قيادة المرأة للسيارة حلال ام حرام ؟!
هذا الموضوع [ الفرعي ] اخذ اكثر من حجمه في الجدليات الدينية المعاصرة
ذلك لان الاعلام الغربي وتابعه العربي لا ينفك من عرض هذه المسألة في الاعلام واثارة الجدل حولها ...
بالتالي ما حكم الشرع في قيادة المرأة للسيارة ؟
هل لدينا نص يحكم في الموضوع ..
الجواب : طبعا لا
لماذا ؟
لانه ببساطة لا توجد سيارات في زمن نزول النص ؟
اذن نحن بحاجة الى الاجتهاد في هذه المسألة على ان ينطلق الاجتهاد من محورين معا هما [ النص + الواقع ]
وطالما ان النص غائب في هذه المسألة فنحن بحاجة الى فهم الواقع والاحاطة به حتى نحرر الحكم الصحيح فيه .
الواقع هنا ليس كتلة واحدة فالعالم الاسلامي اليوم يمتد على رقعة واسعة من العالم ويعتنقه اكثر من 1,7 مليار بشر !
فأي حكم يطلق دون النظر في هذه الحالة فهو حكم خاطئ ..
اذن نحن بحاجة الى تفصيل المسألة اكثر ...
مسألة قيادة المرأة للسيارة تخضع للواقع و العادات المجتمعية السائدة في كل منطقة جغرافية وتأخذ مساحة الحكم منها ...
والعرف معتبر في الشرع الاسلامي ولها وجه في الحكم ( وامر بالعرف )
مثلا في بلاد الحرمين لا يتقبل المجتمع هذا الشيء كون العرف السائد عندهم لا يتقبل ان تخرج المرأة وهي تقود السيارة
فاعتبار الحكم الشرعي للمسألة هو اعتبار العرف لها ويأخذ منها ..
اما في ماليزيا مثلا فمن المقبول ان تقود المرأة المسلمة السيارة ولا يرى المجتمع ذلك منافيا للاعراف السائدة ..
اذن لا مانع من تعدد الحكم ان يكون جائزا هنا وغير جائز هناك
علما انه في حالة الضرورة يمكن للمرأة ان تقود السيارة حتى لو خالفت الحكم الشرعي المستند الى العرف والعكس صحيح .
اذن المسألة مرتبطة بالمكان والزمان والعرف السائد والضرورة وميزان المصالح والمفاسد ؟
بشكل عام لا يخلو قيادة المرأة للسيارة من مفاسد ومن مصالح في نفس الوقت ولكن برأيي تغلب المفاسد المصالح على الاقل في منطقتنا الجغرافية العربية ..
اما ما يثير عجبي واستغرابي الذي ابديته في منشور سابق هو تضارب الفتاوى وتقلبها وفقا لهوى السلاطين !
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق