الجمعة، 6 مايو 2022

جمع الشتات لأوجه الشبه بين المداخلة وأهل البدع والضلالات

 الحمد لله الذي هدى أهل السنة والجماعة إلى الحق بفضله، وأضل أهل البدعة والغواية عن الحق بعدله ، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً وبعد :




لا يزال على مر الأزمان تتوالى جحافل المبتدعة لتعبث بعقائد أهل السنة والجماعة ، وعدتهم في ذلك عقولهم الضالة وفطرهم المنكوسة ، وتركات النصارى والمجوس واليونان ، فيقعون على نصوص السنة بالتحريف والبتر وسوء الفهم والنقل ، وقد يعلو في ظاهر الأمر شأنهم ، لتناسب ديانتهم في معظم الأحايين ، مع ضلالات الملوك والسلاطين ، ويعلو صوتهم على صوت العلماء العاملين المهتدين ، ولكن حكمة الله اقتضت أن العاقبة للمتقين .



فيقيض الله بحفظه لدينه من يشاء للذب عن حياض الدين ، ويلهمهم الصبرعلى ما يُلاقونه من الطاعنين المبتدعين ، فيخلصون في تبليغ علمهم لله رب العالمين، فيرفع الله معالمهم ويُذكرون بالمحاسن أبد الآبدين ، ويطمس الله ذكر الضُلال ولو بعد حين .

فها هو الإمام أحمد ألبوا عليه السلاطين ، وقد ساد في زمانه الطاعنين، واليوم هو إمام أهل السنة ، وخصومه طمس الله ذكرهم بعد أن ولوا مدبرين والحمد لله رب العالمين .

وها هو شيخ الإسلام والمسلمين " ابن تيمية " رحمه الله ،أين ذكر خصومه الحانقين الحاقدين ؟

وحق في الصادقين قول رب العالمين : ورفعنا لك ذكرك ، فلكل من أهل الاتباع نصيب وذكر مبين ، بحسب اتباعه لسيد المرسلين،


وحق في المخاصمين قول أحكم الحاكمين : إن شانئك هو الأبتر ، فلكل مبتدع نصيب من البتر على قدر موافقته للمخالفين الضالين المضلين .

هكذا كلما طلَّ مبتدع برأس بدعته تصدى له جهبذٌ من الجهابذة المجاهدين، فأتوا على بنينانه من القواعد مصدعين مهدمين .

وهذا ما لا يقدر عليه في الكثير من الأحايين إلا الراسخين ، فما ظهرت بدعة الإرجاء إلا بتصدي الأغمار الصغار للخوارج الأشرار .

فهذا غلا وذاك جفا والكل عن الحق ناكبين .

وما ظهرت بدعة الجبرية إلا باقتحام الخنافس للقدرية ،

وما ظهرت النواصب وعرفت إلا في تصدي الجهال للروافض المخبَّثين .

هكذا عباد الله ...

فمن لم ترسخ قدمه في فهم أصول الدين فلا يعرض نفسه لشبه المخالفين .

وما أدلَّ على ذلك من ظهور فرقة صنفت نفسها مدافعة عن منهج سيد المرسلين ، وزعمت التصدي للغلاة التكفيريين ، ولا ننكر أن في صفوف المسلمين الموحدين أناسٌ حملوا راية التكفير من غير ما دراية ولا عناية ولا فهم لأصول الأولين ، ولا لنصوص القرآن المبين ، ولا للكثير من نصوص سنة سيد الأولين والآخرين، فحملوا نصوص الوعيد على ظاهرها ولم يؤتوا الجمع بين النصوص كجمع الأولين ، إلا أن خطر هؤلاء يزول ببعض الجلسات والتبيين لهم أنهم بمعتقدهم واهمين .

إلا أن فرقة المداخلة توهمت نفسها أنها أهل السنة ،وهؤلاء (التكفيريين ) خوارج مارقين -هذا على حد زعمهم - فأنزلت نصوص الخوارج الأول على واقع غير مشهود ، إلا نتفاً هنا وهناك لا يُشكلون خطراً على الدين ، وجعلت من ذلك سلماً للطعن على المجاهدين ،

الذين حمى الله بهم بيضة الدين ، وأبطل بهم كيد المعتدين ، وكان من واجب الأمة رفع أمجادهم في أعلى عليين .

كما توهمت تلك الفرقة من نفسها أنها في زمن الخلفاء الراشدين ، فأنزلت نصوص من نزع يده من طاعة ولي الأمر على الطواغيت المجرمين .

فكان لهذه الفرقة من الضرر على التوحيد والموحدين الذهاب بنقاء الدين، وشلّه شللاً نصفياً ، فأساس الدين قائم على الكفر بالطغاة المجرمين ، والإيمان برب العالمين ، فما يجب أن يكفر به المسلم وهو من لازم إيمانه ولا يتحقق الإيمان إلا بالكفر به – وأعني الكفر بالطاغوت - عند المداخلة لا يتحقق إيمانك إلا بالإيمان والتسليم له – أي للطاغوت - والسمع والطاعة بلا معارضة وإن رأيت ما لا ترضاه تناصحه سراً ، وليس هذا من شأنك بل هذا من شأن علمائهم والمفتين .

فنعوذ بالله من الضلال المبين ، ومن وساوس الشياطين ، حيث سول لنفوس المتدينين أن طويغيتكم هو ولي أمركم ، فيا رب هداك يا أرحم الراحمين .

هذا وقد جمعت بعض الشتات لمشابهة تلك الفرقة الجائرة لجمع من أهل الضلالات تنبيهاً للغافلين وتثبيتاً للقائمين بأهم واجبات دين رب العالمين .

مشابهة فرقة المداخلة بأهل الضلال والأهواء :

مشابهتهم للخوارج :

فالخوارج يكفرون كل من لم يكن على مذهبهم ، فهم المؤمنون وما سواهم كافر ، وهكذا المداخلة كل من لم يكن على مذهبهم دائر بين التفسيق والتبديع والتضليل .

الخوارج يحكمون على المخالف بالظن الأمر الذي اشتهر به هؤلاء فحكموا على طلاب العلم والعلماء بالظن فشوهوا صورتهم وقدحوا في دينهم وبدعوا من شاؤوا وفسقوا من شاؤوا .

الخوارج يكفرون بلازم القول والمداخلة كذلك ولك أن تقرأ نقد كبيرهم لسيد قطب رحمه الله حيث أتى بكلام يُحمل على مائة وجه حسن فحكم بالعظائم على "سيد " من لازم قوله ، و يا ليته استعمل بعضاً من القيود والموانع التي يصون بها جناب حكامه وأولياء أمره .. إلا أن أولئك ذنبهم مغفور وكفرهم مشكور .

مشابهتهم للمرجئة :

المرجئة يعتقدون أن العمل خارج عن مسمى الإيمان ، وأن مجرد النطق بكلمة التوحيد يكون إيمان العبد كإيمان أبي بكر وعمر ، ولا يمكن تكفيره بحال ، إذ الكفر عندهم في القلب كما الإيمان وهو محل نظر الله فيتوقفون بتكفيرالمسلم الذي قال لا إله إلا الله ولو اجتمعت فيه نواقض التوحيد كلها .

ومشابهة المداخلة للمرجئة أن المداخلة لا يكفرون فاعل الكفر إلا بالاستحلال ، وغالب ما يسحبون هذه القاعدة على الحكام ، فترى بعضهم لا يعذر الدرويش الذي طاف بقبر ما وهو جاهل بحكم ذلك ولم ينبهه أحد ، ويعذر الحكام بالكفر الصريح الأكبر بدعوى أن الحكام لا يستحلون الحكم بغير ما أنزل الله ، وبالجهل تارة مع الإجماع على عدم إعذارهم للقرائن الدالة على تمكنهم من العلم ، فكان كفره ممن باب الإعراض والإباء إن لم يكن من باب المحاربة والكراهية لأحكام الله ، هذا ويلقنون حاكمهم الحجة بإقراره – إن كان عنده بقايا من حياء – أنني أعلم أن حكم الله هوالحق ولكني لا أحكم فيه نظراً للأوضاع الراهنة ، فهذه عندهم ذريعة ودليل لعدم تكفيره للقرائن الدالة عندهم على عدم استحلاله ،

وهذا من أوسع أبواب الباطل إذ لا شأن لمسألة الاستحلال والاستدلال بها لما كان كفراً لذاته ، فهذه قاعدة صحيحة استعملها العلماء في وجه الخوارج الذين كفروا الناس بالمعصية ، وهذه عقيدة أهل السنة أنهم لا يكفرون العاصي إلا أن يستحل المعصية ، أما الكفر الأكبر فقيد الاستحلال فيه مسخ لدين الله ونسخ لاستعمال نصوص التكفير التي هي حق لله رب العالمين وواجبٌ إنزالها على المخالفين ، وإلا لما رأينا أن أكبر كم من نصوص كتب الفقهاء هي " أحكام المرتد "ومنهم من أوصلها إلى أربعمائة ناقض ، وجمعها كلها مجدد الزمان محمد اين عبد الوهاب بما يُعرف بالنواقض العشرة ،

هذا وقد استعمل المداخلة قاعدة الاستحلال في الحاكم الذي أسس بنيان حكمه على غير حكم الله جل جلاله ، وامتنعوا ومنعوا من تكفيره بهذها لدعوى ، والصحيح أن تحقيق هذه الدعوة تكون في الحاكم الذي يحكم أصالة بكتاب الله فعرضت له مسألة أو أكثر فغلبه هواه فحكم بما يُناسب هواه ، في مثل هذه الحالة لم يحكم عليه العلماء بالكفر بل أنزلوا بمثله فتوى ابن عباس رضي الله عنهما : كفر دون كفر ، وهو عاصٍ ولا يكفر كفراً مخرجاً من الملة إلا بالاستحلال ، أما الحاكم الذي هو طاغوت فكفره ذاتي وأصلي فهو مبدلٌ للشريعة مضاه للألوهية لا ينفك عنه الكفر بهذا الاعتبار ، إلا أن يكون جاهلاً جهلاً واضحاً كمن نشأ ببادية بعيدة ، أو حديث عهد بإسلام ولم يتمكن من العلم ، فيكون المانع من تكفيره عند بعضهم الجهل وعدم قيام حجة الله عليهم ، أما ما يسمى بحكام المسلمين ، فهم متمكنون من العلم مطلعون على اعتقاد من يحارب الكفرة فلا سبيل لإعذارهم بالجهل ، فإذا ثبت للمحققين الإباء والإعراض وكراهية ما أنزل الله لا محل لمسألة العذر بالجهل بتاتاً .

مشابهتهم للأحباش :

يتشابهون مع الأحباش في الطريقة الجدلية فالأحباش قاتلهم الله يُعلمون أتباعهم الضلال ، بطريقة تُتعب أهل الحق في الجدال ، ويلقنونهم الشبهات واحدة تلو الأخرى ، وهكذا المداخلة يبترون نصوص أهل العلم تارة وتارة يستدلون بكلام العلماء الذين كانوا يعيشون في ظل خلافة إسلامية ولو كانت الخلافة فيها بعض المخالفات لما كان عليه السلف الأول ،

إلا أن أحكام الله جلها مطبقة ، فيأتون على مثل هذه التأصيلات وينزلونها على الطغاة المبدلين .

والحبشي كلما انقطع معك في النقاش ، - وما أكثر ما ينقطعون - قال : أريد الرجوع إلى مشايخي !! فيذهب ويأتيك بشبه جديدة وهو غاوٍ للجدل غير مريد للحق ، لما عنده من خلفيات لا يريد التخلي عنها ، وهكذا المداخلة تبنوا المسائل ويريدون تطويع نصوص الشريعة وكلام أهل العلم كله وفق ما تبنوه ، وهذا وحده كفيل بضلالهم وبعدهم عن إصابة الحق .



الصوفية خير منهم في بعض الأبواب ، وشبهُهُم باليهود والرافضة في بعضه :

الكثير من الصوفية وقعوا بما وقع به النصارى فاعتنوا بالروح وأهملوا العقول والأبدان ، وهكذا بعض الصوفية جل اهتمامهم بالباطن فأفرطوا في هذا المجال فشابهت قلوبهم قلوب النصارى فتفعمت بالحب والرحمة دون موازنة بينا لبغض والشدة ، بخلاف اليهود الذين ضربت القساوة على قلوبهم بما يجادلون به الحق ويردونه ، وهذا وجه مشابهة بين قلوب المداخلة واليهود والرافضة في هذا الباب ، فالجدل ورد الحق سمة اليهود ، ومن هنا قال من قال أن الرافضة يهود هذه الأمة ، فهؤلاء المداخلة تفرغوا للجدل وأهملوا جانب الروح فشابهوا من هذا الوجه اليهود والرافضة ،ولك أن تدخل إلى منتدياتهم - ولا أنصحك - فإنك لن تخرج إلا وقلبك مسوداً يحتاج إلى إعادة تأهيل لما عاين من جلدهم على الجدل وقدرتهم على قلب الحقائق وتزوير مدلولات النصوص والله المستعان .

مشابهتهم لحزب التحرير :

حزب التحرير يشن عليك الغارة إذا طعنت بمفكريه وبينتُ ضلالاتهم وما أكثرها وأشد عوارها ، فهو على استعداد أن يخرجك من الملة ويتهمك بالعمالة إذا تناولت النبهاني بالقدح وهو أهل لذلك رحمه الله ، فقد جمع الضلالات من أطرافها وأخذ من كل فرقة ضلالية مأخذا ، إلا أهل السنة لم يأخذ من مشاربهم إلا النذر القليل ، والصحيح الذي أخذه لوثه بالتأويل والتحريف والأقيسة الفاسدة ، وهذا حال المداخلة إذا طعنت على علمائهم فلست من أهل السنة والجماعة خارجي مارق أقرع مبتدع ينعتونك بأبشع العبارات غاراتهم كغارات أتباع التحريريين .



مشابهتهم للمخابرات والأمنيين :


للمخابرات من يرصد الأقوال التي يتصيدون بها الفريسة وهؤلاء كذلك يدخلون بيوت الله لا ليزدادوا إيماناً إنما ليُشبعوا غريزتهم الانتقادية وغاراتهم الانتقامية فيسجلون وعندهم من شعبات الرصد المنتشرة المفرغة لجمع التقارير ، وتصنيف الناس وتمييز الصفوف - زعموا !!

المخبر والأمني يكتب التقارير قربة للطاغوت وباسم الشيطان ، والمداخلة يكتبون التقارير قربة لربهم وباسم الرحمن ، فهو يتقرب بالوشاية صيانة للمنهج – هذه التسمية المولعين بها – فإن احتطت من المخابرات مرة فاحتط من هؤلاء ألف مرة .



مشابهتهم لحزب الإخوان المسلمين .

أكثر ما يحذرونك منه المداخلة " الحزبية " و" التكتلية " وينسبون ذلك كله للإخوان المسلمين ، وأن هذه العدوى في الأمة وليدة الإخوان ، وهم بذلك محقون ، إلا أنهم وقعوا بما نهوا عنه ، فشابهوا الإخوان بالتكتل والتحزب ، فالإخوان عندما يطلقون لفظة : الأخ ، يقصدون الذي فيحزبهم ، وهكذا المداخلة ينادون فيما بينهم بالأخوة ويقولون هذا معنا وهذا حزبي ،فإن لم تكن هي الحزبية فلا أدري ما هي .

وأما التكتل فلهم الجزاء الأوفى فهم فرقة دون جماهيرالمسلمين يتكتلون ويتقوقعون على أنفسهم ناهيك عن السرية التي تشعر بها لقربك بأحدهم .

وأختم بنصيحةلكل شاب سلفي :

عليك أن تعلم شروط الانتساب إلى المداخلة وما هي المؤهلات التي تجعل منك مدخلياً :

1 : أن تعلم أنك لن تستطيع تحقيق التوحيد ، لحظر استكمال ركنَيْ كلمة لا إله إلا الله .

2 : يُمنع على المنتسبين أن يكفروا بالطاغوت ، لأن من لازم الكفر بالطاغوت تكفيره ، وحزب المداخلة ضد التكفير بأي صور من صوره خاصة إذا كان الأمر متعلق بالحكام .

3 : عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخصيص الجواز على الخوارج المارقين والمبتدعة الضالين وما سوى ذلك من مظاهر الشرك الصريح فليس هذا من شأنك فهو شأن العلماء الكبار والمفتين .

4 : يحرم عليك الجهاد في سبيل الله لما فيه شق عصا المسلمين والخروج عن طاعة ولي الأمر .

5 : يجوز القتال في سبيل الطاغوت إذ لا مناص عندهم من طاعة ولي الأمر .

6 : عليك أن تتمتع بنذالة الواشين وأن لا تتوانى في كتب التقارير صيانة للمجتمعات وسداً لذريعة الإرهاب .

7 : أن تستعمل المنابر لتعليم الناس العبادات ما دون ركن الدين لما يجلب من ضرر على الراعية والرعية .

8 : لا تكون مدخلياً حتى تكون مشوهاً لهؤلاء الذين يدعون الناس للكفر بالطاغوت ، فالواجب تسفيههم وتفسيقهم وتبديعهم .

9 : أن تدين الله بولاية الطواغيت عليك ، وإن أخذوا مالك وجلدوا ظهرك وظلموك .

10 : وأخيراً إياك أن ترى منهم كفراً بواحاً فإن رأيت فاتهم عقلك وفهمك للكفر والإيمان فلا تظن بولاتك إلا خيراً ، وكن مع كفرهم كحال الصوفي الذي يؤدب تلميذه ويعلمه حسن الظن بمشايخ الطريقة فيقول :

إذا رأيت شيخك ينكح دابة في الطريق فقل لعله يسد ثقباً في سفينة كُشف له من أمرها أنه إن لم يفعل ستغرق .

تلك عشرة كاملة ، من تمتع بها استحق شرف الانتساب وإلافليس أهلاً أن يكون مدخلياً .

وللبيان فإني من أشد الناس نهياً عن تكفيرهم فهم متأولون وإن كفرونا أو فسقونا ، أسأل الله أن يهديهم سواء السبيل فإني أعرف أن منهم الكرام ولكن الهدى هدى الله .

والحمد لله أولاً وآخراً .

كتبه : مصباح الحنون

24 ذو الحجة 1432

طرابلس الشام .

أذكر نفسي قول ربي :

فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

منقول هذا هو الرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق