الأربعاء، 4 مايو 2022

من المسؤول عن اختزال سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! ولمصلحة من؟! ومن المستفيد من هذا العبث؟!

 من المسؤول عن اختزال سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! ولمصلحة من؟! ومن المستفيد من هذا العبث؟!

لقد اختزلوا سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتكون على هيئة مسلم يطلق لحيته، ويقصر ثوبه، ويقبض على مسواك يفرك به أسنانه قبل الصلاة وبعد الصلاة في الشارع، في المركبة، في أي مكان، يلبس عمامة وزي بلون معين ليرمز إلى أنه من نسل محدد أو نسب معروف لا يجب أن يمسه أحد مع امتيازات خاصة!!!!
لقد أظهروا سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتبدو على هيئة مسلم يفرج قدميه، ويدوّر أصبعه في التشهد بعد الصلاة، ويحفظ أذكارا تتعلق بدخول الخلاء والخروج منه، ودخول البيت والخروج منه، ودخول المركبة والخروج منها ... أو أتباع هيئات معينة في العبادات متميزة ليدعي أنه مقلد له (صلى الله عليه وسلم)، وأنه حقق المقصود لطاعته!!!
هل حقا هذامقصود الاتباع والتقليد؟! هل هذا هو المطلوب من معنى الآية الكريمة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)؟!
فما مفهوم السنة والتقليد والإتباع؟!
السنة هي الطريقة والمنهج الذي طبقه الرسول (صلى الله عليه وسلم) لكتاب الله، وهي بذلك تمثل الإسلام كله بما فيه من عقائد، وعبادات، ومعاملات، وتشريعات، وقيم، وأخلاق، وعلوم، وتطور وصدق، وعدل، وأمانة، وحكم رشيد، وأعطاء المخلوقات كلها حقوقها وشمولهم برحمة، فهو رحمة للعالمين (صلى الله عليه وسلم) هذا هو المفهوم الشامل للسنة النبوية، فمن المسؤول عن تشويه مفهوم السنة النبوية؟! لماذا لا نصف الملتزم بمواعيده مع الآخرين متبع للسنة، بل نقول: موعد إنكليز؟! لماذا لا نصف الذين يتقنون أعمالهم والمبدعين، والمخترعين بأنهم متبعون للسنة؟!
لماذا لا نصف الذي يحكم بين الناس بالعدل، والذي يشهد بالحق بأنه متبع للسنة؟!لماذا لا نصف الذي يحافظ على نظافة الشارع بأنه متبع للسنة؟!لماذا لا نصف الذي يحافظ على قواعد المرور بأنه متبع للسنة؟!لماذا لا نصف الذي يتفوق بدراسته، والذي يكمل الماجستير والدكتوراه والعلماء أنهم متبعون للسنة؟! وكذلك الذين يتقنون أعمالهم، ويحسنونها على أكمل وجه، والذين يخدمون الناس، ويؤدون أعمالهم كلها وبأنواعها بكل تفان وإخلاص.
من المفارقات العجيبة أن ثقافتنا الدينية الشعبية تصف الذي يحافظ على شكليات الدين بأنه متبع للسنة ولو أنه لا يتقن عمله، ويخلف وعده وعهده، ولو أنه يخالف قواعد المرور، وقواعد النظافة العامة ولو أنه يسرق ويكذب، ويخون الأمانة، ويظلم الناس ولا يحكم بالعدل.
مما يؤسف له أنه وفق ثقافتنا الدينية الشائعة أنه من حمل عمامة، ولبس زيا معينا، وصدح بأسماء آل بيت النبي الأطهار (عليهم السلام) صوتا وصورة زائفة فقط، لا علاقة له بالسيرة العطرة، أو أستخدم مسواكا، وقصر ثوبه، وأطلق لحيته، وحفظ عشر آيات، وعشرة أحاديث، أصبح متبعا للسنة، وأصبح يتمتع بلقب سيد وشيخ، ويقدمه الآخرون للصلاة، ويقدمونه للفتوى، ليس هذا فقط وإنما يصبح هو مصدر حكم وتصنيف للآخرين!!!
لقد آن الأوان لإعادة النظر بمفهوم السنة النبوية، ومعنى الاتباع والتقليد الحقيقيين، والإرتقاء بدلالاتهما لتعبر عن الإسلام كله سلوكا وعملا يشعر الناس أنهم في عدل ورحمة كما أوصاهم بها رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق