الجمعة، 18 مارس 2022

معنى المذاهب الفقهية الأربعة !!



"وحينما نقول: فقه أبي حنيفة وفقه الشافعي؛ يكون معنى قولنا هذا: فَهم أبي حنيفة، وفهم الشافعي، و...، وهذا الفَهم لأي شيء؟ إنْ هو إلا فَهمُهم لكتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ذلك لأن الفقه في لغة العرب هو الفَهم كما هو معلوم.
ومن هنا ندرِك خطأً فاحشًا شائعًا بين الناس من غير أن يُلقىٰ له بال فيُنبَّهَ إليه؛ ذلك هو تسمية بعضهم فِقهَهُ وما يقدِّمه إلى الناس من علم بـ «فقه السنة والكتاب»؛ فَفِقهُهُ السنةَ والكتاب هو: فَهمهما، وهذا الذي يقدِّمه: فَهم من؟ هو فَهم زيد وعمرو من نكِرات الناس، لكنَّهم رفعوه وأضافوه إلى (السنة والكتاب) ليُوهِموا الناس أنهم يقدِّمون إليهم الينبوعَ الأصليَّ للدين، وحينئد يَتمُّ لهم أن يُبعدوا الناس عن فقه أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد -رضي الله عنهم-، ويتمكَّنوا من القول للناس: يا أيها الناس؛ تريدون فقه محمد صلى الله عليه وسلم أو فقه أبي حنيفة والشافعي؟
وكان أحدهم يتقدَّم جلساءَه للإمامة بهم في الصلاة، وقبل الدخول فيها يلتفت إليهم قائلًا: تريدون أن أصلي بكم صلاةَ محمد صلى الله عليه وسلم أو صلاة أبي حنيفة؟ انظر ما أجرأه وأوقحه!"
وقد نقلت قصة قصيرة من بلاد المغرب العربي، التي تدين بالمذهب المالكي، عن سؤال امرأة عجوز لأحد المشايخ وسط جلسائه ، فقال لها بكل ثقة، أفتي لك من الكتاب والسنة أم أفتي لك بقول مالك؟!!
انظر ما أجرأه وأوقحه!"
فقالت له العجوز افتي لي بقول الإمام مالك فهو أعلم بالكتاب والسنة منك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق