السبت، 9 مارس 2019

سؤال لماذا فضل الله الرجل على المرأة في كثير من المواضع و خصوصا ما يتعلق بالإرث حيث الرجل له ضعف ما للمرأة . هل هناك سبب ما ؟ !!.

مقـالـة اليـوم : [ يوم -المـرأة - العـالـمي - !!!!! ] 
سؤال لماذا فضل الله الرجل على المرأة في كثير من المواضع و خصوصا ما يتعلق بالإرث حيث الرجل له ضعف ما للمرأة . هل هناك سبب ما ؟ !!.
الجــواب :
قال تعالى : ( يهبُ لمنْ يشاء - إنـاثاً - و يهـبُ لمنْ يشاءُ - الذكور - ) الشورى 49
نلاحظ في هذه الآية الكريمة مـا يلي :
1 _ كلمة [ إنـاثاً ] جاءت مقدّمة ، بينمـا كلمة [ الذكور ] جاءت متأخرة .
2 _ كلمة [ إنـاثاً ] بصيغة [ النكرة ، بدون - ال - التعريف ] ، بينمـا كلمة [ الذكور ] معرّفة ب - ال - التعريف ، و النكرة أعمّ و أشمل منَ المَـعْرفة ، فـعندمـا نقول : [ مهندسون ] تكون أعمّ من قولنـا : [ المهندسون ] .
3 _ ورد في الآية عبارة ( يهبُ لمنْ يشاء ) مرّتين ، و عند وجود [ مشيئتين ] ، فـإنّ المشيئـة الأولى للـه سبحانه ، و المشيئـة الثـانية للبشر ، لقوله تعالى : ( و مـا تشاءون إلاّ أنْ يشاء اللـه ) التكوير 29 .
لذلك :
إنّ [ الإنـاث ] مشيئـة إلهـيّة و عطاءٌ إلهيّ مبـارك ، لأنّ كلمة [ إنـاثاً ] في الآية جاءت مقرونة مع المشيئة الإلهية ، و جاءت بصيغة [ النكِرة ] الأعمّ و الأشمل ، بينمـا جاءت كلمة [ الذكور ] مقرونة مع المشيئة البشرية و جاءت [ معرّفة = أل التعريف ] بدون شموليّة .
و الدليل : أنّ امرأة عمران نَـذرت حملهـا لله سبحانه : ( إذْ قالت امرأة عمران : ربّ إنّي نذرتُ لك ما في بطني مُحرّراً ) آل عمران 35 ، أصبح في اعتقادها أنّ المولود سيكون [ ذكراً ] ، لذلك أصابتها الدهشة عندمـا ولدت [ أنـثى ] : ( فلمّا وضعتْها قالت : ربّ إنيّ وضعتهـا أنثى .... و ليس الذكرُ كالأنثى ) آل عمران 36 ، فاعترض الله على كلامهـا ب [ جُملةٍ اعتراضية ] : ( و الله أعلمُ بمـا وضَـعَـتْ ) ، أيْ أنّ الله [ يعـترض ] على رأيهـا و تعجّبهـا و قولهـا : ( و ليس الذكر كالأنثى !!!! ) ، لذلك نجد أنّ [ الحمْـل ] الذي نـذرته امرأة عمران للـه ، أراد الله أنْ يكون [ أنثى ] ، لأنّ [ الأنثى ] عطــاءٌ إلهيّ ، و هذا منتهى التكريم للمرأة .

بالنسـبة للأمـوال :
إنّ المـال الذي يأتي لـربّ الأسْـرة ، ليْسَ لـه فقـط و يُسـجّله باسـمه فقـط ، و عند المـوت يدخُل الورثة في الخلافات و المحاكم !!!!!!!!!! ، فهل الله سبحانه يُريـدُ ذلك الخـلاف بين الإخوة و الأخوات ؟ !!!!!!!!!! ، و الحـقيقة القُـرآنية هي :
( و الله فJضّل بعJضكم على بعْJضٍ في الJرزْق ، فمـا الذين فُJضّلوا بِـرادّي رزقهـم على مـا ملَكتْ أيمـانهم - فهُـمْ فيه ســواء - ... و الله جعل لكـم منْ أنفسكم أزواجاً و جعJل لكم منْ أزواجكم بنيJنَ و حـفَدَة ) النحل 71 ، و الآية الثانية : ( ضـرب لكـم مثلاً منْ أنفسكم هلْ منْ مـا ملَكتْ أيمانكم منْ شـركاء في مـا رزقكم فأنتم فيه سـواء ) الروم 28 .
إذاً : المـال الذي يكسـبه ربّ السـرة هو مـالٌ أرسله الله [ لجميع ] أفراد الأسرة و [ بالتساوي ] بين الذكور و الإنـاث ، و ليْسَ للأنثى [ نصفُ ] حصّـة الذكَـر !!! ، لقوله تعالى : ( فهُـمْ فيه ســواء ) . لذلك يجب توزيع الأموال على الجميع [ بالتساوي ] و الوالد على قيد الحياة ، و عند موت الوالد فقط تأخُذ الأنثى نصف حصّة الذكر منَ [ الميراث فقط ] بعد أن تكون قد أخذت كامل حصصهـا من قبل وفاة الوالد .
.
[ نـاقصـات عقْـلٍ و ديـن ] : 
و بمناقشة موضوعيّة و منطقية ، فإنّ [ النساء لسنَ ناقصات عقْل ] ، لأنّ [ العقْل ] هو صنفين :
1 _ عقْل تفكير : و فيه يتساوى النساء مع الرجال ، في المدارس و الجامعات و الأبحاث العلميّة ، و هذا ما نراه و اضحاً منْ أنّ مَنْ يدرس أكثر سوف يتفوّق أكثر سواءٌ كان ذَكراً أمْ أنثى .
2 _ عقْل تدبير : و هذا يتعلّق بطبيعة الذكور و الإناث ، فالذكور و منْذ الصِـغَر يهتمّـون بألعاب [ السيّارات و الأسلحة و ألعـاب المعارك .... ] ذات الطبعة الذكوريّة ، بينما الإناث لهُنّ ميول إلى الألعاب ذات الطبيعة الأنثوية ، مثل ألعاب [ المطبخ و تربية لُعبة و إطعامها ..... ] ، إذاً : في [ عقْل التدبير ] لا يوجد تفضيل الذكور على الإناث .
.
_ أمّا : شهادة إمرأتين مُقابل رجُلٍ واحد ، فهذا الموضوع ورد [ فقط ، فقط ، فقط ] في الشهادة في [ الأمور الماليّة ] و الأرقام و الحسابـات : ( إذا تـداينتـم بديْنٍ إلى أجـلٍ مُسمّى ....... ) الآية 282 سورة البقرة ، أمّا باقي الشهادات ، فالنساء متساويات في العدد مع الذكور ، مثال : ( و اللاتي يأتين الفاحشة منْ نسائكم ، فاستشهدوا عليْهنّ أربعـةً منكُم ) النساء 15 ، و لم يقُل : [ أربعة رجال ، أو ثمـانية نساء ] .
و مثال منَ القرآن : بالنسبة إلى فرعون الذكر : ( قال فرعون : ما أريكُم إلاّ ما أرى ) غافر 29 ، بينما بلقيس الأنثى فقد طبّقت أرقى اُسُس الشورى : ( ما كُنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون ) النمل 32 ، فهل بلقيس [ المرأة ] ناقصة عقْل عن فرعون [ الرجل ] ؟
.
[ خُـلـقْنَ منْ ضـلْعٍ اعْـوج ] !!!!!!!! :
لقـد تمّ التركيز على هذا الحديث ، منْ أجل التركيز على أنّ في المرأة [ عيـب في أساس تكوينها ] و لا يُمكن إصلاحه ، مع أنّهـا إنسانة ، و الله يقول ( لقد خلقْنا الإنسان في أحسن تقويم ) التين 4 ، و لم يقلْ سبحانه [ ما عدا المرأة ] ، كلّ ذلك إرضاءً للذين يُروّجون [ الإسرائيليّات ] من جهة ، و منْ أجل إظهار المرأة بالمرتبة الدونيّة لإضّطهادها منْ جهةٍ اُخرى .
الحديث : رواه النيسابوري في [ المستدرك ] ، و يقول [ ... حديث بن عجلان عن أبيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم قال : المرأة خُلقتْ منْ ضلْعٍ أعوج و إنّك إنْ أقمـتها كسـرتها ، و إنْ تركتـها لـمْ يـزلْ أعْـوج ] . 
و هذا الحديث جاء من [ الإسرائيليات ] التي يقول صاحب [ البداية و النهاية ] في الصفحة / 5 / عنها : فهو محمول على الإسرائيليّات المسكوت عنها عندنا . 
فعلاً هذا ما ورد في [ التوراة البابليّة ] التي كتبها الكاتبان [ عـزْرا و نحْـميا ] و التي هي منقولـة عنْ أساطير بـلاد ما بين النهرين [ دجلة و الفرات ] ، فقد جاء في الأسطورة السومرية : [ في جنّة الآلهة السومريّة دِلْمون جاء الإبن الإلهيّ ( أنكي ) أو إلـه الأرض ، و عندما مرض ، خلقتْ الآلهةُ ألـهةً اُنثى اسـمها : [ نِنْ تي : أو السـيدة الضلع ] منْ ضلعـه ، كيْ تمـرّضه و تعـالجه ] ، و منْ هنا ذكر الكاتب التوراتي أنّ المرأة خُلقتْ منْ ضلْع الرجل بعْـد [ عمليّة جراحيّة ] أجراها الله لآدم عليه السلام ، مع أنّ الله يقولها صراحةً أنّ المرأة خُلقتْ من [ نفْس ] الرجل و ليس من [ جسمه ] فقال ( خلقكم منْ نفْسٍ واحدة و خلق منها زوجها ) و لم يقل خلقكم من جسـمٍ واحدٍ .
.
هل النساء ناقصات عقْل و دين و أكثر أهل النار ؟ ! 
.
من أجل أن يتأكّد السادة [ المستنكرون ] و منْ أجل أنْ يطمئـنّ السادة أولي الألباب ، سوف أحلّل الموضوع بكلّ الموضوعيّة العلميّة و منْ خلال المراجع المعتمدة لدى السادة الذين يُصروّن أنّ أحاديث [ ناقصات العقل و الدين و أكثر أهل النار ] أنها صحيحة ، سوف نرى بالبرهان :
.
الحديث الأوّل : 
ورد في صحيح مسلم الحديث رقم / 1472 _ صلاة العيدين / : 
[ ..... عن داوود بن قيس عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سـعيد الخُدْريّ أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم كان يخرجُ يوم الأضحى و يوم الفطْر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته و سلّم قام فأقبل على الناس ... و كان يقول : تصدّقوا تصدّقوا تصدّقوا و كان أكثر مَنْ يتصدّق النساء ثمّ ينصرف ] ، وفي [ ابن ماجة رقم 1278 ] نجد : [ ... تصدقوا تصدّقوا فأكثر مَنْ يصدّق النساء بالقرْط و الخاتم و الشيء .. ] .
نلاحظ أنّ الرسول يقول : [ تصدّقوا ، و ليس : [ تصدّقن ] ، و قد ورد هذا الحديث في الكتب التالية : 
صحيح مسلم 1472 ، النسائي 1558 / 1561 ، ابن ماجة 1278 ، أمد 10954 / 10889 / 11084 ، صحيح ابن خزيمة 2 / 605 ، صحيح ابن حبّان 8 / 114 ، المستدرك 1 / 436 ، المسند 2 / 472، سنن البيهقي 3 / 297 ، السنن الكبرى 1 / 546 _ 1 / 553 ، مسند أبي يعلى 2 / 498 .
لكنّ هذا الحديث بهذه الصيغة التي يمتدح فيها صاحب الخلُق العظيم كَرم النساء دون الرجال ، لـمْ يرُقْ للكثرين منْ أصحاب [ المجتمع الذكوري ] ، فتمّ التعتيم شـبه الكامل على هذا الحديث ، و ظهر مكانه الحديث التالي :
_ [ يرجى الانتبـاه جيّداً أنّـه تـمّ استبدال راوي واحـد ] :
فقـد حلّ [ زيـد بن أسْـلم ] بـدل [ داوود بن قيس ] ، فأصبح الحديث كما يلي :
[ .... أخبرني زيـد هو ابن أسلم عن عيّاض بن عبد الله عن أبي سـعيد الخُدْريّ قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أضحى أوْ فطْـر إلى المصلّى فمـرّ على النساء فقل يا معشـر النساء تصـدّقن فإنّي أريتكنّ أكثر أهل النار فقلْن و بِـمَ يا رسول الله قال تُكْثرْن اللّعْن و تكْفُرن العشير ما رأيتُ مِنْ نافصات عقْلٍ دين أذْهب للبّ الرجل الحـازم منْ إحـداكنّ ..... ] .
.
انظروا بربّكم ، كيف أنّ تغيّـر راوي واحد ، قـد قلَـب الحديث الشريف رأساً على عقب ، و قد ورد هذا الحديث في الكتب التالية : صحيح البخاري 293 / 1369 / 1815 / 2464 ، صحيح مسلم 114 ، أبو داوود 4059 ، صحيح ابن حبّان 13 / 54 ، المسند 1 / 158، سنن البيهقي 1 / 308 _ 3 / 297 _ 4 / 178 ، الإيمان لإبن مندة 2 / 680 .
و في حديث البخاري رقم 993 ، يُضيف [ زيد ابن أسلم ] عبارة : [ و رأيتُ أكثر أهلها مِنَ النساء ] و لمْ يكتفي بناقصـات عقْـل و دين .
.
مـنْ هو [ زيـد ابن أسلم ] الذي قلب رواية الحديث :
هو مولى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ،و جـاء [ مُرسـلاً ] عن أبي هريرة رضي الله عنه ، و أستاذ [ زيـد ] هو [ عطاء بن يسار ] راوي [ الإسرائليّات ] المـعروف ،
إنّ تبديل راوي حديث واحد ، قلب مفهوم الحديث الشريف رأساً على عقب ، و بدأتْ هذه الأمّة تُروّج الحديث الثاني و أهملت الحديث الأوّل بالرغم منْ وروده في كل كتب الحديث ، ! ! ! ! 
.
تعقيب : إذا كانت المرأة بشكل عام [ ناقـصة ] ديـن ، لطبيعتهـا الفيزيولوجية التي فرضهـا الله عليهـا ، فكيف كانت السيدة [ مريم ] رضي الله عنها : ( من القـانتين ) التحريم 12 ، و إذا كانت المرأة : [ ناقصة عقل ] بشكل عام ، فكيف طبّقت ملكة سـبأ أرقى أنواع الشورى في التاريخ : ( يا أيهـا الملؤ أفتـوني في أمري ما كنتُ قاطعةً أمراً حتّى تشهدون ) النمل 32 .
و يرجى الانتباه أنّ كلمة [ المـلؤ ] قـد كُتبت الهمزة على [ واو ] ، و ليْسَ على حرف [ ألف ] ، أيْ : أنّ الأشخاص الذين كانوا حولهـا كانوا محترمين جداً من قِبلهـا .
.
بـسـم اللـه الـرحـمن الـرحـيم : 
( وَ إنِ احْـكُـمْ بيـنـهُـمْ بمـَا - أنْـزَلَ اللّـهُ - و لا تـتّـبْـعْ أهـواءهُـمْ ، و احْـذَرْهُـمْ أنْ يفتـنوكَ عنْ بعْـضِ مـا أنْـزَلَ اللّـهُ إلـيْـكَ ، فإنْ تـوّلَـوْا فـاعْلَـمْ أنّـمَـا يُـريْـدُ اللّـهُ أنْ يُصـيْبَـهُـمْ ببَـعْـضِ ذُنُـوبهِـمْ ... أَ فَـحُـكْـمَ الجَـاهليّـة يبـغُـونَ ، و مَـنْ أحْـسَنُ مـنَ اللّـه حُــكْــمـاً لـقوْمٍ يُوقنـونَ ) المائدة 49 / 50 .
.
لكم خالص المحبة و الشكر الجزيل ، و بارك الله بكم و عليكم و أصلح حالكم و بالكم ، وسلِمتْ أياديكم البيضاء لتعليقاتكم الكريمة الغالية التي تدلّ على قمّة الذوق و كَرَم أخلاقكم ، و صلى الله و سلّم على صاحب الخُلُق العظيم و على آله و أصحابه أجمعين
#يوم - #عيد #المرأة #8مارس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق