الاثنين، 14 فبراير 2022

هل للزوج حق في راتب زوجته العاملة..؟؟

 هل للزوج حق في راتب زوجته العاملة..؟؟

من المقرر شرعاً أن للمرأة ذمة مالية مستقلة،لا حق لأحد فيها إلا برضاها..
عدا ما استثناه الشرع من نفقة على الوالدين،أو الولد عند الحاجة..
وربنا سبحانه حينما أمرنا بإعطاء أزواجنا مهورهنّ قال لنا:
وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ (أي مهورهنّ) نِحْلَةً (أي فريضة) فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا..
فأفادت الآية وجوب دفْع المهور وأنه لا يجوز للزوج أن يسترد قرشاً واحداً مما أعطاه لزوجته إلا إذا طابت نفسُها بشيء فلا مانع من أن يأخذه الزوج.
وكذا لو أهداها هدية فلا يحق له الرجوع فيها؛لقول نبينا:
«العَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ».
- وأما لو كانت تعمل براتب شهري أو يومي،وبإذن زوجها فلا يحق له أن يأخذ منه شيئاً مهما كان قدره إلا برضاها..
وأما إذا كانت قد اشترطت عليه في العقد بأنه لا يعارض عملها خارج البيت،وليس له في مدخولها حق،ووافق فليس له من راتبها أي شيء..
وأما إذا تزوجته بلا شرط العمل،ثم بدا لها أن تعمل،فلا بد فيه من إذنه..
فإنْ أذِنَ بلا مقابل فلا يحق له أن يأخذ منه شيئاً..
- وهل له أن يشترط جزءاً من راتبها مقابل موافقته.؟؟
الأصل هو أنَّ الزوجة تقوم بخدمة بيت الزوجية من طبخ،وتنظيف،وإنجاب وتربية...
وحينما تعمل خارج بيتها فلا بد من حدوث تقصير من جهتها في حق الزوج وبيته...ومن هنا فللزوج أن يطالب بعِوَضٍ مالي مقابل هذا التقصير..
فإذا أخذ هذا العوض فلا يجوز له ألبتة أن يُذكّرها بتقصيرها،أو يُمننها طالما أنه قد قبض عوضه..
وليس له إلا ما اتفقوا عليه من عوض مالي دون أي زيادة..
فإذا أخذ الزيادة بالإكراه،أو الضغط،أو التهديد،أو بعدم الرضا التام فإنه يأكل حراماً.
وليس للزوج أن يفتح حساباً لزوجته في المصرف بإسمه إلا برضاها التام..
وليس له أن يستثمره بإسمه إلا برضاها..فلربما مات الزوج فيصير في مال زوجته حقٌ لوالديْه إن كانا أحياء،أو حق لإخوانه وأخواته إن لم يكن له ولد ذكر..
- وليحذر الجميع من الحلف الكاذب لأكل أموال الآخرين بالباطل،فإن نبينا قال:
«مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ».
قلتُ: أي عوداً من سواك..
قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق