هل يصح قول الوهابية إن إرسال السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعة، ويجب اجتنابها ؟
الجواب:
الذي عليه علماء المسلمين أن إرسال السلام إلى حضرة سيدنا ومولانا محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أمر حسن، خلافا للوهابية.
والأصل هو الجواز، ولا يجوز الحكم بالحرمة والبدعة إلا بدليل، وهذا موقف العلماء الراسخين:
قال شيخ الإسلام وعَلَم الأولياء يحيى بن شرف النووي في المجموع شرح المهذب (8/ 274):
(وإن كان قد أوصي بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم قال السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان وفلان ابن فلان يسلم عليك يا رسول الله أو نحو هذه العبارة).
وقال الإمام النووي أيضاً في الإيضاح في مناسك الحج والعمرة (ص: 453):
(ثم إن كان قد أوصاه أحد بالسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليقل السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان، أو فلان ابن فلان يسلم عليك يا رسول الله أو نحو هذا من العبارات).
وقال العلامة الموصلي الحنفي في الاختيار لتعليل المختار (1/ 176):
(ويبلغه سلام من أوصاه فيقول: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان، يستشفع بك إلى ربك فاشفع له ولجميع المسلمين).
وقال الكمال ابن الهمام الحنفي في فتح القدير (3/ 181):
(وليبلغ سلام من أوصاه بتبليغ سلامه فيقول: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان أو فلان بن فلان يسلم عليك يا رسول الله. يروى أن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - كان يوصي بذلك ويرسل البريد من الشام إلى المدينة الشريفة بذلك).
وقال العلامة الزرقاني المالكي في شرحه على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (12/ 201):
(فإن أوصاه أحد بإبلاغ السلام إلى النبي -صلى الله عليه وسلم" بأن قال الموصي: قل: السلام عليك من فلان، أو سلم لي عليه -صلى الله عليه وسلم، وتحمل ذلك, ورضي به, وجب عليه إبلاغه؛ لأنه أمانة يجب أداؤها, "فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان", وقول بعضهم: إنه سنة لا واجب؛ إذ ليس في تركه سوى عدم اكتساب فضيلة للغير فلا سبب يقتضي التحريم، ردَّ بأن المأمور حيث التزم ذلك, وقبله وجب التبليغ؛ لأنه أمانة التزم أداءها له عليه السلام).
وهذا مذهب الحنابلة خلافا للوهابية:
قال العلامة الرحيباني الحنبلي في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (2/ 442): (وإذا أوصاه أحد بالسلام، فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان، ويبلغه وجوبا إن تحمله ليخرج من عهدته).
فهذه أقوال العلماء من المذاهب الأربعة، فخذ بها، ودع عنك أقوال المتنطعين.
كتبه/ د. سيف العصري
13/ جمادى الأولى / 1440هــ - 19 يناير 2019
ـــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق