من إستيفاء قواعد الإسلام ، وإقامة الدين بين الأنام .
✍️ فمعنى ما أقاموا فيكم الصلاة = إشارة إلى وظيفته ، والمقصود من ولايته ، من إقامة دين الله وحراسته ، وسياسة دنيا المسلمين بشريعته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق