الأحد، 10 أكتوبر 2021

***مفاهيم يجب أن تصحح***

 ***مفاهيم يجب أن تصحح***

هناك بعض الناس من يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم
" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله و رسوله"
على ان الاكثار من مدح النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه باوصاف التعظيم والاجلال اطراء ممنوع
حتى وقع بعضهم في الجفاء من حيث يدري او لا يدري.
فقال بعضهم لا يجوز تسييد النبي صلى الله عليه و سلم مستدلا بحديث لم يفهم معناه و مقتضاه و قالوا : الإكثار من الثناء على النبي صلى الله عليه و سلم فيه شيء من الاطراء ،و وصفوا بعض ما قيل فيه من كلام المداحين بأنه غلو بل قالوا في بعضها انه شرك جهلا منهم باللغة العربية و الشريعة .
و من تأمل الحديث و فهمه تبين له المعنى جليا من سياق الحديث ..
فكيف أطرت النصارى عيسى عليه السلام ؟
ألم يقولوا أنه ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!
و نحن لانقول عن سيدنا محمد انه ابن الله، بل نقول هو عبد الله و رسوله و لكنه ليس كباقي العباد بل هو أفضلهم و سيدهم ...
كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقال "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"
محمد اشرف الأعراب والعجم
وقال البوصيري رحمة الله:
فمبلغُ العلمِ فيه أنّه بشرٌ *** و أنه خير خلقِ الله كُلّهم
فكل مدحٍ لا يرفعه إلى مرتبة الألوهية فهو مدحٌ مندوبٌ إليه بل هو من أعظم القربات وليس من الغلو في شيء .
و مهما مدح المادحون سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم يبقى مدحهم قاصرا فكيف يقال فيه أنه غلو فلا يعرف تمام قدره إلا خالقه عز وجل.(وانك لعلى خلق عظيم)
(لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه)
و رحم الله الامام البوصيري حيث قال في #البردة الشريفة ملخصا كل هذا الكلام:
دع ما ادّعته النصارى في نبيهمِ *** و احكم بما شئت مدحاً فيه و احتكمِ
و انسب إلى ذاته ما شئت من شرفِ *** و انسب إلى قدره ما شئت من عِظمِ
فأن فضل رسول اللّهِ ليس له *** حدٌّ فيُعرب عنه ناطقٌ بفم
صلّى الله عليه و سلّم و كرّم و أنعم و مجّد!
بابي انت وامي ياسيدي يارسول الله فداك أرواحنا واموالنا واولادنا والناس أجمعين.... اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها سيد العرب والعجم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
محمد الكبيسي
جامع الخلفاء
الأحد ٢٠٢١/١٠/١٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق