محتاجون كثير ... مساكين وأرامل ويتامى وفقراء
أداء الحج والعمرة من أفاضل مايتقرب به العبد الى ربه من واجب العبادات وفيها من زيادة الإيمان وراحة النفس وانشراح الصدر مايدعو الى التكرار ، لكن نافلة الحج والعمرة قد يعارضها من الأحوال ماقد يكون الأجر فيها أعظم من أداء الحج والعمرة وخاصة حاجة الفقراء والأرامل واليتامى والمساكين وهذا هو قول الأئمة من العلماء .
فلعل إعطاءك مال الحج والعمرة لهؤلاء يكون أعظم أجرا عند الله من نافلة الحج والعمرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات :
"والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست بواجبة. وأما إن كان له أقارب محاويج، أو هناك فقراء تضطرهم الحاجة إلى نفقة : فالصدقة عليهم أفضل.أما إذا كان كلاهما تطوعا فالحج أفضل، لأنه عبادة بدنية ومالية "
روى ابن أبي شيبة في "المصنف" عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: "لَأَنْ أَقُوتَ أَهْلَ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ صَاعًا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ صَاعَيْنِ شَهْرًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ فِي إِثْرِ حَجَّةٍ".
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سفيان الثوري رحمه الله ، وسأله رجل فقال: الحج أفضل بعد الفريضة أم الصدقة؟ فقال: أخبرني أبو مسكين، عن إبراهيم النخعي أنه قال: "إذا حجَّ حِجَجًا، فالصدقة"، وكان الحسن يقول: "إذا حج حجّةً".
والإمام ابراهيم النخعي رحمه الله (ت96هـ) تابعي جليل، أدرك جماعة من الصحابة، ورأى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان مفتي أهل الكوفة في زمنه.
وأخرج الإمام أحمد في كتاب "الزهد" عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: " يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَحُجُّ أَحُجُّ، قَدْ حَجَجْتَ، صِلْ رَحِمًا، نَفِّسْ عَنْ مَغْمُومٍ، أَحْسِنْ إِلَى جَارٍ."
وروى ابن ابي شيبة في مصنفه عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : جَاءَهُ بَعْضُ جِيرَانِهِ ، فَقَالَ : إنِّي قَدْ تَهَيَّأْتُ لِلْخُرُوجِ ، وَلِي جِيرَانٌ مُحْتَاجُونَ مُتَعَفِّفُونَ ، فَمَا تَرَى لِي ؟ أَجْعَلُ كِرَائِي وَجَهَازِي فِيهِمْ ، أَوْ أَمْضِي لِوَجْهِي لِلْحَجِّ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَعَظِيمٌ أَجْرُهَا ، وَمَا يَعْدِلُ عِنْدِي مَوْقِفٌ مِنَ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ شَيْئًا مِنَ الأَشْيَاءِ.
اللهم فقهنا في ديننا ونسألك فضلك ورحمتك والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق