السبت، 29 يونيو 2019

المذهبية بثوب جديد - جاهل وغبي واثق من نفسة يدعوا الى اللامذهبية وعدم اتباعالائمة الاعلام .. ويدعوا اتباعة ان يتبعوا ويقلدوه بأسم الكتاب والسنة !! وشتان بين الثرى والثريا !!

التمذهب ( اقفال للعقول ) !
==============
لا ادري كيف يفهم ( أدعياء السلفية )  التمذهب انه تعطيل للعقل وان المذاهب سبب في انحطاط الامة وتراجعها لانه جعلت الناس نسخا مكررة او قوالب جامدة !! ويدعوا لاتباعة ان يتبعوا بأسم الكتاب والسنة !! وشتان بين الثرى والثريا !!
هذا الكلام لا يقوله الا جاهل مطموس البصيرة أو غبي واثق من نفسه  لا يفهم في الدين شيئا !
وهذه البدعة جاء بها اهل الاستشراق الحاقدين على الدين !
التمذهب في حقيقته هو اتباع للامام المجتهد في اصوله وفروعه التي دونها هو بنفسه او تلامذته من الطبقة الاولى ..
فمن هو هذا الامام ؟
هذا الامام المجتهد هو رجل عالم فقيه اعمل عقله في نصوص الشرع (الكتاب والسنة ) واستنبط الاحكام منها واتبعه عليه تلامذته وعامة الناس من بعده .
يا سادة .. 

 ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )  


اتبّاع المذاهب انما هو اتبّاع للائمة في الاستنباط والاستدلال من نصوص الشرع الحنيف ..
ما هي نصوص الشرع ؟؟
هي النصوص الواردة في الكتاب (القرآن الكريم ) والسنة النبوية .
ولا ادري ما علاقة التمذهب بتعطيل العقول ؟؟
من منعك في اعمال عقلك في كل علوم الدنيا المختلفة والتفكر في آيات الله ؟
من منع عقلك من الابداع في الادب والشعر والنثر والرواية والقصة ؟
من قيّد عقلك عن النظر في الفلك والطب والهندسة وعلم الاحياء ؟
من كبل ذهنك عن البحث في علوم الارض والنبات والجبال ؟
من امسك بفكرك ان يجول في علوم الدنيا كلها فجئت تدعي ان التمذهب تعطيل للعقل ؟
اصبح التمذهب في ذهن الناس = تعطيل العقل !
وهذا كلام باطل لا صحة له بل هذه بدعة اسشتراقية سار عليها بعض المتأثرين بالمستشرقين الحادقين على الاسلام واليوم تجد رواجا كبيرا ..
التمذهب هو تأصيل لفهم للنص الشرعي (قرآن + سنة ) على نهج الائمة المتبوعين فقط ولا يمنعك التمذهب من اعمال عقلك في كل علوم الدنيا ابدا !
وحتى اعمال عقلك في نصوص الشرع لا مانع منه ولكن عليك ان تدخل من الباب لا تجيئ كاللص من النافذة ..
فهذه علوم الشرع تقدم واطلب العلم على اصوله وان شاء الله نراك مجتهدا في يوم من الايام ..
اما ان تدخل من النافذة وتريد ان يستقبلك اهل العلم فهذه معادلة مقلوبة وقسمة ضيزى والسلام



الانتساب إلى مذهب من المذاهب الفقهية (الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي) جائز باتفاق العلماء، ومن كان في ريب من ذلك فعليه أن يفتح كتب التاريخ والتراجم والطبقات ليدرك حقيقة ذلك.
والمذاهب الفقهية كانت وما زالت أفضل طريق لتوحيد المسلمين، فعندما تجد بلداً يبلغ عدد سكانه قريباً من 300 مليون كأندونيسيا، وجميعهم على قول واحد لا اختلاف بينهم ولا تنازع، إلا بعد أن دخلت إليهم اللامذهبية تحت غطاء السلفية 
وعندما تجد الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا والسودان وغيرها الكثير وجميعهم على قول واحد (على مذهب مالك) .. لا اختلاف بينهم إلا بعد أن دخلت إليهم اللامذهبية
تعلم حينها:
أن المذاهب نعمة عظيمة، وهي سبب لاجتماع المسلمين، واللامذهبية هي سبب التفرق والتمزق.
وأختم هنا بكلمة قالها الشيخ سعيد حوى رحمه الله في كتابه "جولات في الفقهين الكبير والأكبر" (ص:122) قال: ((ما وصلت إليه الأمة من اعتماد المذاهب الأربعة هو أضيق صور التشتت، وبدون ذلك يكون عندنا ملايين المذاهب)).
وهذا ما يشهد به الواقع، فالحركة الوهابية أو السلفية التي زهدت في المذاهب، فأوجدت الخصومات في المساجد على مسائل فرعية كالقنوت في الفجر ونحوها، بل وأصبحت هذه المدرسة اللامذهبية فرقا متخاصمة مع نفسها ومع الآخرين، وانقسموا فيما بينهم إلى طرائق قددا.




حمل من كتاب القيم - اللامذهبية أخطر بدعة





ـــــــــــــ













 اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية

هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة؟ وهل صحيح ان المذاهب الأربعة ليست الا بدعة طارئة على الدين، وأنها ليست من الدين في شيء؟ م أنها لبّ الإسلام وجوهره، وأنها هي التي بصّرت المسلمين في كل زمن بأحكام دينهم، ويسّرت لهم سبيل التمسك بكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم صلى الله عليه وسلم ...؟ هذه التساؤلات وغيرها يحاول العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الإجابة عليها في كتابه هذا بمنهج علمي مدعم بالدليل والحجة.

اللامذهبية أخطر بدعةٍ تُهدِّدُ الشَّريعةَ الإسلاميَّة مقدمة الكتاب محمد توفيق رمضان البوطي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.. فقد وزع شباب في دمشق كتيباً بعنوان [هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة؟] منسوب إلى المدعو: (محمد سلطان الخجندي المدرس بالمسجد الحرام)، ولا أعلم مدى صحة النسبة إليه، ولا مدى صحة الوصف؛ وذلك في عام 1970 تقريباً. وأحدثَ هذا الكتيب مشكلة بين الشباب، لما تضمنه من نيل من أتباع المذاهب الأربعة، يصل إلى حد التكفير؛ إذ وصفهم بالحمق والضلال، وبأنهم من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، وممن قال فيهم الله تعالى:?? ? ? ? ? ? ??!!.

 وأذكر أن سيدي الوالد رحمه الله خطب خطبة الجمعة آنذاك وخصصها في الرد على دعوة اللامذهبية، وبيّن ارتباطها بجهات أجنبية، وربط بينها وبين بعض ما قام به الاستعمار البريطاني في مصر، يوم دعا اللورد كرومر إلى نبذ المذاهب الأربعة وكتب الفقه الإسلامي، ووصف التمسك بها بالجمود والتخلف... ثم كتب هذه الرسالة التي كانت في طبعتها الأولى مختصرة، ولا تتضمن الحوار الذي جرى بين الألباني ووالدي رحمه الله في بيتنا. وكانت أصداء هذه الرسالة قوية، ومؤثرة. كما كانت لها أصداء سلبية عند الوهابية المتعصبين، وكذلك عند الإخوان المسلمين الذين لم تكن هناك ملاحقة لنشاطاتهم، بل كانت لهم علاقات ودّية مع بقية الأطياف الإسلامية، بغية التأثير على أتباعهم. وكانت حجة الإخوان في انتقاد هذه الرسالة أن الوقت غير مناسب لها، وأن من شأن هذه الرسالة إثارة الفرقة بين المسلمين!، وكأن رسالة الخجندي والنشاط اللامذهبي واتهام مخالفي الوهابية بالتوسل واتباع المذاهب الأربعة بالكفر والابتداع؛ يجمع الكلمة ويوحد الصف.. وكأن وصفهم لمن لم يبايع قادتهم بأنه يموت ميتة جاهلية من شأنه توحيد الكلمة!. أما بقية الشباب المتدين فقد كانت هذه الرسالة تنبيهاً لهم من غفلة، وإيقاظاً لهم من سبات، وإعادة لهم إلى نهج الصواب. 

وبعبارة أخرى: كانت رسالة (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) قاصمة الظهر بالنسبة لنشاط الوهابيين والمتحالفين مع ذلك النشاط، والمتعاطفين معه. وقد طلب الألباني - رحمه الله - اللقاء مع والدي رحمه الله. وجرى اللقاء، وحضره جدي ملا رمضان، وخالي الشيخ أحمد أكبازلي، وقد سجلتُ ذلك الحوار دون أن يشعر الألباني، ولكنا أعلمناه في نهاية الجلسة بأن الحوار مسجل بكامله. وكنت أتمنى لو أن ذلك الشريط كان موجوداً، ولكن يداً ما سرقته..! مع العلم بأن والدي لم يسمح لنا بنشره؛ وذلك لأن الغاية قد تحققت، وهي تجلية وجه الحق في مسألة التمذهب بالمذاهب الفقهية المعتمدة. وأنه قد لخص الحوار في الطبعة الثانية لرسالة اللامذهبية؛ فلا داعي لنشره صوتياً. ورأى أن في ذلك نوع تشفٍ وشماتة، لا تليق بنا. بعد ذلك بدأ الهجوم على والدي بكتاب صدر بدمشق في الرد على كتاب اللامذهبية، للأستاذ محمد عيد عباسي سماه [بدعة التعصب المذهبي]، فيه بعض المغالطات التي ردّ عليها والدي أيضاً. ثم بدأ الهجوم البذيء بسلسلة رسائل صدرت لهم من الأردن، بعد انتقال الألباني إلى الأردن. ورفض الوالد رحمه الله أن يلتفت إليها أو أن يرد عليها؛ وقال حينئذ: إن كتابي (اللامذهبية) قد ألفته ردّاً على رسالة مضللة، وحرصاً على سلامة دين الناس، 

ولم أنشره انتصاراً لنفسي. أما النزول إلى سجال ضد تلك الرسائل التي تضمنت الشتائم والإساءات؛ فهو دفاع عن نفسي، ولست بصدد الدفاع عن نفسي. وقد نال كتاب (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) شهرة واسعة، وترجم لكثير من اللغات، لأن خطر اللامذهبية انتشر في كثير من بلاد العالم الإسلامي. وقد ترجم إلى التركية والروسية والتتاريةوالملاوية وغيرها، وطبع طبعات كثيرة بشتى اللغات، حتى وجد والدي رحمه الله أنه حقق الهدف الذي كان يرمي إليه. واليوم نجد مدى خطر الدعوة الوهابية التي تسمي نفسها [السلفية]، إذ غدت ينبوع التطرف والعنف في العالم الإسلامي، وأداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه الإسلام، ونجد أن الأمة غدت أحوج إلى الحذر من هذه الدعوة التكفيرية التبديعية، التي جعلت من تكفير مخالفيها مسوغاً لسفك دمائهم، ونشر الفتنة هنا وهناك. حتى مضى والدي نفسه رحمه الله شهيداً على كرسي درسه ومنبر دعوته بأيدي هؤلاء المجرمين. رحمه الله وطيب ثراه، وجزاه عن الأمة خير الجزاء. وقد وجدنا أن نشاط الدعوة التكفيرية اليوم يقتضي إعادة نشر هذا الكتاب؛ لبيان وجه الحق في هذا الموضوع.

 وليكون بياناً يؤكد على التحذير من الفوضى التي تهدف إليه هذه الدعوة، والتحذير من التكفير؛ الذي يستند إليه خوارج العصر لسفك دماء أبناء الأمة، وتخريب بلاد المسلمين. جمع الله كلمة الأمة على الهدى والرشاد، وأعاد إلى بلادنا وسائر البلاد الأمن والطمأنينة والسلام. خلاصة ما جاء في الكراس، فهي ترمي من خلال جميع أبحاثها وفصولها ونصوصها المنقولة المختلفة إلى تأكيد تحريم تمسك المسلم - أيّاً كان - بأي مذهب من المذاهب الأربعة، وأن التزامَ واحد منها ضلالٌ وكفرٌ، وأنه اتخاذ للناس أرباباً من دون الله، وأن عليه أن يأخذ من الكتاب والسنّة مباشرة، فإن لم يستطع فعليه أن يظل متنقلاً بين المذاهب المختلفة يسأل هذا مرة.. ويتبع هذا آناً، ويتبع الثاني آناً آخر. ويتخذ كاتب الكراس من أقوال الأئمة الواردة في النهي عن التعصب للمذاهب ضد الدليل (إذا وضح للناظر واستقصاه) دليلاً على دعواه. وكاتب الرسالة يخلط في هذا بين أمور متفق عليها وأمور لم يقل بها مسلم. ويتخذ من أدلة الأولى برهاناً على المزاعم الأخرى، وقد كان عليه - وهو يبحث في موضوع علمي قائم على الأدلة والنظر - أن يحرر محل البحث والخلاف أولاً، ويحصر دليله ومدعاه في نطاق محلّ الخلاف، ثم يسير في دعواه كما يشاء، وهذا ما لم يفعله. وإذاً فلا بد لنا قبل الخوض في مناقشة الكاتب من أن نتدارك ما فاته هو، فنحرر محل النزاع، ونفرز النقاط التي هي محلّ وفاق بيننا وبين جميع المسلمين، لكي نبعدها عن ساحة النظر والبحث، ولا نضيع بها وقتاً، ولا نتركها تشوش علينا النظر في محل البحث هنالك أمور لا خلاف فيها لا بد من إبعادها عن دائرة البحث في أصل الدعوى التي ألَّف صاحب الكرّاس كراسه من أجلها.

 فأولها: أن المقلِّد لأحد المذاهب، ليس ثمة ما يلزمه شرعاً بالاستمرار في تقليده، وليس ثمة ما يمنعه من التحول عنه إلى غيره، فقد أجمع المسلمون أن للمقلِّد أن يقلِّد مَن شاء من المجتهدين إذا توصل إلى حقيقة مذاهبهم وآرائهم؛ فله مثلاً أن يقلِّد كل يوم إماماً من الأئمة الأربعة، ولئن ظهر في بعض العصور المتأخرة مَن استهجن تحوُّل المقلِّد من مذهب إلى آخر، فهو التعصب المقيت الذي أجمع المسلمون على بطلانه. ومعلوم لكل باحث أن هذا الذي لا خلاف فيه هو غير دعوى أن على المقلِّد أن لا يلتزم مذهباً بعينه، وأن عليه أن يلوّن ويغير؛ أي إن عدم وجوب الالتزام لا يستلزم حرمة الالتزام. ثانيها: أن المقلِّد إذا ما تمرّس في فهم مسألة من المسائل، وتبصّر بأدلتها من الكتاب والسنة وأصول الاجتهاد، وجب عليه أن يتحرر في الأخذ بها من مذهب إمامه، وحرم عليه التقليد فيها ما أمكنه أن يجتهد فيها معتمداً على طاقته العلمية المتوفرة لديه، أجمع على ذلك العلماء وأئمة المذاهب أنفسهم، وبدهي أنه يحرم عليه إذاً ترجيح رأي إمامه على ما هداه إليه اجتهاده في تلك المسألة التي توفر على دراستها والتعمق في فهم أدلتها وأصولها . ولئن ظهر أيضاً في بعض العصور المتأخرة من جنح إلى هذا التعصب، وخرج بذلك عن إجماع المسلمين؛ فإنه مظهر آخر من مظاهر التعصب والتحزب البغيض الذي يجب التنبيه إليه والتحذير منه. ومعلوم لكل باحث أيضاً أن هذا الذي لا خلاف فيه لا يستلزم بحال دعوة المقلِّد الجاهل بأدلة الأحكام إلى نبذ التقليد والاعتماد مباشرة على نصوص الكتاب والسنة. ثالثها: أن جميع الأئمة الأربعة على حق، بمعنى أن اجتهاد كل منهم جعله معذوراً عند الله - عز وجل - 

إن هو لم يستيقن حقيقة الحكم الذي أراده الله عز وجل لعباده في تلك المسائل الاجتهادية فليس عليه إلا أن يسير فيه حسب ما هداه إليه اجتهاده. ومن هنا كان اتباع المقلِّد لمن شاء منهم اتباعاً لحقّ وتمسكاً بهدى، وهو إذ يختار اتباع واحد منهم لا ينبغي أن يتصور أن الآخرين على خطأ؛ ولذلك أجمع العلماء على صحة اقتداء الحنفي بالشافعي أو المالكي، والعكس . خلاصة ما جاء في الكراس، فهي ترمي من خلال جميع أبحاثها وفصولها ونصوصها المنقولة المختلفة إلى تأكيد تحريم تمسك المسلم - أيّاً كان - بأي مذهب من المذاهب الأربعة، وأن التزامَ واحد منها ضلالٌ وكفرٌ، وأنه اتخاذ للناس أرباباً من دون الله، وأن عليه أن يأخذ من الكتاب والسنّة مباشرة، فإن لم يستطع فعليه أن يظل متنقلاً بين المذاهب المختلفة يسأل هذا مرة.. ويتبع هذا آناً، ويتبع الثاني آناً آخر. ويتخذ كاتب الكراس من أقوال الأئمة الواردة في النهي عن التعصب للمذاهب ضد الدليل (إذا وضح للناظر واستقصاه) دليلاً على دعواه. وكاتب الرسالة يخلط في هذا بين أمور متفق عليها وأمور لم يقل بها مسلم. ويتخذ من أدلة الأولى برهاناً على المزاعم الأخرى، وقد كان عليه - وهو يبحث في موضوع علمي قائم على الأدلة والنظر - أن يحرر محل البحث والخلاف أولاً، ويحصر دليله ومدعاه في نطاق محلّ الخلاف، ثم يسير في دعواه كما يشاء، وهذا ما لم يفعله. وإذاً فلا بد لنا قبل الخوض في مناقشة الكاتب من أن نتدارك ما فاته هو، فنحرر محل النزاع، ونفرز النقاط التي هي محلّ وفاق بيننا وبين جميع المسلمين، لكي نبعدها عن ساحة النظر والبحث، ولا نضيع بها وقتاً، ولا نتركها تشوش علينا النظر في محل البحث هنالك أمور لا خلاف فيها لا بد من إبعادها عن دائرة البحث في أصل الدعوى التي ألَّف صاحب الكرّاس كراسه من أجلها. فأولها: أن المقلِّد لأحد المذاهب، 

ليس ثمة ما يلزمه شرعاً بالاستمرار في تقليده، وليس ثمة ما يمنعه من التحول عنه إلى غيره، فقد أجمع المسلمون أن للمقلِّد أن يقلِّد مَن شاء من المجتهدين إذا توصل إلى حقيقة مذاهبهم وآرائهم؛ فله مثلاً أن يقلِّد كل يوم إماماً من الأئمة الأربعة، ولئن ظهر في بعض العصور المتأخرة مَن استهجن تحوُّل المقلِّد من مذهب إلى آخر، فهو التعصب المقيت الذي أجمع المسلمون على بطلانه. ومعلوم لكل باحث أن هذا الذي لا خلاف فيه هو غير دعوى أن على المقلِّد أن لا يلتزم مذهباً بعينه، وأن عليه أن يلوّن ويغير؛ أي إن عدم وجوب الالتزام لا يستلزم حرمة الالتزام. ثانيها: أن المقلِّد إذا ما تمرّس في فهم مسألة من المسائل، وتبصّر بأدلتها من الكتاب والسنة وأصول الاجتهاد، وجب عليه أن يتحرر في الأخذ بها من مذهب إمامه، وحرم عليه التقليد فيها ما أمكنه أن يجتهد فيها معتمداً على طاقته العلمية المتوفرة لديه، أجمع على ذلك العلماء وأئمة المذاهب أنفسهم، وبدهي أنه يحرم عليه إذاً ترجيح رأي إمامه على ما هداه إليه اجتهاده في تلك المسألة التي توفر على دراستها والتعمق في فهم أدلتها وأصولها . ولئن ظهر أيضاً في بعض العصور المتأخرة من جنح إلى هذا التعصب،

 وخرج بذلك عن إجماع المسلمين؛ فإنه مظهر آخر من مظاهر التعصب والتحزب البغيض الذي يجب التنبيه إليه والتحذير منه. ومعلوم لكل باحث أيضاً أن هذا الذي لا خلاف فيه لا يستلزم بحال دعوة المقلِّد الجاهل بأدلة الأحكام إلى نبذ التقليد والاعتماد مباشرة على نصوص الكتاب والسنة. ثالثها: أن جميع الأئمة الأربعة على حق، بمعنى أن اجتهاد كل منهم جعله معذوراً عند الله - عز وجل - إن هو لم يستيقن حقيقة الحكم الذي أراده الله عز وجل لعباده في تلك المسائل الاجتهادية فليس عليه إلا أن يسير فيه حسب ما هداه إليه اجتهاده. ومن هنا كان اتباع المقلِّد لمن شاء منهم اتباعاً لحقّ وتمسكاً بهدى، وهو إذ يختار اتباع واحد منهم لا ينبغي أن يتصور أن الآخرين على خطأ؛ ولذلك أجمع العلماء على صحة اقتداء الحنفي بالشافعي أو المالكي، والعكس .

قال علي رضي الله عنه :
( الناس ثلاثة عالم رباني ‘ ومتعلم على سبيل نجاة ‘ وهمج رعاع غوغاء أتباع كل ناعق ‘ يميلون مع كل ريح ‘ لم يستضيئوا بنور العلم ‘ ولم يلجؤا إلى ركن وثيق )
أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه .


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق