كيف تصبح سلفيا ـ مدخليا ـ ..؟!!!
((شروط الإنتساب للمنهج المدخلي الإقصائي))
ٲولا : أن تعتقد انك وحدك ( لا شريك لك ) على الحق ، وان كل من لم یوافق منهجك فهو مبتدع ضال ولو أوتي علم الشافعي وزهد ابن حنبل وتعبد فضیل بن عیاض وعلم ابن تيمية .. ، بل لابد أن یكون مثلك تابعا لـ ( ربيع ألمدخلي ومقبل الوادعي والألباني ) علیك أن تطيع هؤلاء فقط اياً كان بلدك وموطنك .
ـ وعليك بالسمع والطاعة لـ أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) وٳن تآمر مع اليهود والنصارى ضد الإسلام فعلينا أن نحسن الظن بهم ...و القنوات الفضائية السعودية كـ "إم بي سي" و"روتانا" وغيرهما هي للترفية واللهو .. وليس لمحاربة وتشويه الإسلام كما يدعي البعض وإن صح دعواهم فعليك بالصمت والطاعة لأمير هذه القنوات ..!!
واحذر أن تخالف شيوخنا ولو في مسألة فقية واحدة ... ستواجه بيانا رسميا بخروجك عن منهج السلف ويتم هجر وتبديعك وخروجك من الفرقة الناجية وبالتالي من الجنة و { فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } و { مَذْمُوماً مَّدْحُوراً }... أثبت ولاءك لشيوخنا وأعلم بأن آراء واجتهادات شيوخنا هو حكم الله ودين الله!!
واعلم ..أن ـ مصافحة النساء وإسبال الإزار حرام شرعا ويجب عليك توفیر اللحية وإعفاءها ، ويحرم عليك قصها أو حلقها والموسيقى حرام قطعا وكذلك الصور ..
ويستثنى من هذه الأحكام القطعية أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) يجوز له أن يصافح النساء ويسبل الإزار ويحق له أن يحلق اللحية ( حلق العارضين ) ويرقص مع بوش أو ترمب على أنغام موسيقى المحرمة ..ويصور حفلاته !!
ويستثنى من هذه الأحكام القطعية أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) يجوز له أن يصافح النساء ويسبل الإزار ويحق له أن يحلق اللحية ( حلق العارضين ) ويرقص مع بوش أو ترمب على أنغام موسيقى المحرمة ..ويصور حفلاته !!
، ويحق له دفع أموال الشعب المسلم وإيرادات الحج والعمرة إلى الیهود والنصارى وحلفائهم تحت أي مسمى جزية أم هدية لحماية عرشه والبقاء على الحكم ويقدم الأوسمة والنياشين لمن قال بالأمس عن أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) انتم بقرة حلوب..!! نعم ترامب قالها بكل وقاحه ( السعودية بقره حلوب ) ومتى جفّ حليبها يجب ذبحها.. لا تتدخل في السياسة وعليك بالسمع والطاعة !!
ثانيا :
ثالثا : أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهرا وباطنا ، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في ( الحش ) أو في الدرس أو على المنبر !!.
رابعا : أن تعتقد أن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والأحزاب الأخرى (( غير العلمانين طبعا فهم حلفائنا )) ودعاتهم وعلمائهم اخطر من اليهود والنصارى والشيوعيون ويجب محاربتهم إرضاءاَ لأمرائنا من العلمانيين والحكماء الداعمين والممولين الصانعين لمنهجنا و لفكرتنا ...!!!
خامسا : أن تعتقد أن الإسلام هو توفير اللحية , وإسبال الإزار وعداوة أهل القبلة – سلفا وخلفا ، علماءا وحكاما – إلا شيوخنا المعصومين ألمدخلي والألباني ومن سار على خطاهم ، ويجب علينا موالاة الحكماء والأحزاب العلمانية والبراءة من الأحزاب الإسلامية ..... مع التزام التعقد والتأزم الدائم مع من يخالفنا في الرأي .
سادسا : عندما تقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعل مقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف .
سابعا : ولا بد أن تتذكر أن الصحابة من ( السلف الصالح ) ، و التابعين خالفوا رسول الله بإدخالهم قبر النبي ضمن المسجد ( عفى الله عنهم ) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لوجود القبر الطاهر بالمسجد .
ثامنا : أن تعتقد أن الموسيقى والغناء حرام وهو عندنا من مسائل العقيدة وليس من المسائل الخلافية كما يدعي البعض ، ولو جاءوا بدليل قاطع من البخاري ومسلم فأوله بما یواف حكمنا في المسٲله ..!!
تاسعا : المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي حرام علينا وعلى الأحزاب الإسلامية وحلال للعلمانيين فقط ... وعليك ان تشارك في الانتخابات واحذر أن تعطي صوتك للأحزاب الإسلامية بل أعطها للعلمانيين فهم أولى بها من الأحزاب الإسلامية المبتدعة .فمن مفاخر السلفية عندنا عدم اشتغالنا بالعمل السياسي إلا بما يخدم مصالحنا ومصالح حلفائنا من الأحزاب العلمانية . و لتبقى ساحتنا السياسية مسرحا لأفكار العلمانيين والإباحيين ، واللادينيين والروافض .
تاسعا : المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي حرام علينا وعلى الأحزاب الإسلامية وحلال للعلمانيين فقط ... وعليك ان تشارك في الانتخابات واحذر أن تعطي صوتك للأحزاب الإسلامية بل أعطها للعلمانيين فهم أولى بها من الأحزاب الإسلامية المبتدعة .فمن مفاخر السلفية عندنا عدم اشتغالنا بالعمل السياسي إلا بما يخدم مصالحنا ومصالح حلفائنا من الأحزاب العلمانية . و لتبقى ساحتنا السياسية مسرحا لأفكار العلمانيين والإباحيين ، واللادينيين والروافض .
- أخيراً ، قل : نحن أهل الإسلام لا سوانا ( المقصود بهذا الشعار هو من ينتمي للأحزاب الإسلامية والصوفية )، ومن عدانا من الإسلاميين فهو عدو الإسلام وعلينا كفاحه ، ومن ليس منا فهو علينا ، وليذهب كل أهل القبلة سوانا إلى جهنم .
طبعا هذا الكلام لا يشمل إخواننا العلمانيين والحكام الذين يخالفوننا في العقيدة والمنهج نحن فقط نحارب الجماعات الإسلامية والدعاة من أهل السنة..
عاشرا : إياك والصلاة خلف الحليق اللحية و الصوفي إياك , ٳلتحق بمساجدنا مهما كان الطریق شاقا وبعيدا عليك، وسنجزيك تكاليف النقل . وموضوع تحريم شد الرحال إلى مساجد غير المساجد التي نصت عليا الشريعة لا يشمل مساجدنا
(يجوز شد لرحال إلى مساجدنا إضافة إلى مساجد الثلاثة لمذكورة في النص ) .
(يجوز شد لرحال إلى مساجدنا إضافة إلى مساجد الثلاثة لمذكورة في النص ) .
حادي عشر : لا تعامل من ليس من مذهبك بل احتقره وازجره ، وامنع كل خير يصل إليه ، فمن ليس من مذهبك فهو مبتدع أو وثني أو مشرك نجس ولا تٌقرأ كتبهم وأنكر عليهم أدلتهم ولوا كان من الكتاب والسنة وإياك أن تقرأ كتبهم بل احرقها إن استطعت وذا أعطوك كتابا تقرأها ( أمانة ) لا تقرأها ولا ترجعها .
(( على قاعدة فرعون .... ما أريكم إلا ما أرى … وما أهديكم إلا سبيل الرشاد !)).
وأعلم جيدا وخذها كأصل من الأصول الأربعة لشيخنا محمد عبد الوهاب وهو خامسها
ثاني عشر : أترك آراء كافة مذاهب أهل السنة بدءا بالمذاهب الأربعة وما سبقها أو لحقها ، ولا تعترف إلا بـ (بشيوخنا المعصومين المدخلي والألباني ) ثم بمروجي مذهبهم والدائرين في فلكهم من علماء السلاطين ، وقل : إن أئمة المذاهب الأربعة ومن والاهم فرقوا الأمة ، وصرفوا الناس بقضاياهم الفقهية عن السنة والحديث الشريف ، وأنه لا حاجة عندنا لاجتهاداتهم ، أو الاقتداء بهم إلا في بعض المسائل الفقهية المؤيدة لمذهبنا ، وأن على كل مسلم أن يعمل ليحصل شروط الاجتهاد قبل تحصيل المعاش ، حتى يتناول الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، مهما كانت ثقافته ، أو إحاطته بعلوم اللغة والدين ، سواءً في ذلك سكان الأدغال أو قمم الجبال أو خريجي الأزهر .
ثالث عشر : اعتقد قبل كل هذا وبعده ، أن إعفاء اللحية هو ركن الإسلام ( السادس ) الذي أغفل ذكره رواة الحديث الذين ذكروا أركان الإسلام وجعلوها خمسة فقط بينما هي ( ستة ) تماما ، وقل : إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان ، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا..!!
رابع عشر : احمل بكل عنف ، بل بكل وقاحة على جميع مواسم المسلمين واحتفالاتهم وتقاليدهم مهما يكن لها سند أو استنباط أو قياس ، واتهم كل من يشترك فيها عالما كان أو جاهلا بالشرك والكفر ، والفسوق والعصيان ، والردة والجهل بمعالم الإسلام ، وداوم التشويش والتشبيه ، خلطا بين سنن العادة والعبادة ، وخالف في كل شيء ، واستلفت إليك الأنظار ، واعزل نفسك عن المجتمع قولا وعملا .
خامس عشر : وجه كل جهودك إلى تدمير علماء ودعاة أهل السنة ، كل من يخالفنا ولو في مسألة فقية واحدة ...و حارب منهج الصوفية ، واجعل ذلك همك الأول والأخير وغايتك الدنيا والقصوى ، ولا تقبل في ذلك حجة ولا بيانا ، حتى إن كان من كلام إمامك ابن تيمية وأبن الحجر العسقلاني والنووي ، وانس كل النسيان ما في البلاد الإسلامية من مآسي التفريق والتمزيق والخلافات والحروب والأخطار ، ومن شراسة التنصير والتبشير ، وكوارث الإبادة وفواجع الانحلال و اللادينية ، وأهوال الشيوعية ، وفساد الأخلاق والعقائد الذي تبثه وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة و المسموعة ، وخطط القضاء على الإسلام التي تدبرها الصليبية واليهودية والفوضوية والماركسية بمراتبها المختلفة في كل وطن فيه واحد من أهل القبلة بالأرض كلها .
ـ وأعلم ان الطواف حول البيت الأبيض أهون من الطواف حول الأضرحة والقبور ..!!!
فكل ذلك هين ، وهين جدا ، بجوار واجب محاربة علماء أهل السنة والدعاة المخالفين لرأينا و هدم التصوف و تدمير بنائه ، سواء بالترغيب والإغراء أو الترهيب و الإيذاء .
سادس عشر : احكم بضعف كل ( حديث نبوي ) لا يؤيد وجهة نظرك فهو ضعيف أو موضوع ، واجعل من سنن العادة سنن عبادة أو العكس ، بلا أصول ولا قواعد ، إلا مزاج شيوخنا المعصومين ، فـ مزاجهم هو ميزان الشرع في التسلف المعاصر .
سابع عشر : لا تتوسل إلى الله مبتهلا إليه بواحد من صالحي المسلمين ، حيا أو ميتا ، ولا بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وقل : إن هذا هو عين الوثنية والشرك مهما يكن دليله وشروطه وتفاصيله ، ولا نفرق بين ( المسئول ، والمسئول به ) ، وغالط كلما أعجزك الدليل ، وداور وناور ، وأخرج المسلمين من دين الله جميعا بالتوسل .
- لا تدخل مسجدا لغير طائفتك ، وقل عن بقية المساجد إنها ( كنائس وبيع ) أو تكاد ، خصوصا إذا كان بها ( قبلة ) أو منبر مرتفع أو ضريح !! .
واجعل كل من خالفك في اجتهادك خصماً، ولا تنس اتهامه في دينه بالبدعة أو النفاق (والنفاق أولى)، وفي أمانته بالخيانة والعمالة (والعمالة أحرى).
ثامن عشر : اجعل غالب اجتهادات شيوخنا ( المعصومين ) الظنية مسائل مقطوعاً بها، وابحث في التراث على دعاوى الإجماع عليها؛ إذ كيف تهاجم مخالفك بترجيحات ظنية، فلابد من ادّعاء شذوذ المخالف، ومن ادّعاء مخالفته للإجماع، ومن زعم مناقضة الأدلة القطعية.
تاسع عشر : عليك أن تتوجس خيفة من كل نقد؛ فالنقد بريد الزندقة؛ لأن نقدك هو كشف لعورتك أمام العدو، ولا يكشف عورة الأتقياء أمام الأعداء إلاّ الزنادقة المنافقون.
عشرون : لا تعترف بالخطأ، بل اجعل الخطأ صواباً؛ لأن اعترافك بالخطأ فتّ في عضد الأخيار، وتخندق مع الأشرار.
إحدى وعشرون : واعلم إن كل من وقع في البدع فهو مبتدع . كل مسلم وقع في بدعة أو ما يتوهمه بدعة ، فهو مبتدع دون اعتبار أن يكون قائل البدعة أو فاعلها متأولا أو مجتهدا أو جاهلا . واحذر ( من لم يبدع مبتدع فهو مبتدع )
إحدى وعشرون : واعلم إن كل من وقع في البدع فهو مبتدع . كل مسلم وقع في بدعة أو ما يتوهمه بدعة ، فهو مبتدع دون اعتبار أن يكون قائل البدعة أو فاعلها متأولا أو مجتهدا أو جاهلا . واحذر ( من لم يبدع مبتدع فهو مبتدع )
هذا الأصل من أصولنا ، فإذا حكمنا على رجل أنه مبتدع أو على جماعة دعوية أنها جماعة بدعة ، ولم تأخذ برأينا وحكمنا فأنت : مبتدع ، لأنك لم تبدع مبتدع . وهذا أصل وقائي لمنهجنا فإما أن تكون معنا أو تكون منهم . ونحن على شاكلة من قبلنا في التكفير الذين قالوا " من لم يكفر الكافر - عندهم - فهو كافر " . فإذا حكمنا على رجل مسلم أنه كافر ولم توافقهم على ذلك فأنت كافر أيضا لأنك لم ترض بحكمنا ، (فما أشبه هذا القول بقول الخوارج ) .
اثنان وعشرون : ارفض كل جديد وتجديد؛ لأن التجديد لا يقوم إلاّ على أساس اعتراف بوجود الخطأ أو بوجود النقص، والاعتراف بالخطأ خطر كبير على مسيرة الصحوة المباركة، كما سبق. بل يجب أن ترفض التطوير؛ لأن قبول التطوير قبول ضمني بوجود نقص، وهذا ينافي كمال منهج أهل السنة والجماعة الذي نحن عليه بكل حذافيره.
مثال : ( زكاة الفطر ) لا يخرج مالا ولو كان الأولى والأنفع للفقير ولا تبالي برأي السلف الصالح أمثال ( أبو حنيفة والحسن البصري وسفيان الثوري والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز وشيخ الإسلام ابن تيمية .. وكل من أفتى معهم بجواز دفع النقود ) عليك إخراج ما نص عليه الحديث فقط ( الشعير والتمر ) ولو حار فيه الفقير فهذا مشكلته ووقت خروجه بعد الصلاة الصبح إلى صلاة العيد عليك أن تنفذ الواجب ولو انزعج الفقير في الليل وأعطه شعيرا كي يعطيه لعياله في صباح العيد ...!!!
ثلاث وعشرون : سيتهمك المنافقون باعتقاد العصمة والتنزّه عن الخطأ؛ لأنك ترفض النقد والاعتراف بالخطأ، فلا تلتفت لذلك، فإن عصمة منهجك مستمد من عصمة شيوخنا والكتاب والسنة، ومن عصمة منهج السلف الصالح. وأنت الوريث الشرعي الوحيد لذلك المنهج المعصوم، فهجومك على منتقديك ليس ادّعاء لعصمتك في الحقيقة (وإن لزم منه ذلك)، لكنه هجوم منطلقٌ من عصمة شيوخنا والوحي الذي تَمثّـله السلف، وكنت أنت امتدادهم. واحذر أن تخالف شيوخنا ولو في مسألة فقية واحدة ... ستواجه بيانا رسميا بخروجك عن منهج السلف ويتم هجر وتبديعك وخروجك من الفرقة الناجية وبالتالي من الجنة ... أثبت ولاءك لشيوخنا وأعلم بأن آراء واجتهادات شيوخنا هو حكم الله ودين الله!!
أربعة وعشرون : واحذر من دعاة التوسط والاعتدال؛ فهم لا يفهمون من التوسّط والاعتدال؛ إلاّ تخطيئك، وإلاّ التوسط بين الحق والباطل، والاعتدال مع الأعداء بتمييع المبادئ وتضييع العقائد؛ فالذي يتوسط بينك وبين خصمك كالذي توسط بين أبي جهل وأبي طالب، ما زاده توسّطه إلاّ بعداً عن الحق الذي أنت عليه؛ لأنك أنت هو الحق، والحق معك حيث درت دار الحق معك. وأما الذي يعدل مع المخالفين فهو يعطيهم حقاً لا يستحقونه؛ فالعدالة لا تكون مشروعة إذا شُرعت سيوف الحق، ونادى منادي الجهاد (الله أكبر)، فالظلم حينها هو قمة العدالة، فكفّر وزندِق وفسِّق وتفاصح بالشتم والفحش والافتراء؛ فالمؤمن يستحب له في بعض المواطن ..
(مثل هذا الموطن) أن يكون فحّاشاً لعّاناً بصّاقاً، بل ربما وجب ذلك عليه، فأنت تقوم مقام حسان بن ثابت (اُهجُهم وروح القدس معك).
خامسة وعشرون : من خالفك جاهل، أو متجاهل. هذه هي تعويذة الصباح والمساء. وأما تسبيحات أدبار الصلوات: فسبحان من خلقنا على الهدى وخلق غيرنا على الضلالة، والحمد الله على حفظ طائفتنا فهم أمان أهل الأرض، والله أكبر ما أعظم فكرنا الذي احتكر الحق والحقيقة. فلا يعرف العلم غير مدرستنا، ولا يمر الحق بغير دروبنا، ولا يمكن أن يجتمع علماؤنا على ضلالة. وأما الاستغفار: فأكثر من الاستغفار للإمام مالك بن أنس، كيف احتج بإجماع أهل المدينة (الذي يُنسب إليه)؟! أين هو عن عمل علمائنا الذين لا يجتمعون على ضلالة؟! ولو أن الإمام مالكاً فعل ذلك لما وجد من يأخذ عليه هذا الاحتجاج، كما أُخذ عليه احتجاجه بعمل أهل المدينة.
خامسة وعشرون : من خالفك جاهل، أو متجاهل. هذه هي تعويذة الصباح والمساء. وأما تسبيحات أدبار الصلوات: فسبحان من خلقنا على الهدى وخلق غيرنا على الضلالة، والحمد الله على حفظ طائفتنا فهم أمان أهل الأرض، والله أكبر ما أعظم فكرنا الذي احتكر الحق والحقيقة. فلا يعرف العلم غير مدرستنا، ولا يمر الحق بغير دروبنا، ولا يمكن أن يجتمع علماؤنا على ضلالة. وأما الاستغفار: فأكثر من الاستغفار للإمام مالك بن أنس، كيف احتج بإجماع أهل المدينة (الذي يُنسب إليه)؟! أين هو عن عمل علمائنا الذين لا يجتمعون على ضلالة؟! ولو أن الإمام مالكاً فعل ذلك لما وجد من يأخذ عليه هذا الاحتجاج، كما أُخذ عليه احتجاجه بعمل أهل المدينة.
سادسة وعشرون : أفضل وسيلة للمحافظة على أتباعنا المغفلين هو التبديع والتفسيق والهجر والتحذير من كل من ليس على منهجنا هجرا قطعيا واجبا كي لا يكشفون حقيقة دعوتنا ... أو اطلاع على منهج غيرنا .... لا نريهم إلا ما نرى وقاية و حفاضا على دعوتنا الحزبية باطنا ... واللاحزبية ظاهرا .. نحرم العمل الجماعي والتنظيم الدعوي على الجماعات الإسلامية ونبيحها لأنفسنا ودعوتنا المباركة .
مع أننا قد أفتينا بحرمة العمل الجماعي والتنظيم الدعوي لغيرنا .. بحجة أنها يدعو إلى الحزبية لكن سنعمل بعكس فتوانا ، فلدينا عمل منظم كالأسابيع الثقافية والمخيمات الربيعية وطبع الكتب والتواصل الفكري والتنظيمي والدعم المادي بيننا في بقاع مختلفة ، وبين قياداتنا المعروفين في المدينة .
رسلان هو من اقطاب ادعياء السلفية في مصر ...
سابعة وعشرون : من انتقد شيئاً من هذه المواقف السابقة، فلا تتردّد طرفة عين في أن تجعله عدواً لك، وهجره واجب عليك ولا تبخل عليه بالشتائم والاتهام في الدين بالتبديع والتفسيق،
هذه مواقف : كل واحد منها كافٍ وافٍ في اصطناع العداوات، وخندقه الجماعات، واختلاق المعارك الوهمية مع مخالفينا من الإسلاميين هم العدو فاحذرهم ؛
لا تنسى إذا كنت إمام مسجد فطول قيام في الصلاة حتى تكره العوام على العبادة ولا تهتم لشكواهم كن فتانا... أما إذا صليت وحدك فخفف ما شئت .. خاصة في رمضان فهو فرصة لتعسير الصلاة على التائبين الجدد وخصوصا في صلاة التراويح فهو اكبر فرصة لنا لتنفير الناس من الصلاة وتعذيبهم بالوقوف أكثر من ربع ساعة للركعة واحدة ... شعار منهجنا هو :
عسروا ولا تيسروا، ونفروا ولا تبشروا
الهجر .. من أخلاق الجاهلية ..
ان الصواب الذي ليس بعده إلا الخطأ حرمة الهجر بجميع أنواعه ولا يوجد هجر مشروع لاجل الدين ولا لغيره وأنه منابذ لروح التشريع الاسلامي ، والذين قالوا بمشروعيته مخطئون واهمون استندوا إلى ما ليس بدليل توهموه دليلا فهم مثابون على اجتهادهم مغفور لهم خطؤهم لكن يحرم على الحاقدين المتنطعين أن يتخذوا خطأهم ذريعة لقطيعة الرحم وعقوق الوالدين ومفارقة من لم يوافق هواهم . وقد يعذر المقلد لمجتهد مخطئ ، إذا كان تقليده عن حسن نية ، أما المقلد عن سؤ قصد فهو آثم مغرور .
أن الهجر في الأصل ابتدعه المشركون ، قاطعوا به رسل الله الداعين إلى توحيده ، وأن الإسلام حرمه تحريما باتا وجعله من الكبائر الموبقات ، ولم يرخص فيه لاحد من المسلمين إلا في حالة عذر ضروري كما رخص للمضطر في أكل الميتة . وما رخص فيه الشارع لعذر ، لا يكون مشروعا على الإطلاق بل شرعيته مقيدة بحالة العذر ، لا يتجاوزها .
ومن القواعد المقررة المعروفة : أن ما أبيح للضرورة يتقدر بقدرها . وليس في الحالة التي ابيح فيها الهجر ، كون المهجور مبتدعا أو فاسقا بشرب الخمر أو غيره ، فإن الإسلام لا يعرف هجر المسلم لبدعته أو فسقه ، بل ولا يقره ، فضلا عن أن يدعى فيه أنه واجب أو سنة ، تالله أن هذه الدعوى كاذبة ، وسيأتي بيان ذلك مفصلا ، إن شاء الله تعالى .
(تنبيه) : من المقرر المعلوم : أن الشخص إذا ضعف في ميدان المناظرة احتجاجه ، واختل برهانه ولم يسعفه بيانه ، ووجد مناظره قوي الحجة
، صحيح البرهان ، واضح البيان ، لم يجد سبيلا لمقاومته إلا أن يهجره ، ويوصي أصحابه بهجره ، حتى لا يتأثروا بحسن منطقه ، فينضموا إليه . وهذا هو ما فعله المشركون في مقاومة دعوة التوحيد .
استمع إلى سيدنا نوح عليه السلام ، وهو يشكو إلى الله قومه (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) قال ابن عباس جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا ما يقول واستغشوا ثيابهم ، قال غطوا بها وجوههم لكيلا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه .
وأول من ابتدع الهجر من المشركين آزر والد ابراهيم عليه السلام فإنه لما ضاق ذرعا بدعوة ابنه إلى التوحيد وعجز عن معارضة حجته ، لم يجد مخلصا منه إلا أن قال له (أراغب انت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا) أي اعتزلني دهرا طويلا ، حتى لا أسمع دعوتك . وكذلك فعل المشركون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع صحابته . ومن هذا المعنى قوله تعالى : (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيمون سمعا) أي كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لشدة عداوتهم له فهم يهجرونه ، ويبتعدون عنه .
وكذلك قوله تعالى : (وهم ينهون عنه وينأون عنه) .
وكذلك كل مبتدع يزعم أن هجر المسلمين طاعة وقربة ، ويلح على تثبيت ذلك في عقول أصحابه البسطاء مع اعتقاده في داخل نفسه أنه كاذب مخادع ، لأنه إنما يهجر المسلمين عامة ، واخوته خاصة ، لغرض شخصي ، لا علاقة له بالدين .
إن المشركين توافقوا على الهجر الذي جعلوه سلاحا ضد رسل الله ، منذ عهد قوم نوح ، إلى عهد كفار قريش . ومن القواعد: أن ما ابتدعه المشركون أعداء الله ، لا يمكن أن يشرعه الله لاوليائه المؤمنين ، وجوبا أو ندبا يتعاملون به فيما بينهم .
كذلك الهجر أجازه الله بالنسبة للكفار ، معاملة بالمثل ، قال تعالى (واهجرهم هجرا جميلا . . وأعرض عن المشركين) . وحرمه على المسلمين فيما بينهم ، تحريما بالغا ، وجعله من الكبائر الموجبة للنار ، ولم يرخص لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام . والأحاديث متواترة صريحة في تحريم الهجر تحريما عاما .
وقد غلط أبو داود رحمه الله ، حيث قال في سننه بعد أن روى جملة من أحاديث تحريم الهجر : إذا كانت الهجرة لله ، فليس من هذا في شئ ، هجر النبي (ﷺ) بعض نسائه أربعين يوما ، وأبن عمر هجر أبنا له إلى أن مات . اه . وبيان غلطه من وجوه :
ا - أن هجر النبي لبعض نسائه أربعين يوما ، لا يصلح لتخصيص أحاديث تحريم ا لهجر . لأنه ضعيف ، ولأنه من باب الايلاء الذي يكون بين الرجل وزوجته .
المقرر في علم الأصول في صور تعارض قوله وفعله عليه الصلاة والسلام أن قوله إذا كان عاما له وللأمة نحو (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال) وجاء فعله مخالفا له ، كهجره بعض نسائه أكثر من ثلاث ، يكون الفعل خاصا به ، ولا يشمل غيره لأنه ليس من صيغ العموم . والدليل على هذه القاعدة ما رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد صحيح عن أم سلمة قالت : صلى رسول الله في العصر ، ثم دخل بيتي ، فصلى ركعتين ، قلت يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها ؟ قال : (قدم خالد فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن) فقلت : يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتا ؟ قال : (لا) وروى أبو داود عن عائشة قالت : كان رسول الله يصلي بعد العصر وينهى عنها ويواصل وينهى عن الوصال . فأحاديث تحريم الهجر ، عمومها ثابت في حقنا بلا إشكال .
3 - إن النبي (ﷺ) خصص عموم تحريم الهجر ، بكونه فوق ثلاث ، فأفاد أن الهجر لمدة ثلاثة ايام جائز ، والعام لا يخصص مرتين .
4 - إن تخصيص عموم تحريم الهجر ، بإخراج الهجر لأجل الدين استدراك على الشارع والاستدراك عليه لا يجوز .
5 - إن تخصيص الشارع بثلاثة أيام يشمل الهجر للدين أو الدنيا ، فقصره على هجر الدنيا تصرف لادليل عليه .
والذي أفادته الأحاديث الصحيحة المتواترة أن هجر المسلم لأخيه كبيرة توجب النار ، ولا يجوز إلا لمدة ثلاثة ايام سواء كان لأجل الدين أو الدنيا .
6 - أن هجر ابن عمر لابنه لا يصلح مخصصا للحديث ، وإنما هو اجتهاد منه ، أخطأ فيه فله ثواب اجتهاده ، وخطأه مغفور لكن لا يجوز ترك نص الشارع واتباع غيره .
تحريم هجر المسلم للمسلم ، له أسباب وحكم :
منها :
1- أنه بدعة شركية كما مر بيانه ، والإسلام إنما جاء لمخالفة المشركين في بدعهم ، خصوصا ما اتخذوه سلاحا لمحاربة الدعوة الإسلامية .
2 - ومنها : أنه مناف لروح الاسلام ، ومباين له فالإسلام يدعو إلى التواصل والتوادد والتعاطف والتآلف والهجر يؤدي إلى التقاطع والتدابر والتباغض .
3 - ومنها : أن الاسلام يدعو إلى ابداء النصيحة ، ويؤكد وجوبها ، حتى قال النبي (ﷺ) : (الدين النصيحة) فأفاد بهذا الأسلوب البليغ :
إن الدين ينحصر في النصيحة ، إيذانا بأنها أهم مقاصد الإسلام ، ومن أحق تشريعاته بالاهتمام وهي لا تختص بالعلماء وأولي الأمر بل تطلب من كل من يستطيع القيام بها ، كالرجل في بيته ، والتاجر في متجره ، والصانع في مصنعه والأخ مع أخيه ، والصديق مع صديقه . . ولا شك أن الهجر يعطل النصيحة ، إذ لا يمكن أن يتناصح متهاجران .
4 - ومنها : أن الهجر يعطل طاقة الخير في المتهاجرين ، بالنسبة إلى بعضهما ، فلا يتعاونان على فعل بر ، ولا يجتمعان على مصلحة .
5 - ومنها : أن الهجر يفضي بقبض يد المساعدة عن المهجور وهو عقوق إن كان المهجور أحد الوالدين ، وقطيعة رحم إن كان أحد الأقارب ، والعاق والقاطع لا يدخلان الجنة .
6 - ومنها : أن الهجر أمر سلبي ، لا يمنع عاصيا من معصية ولا يرد مبتدعا عن بدعة ، بل يبقى المهجور على ما هو عليه ، وكانه يهزأ بالهاجر . ولهذا لم يوجب الله علينا هجر الكفار ، مع أنه قال عنهم (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم) وقال سبحانه : (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) . والإرساليات التبشيرية ، تسعى جهدها في تكفير المسلمين ، بالمساعدات المالية والصحية وبالتعليم والمحاضرات ، فالواجب مقاومتهم بالمثل عملا بقول النبي(ﷺ) : (جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم وأموالكم) ، ولم يقل : جاهدوهم بهجرهم ، لأن الهجر سلاح العجزة والمستضعفين . وروى الترمذي عن ابن مسعود عن النبي (ﷺ) قال : (لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) . فجلس رسول الله (ﷺ) وكان متكئا فقال : (لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا) . تأمل هذا الحديث جيدا ، تجده ينفي الهجر نفيا باتا ، فإنه (ﷺ) لم يقل حتى : تهجروهم هجرا ، ولكن قال : (حتى تأطروهم على الحق أطرا) أي تعطفوهم على الحق عطفا ، إما بسطوة الحكم وإما بمداومة النصح وتكرار الارشاد مرة بعد مرة ، فأمر بعلاجهم ، علاجا إيجابيا مثمرا . وإنما لعن الله بني اسرائيل لأنهم تركوا النهي عن المنكر كما جاء ذلك صريحا في قوله تعالى : (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) . ولم يقل : كانوا لا يهجرون أهل المنكر ، لأن الهجر لا يرضاه الشارع ولا يقره كما مر بيانه . ولحديث ابن مسعود روايات ، ففي رواية أبي داود : " (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو تقصرنه على الحق قصرا) . وفي رواية ابن أبي حاتم : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد المسئ ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ، أو ليلعنكم كما لعنهم) ، وهي رواية أبي داود أيضا .
والهاجر أول داخل في هذا الوعيد ، لأنه لم يأمر بمعروف ، ولا نهى عن منكر ، ولعنة الله لم تنزل على بني اسرائيل لمجرد مواكلتهم أهل المنكر ، بل لتركهم النهي كما مر ولرضاهم بفعل العصاة . ومن المقرر المعلوم أن مواكلة الكافر جائزة وهو أسوأ حالا من العاصي . وزوج اليهودية أو النصرانية يواكلها ويشاربها : وكفرها قائم بها .
ان الصواب الذي ليس بعده إلا الخطأ حرمة الهجر بجميع أنواعه ولا يوجد هجر مشروع لاجل الدين ولا لغيره وأنه منابذ لروح التشريع الاسلامي ، والذين قالوا بمشروعيته مخطئون واهمون استندوا إلى ما ليس بدليل توهموه دليلا فهم مثابون على اجتهادهم مغفور لهم خطؤهم لكن يحرم على الحاقدين المتنطعين أن يتخذوا خطأهم ذريعة لقطيعة الرحم وعقوق الوالدين ومفارقة من لم يوافق هواهم . وقد يعذر المقلد لمجتهد مخطئ ، إذا كان تقليده عن حسن نية ، أما المقلد عن سؤ قصد فهو آثم مغرور .
أن الهجر في الأصل ابتدعه المشركون ، قاطعوا به رسل الله الداعين إلى توحيده ، وأن الإسلام حرمه تحريما باتا وجعله من الكبائر الموبقات ، ولم يرخص فيه لاحد من المسلمين إلا في حالة عذر ضروري كما رخص للمضطر في أكل الميتة . وما رخص فيه الشارع لعذر ، لا يكون مشروعا على الإطلاق بل شرعيته مقيدة بحالة العذر ، لا يتجاوزها .
ومن القواعد المقررة المعروفة : أن ما أبيح للضرورة يتقدر بقدرها . وليس في الحالة التي ابيح فيها الهجر ، كون المهجور مبتدعا أو فاسقا بشرب الخمر أو غيره ، فإن الإسلام لا يعرف هجر المسلم لبدعته أو فسقه ، بل ولا يقره ، فضلا عن أن يدعى فيه أنه واجب أو سنة ، تالله أن هذه الدعوى كاذبة ، وسيأتي بيان ذلك مفصلا ، إن شاء الله تعالى .
(تنبيه) : من المقرر المعلوم : أن الشخص إذا ضعف في ميدان المناظرة احتجاجه ، واختل برهانه ولم يسعفه بيانه ، ووجد مناظره قوي الحجة
، صحيح البرهان ، واضح البيان ، لم يجد سبيلا لمقاومته إلا أن يهجره ، ويوصي أصحابه بهجره ، حتى لا يتأثروا بحسن منطقه ، فينضموا إليه . وهذا هو ما فعله المشركون في مقاومة دعوة التوحيد .
استمع إلى سيدنا نوح عليه السلام ، وهو يشكو إلى الله قومه (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) قال ابن عباس جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا ما يقول واستغشوا ثيابهم ، قال غطوا بها وجوههم لكيلا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه .
وأول من ابتدع الهجر من المشركين آزر والد ابراهيم عليه السلام فإنه لما ضاق ذرعا بدعوة ابنه إلى التوحيد وعجز عن معارضة حجته ، لم يجد مخلصا منه إلا أن قال له (أراغب انت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا) أي اعتزلني دهرا طويلا ، حتى لا أسمع دعوتك . وكذلك فعل المشركون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع صحابته . ومن هذا المعنى قوله تعالى : (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيمون سمعا) أي كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لشدة عداوتهم له فهم يهجرونه ، ويبتعدون عنه .
وكذلك قوله تعالى : (وهم ينهون عنه وينأون عنه) .
وكذلك كل مبتدع يزعم أن هجر المسلمين طاعة وقربة ، ويلح على تثبيت ذلك في عقول أصحابه البسطاء مع اعتقاده في داخل نفسه أنه كاذب مخادع ، لأنه إنما يهجر المسلمين عامة ، واخوته خاصة ، لغرض شخصي ، لا علاقة له بالدين .
إن المشركين توافقوا على الهجر الذي جعلوه سلاحا ضد رسل الله ، منذ عهد قوم نوح ، إلى عهد كفار قريش . ومن القواعد: أن ما ابتدعه المشركون أعداء الله ، لا يمكن أن يشرعه الله لاوليائه المؤمنين ، وجوبا أو ندبا يتعاملون به فيما بينهم .
كذلك الهجر أجازه الله بالنسبة للكفار ، معاملة بالمثل ، قال تعالى (واهجرهم هجرا جميلا . . وأعرض عن المشركين) . وحرمه على المسلمين فيما بينهم ، تحريما بالغا ، وجعله من الكبائر الموجبة للنار ، ولم يرخص لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام . والأحاديث متواترة صريحة في تحريم الهجر تحريما عاما .
وقد غلط أبو داود رحمه الله ، حيث قال في سننه بعد أن روى جملة من أحاديث تحريم الهجر : إذا كانت الهجرة لله ، فليس من هذا في شئ ، هجر النبي (ﷺ) بعض نسائه أربعين يوما ، وأبن عمر هجر أبنا له إلى أن مات . اه . وبيان غلطه من وجوه :
ا - أن هجر النبي لبعض نسائه أربعين يوما ، لا يصلح لتخصيص أحاديث تحريم ا لهجر . لأنه ضعيف ، ولأنه من باب الايلاء الذي يكون بين الرجل وزوجته .
المقرر في علم الأصول في صور تعارض قوله وفعله عليه الصلاة والسلام أن قوله إذا كان عاما له وللأمة نحو (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال) وجاء فعله مخالفا له ، كهجره بعض نسائه أكثر من ثلاث ، يكون الفعل خاصا به ، ولا يشمل غيره لأنه ليس من صيغ العموم . والدليل على هذه القاعدة ما رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد صحيح عن أم سلمة قالت : صلى رسول الله في العصر ، ثم دخل بيتي ، فصلى ركعتين ، قلت يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها ؟ قال : (قدم خالد فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن) فقلت : يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتا ؟ قال : (لا) وروى أبو داود عن عائشة قالت : كان رسول الله يصلي بعد العصر وينهى عنها ويواصل وينهى عن الوصال . فأحاديث تحريم الهجر ، عمومها ثابت في حقنا بلا إشكال .
3 - إن النبي (ﷺ) خصص عموم تحريم الهجر ، بكونه فوق ثلاث ، فأفاد أن الهجر لمدة ثلاثة ايام جائز ، والعام لا يخصص مرتين .
4 - إن تخصيص عموم تحريم الهجر ، بإخراج الهجر لأجل الدين استدراك على الشارع والاستدراك عليه لا يجوز .
5 - إن تخصيص الشارع بثلاثة أيام يشمل الهجر للدين أو الدنيا ، فقصره على هجر الدنيا تصرف لادليل عليه .
والذي أفادته الأحاديث الصحيحة المتواترة أن هجر المسلم لأخيه كبيرة توجب النار ، ولا يجوز إلا لمدة ثلاثة ايام سواء كان لأجل الدين أو الدنيا .
6 - أن هجر ابن عمر لابنه لا يصلح مخصصا للحديث ، وإنما هو اجتهاد منه ، أخطأ فيه فله ثواب اجتهاده ، وخطأه مغفور لكن لا يجوز ترك نص الشارع واتباع غيره .
تحريم هجر المسلم للمسلم ، له أسباب وحكم :
منها :
1- أنه بدعة شركية كما مر بيانه ، والإسلام إنما جاء لمخالفة المشركين في بدعهم ، خصوصا ما اتخذوه سلاحا لمحاربة الدعوة الإسلامية .
2 - ومنها : أنه مناف لروح الاسلام ، ومباين له فالإسلام يدعو إلى التواصل والتوادد والتعاطف والتآلف والهجر يؤدي إلى التقاطع والتدابر والتباغض .
3 - ومنها : أن الاسلام يدعو إلى ابداء النصيحة ، ويؤكد وجوبها ، حتى قال النبي (ﷺ) : (الدين النصيحة) فأفاد بهذا الأسلوب البليغ :
إن الدين ينحصر في النصيحة ، إيذانا بأنها أهم مقاصد الإسلام ، ومن أحق تشريعاته بالاهتمام وهي لا تختص بالعلماء وأولي الأمر بل تطلب من كل من يستطيع القيام بها ، كالرجل في بيته ، والتاجر في متجره ، والصانع في مصنعه والأخ مع أخيه ، والصديق مع صديقه . . ولا شك أن الهجر يعطل النصيحة ، إذ لا يمكن أن يتناصح متهاجران .
4 - ومنها : أن الهجر يعطل طاقة الخير في المتهاجرين ، بالنسبة إلى بعضهما ، فلا يتعاونان على فعل بر ، ولا يجتمعان على مصلحة .
5 - ومنها : أن الهجر يفضي بقبض يد المساعدة عن المهجور وهو عقوق إن كان المهجور أحد الوالدين ، وقطيعة رحم إن كان أحد الأقارب ، والعاق والقاطع لا يدخلان الجنة .
6 - ومنها : أن الهجر أمر سلبي ، لا يمنع عاصيا من معصية ولا يرد مبتدعا عن بدعة ، بل يبقى المهجور على ما هو عليه ، وكانه يهزأ بالهاجر . ولهذا لم يوجب الله علينا هجر الكفار ، مع أنه قال عنهم (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم) وقال سبحانه : (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) . والإرساليات التبشيرية ، تسعى جهدها في تكفير المسلمين ، بالمساعدات المالية والصحية وبالتعليم والمحاضرات ، فالواجب مقاومتهم بالمثل عملا بقول النبي(ﷺ) : (جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم وأموالكم) ، ولم يقل : جاهدوهم بهجرهم ، لأن الهجر سلاح العجزة والمستضعفين . وروى الترمذي عن ابن مسعود عن النبي (ﷺ) قال : (لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) . فجلس رسول الله (ﷺ) وكان متكئا فقال : (لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا) . تأمل هذا الحديث جيدا ، تجده ينفي الهجر نفيا باتا ، فإنه (ﷺ) لم يقل حتى : تهجروهم هجرا ، ولكن قال : (حتى تأطروهم على الحق أطرا) أي تعطفوهم على الحق عطفا ، إما بسطوة الحكم وإما بمداومة النصح وتكرار الارشاد مرة بعد مرة ، فأمر بعلاجهم ، علاجا إيجابيا مثمرا . وإنما لعن الله بني اسرائيل لأنهم تركوا النهي عن المنكر كما جاء ذلك صريحا في قوله تعالى : (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) . ولم يقل : كانوا لا يهجرون أهل المنكر ، لأن الهجر لا يرضاه الشارع ولا يقره كما مر بيانه . ولحديث ابن مسعود روايات ، ففي رواية أبي داود : " (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو تقصرنه على الحق قصرا) . وفي رواية ابن أبي حاتم : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد المسئ ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ، أو ليلعنكم كما لعنهم) ، وهي رواية أبي داود أيضا .
والهاجر أول داخل في هذا الوعيد ، لأنه لم يأمر بمعروف ، ولا نهى عن منكر ، ولعنة الله لم تنزل على بني اسرائيل لمجرد مواكلتهم أهل المنكر ، بل لتركهم النهي كما مر ولرضاهم بفعل العصاة . ومن المقرر المعلوم أن مواكلة الكافر جائزة وهو أسوأ حالا من العاصي . وزوج اليهودية أو النصرانية يواكلها ويشاربها : وكفرها قائم بها .
7 - ومنها : أن الهجر ، انعزال وانخذال ، والإسلام ينهى عنهما ويحض على الجماعة بجعل المنعزل المنخذل سهل الانقياد للشيطان لخروجه عن عامة المؤمنين ، وضرب له مثلا بالشاة المنفردة عن الغنم يسهل للذئب اختطافها . روى الطبراني عن أسامة بن شريك قال : قال رسول الله(ﷺ) : (يد الله على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفه الشيطان كما يختطف الذئب الشاة من الغنم) . وفي الحديث أمر بتجنب طريقة المبتدعة الذين لا يصلون مع جماعة المسلمين ، بدعوى أن الإمام مبتدع أو حالق لحيته مثلا .
8 - ومنها : أن الهجر يعطل حقوق المسلم بين المتهاجرين ، فلا يسلم أحدهما على الآخر ولا يرد سلامه ، ولا يعوده إذا مرض ولا يشيع جنازته إذا مات ، مع أنه قد يعود صاحبه اليهودي أو النصراني ، ويسلم عليه ، رأيت شخصا من هذه الطائفة سلم عليه رجل مسلم ، فلم يرد عليه لاعتقاد ابتداعه ، ودخل على بقال نصراني فحياه وصافحه وضحك إليه كأنه أخوه .
9 - ومنها : أن الهاجر يفرح إذا أصابت المهجور مصيبة ، كما يحزن إذا أصابته نعمة ، وهذا مناقض لروح الإسلام ، غاية التناقض .
10 - ومنها : أن المتهاجرين لا يجتمعان على خير أبدا فقد يترك أحدهما صلاة الجماعة لأن خصمه إمام الصلاة ، ويترك عيادة مريض أو تشيع جنازة لئلا يقابل خصمه هناك .
11 - ومنها : أن المتهاجرين يتجه كل منهما إلى تعييب خصمه وإفشاء عوراته ، بالصدق أو بالكذب : فهما دائران بين الغيبة والبهتان وكلاهما كبيرة .
12 - ومنها : أن المتهاجرين قد يسعى أحدما في تعطيل مصلحة لخصمه ، أو إفسادها ، وفد بلغنا من ذلك وقائع وشاهدنا بعضها وهي تدل على ما وصل إليه انحطاط بعض الناس ، بسبب تمسكهم بالهجر الممقوت ، بحيث لو استطاع أن يقضي على خصمه ما تأخر لحظة ولا يرقب فيه إلا ولا ذمة .
13 - ومنها : أن المتهاجرين يلعن أحدهما خصمه لعنا صريحا بدعوى فسقه أو بدعته ، ولعن المسلم المعين لا يجوز .
14 - ومنها : أن المتهاجرين ، محرومان مما يفيض الله على المسلمين في مواسم الخير ، فصلاتهما لا ترفع ، وعملهما موقوف حتى يصطلحا .
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ﷺ): (تعرض الأعمال في كل إثنين وخميس فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرؤ كانت بينه ويين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا) .
نقل ابن عبد البر الإجماع على أنه لا يجوز هجر المسلم أكثر من ثلاثة ايام
...
وصدق من قال ((( السلفية المعاصرة هم ... مرجئة مع الحكام وخوارج مع المسلمين وخاصة الدعاة منهم .... و لو كان خلاف في مسألة فقهية واحدة ))
هدفنا تفرق الأمة باسم التوحيد
تنبيه !!!
" إن الذين يسخرون من العلماء يريدون أن يُفقدوا الأمة علماءها حتى ولو كانوا موجودين على الأرض ، ما دام أنها قد نزعت منهم الثقة فقد فقدوا ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قالو عن المداخلة ( أدعياء السلفية ..
المداخلة "أدعياء السلفية "لهم آراء محددة لا يخرجون عنها ، وهي في الغالب اجتهادات مشايخهم التي يزعمون أنها منهج السلف دون غيرها ،ويعقدون على هذه الاجتهادات ولاءهم وبراءهم : فمن وافقهم عليها فهو السلفي المسلم ، ومن خالفهم فهو الخارجي الضال!!
==========
ليس العلم بكثرة الرواية بقدر ما هو عمق الدراية؛ ولهذا علق القرآن والسنة الخير «بالتفقه في الدين» لا بمجرد «تعلم الدين».
===========
منهج الوسطية والاعتدال هو الذي يقدم الإسلام للناس باسم الوجه وليس عبوسا قمطريرا، يقدمه في صورة الحب لا البغض، وفي صورة التسامح لا التعصب.
============
حلقات الذِكر عند المداخلة هو حلقات ذكر زلات العلماء و التلّذذ بأعراض المشائخ
وتصنيف الناس والدعاة والعلماء الذين لا يوافقونهم على أهوائهم، الذين لا ينزلون عند مرادهم بالحط من قدرهم ، ورميهم بقـ...ذائف من الألقاب القبيحة في أشخاصهم فتارة يقولون : ( هذا ضال ، وذاك مبتدع ، والآخر عنده شركيات وكفريات ) حتى فاهو بكلمة : (أضر علينا من اليهود والنصارى) ، وإن خففوا قالوا : ( هذا غامض ، أو متلون ، أو مميع لمنهج السلف ، أو غير واضح ، أو سلفي الظاهر مبتدع الباطن) فبئس ما قالوا وما ذكروا .
========
سورة الإخلاص = ثلث القرآن
سورة الكافرون = ربع القرآن
كهنة الاستبداد وفقهاء الاستخبارات عن الجامية.. نتحدث ؟!
«ما مِن مُستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، ولا أقل من أنْ يتخذ بِطانة من خَدَمَةِ الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله، وأقل ما يعينون به الاستبداد، تفريق الأمم إلى مذاهب وشِيَع مُتعادية تقاوم بعضها بعضاً، فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها، فيخلو الجو للاستبداد ليبيض ويُفرخ».
لكل حاكمٍ مستبد بطانة من حَمَلة الدين يُشرعنون باطِلَه، ويُمررون فساده، كما أشار الكواكبي في المقدمة أعلاه، لمعرفة الحكام والملوك بقوة تأثير الدين في حياة الناس، وقدرته على توجيه آرائهم، وعندما يتم هذا التزاوج بين السلطتين السياسية والدينية، يُصبح الطاغية مُحاطًا بسياجٍ مانعٍ عن كل مُساءلة ومؤاخذة.
نبْتَةُ شر وجدتْ لها تُربة حاضنة وواقعًا هيأ لها الظهور والتمدد في بلاد المُسلمين، عن تيار السلفية الجامية والمدخلية أتحدث، ذلك التيار الذي نشأ في السعودية بعدما علتْ أصوات دعوية مُعارضة لاستقدام الأمريكان في حرب الخليج الثانية، فانبرى أهلُه لصياغة شكل جديد من السلفية تُضفي القداسة على ولي الأمر، وارتقوا منابر التصنيف، يصفون هذا بالتكفيري وهذا بالخارجي وهذا بالمبتدع لمخالفتهم الحكام، وتدعو العامة للتأمين على كل قرار يتخذه ولي الأمر الذي لا يجوز مخالفته.
بالمقابل صار هذا التيار قُرة عين الأنظمة الاستبدادية، فأُصدرت بعض الحكومات، الأوامر بتسهيلات لرموزه وإعطائهم مساحات واسعة لترويج هذا المنهج، وشن الحرب على كل فكرة مُناهضة لفساد الحاكم، ولم يتم تسييس هذا التيار فحسب، بل تمت عسْكرتُه كذلك ضمن موجة الثورات المضادة لثورات الربيع، فكتائبهم المسلحة التي تشكلت للقتال بجانب حفتر في ليبيا معروفة، وجرائمهم التي ارتكبوها بحق الثورة مفضوحة، وباسم الدين حملوا السلاح وقتلوا بني الدين والدم والأرض.
من خلال متابعتي لسيرة هذا التيار المُنتسب زورًا إلى المنهج السلفي، أستطيع القول بأنه يرتكز في شرعنة الاستبداد وتقديس ولي الأمر على أمرين:
الأمر الأول هو انتقائية النصوص، فالجامية والمدخلية يحشدون النصوص المؤكدة على طاعة ولي الأمر وإلباسها ثوب الإطلاق، ويغضون الطرف عن النصوص التي تُظهر تقييد هذه الطاعة وأنها ليست على إطلاقها، فالطاعة المُلزمة للرعية، التي يستقيم بها ميزان الدولة هي الطاعة في غير معصية وفساد.
وترى الجامية والمدخلية يعضون بالنواجذ على حديث «ثم ينشأ دعاة الضلال فإن كان لله في الأرض خليفة جلَد ظهرك وأخذ مالك فأطعه»، وهو مع ما في سنده من مقال، لا يمكن تفسيره إلا بأن الوصية بالطاعة في ما لو جلد ظهرك وأخذ مالك بحق لا بالباطل، حتى يستقيم النص مع الأحاديث التي تأمر بحفظ المال والنفس والعرض، وأن من مات دونها فهو شهيد.
ومن جهة أخرى، فماذا سيفعل صاحب هذا القول إن اغتصب الحاكم نساءه؟ هل سيطيع؟ فإن قال لا فلماذا قَبِل باغتصاب المال ظلمًا، مع أن العِرض والمال من المقاصد الكلية الخمسة التي جاءت الشريعة لحفظها؟ كما أنهم يساوون بين ظلم أحد الرعية والظلم العام للأمة، فيطالبون الأمة بالسكوت عن ظلم الحكام مهما ارتكبوا من الجور بحق شعوبهم.
الأمر الثاني الذي يعتمد عليه الجامية في شرعنة الاستبداد، هو التلبيس على الناس بشأن الإنكار على الحاكم، والخلط بين الإنكار والخروج، فعندهم أن الإنكار العلني على الحاكم يعد خروجًا عليه، وبناء على ذلك، إذا كان للحاكم نصف ساعة على الفضائيات يزني فيها ويشرب الخمر، فلا ننكر عليه بل نؤلف الناس عليه لتجتمع الكلمة، هكذا زعم أحد كبار الجامية فعليا، ولا حرج في أن يقتل الحاكم نصف شعبه ليعيش النصف الآخر إذا رأى ذلك، كما عبر جامي آخر، ولا مانع في أن يُحشر الناس ليعملوا ويكدوا دون أدنى أجر طالما كان ذلك أمر الحاكم، بحسب ما قال الجامي المُلهم، وعلى من يعترض على ذلك الظلم أن يُجهز نفسه ليُعامل معاملة الخوارج، فإن سُجن بعدها أو قُتل فلا يلومن إلا نفسه!
فرقٌ كبير بين الخروج على الحاكم، الذي يكون بالقوة والسلاح، وبين الإنكار عليه، لا علاقة بين هذا وذاك، بل جاء الأمر في النهي عن المنكر بصفة عامة، وجاء كذلك بصفة خاصة في ما يتعلق بالحكام، كقول النبي صلى الله عليه وسلم «يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقْدَ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ»، فماذا يفعل هؤلاء الجامية مع قول النبي «فمن أنكر فقد برِئَ».
أمثال هؤلاء الجامية الذي يقدسون الحاكم على هذا النحو، يُلصقون بالإسلام تهمة الكهنوتية والحكم الثيوقراطي، وذلك حين يُكرسون لإعفاء الحاكم من المُساءلة والحساب وتخويف الناس من مجرد الاعتراض على فساد حكامهم، في تجاهلٍ تام لحق الأمة في اختيار حاكمها ومراقبته ومحاسبته وفق القنوات الشرعية المتمثلة في أهل الحل والعقد، وذلك ما جرى عليه عمل القرون المفضلة، حيث كانوا يحاسبون الحاكم وينكرون عليه علنًا إذا دعت الحاجة، بل كان الخليفة يطالب الناس لدى تعيينه بتقويمه إذا اعوج وحاد.
منهج هؤلاء الجامية لا يقل في خطره وغلوه وتطرفه عن خطر الدواعش الذين اختزل البعض شرور العالم فيهم وحسب، كلاهما وجهان لعملة واحدة، استبداد بالرأي، وشرعنة للظلم، وتصنيف للآخرين ورميهم بالتبديع والتفسيق، كلاهما يقتل، كلاهما حمل السلاح في وجه الأبرياء، كلاهما لا يواجه ولا يعادي إلا المخلصين، وكلاهما يتلاعب بالنصوص بالاجتزاء والتأويل والبتر عن السياق.
«ما مِن مُستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، ولا أقل من أنْ يتخذ بِطانة من خَدَمَةِ الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله، وأقل ما يعينون به الاستبداد، تفريق الأمم إلى مذاهب وشِيَع مُتعادية تقاوم بعضها بعضاً، فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها، فيخلو الجو للاستبداد ليبيض ويُفرخ».
لكل حاكمٍ مستبد بطانة من حَمَلة الدين يُشرعنون باطِلَه، ويُمررون فساده، كما أشار الكواكبي في المقدمة أعلاه، لمعرفة الحكام والملوك بقوة تأثير الدين في حياة الناس، وقدرته على توجيه آرائهم، وعندما يتم هذا التزاوج بين السلطتين السياسية والدينية، يُصبح الطاغية مُحاطًا بسياجٍ مانعٍ عن كل مُساءلة ومؤاخذة.
نبْتَةُ شر وجدتْ لها تُربة حاضنة وواقعًا هيأ لها الظهور والتمدد في بلاد المُسلمين، عن تيار السلفية الجامية والمدخلية أتحدث، ذلك التيار الذي نشأ في السعودية بعدما علتْ أصوات دعوية مُعارضة لاستقدام الأمريكان في حرب الخليج الثانية، فانبرى أهلُه لصياغة شكل جديد من السلفية تُضفي القداسة على ولي الأمر، وارتقوا منابر التصنيف، يصفون هذا بالتكفيري وهذا بالخارجي وهذا بالمبتدع لمخالفتهم الحكام، وتدعو العامة للتأمين على كل قرار يتخذه ولي الأمر الذي لا يجوز مخالفته.
بالمقابل صار هذا التيار قُرة عين الأنظمة الاستبدادية، فأُصدرت بعض الحكومات، الأوامر بتسهيلات لرموزه وإعطائهم مساحات واسعة لترويج هذا المنهج، وشن الحرب على كل فكرة مُناهضة لفساد الحاكم، ولم يتم تسييس هذا التيار فحسب، بل تمت عسْكرتُه كذلك ضمن موجة الثورات المضادة لثورات الربيع، فكتائبهم المسلحة التي تشكلت للقتال بجانب حفتر في ليبيا معروفة، وجرائمهم التي ارتكبوها بحق الثورة مفضوحة، وباسم الدين حملوا السلاح وقتلوا بني الدين والدم والأرض.
من خلال متابعتي لسيرة هذا التيار المُنتسب زورًا إلى المنهج السلفي، أستطيع القول بأنه يرتكز في شرعنة الاستبداد وتقديس ولي الأمر على أمرين:
الأمر الأول هو انتقائية النصوص، فالجامية والمدخلية يحشدون النصوص المؤكدة على طاعة ولي الأمر وإلباسها ثوب الإطلاق، ويغضون الطرف عن النصوص التي تُظهر تقييد هذه الطاعة وأنها ليست على إطلاقها، فالطاعة المُلزمة للرعية، التي يستقيم بها ميزان الدولة هي الطاعة في غير معصية وفساد.
وترى الجامية والمدخلية يعضون بالنواجذ على حديث «ثم ينشأ دعاة الضلال فإن كان لله في الأرض خليفة جلَد ظهرك وأخذ مالك فأطعه»، وهو مع ما في سنده من مقال، لا يمكن تفسيره إلا بأن الوصية بالطاعة في ما لو جلد ظهرك وأخذ مالك بحق لا بالباطل، حتى يستقيم النص مع الأحاديث التي تأمر بحفظ المال والنفس والعرض، وأن من مات دونها فهو شهيد.
ومن جهة أخرى، فماذا سيفعل صاحب هذا القول إن اغتصب الحاكم نساءه؟ هل سيطيع؟ فإن قال لا فلماذا قَبِل باغتصاب المال ظلمًا، مع أن العِرض والمال من المقاصد الكلية الخمسة التي جاءت الشريعة لحفظها؟ كما أنهم يساوون بين ظلم أحد الرعية والظلم العام للأمة، فيطالبون الأمة بالسكوت عن ظلم الحكام مهما ارتكبوا من الجور بحق شعوبهم.
الأمر الثاني الذي يعتمد عليه الجامية في شرعنة الاستبداد، هو التلبيس على الناس بشأن الإنكار على الحاكم، والخلط بين الإنكار والخروج، فعندهم أن الإنكار العلني على الحاكم يعد خروجًا عليه، وبناء على ذلك، إذا كان للحاكم نصف ساعة على الفضائيات يزني فيها ويشرب الخمر، فلا ننكر عليه بل نؤلف الناس عليه لتجتمع الكلمة، هكذا زعم أحد كبار الجامية فعليا، ولا حرج في أن يقتل الحاكم نصف شعبه ليعيش النصف الآخر إذا رأى ذلك، كما عبر جامي آخر، ولا مانع في أن يُحشر الناس ليعملوا ويكدوا دون أدنى أجر طالما كان ذلك أمر الحاكم، بحسب ما قال الجامي المُلهم، وعلى من يعترض على ذلك الظلم أن يُجهز نفسه ليُعامل معاملة الخوارج، فإن سُجن بعدها أو قُتل فلا يلومن إلا نفسه!
فرقٌ كبير بين الخروج على الحاكم، الذي يكون بالقوة والسلاح، وبين الإنكار عليه، لا علاقة بين هذا وذاك، بل جاء الأمر في النهي عن المنكر بصفة عامة، وجاء كذلك بصفة خاصة في ما يتعلق بالحكام، كقول النبي صلى الله عليه وسلم «يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقْدَ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ»، فماذا يفعل هؤلاء الجامية مع قول النبي «فمن أنكر فقد برِئَ».
أمثال هؤلاء الجامية الذي يقدسون الحاكم على هذا النحو، يُلصقون بالإسلام تهمة الكهنوتية والحكم الثيوقراطي، وذلك حين يُكرسون لإعفاء الحاكم من المُساءلة والحساب وتخويف الناس من مجرد الاعتراض على فساد حكامهم، في تجاهلٍ تام لحق الأمة في اختيار حاكمها ومراقبته ومحاسبته وفق القنوات الشرعية المتمثلة في أهل الحل والعقد، وذلك ما جرى عليه عمل القرون المفضلة، حيث كانوا يحاسبون الحاكم وينكرون عليه علنًا إذا دعت الحاجة، بل كان الخليفة يطالب الناس لدى تعيينه بتقويمه إذا اعوج وحاد.
منهج هؤلاء الجامية لا يقل في خطره وغلوه وتطرفه عن خطر الدواعش الذين اختزل البعض شرور العالم فيهم وحسب، كلاهما وجهان لعملة واحدة، استبداد بالرأي، وشرعنة للظلم، وتصنيف للآخرين ورميهم بالتبديع والتفسيق، كلاهما يقتل، كلاهما حمل السلاح في وجه الأبرياء، كلاهما لا يواجه ولا يعادي إلا المخلصين، وكلاهما يتلاعب بالنصوص بالاجتزاء والتأويل والبتر عن السياق.
كم أساءت هذه الفئة للسلفيين عمومًا، وتأصل في حس الكثيرين أن كلمة سلفي مرادفة لعلماء السلطان، واختلط الحابل بالنابل، لذا وجب على دعاة السلفية المعتدلين التحذير من هذا التيار وفضح منهجه، وبيان قضايا التعامل مع الحكام وفق رؤية شاملة كلية للنصوص، لدفع شرور «الجاميين» الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وتسببوا في اعتقال العلماء والدعاة، هُم فعليا أقرب ما يكون إلى وصف «فقهاء الاستخبارات»، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
تناقضات السلفيون !!! .. لحوم علماء السلفية السعودية ومن تابعهم مسمومة .. ولحوم غيرهم معجونة بالحلوى والسكر ..!!
السلفيون حينما يكفرون أو يبدعون أو يفسقون علماءنا و يضللون عقائدنا و فقهنا و مذهبنا ، و يصرحون بذالك علنا وبالأسماء في كتبهم.. لا يجوز لنا الرد عليهم و لا مناقشتهم و لا الإنكار عليهم و لا التحذير من كتبهم لأنه ببساطة لحوم العلماء مسمومة!!
فالواجب علينا أن نسكت و لا نرد بل و نرضى لأن لحوم العلماء مسمومة !! ولحم علماءنا وشيوخنا ليس مسموما بل فيه السكر!!
حينما تطبع مطابعهم كتبا تضلل الحافظ بن حجر و الإمام النووي و الإمام الشاطبي و القرطبي و الإمام الجليل أبو حنيفة وتصرح هذه الكتب أنه لم يولد في الإسلام أَشَرُّ من أبي حنيفة!! .. ثم يقوم مشائخ السلفيون بتزكية هذه الكتب و توزيعها على الشباب في العالم الإسلامي، الواجب علينا أن نسكت و نرضى ، لأننا لو أنكرنا عليهم فسيواجهوننا بعبارة لحوم العلماء مسمومة!!
وحينما يضللون الشيخ الشعراوي والقرضاوي و الصابوني و الكوثري و أبو غدة و سيد قطب و حسن البنا و سعيد حوى والسباعي و ابن باديس و أحمد ياسين .. والداعية عمرو خالد و محمد حسان وإذا ضلل مشائخ السعودية كل علماء العالم لا يهم ؛ لأن لحوم علماء هؤلاء ليست مسمومة ، و إنما المسموم فقط لحوم علماء السعودية!!
وحينما يضلل مشائخُ السعودية الأشاعرةَ و الماتريدية و مقلدي المذاهب الأربعة و الصوفية و كل الجماعات الإسلامية من إخوان و تبليغ و تحرير و حماس الفلسطينية، إذا فعلوا ذلك فلا مشكلة لأنه من واجبهم محاربة المبتدعة !! ..
أما إذا كتب أحدهم كلمة واحدة يحذر فيها من خطأ فعلوه أو فتوى باطلة أذاعوها تخالف الكتاب و السنة و الإجماع فذلك لا يعقل و لا يجوز ؛ لأن لحوم علماء السعودية مسمومة..
فَحَذِّرْ كما شئت من كل علماء الدنيا ، و لكن إحذر من لحوم علماء السلفية السعودية فهي مسمومة!!
لهم أن يكفرونا و يضللونا و يحذروا من علمائنا و مذاهبنا و مجاهدينا و عقيدتنا و فقهنا و صالحينا ، و لكن نحن لا يجوز لنا التحذير من بدعهم لأن لحوم علماء السعودية مسمومة ..!!
و كلما كتبتُ مقالة أبيّن فيها خطأ هذا المنهج المتستر بالسلف رضي الله عنه، يردون علينا غلمان هذا المنهج كلهم متفقين على كلمة واحدة “لحوم العلماء مسمومة”.
تصوروا شابا سلفيا يضلل البيهقي و السيوطي و ابن حجر و القرطبي و القاضي عياض و حجة الإسلام أبي حامد الغزالي ، يضلل ابن رشد و الزرقاني، يضلل البنا و الصابوني و البوطي و القرضاوي ، و يصفهم بأبشع الأوصاف ..
فإذا ما كتبتُ كلاما ضد شيخ سلفي سعودي يحذورنك ويقولون لك ألا تعلم أن لحوم العلماء مسمومة .. تعجبت و سألته عن رأيه في الإمام الحافظ ابن عساكر ، قال: إنه على ضلال لأنه من الأشاعرة!
قلت له: ألا تعلم أنه هو من قال أن لحوم العلماء مسمومة؟ ولكنه لم يقل إعلم أن لحوم علماء السعودية مسمومة ! كيف تضلله ثم تحتج به!
فإذا وجدتم من يضلل علماء المسلمين و لا يقبل تخطئة عالم سلفي سعودي مهما كان خطأه بيّنا ، فاعلموا أنه يعتقد فيه العصمة و إن لم يصرح بذلك ، فقد أقاموا لهم أصناما في قلوبهم نعوذ بالله من الوثنية بعد نور الإسلام.
السلفيون حينما يكفرون أو يبدعون أو يفسقون علماءنا و يضللون عقائدنا و فقهنا و مذهبنا ، و يصرحون بذالك علنا وبالأسماء في كتبهم.. لا يجوز لنا الرد عليهم و لا مناقشتهم و لا الإنكار عليهم و لا التحذير من كتبهم لأنه ببساطة لحوم العلماء مسمومة!!
فالواجب علينا أن نسكت و لا نرد بل و نرضى لأن لحوم العلماء مسمومة !! ولحم علماءنا وشيوخنا ليس مسموما بل فيه السكر!!
حينما تطبع مطابعهم كتبا تضلل الحافظ بن حجر و الإمام النووي و الإمام الشاطبي و القرطبي و الإمام الجليل أبو حنيفة وتصرح هذه الكتب أنه لم يولد في الإسلام أَشَرُّ من أبي حنيفة!! .. ثم يقوم مشائخ السلفيون بتزكية هذه الكتب و توزيعها على الشباب في العالم الإسلامي، الواجب علينا أن نسكت و نرضى ، لأننا لو أنكرنا عليهم فسيواجهوننا بعبارة لحوم العلماء مسمومة!!
وحينما يضللون الشيخ الشعراوي والقرضاوي و الصابوني و الكوثري و أبو غدة و سيد قطب و حسن البنا و سعيد حوى والسباعي و ابن باديس و أحمد ياسين .. والداعية عمرو خالد و محمد حسان وإذا ضلل مشائخ السعودية كل علماء العالم لا يهم ؛ لأن لحوم علماء هؤلاء ليست مسمومة ، و إنما المسموم فقط لحوم علماء السعودية!!
وحينما يضلل مشائخُ السعودية الأشاعرةَ و الماتريدية و مقلدي المذاهب الأربعة و الصوفية و كل الجماعات الإسلامية من إخوان و تبليغ و تحرير و حماس الفلسطينية، إذا فعلوا ذلك فلا مشكلة لأنه من واجبهم محاربة المبتدعة !! ..
أما إذا كتب أحدهم كلمة واحدة يحذر فيها من خطأ فعلوه أو فتوى باطلة أذاعوها تخالف الكتاب و السنة و الإجماع فذلك لا يعقل و لا يجوز ؛ لأن لحوم علماء السعودية مسمومة..
فَحَذِّرْ كما شئت من كل علماء الدنيا ، و لكن إحذر من لحوم علماء السلفية السعودية فهي مسمومة!!
لهم أن يكفرونا و يضللونا و يحذروا من علمائنا و مذاهبنا و مجاهدينا و عقيدتنا و فقهنا و صالحينا ، و لكن نحن لا يجوز لنا التحذير من بدعهم لأن لحوم علماء السعودية مسمومة ..!!
و كلما كتبتُ مقالة أبيّن فيها خطأ هذا المنهج المتستر بالسلف رضي الله عنه، يردون علينا غلمان هذا المنهج كلهم متفقين على كلمة واحدة “لحوم العلماء مسمومة”.
تصوروا شابا سلفيا يضلل البيهقي و السيوطي و ابن حجر و القرطبي و القاضي عياض و حجة الإسلام أبي حامد الغزالي ، يضلل ابن رشد و الزرقاني، يضلل البنا و الصابوني و البوطي و القرضاوي ، و يصفهم بأبشع الأوصاف ..
فإذا ما كتبتُ كلاما ضد شيخ سلفي سعودي يحذورنك ويقولون لك ألا تعلم أن لحوم العلماء مسمومة .. تعجبت و سألته عن رأيه في الإمام الحافظ ابن عساكر ، قال: إنه على ضلال لأنه من الأشاعرة!
قلت له: ألا تعلم أنه هو من قال أن لحوم العلماء مسمومة؟ ولكنه لم يقل إعلم أن لحوم علماء السعودية مسمومة ! كيف تضلله ثم تحتج به!
فإذا وجدتم من يضلل علماء المسلمين و لا يقبل تخطئة عالم سلفي سعودي مهما كان خطأه بيّنا ، فاعلموا أنه يعتقد فيه العصمة و إن لم يصرح بذلك ، فقد أقاموا لهم أصناما في قلوبهم نعوذ بالله من الوثنية بعد نور الإسلام.
رائع والف رائع والله كلام يثلج القلوب ويشفي صدور قوم مؤمنين
ردحذفاللھم إنا نعوذ بك منھم (السلفية الوھابية) اللھم أنصر الإسلام والمسلمين واضرب الظالمين بالظالمين والسلفيين الوھابيون ببعضهم والعلمانيين بالعلمانيين باللائكيين باللائكيين ...آمين .
ردحذف