الأربعاء، 16 يونيو 2021

من هم القبوريون ... ؟ !!

 من هم #القبوريون ... ؟ !!

المتمسلفة الوهابيون " سُعاة فتنة " ، لم يكد يسلم من شرورهم أحد ، هم أهل شغب ولغب ، فإن لم تكن منهم بلحية طويلة عريضة ، وقميصك إلى نصف ساقك ، ألصقوا بك كل أنواع التهم ، وألوان الإفتراء ... فأنت إما صوفي ، أو إخواني ، أو تبليغي ، أو أشعري ، أو مشرك ، أو كافر ، أو مبتدع ، أو فاسق ، أو ضال ، أو مقلد متعصب ، أو حزبي متسيس ، أو ماسوني متستر ، أوديمقراطي خرف ، أو شيوعي ملحد ، أو زنديق وافد ... وإن نقبوا في البلاد ، وفتشوا في العباد ولم يجدوا لك تهمة ، أو عثرة ، أو زلة ، تصيدوا لك العثرات ، وأوجدوا لك الزلّات ... بالشبهات الواهية ، والألفاظ المحتملة ... وإن أفلست جهودهم من ذلك كله ، بحثوا لك عن نقيصة في قاموس الشتائم حتى يجدوها ، فإذا ظفروا بها ، فلكأنما ظفروا بالعشيق في خدر الفتاة ، أو الزجاجة في جيب الغلام ... وإذا رأوا كاتبًا ، أو عالمًا ، أو داعية ، أو إمامًا ...لا يتفق معهم في دينهم الوهابي الجديد ، قالوا "فلان يترصد الزعامة "، أو "فلان يتقمص شخصية الكبار" ، وإن ترفقوا به قالوا " محترف علم " هذا إذا لم يجدوا له شبهة ترميه بالشرك ، والضلال ، والتبديع ، والتفسيق ... المتمسلفة الوهابيون يعارضون كل البدع إلا البدعة الكبرى التي تمزق شمل المسلمين ، وتكسر شوكتهم ، وتذهب بريحهم ، فهم أهل السبق والريادة فيها ... وما أكثر أهل العلم في بلاد المسلمين الذين صنّفهم الوهابية في خانة الضالين ، والقبوريين ، والأشعريين ، والمبتدعين ، والفسقة و.. و .. وغيرها من التهم ... المتمسلفة الوهابيون لا تكاد مجالسهم تخلوا من وقيعة في العلماء وأهل الفضل ، والسخرية منهم ، والإستهزاء بهم .. يسلقونهم بألسنة حداد ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا ، يغتابون ، ويبهتون ، ولا يزال إبليس يُلبّس عليهم حتى تنالهم حرب الله التي لا تُرد عن القوم الذين يناصبون العداء لأولياء الله ... ولعل أكثر الذين نالهم الطعن ، والغمز ، والهمز ، واللمز ، والوقيعة في أعراضهم ، هم تلامذة الزوايا ، ومشايخ الزوايا ، والمنتسبين للطرق الصوفية ... وقد وجب علينا أن نَذُبَّ عن أعراضهم ، ونَرُدَّ الأذى عنهم ، بألفاظ مقدودة على قدودها ، بلا طول ، ولا قصر ... المتمسلفة الوهابيون يصفون تلامذة الزوايا ، ومشايخ الزوايا ، والمنتسبين للطرق الصوفية بـ " القبوريون " أي الذين يشدون الرّحال إلى زيارة القبور ، ويتمسحون بها ، ويطوفون حولها ، ويرجون النفع والضر من صاحب القبر ، ويتوجهون بالدعاء إليه ... وهو شرك محض .. هذه افتراءاتهم ، وهذا بهتانهم العظيم ... كل مَن زار قبر ، حتى ولو كانت زيارته شرعية ، غير بدعية ، اتهموه بالشرك دون ثبوت بيّنة شرعية ، ومن دون أدلة يقينية ... فإذا انتَسَبتَ للزوايا والطرق الصوفية وزُرتَ قبر أحدٍ من المسلمين فأنت لا محالة قبوري مشرك ... وهذا لعمري هو البُهت ، والإثم ، الإجرام بعينه ، لأن اللوثة التي تقينتها أنفسهم ظلمًا وعدوانًا هي تصنيف المسلمين ، فما دُمتَ من المنتسبين للزوايا ، والطرق الصوفية ، فأنت قبوري " مشرك " ... وشغلوا بهذه الأوهام ، والآثام ، والتشهير ، والتنفير ، أغرارًا من الناس حتى غدت " القبورية " تهمة تلازم المنتسبين للزوايا والطرق الصوفية ... بل قالوا عن " الصوفية " بأنهم فرقة ضالة مثل الرافضة ، والقرامطة ، والجهمية ، والمعتزلة ... ولعياذ بالله ... المتمسلفة الوهابيون غمسوا ألسنتهم في عقائد المسلمين ، وراحوا يفتشوا عنها حتى في دواخل نفوسهم ، وخلجات صدورهم ، وتفسير مقاصدهم ، ونيانتهم ... وسيعلم الله مَن هم أصحاب التوحيد الخالص يوم تُمَحَّص الضمائر ، وتُبلى السرائر ... " عقيدة التوحيد " في الزوايا هي أحد أهم المقررات الدراسية التي يتعلمها الصبيان ، كما يتعلمون السورة من القرآن ... ومن أوراد ـ تلامذة الزوايا ، ومشايخ الزوايا ـ الصباحية والمسائية [ اللهم إنّا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه ] ... وأذكارهم التي لا يفترون عنها بليل أو نهار هي "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " ، أو " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير " يقولونها مئات بل آلاف المرات بخشوع وحضور قلب ... ويحاولون في خشوعهم عند الذكر الترقي في معرفة معاني لا إله إلا الله ... ثم بعد ذلك لا يستحي المتمسلفة المغرورين المخدوعين أن يصفوا المسلمين الموحدين لله بالمشركين ... الشرك بالنسبة إليهم تهمة " جاهزة " يجفلون إليها إجفالاً ، ويأتون إليها أَرسَالاً... ويتهافتون عليها تهافت الفراش على اللهب ، دونما تمحيص أوتدقيق ... المتمسلفة الوهابيون هم بلاء هذه الأمة ، لأن من أكبر شهواتهم الجامحة ، وملذاتهم الطافحة ...هي الوقيعة في أهل السنة ، وعلماء الأمة ، ممن لا يسدلون لحاهم ـ مثلهم ـ ويقصرون قمصانهم إلى نصف الساق ـ مثلهم ـ ويطعنون في كل مَن يخالفم ـ مثلهم ـ ... أما " القبوريون " فهي ليست شتيمة ، بل فضيلة من الفضائل ، فقد قال سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم : [ ألا وقد نهيتكم عن زيارة القبور ؟ ألا فزوروها ] ، و" الأشعرية " ليست تهمة ولا مسَبّة ، عقيدة أبو الحسن الأشعري هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وهي عقيدة كبار علماء المسلمين من عهد أبا الحسن الأشعري وإلى يوم الناس هذا ، و" التصوف " ليس بدعة ولا معايرة يُعيّر بها المتصوفة ، التصوف هو تزكية النفوس ، وهو مرتبة الإحسان التي تأتي بعد مرتبة الإسلام والإيمان ... لكن المتمسلفة الوهابيون أصحاب غرور واستعلاء ، وأهل أحقاد وضغائن على كل من ينتقدهم ويختلف معهم ... شتائمهم ، وتجريحهم ، ووقيعتهم بالمسلمين ... يرونها دين يتعبدون به ربهم ولعياذ بالله من انطماس البصيرة ... ولو حَسُن إسلامهم ، لسلم المسلمون من ألسنتهم الحادة ... لكن تأبى أنفسهم إلا التربص بالمسلمين ، و التوثب على أعراضهم ، وهو مسلك شائن وَسّع جراح الأمة ، وزاد فتوقها ، وقطع أرحامها ... وجرّها إلى فتن عظيمة جسيمة ... إن لم يتداركها المولى عز وجل بلطفه ، كانت ساحقة ماحقة ... لأن الأحقاد والضغائن ، وتضارب القلوب قد يؤدي إلى الاقتتال باسم الله ورسوله ، كما نرى ونسمع في ليبيا ، وتونس ، واليمن ، وسوريا ... لا قدّر الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ. محمد رميلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق