الاثنين، 19 نوفمبر 2018

الأدلة الشرعية وبعض الآثار تدل على مشروعية قراءة القرآن على أموات المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
نتيجة بحث الصور عن قراءة القران عند القبر
أما بعد: فيا أحبابي تأملوا في ما يلي:
روى الإمام الطبراني في (المعجم الكبير)، ووالإمام البيهقي في(شعب الإيمان)، وأبوبكر الخلال في(القراءة عندالقبور) ([1])

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن بَحْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الْعَلاءِ بن اللَّجْلاجِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي:"يَا بنيَّ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْحِدْنِي، فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي، فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ سِنَّ عَلَيَّ الثَّرَى سِنًّا، ثُمَّ اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ، وَخَاتِمَتِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ". ([2])
قا ل نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) : رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. ([3])
واعتمد على هذا الحديث كالدليل على القراءة للأموات الشيخ جلال الدين السيوطي في (الدر المنثور)، وكذا أبو محمد الحنفي الزيلعي في(نصب الراية لأحاديث الهداية)، و إبن حجرالعسقلاني في(تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير)، وإبن عساكر في(تأريخ دمشق).
و ذكره أيضا كالدليل على مارأه كلٌ من عبد الرؤوف المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير)، و (محمد علي محمد الشوكاني الذي يعتمد على قوله الوهابية) في (نيل الأوطار) في موضعين وغيرهم.
*و وردت أيضا رواية أخرى عن إبن عمر رضي الله عنهما في هذه المسألة
كما رواها الطبراني في(المعجم الكبير)13613،والبيهقي في (شعب الإيمان)8986
حدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن نَهِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ:إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلا تَحْبِسُوهُ , وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ , وَلْيُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ . ([4])
في هذا الحديث بعض العلماء يقول:إنه ضعيف ، وبعض آخريقول: موقوف على ابن عمر.
ولكن إبن حجرالعسقلاني في الفتح يقول :أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَن. ([5])
زومعلوم أن إبن حجر العسقلاني ثقة حتى عند الوهابية.
*واعتمد على الحديث كالدليل هؤلاء الإمام السيوطي في (الدر المنثور).
و(الشوكاني) في (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) ([6]) وفي(نيل الأوطار) ([7]).
و محمد بن إسماعيل الصنعاني في (سبل السلام) ([8])
*وأيضا اللجنة الدائمة الفقهيه في السعودية التي تشكلت من :كبائر السلفيين(بكر أبو زيد ، صالح الفوزان ، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس اللجنة) تعتبر هذا الحديث حسنا، واستدلت به فى إحدى الفتاوى. ([9])

*قال الإمام الكبير أحمد بن حنبل:( إذا دخلتم المقابر فاقرأوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم. ([10])
وفي رواية أخرى قال:(إذا دخلتم المقابر اقرأوا آية الكرسي وثلاث مرار قل هو الله أحد ثم قلوا اللهم ان فضله لاهل المقابر) ([11])

ونقل هذا عن الإمام أحمد كلٌ من أبي بكر بن الخلال الحنبلي في(القراءة عندالقبور)وابن حجرالعسقلاني في( الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع)، و إبن قدامة في(المغني) و(الشرح الكبير). ([12])
إ
*وأيضا إبن تيمية (الذي تعتبره الوهابية كأول مؤسس لعقيدتهم العجيبة) في (اقتضاء الصراط المستقيم و(فتاواه):
أشار إلى أن أصح الأقوال وآخرها للإمام أحمد بن حنبل -رحمة الله- على ثواب القراءة يصل إلى الأموات. ([13])

*وأيضا جمهورعلماء المذاهب الأربعة(الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية) على وصول
ثواب القراءة للأموات . كما ورد في إحدى فتاوى الأزهر الشريف ([14]) .

*تنبيه:بعض من هذا العصر يقول إن الإمام الشافعى -رحمة الله- على أن ثواب القراءة لايصل إلى الأموات ، لأنه قال : ذللك في (الأم).
ولكن هذا الكلام باطل لسببين:
1- قال القاضي زكريا الأنصاري في فتح الوهاب::"فقال النووي في شرح مسلم المشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت وقال بعض أصحابنا يصل وذهب جماعات من العلماء إلى أنه يصل إليه ثواب جميع العبادات من صلاة وصوم وقراءة وغيرها"
ثم قال بعد مانقله من النووي رحمه:" وما قاله من مشهور المذهب محمول على ما إذا قرأ لا بحضرة الميت ولم ينو ثواب قراءته له أو نواه ولم يدع بل قال السبكي "الذي دل عليه الخبر بالاستنباط أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت نفعه وبين ذلك وقد ذكرته في شرح الروض. ([15])
2- وقال ابن حجر العسقلاني في(الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع) :وروى أيضا عن الزعفراني قال سألت الشافعي رضي الله عنه القراءة عند القبر فقال لا بأس به // حسن //
ثم قال الحافظ : وهذا نص غريب عن الشافعي والزعفراني من رواة القديم وهو ثقة وإذا لم يرد في الجديد ما يخالف منصوص القديم فهو معمول به ولكن يلزم من ذلك أن يكون الشافعي قائلا بوصول ثواب القرآن لأن القرآن أشرف الذكر والذكر يحتمل به بركة للمكان الذي يقع فيه وتعم تلك البركة سكان المكان وأصل ذلك وضع الجريدتين في القبر بناء على أن فائدتهما أنهما ما دامتا رطبتين تسبحان فتحصل البركة بتسبيحهما لصاحب القبر ولهذا جعل غاية التخفيف جفافهما وهذا على بعض التأويلات في ذلك وإذا حصلت البركة بتسبيح الجمادات فبالقرآن الذي هو أشرف الذكر من الآدمي الذي هو أشرف الحيوان أولى بحصول البركة بقراءته ولا سيما إن كان القارئ رجلا صالحا والله أعلم. ([16])

ويكفي لمعرفة رأي الإمام الشافعي حول هذا الموضوع قول الحافظ النووي في رياض
الصالحين في باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة بعد دفنه للدعاء له والاستغفار والقراءة ما نصه :"قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شئ من القرءان وإن ختموا القرءان عنده كان حسنًا". و كتاب (رياض الصالحين) بحمد الله موجود و مطبوع وشائع بيننا، ونستطيع أن نطلع عليه بأسهل طريق، فلماذا لانفهم بعد؟؟ !! .
وفي الأخير ننقل لكم فوائد مفيدة قد تكون كافية و شافية في هذا الموضوع ، وهذه الفوائد نصوص من رسالة (القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقراءن العظيم) وهي رسالة مخطوطة محفوظة في مكتبة الأزهر، اطلعنا عليها من خلال موقع ملتقى أهل الحديث. ([17])
ونقول: قد سُئِلَ شمس الدين العسقلاني الكناني الشافعي المعروف بإبن القطان ([18]) ــــ ( وهو أحد من مشايخ الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمهما الله ) ـــــ وهل يصل ثواب القراءة للميت أم لا؟.
فأجاب عنها في رسالة سماها (القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقراءن العظيم) بجواب شاف كاف ونركز معكم على بعض من أقواله :

1-قال رحمه الله في بداية جوابه: " وقال كثيرون من الشافعية والمالكية والحنفية: تصل، وبه قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه بعد أن قال: القرآنُ على القبر بدعة، بل نقل عن الإمام أحمد رضي الله عنه يصل إلى الميت كلّ شيء من صدقة، وصلاة، وصوم، وحجّ، واعتكاف، وقراءة، وذكر وغير ذلك. ونقل عن جماعة من السلف، ونقل عن الشافعي رضي الله عنه انتفاع الميت بالقرآن على قبره، وسيأتي في قراءة الشافعي رضي الله عنه عند قبر الليث رضي الله عنه ما يدلّ عليه، واختار شيخنا شهاب الدين عقيل رضي الله عنه وصول ثواب القراءة للميت، وكُنَّا نزور معه جماعة موتى من الصالحين بالقراءة، منهم: الصحابي عقبة بن عامر، وسيدي إسماعيل المزني، والقاضي بَكَّار، والإمام الشافعي، وسيدي أبو العباس الحرار، وسيدي الليث بن سعد رضي الله عنه. واشتهر أو تواتر أن الشافعي رضي الله عنه أثنى عليه خيراً متزايداً، وذكر أنه كان أفقه من غيره ممَّن هو من أكابر السادات العلماء رضي الله عنه، ولكن أضاعوه أصحابه، وقرأ عنده ختمة، وقال أرجو أن تدومَ القراءة عنده كذلك دائماً لا تنقطع ويمضي لهم ليلة عظيمة، وربما اجتمع عنده عشرون جوقة أو أكثر من أكابر السادة والقراء والمشايخ والصالحين تقبل الله منهم، وأثابهم. ووصول ثواب القرآن إلى الميت قريباً أو أجنبياً هو الصحيح، كما تنفعه الصدقة والدعاء والاستغفار بالإجماع. وقد أفتى القاضي حسين بأن الاستئجارَ للقراءة على رأس القبر جائز كالاستئجار للأذان وتعليم القرآن".

2- ثم قال ابن القطان رحمه الله بعد سطور :" قال النووي رضي الله عنه في ((زيادات الروضة)): ظاهر كلام القاضي حسين رضي الله عنه صحّة الإجارة مطلقاً، وهو المختار، فإن موضع القراءة موضع بركة، وتنزل الرحمة، وهذا مقصودٌ بنفع الميت. وقال الرافعي رضي الله عنه وتبعه النووي رضي الله عنه في ((كتاب الوصية)): الذي يعتاد من قراءة القرآن على رأس القبر قد ذكرنا في باب الإجارة طريقين في عود فائدتها إلى الميت، وعن القاضي أبي الطيب رضي الله عنه طريق ثالث: وهو أن الميت كالحيِّ الحاضر فترجى له الرحمة ووصول البركة إذا أهدي الثواب إليّ اليّ القارئ. وعبارة ((الروضة)): إذا وصل الثواب إلى القارئ. انتهى. وعن القاضي أبي الطيب رضي الله عنه: الثواب للقارئ والميت كالحاضر، فترجى له الرحمة والبركة.

3- ثم يقول ابن القطان رحمه الله في مكان آخر :" قال القرطبي: وقد استدلّ بعض علمائنا؛ على قراءة القرآن على القبر بحديث: ((العسيب الرطب الذي شقّه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين، ثم غرس على قبر نصفاً، وعلى قبر نصفاً، وقال: لعلَّه يخفف عنهما ما لم ييبس))([19])، أخرجه البُخاري ومسلم. قال: وفي (مسند أبي داود الطيالسي)): ((فوضع على أحدهما نصفاً، وعلى الآخر نصفاً، وقال: إنه يهون عليهما ما دام فيهما من بلولتهما شيء))([20]). لعله قال القرطبي: قال علمائنا؛ يستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور، وإذا خفَّفَ عنهم بالأشجار، فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن، وفي بعض الأحاديث: ((إنهما يُسبحان ما داما رطبين)). وقال القرطبي أيضاً: استحبَّ العلماءُ زيارةَ القبور؛ لأن القرآنَ والذكرَ تحفة الميت من زائره، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما الميت في قبره إلا كالغريق المغوث ينتظر دعوة تلحقه من ابنه أو أخيه أو صديق له، فإذا لحقته كان أحبَّ له من الدنيا وما فيها، وإن هدايا الأحياء للأموات دعوة الدعاء والاستغفار)).وقال النووي رضي الله عنه: استحبَّ العلماء قراءة القرآن عند القبر، واستأنسوا بحديث الخريدتين، وقال: إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما، فانتفاع الميت بقراءة القرآن عند قبره أولى، فإن قراءةَ القرآن من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود، وقد نفع القرآن بعض مَن حصل له ضرر في حال الحياة، فالميت كذلك. قال ابنُ الرفعة: الذي دلَّ عليه الخبر بالاستنباط أن بعضَ القرآن إذا قصد به نفع الميت، وتحقيق ما هو فيه؛ إذ ثبت أن الفاتحةَ لَمَّا قصد بها القارئ نفعَ للملدوغ نفعته، وأقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: ((وما يدريك أنها رقية))([21])، وإذا نفعت الحيَّ بالقصد كان نفع الميت بها أولى؛ لأن الميتَ يقع عنه من العبادات بغير إذنه ما لا يقع عن الحيّ. نعم يبقى النظر في أن ما عدا الفاتحة من القرآن الكريم إذا قرئ وقصد به ذلك هل يلتحق به؟ انتهى. نعم يلتحق به.ففي ((كتاب ابن السني)): عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قرأت في أذنه، قال: قرأت {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً}([22])، حتى فرغت من آخر السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلاً قرأ بها على جبل لزال))([23]).ومثل ذلك ما جاء في القراءة بسورة المعوذتين والإخلاص وغير ذلك.وفي الرقية بالفاتحة دليلٌ على صحّة الإجارة والجعالة لينتفع بها الحيّ فكذلك الميت، ومما يشهد لنفع الميت لقراءة غيره قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا على موتاكم [يسن]([24]) ))([25])، رواه أبو داود من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، قال النَّوَويُّ: ((إسناده ضعيف، فيه مجهولان، لكن لم يضعفه أبو داود)). انتهى.عادة المحدثين في حديث الذي يرويه أبو داود، ولم يضعفه أنه غير ضعيف، قال أبو داود: ((ما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وكذلك بعضها أصحُّ من بعض))([26]).قال بعضُ المحدِّثين: الحديثُ الذي يرويه أبو داود يكون تارةً صحيحاً، وتارةً حسناً، وفي كلام ابن الصلاح رضي الله عنه أن ما وجدنا في كتابه مذكوراً مطلقاً، وليس في واحد من ((الصحيحين))، ولا نصّ على صحَّته أحدٌ ممَّا يُمَيِّزُ بين الصحيح والحَسَن عرفنا أنه حَسَن عند أبي داود، ومجرد الستر لا يكون الحديث ضعيفاً، بل قد يكون في الحديث مستور، والحديث حسن، كما قاله ابنُ الصلاح وغيره بشروط ذكرت.والحديث في قراءة يسن على الموتى، رواه ابن حبان في ((صحيحه))، ورواه ابن ماجه، ورواه النَّسائيّ، ولفظه: ((اقرؤوا ياسين عند موتاكم))، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ولفظه: ((يسن ثلث القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، فاقرؤوها على موتاكم)).وأَوَّلَ جماعةٌ من التابعين وصول القراءة للميت بالمحتضر، واستحبّ بعضُ العلماء أن يقرأ عليه سورة الرعد، والتأويل خلاف الظاهر، ثمّ يقال عليه: إذا انتفع المحتضر بقراءة يسن وليس من سعيه، فالميت كذلك، والميت كالحيِّ الحاضر يسمع كالحيّ الحاضر، كما صحَّ في الحديث خلافاً لمَن خالف.وعن مجاهد عن الشعبي رضي الله عنه، قال: كانت الأنصار إذا حضروا قرؤوا عند الميت سورة البقرة.ورُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: أنه أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة.وخَرَّجَ النَّسائيُّ غيره من حديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مرَّ على المقابر، وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرّة، ثم وهب أجره للأموات، أُعطي من الأجر عدد الأموات)).ورُوي من حديث أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ المؤمنُ آيةَ الكرسي وجعلَ ثوابها لأهل القبور، أدخل اللهُ في كلِّ قبر من المشرق إلى المغرب أربعين نوراً، ووسَّعَ اللهُ عليهم مضاجعهم، وأعطى اللهُ القارئَ ثواب ستين نبياً، ورفع اللهُ له بكلِّ ميت درجة، وكتب اللهُ له بكلِّ ميت عشر حسنات))". انتهى ما نقلته من كلام ابن القطان.
أحبابي في الله هذا هو الحق إن تبعتموه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب المذنب الفقير: عدنان خالد رسول
بكالوريوس في أصول الدين /كلية العلوم الإسلامية/ جامعة السليمانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1])أبو بكر الخلال: وهذا العالم تعتمد عليه الوهابية كثيرا وله رسالة مسماة ب( القراءة عند القبور) وقد نشرت هذه في مجلة ( المنهج) بتحيق أ.د الشيخ حسن المفتي جزاه الله خيرا، وهو: أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر المعروف بالخلال ،سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وطبقتهما، وصحب المروزى إلى أن مات وصحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم صالح وعبد الله إبناه وإبراهيم الحربي، والمغازلي،له التصانيف الدائرة والكتب السائرة من ذلك الجامع والعلل والسنة والطبقات وتفسير الغريب والأدب وأخلاق أحمد وكان شيوخ المذهب يشهدون له بالفضل والتقدم، توفى ببغداد نهار الجمعة ليومين خليا من ربيع الآخر سنة 311هـ، ودفن إلى جنب قبر المروزى عند رجل الإمام أحمد. ينظر: المقصد الارشد (1/167).
([2])المعجم الكبير للطبراني /باب اللام/ ج19/ص220/ مكتبة العلوم والحكم – الموصل/ 1404 - 1983 /تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي.
([3])(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي/ دار الفكر، بيروت - 1412 هـ/ ب3/ل161)
([4])المعجم الكبير للطبراني /باب العين/ ج12/ص444/ مكتبة العلوم والحكم – الموصل/ 1404 - 1983 /تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي.
([5]) فتح الباري/ج4/ص.
([6])فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير/للشوكاني/ دار النشر: دار الفكر – بيروت/ج1/ص38.
([7])نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار/ للشوكاني/دار النشر: دار الجيل - بيروت – 1973/ج4/ص115.
([8])سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام/لمحمد بن إسماعيل الصنعاني /دار النشر، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1379/ الطبعة4/ تحقيق: محمد عبدالعزيز الخولي/ج2/ص106.
([9]). فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء/لأحمد بن عبد الرزاق الدرويش/ رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء ، الإدارة العامة للطبع ، الرياض/ 1417هـ - 1996م الطبعة : الأولى/ الفتوى رقم (1705).
([10]):ينظر:الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع/لابن حجر العسقلاني / دار الكتب العلمية - بيروت/الطبعة الأولى ، 1997/تحقيق : أبي عبدالله محمد حسن محمد الشافعي/ص85.
([11])ينظر: الشرح الكبير لابن قدامة المقدسي/ دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع/ج2/ص424/، وأيضا /المغني لابن قدامة المقدسي/ دار الفكر - بيروت/الطبعة الأولى ، 1405/ج2/ص224..
([12])يرجع إلى المصادرالسابقة.
([13])إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصاب الجحيم/لابن تيمية الحراني/ج2/ص236-239./ومجموع الفتاوى لابن تيمية/ج24/ص317.
([14])ينظر: الفتوى / انتفاع الميت بقراءة القرآن/المفتي/عطية صقر/مايو 1997/المبادئ القرآن والسنة/السؤال/ ما حكم الدين فى قراءة القرآن على الأموات هل تنفعهم أو لا تنفعهم؟ http://www.islamic-council.com/.
([15])"فتح الوهاب شرح منهج الطلاب/ للقاضي زكريا الأنصاري/ دار النشر: دار الفكر، بيروت/ج4/ص68.
([16])ينظر:الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع/لابن حجر العسقلاني / دار الكتب العلمية - بيروت/الطبعة الأولى ، 1997/تحقيق : أبي عبدالله محمد حسن الشافعي/ص85-86.

([17]) لتحميل تلك الرسالة ومعرفة المزيد يرجع إلى هذا الرابط:موقع ملتقى أهل الحديث / قسم المخطوطات/http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80823 .
([18])إبن القطان: محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عيسى المصري شمس الدين الشافعي المعروف بابن القطان ولد سنة 737 وتوفي سنة 813 ثلاث عشرة وثمانمائة. له الإحسان العميم بانتفاع الميت بالقرآن العظيم. التسهيل. جمع الشمل في الفرائض والحساب والهندسة. الذيل على طبقات الشافعية للأسنوي. السهل في القراآت السبع. شرح الألفية لابن مالك في النحو. في أربع مجلدات. المشرب الهني في شرح مختصر المزني. هادي الطريقين في أصول الفقه/.ينظر: هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين/ لإسماعيل باشا البغدادي - (ج 2 / ص 41) الموسوعة الشاملة الألكترونية.
([19]) في ((صحيح البخاري))(5: 2249)، و((صحيح مسلم))(1: 241)، وغيرهما.
([20]) في ((مسند الطيالسي))(1: 117)، وفي ((مشكل معاني الآثار))(11: 336): ((من رطوبتهما شيء))، وفي ((مسند أحمد))(5: 35): ((ما كانتا رطبتين))، قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد))(ر13135): ((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة)).
([21]) في ((صحيح البخاري))(2: 795)، و((سنن الترمذي))(4: 399).
([22]) المؤمنون: 115.
([23]) في ((حلية الأولياء))(1: 7)، وقال الهيثمي في ((المجمع))(ر8469): ((رواه أبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح)).
([24]) ساقطة من الأصل، ومثبتة من السنن.
([25]) في ((سنن أبي داود))(2: 208)، و((مسند أحمد))(5: 26)، و((صحيح ابن حبان))(7: 269)، و((سنن النسائي الكبرى))(6: 265)، و((سنن البيهقي الكبير))(3: 383)، و((المعجم الكبير))(20: 219)، و((مسند الطيالسي))(1: 126)، وغيرها.
([26]) من ((سنن أبي داود))(1: 16) باختصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق