الأربعاء، 6 فبراير 2019

ارجو الرد على من يقول :

 السؤال:

ارجو الرد على من يقول : تدين الشخص واتباعه للديانه أمر خاص به فقط وليس إجباراً، ربنا ما بيامر على جبر الناس على الدخول في الدين من أصله فما بالك يجبرهم على
اتباع جميع تعاليمه, واستدل بقوله تعالى: {وهديناه النجدين}

اعتقد انه يتكلم في مجال الحرية في الاسلام         

الجواب:

الرد يختلف باختلاف منطلقات الشخص, إن كان مسلما - كما يبدو من السؤال- فنصحح له فهمه وندلل له على أن الإسلام يتضمن في جوهره الانقياد لله تعالى والتسليم لأمره, وأنه دين شامل ينظم الحياة على المستوى الفردي والجماعي والدنيوي والأخروي, والأدلة على ذلك لا تحصى, ومن هنا فإن إقامة الدين كما أمر الله يجب أن تكون شمولية, فأحكام الله تعالى يجب أن يعمل بها ويدعى إليه وينهى عما يخالفها, ولا يعني ذلك أننا سندخل بيوت الناس ونجبرهم على ما يخفونه, لكن علينا واجب ومسؤولية في دعوتهم ونصحهم وأمرهم بالمعروف والتواصي معهم على الحق ونهيهم عن المنكر, ومن مسؤولية الإمام أن يقوم بدوره في ذلك فيمنع ظهور المعاصي وينشر الخير, وفي هذا رحمة للعباد والبلاد وسبب في كل خير

أما استدلاله بالآية, فالآية فيها امتنان من الله تعالى بتعليم الإنسان التمييز بين طريق الهدى وطريق الضلالة, وليس يلزم من ذلك التسوية بينهما, فقد بين الله تعالى سوء عاقبة طريق الضلالة في الدنيا والآخرة وحذر منه وجعل بين أهل الطريقين الخصومة والدعوة والمجاهدة, كما لا يلزم من خلق الله للإنسان بإرادة حرة وإعطائه القدرة على أن يختار في الدنيا ما سيلاقي جزائه أن تتعطل الأحكام, ولا يعني أن ينتفي التأثير بالنصح والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإلا لما أنزلت هذه الأحكام وأرسل بها الرسل وعملوا بها هم وعمالهم وخلفاؤهم, وهذا واقع قطعا لا يمكن إنكاره, فالحرية الشخصية موجودة لكن التأثير فيها من المحيط والكيان الإسلامي الحاكم موجود أيضا, وهذا من طبيعة كون الإسلام دين شاملا لا دينا فرديا فحسب, وأي نظام شامل يحكم وينظم حياة الناس سيكون هكذا كما هو حال البشرية دوما, وإنما يختلف مقدار تقييد الحرية ومرجعه, وفي نظام يلتزم العبودية لله ويجعل كلمته هي العليا فإن المرجع هو الوحي والمقدار هو ما يحده الوحي نفسه, وهذه المرجعية الحاكمة مرجعية مبرهنة متفقة مع دلائل العقل, بخلاف المرجعيات الاعتباطية غير الحقيقية الأخرى.

وأخيرا بالنسبة لقضية عدم الإجبار على دخول الدين, فالمقصود عدم الإجبار على اعتناقه والدخول فيه, لا عدم الإجبار على الخضوع لنظامه بحيث تعلو كلمة الله ويدخل الناس مسلمهم وكافرهم تحت أحكامه, فهذا مما جاءت به الشريعة, وفيه رحمة وخير وبسط للعدل وإزالة للفتنة التي تصد الناس عن الهدى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق