التجارةُ بالدين والاسترزاق بالمقدسات أحطُّ أنواع التجارات وأخسُّ صنوف الاحتيالات ، لأنّ التاجرَ -في هذه الحالة- لايشتري سلعة فاسدة أو بضاعة كاسدة ليبيعها جمهوره من الغافلين أو المُغفّلين ، وإنما يبيع آخرته بدنياه حين يتسببُ في إضلال آلاف المريدين ليحملَ فوقَ وزرِهِ وِزرَهُم ، وقد خاب من حملَ ظُلماً.
التاجرُ الذي سأتحدث عنه في موضوعي هذا أدهشني عددُ متابعيه رغم افتقاره لأبسط قوانين الجاذبية الشخصية ، فلاهو يملك موهبة عمرو خالد ، ولا لحية حسين يعقوب ، ولا القدرات الإنشائية التي يتمتع بها محمد حسان ، أو السردية التي تسيل على فيه عائض القرني ، ولا حتى النفوذ الذي حِيز لـ عبد الرحمن السُّديس!
قد يصفُهُ بعضُنا بـ “الحظ”! فيما يقول آخرون: لعلَّه “الرزق” !
هو باختصار: سرٌ قد يفسر -أحياناً- كيف يتقلّب الجُهَّالُ على الفُرُشِ الوثيرة! فيما يموتُ المفكرون كمداً! و يموتُ بعضُهُم عجزاً عن سداد مديونيته لدى المَشفَى الذي قُبِضَ فيه!
ولعلّكَ -عزيزي القارئ- تدركُ -مثلي تماماً- أنّكَ لن تجدَ في قائمة مشاهير الدنيا من نجوم السينما والكرة وعروض الأزياء ممن يحصدون آلاف الدولارات بفضل منصات التواصل الاجتماعي -لن تجد- كاتباً أو أديباً أو مفكراً فضلاً عن عالمٍ ألمعيٍ واحد ، فهؤلاء يحيون ويموتون -في الغالب- بالكاد.
ورغم أنَّ الجمهور المعنيَّ بقضايا العلم والدين ، يُفترَضُ به أن تكون حساسيته وقدرته على تمييز الغثّ من السمين أرفع من تلك التي لدى جمهور تليفزيون الواقع! إلّا أنّ عجبي لاينقضي كيف وقعَ بعضُ هؤلاء في شباك الأفاك؟
إنه الأغيلم المعتدي على العلم ، والمتعدّي على العقل والمنطق ؛ أمين محمود صبري ، أحد أشهر “اليوتيوبرز” الذين يتحدثون في أمور الدين! والذي تُباعُ “كورساته!” بآلاف الدولارات لأناسٍ يبدو أنهم فقدوا الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية ، فانطلقوا لتحصيل العلم عند رؤوس الجهل!
يصفُ نفسَهُ بـ مؤسس علم الـ “ديناتولوجي” ، وكأنّ إضافة “أولوجي” لأيّ كلمةٍ تجعلُها عِلماً! ناهيك عن أن يقدر من يتحدث العربيّةَ الفُصحَى بشِقِّ الأنفس على تأسيس علمٍ يتعلّقُ بالدين واللسان العربيُّ أساسُه ومهادُه.
كان أول ظهور له من خلال تسجيل “كيف تذاكر المواد الدراسية في 20 يوماً”! والمنشور على يوتيوب بتاريخ 9 يناير 2012! ثم وجدَ ضالّته في التجارة بالدين وتكديس المال الحرام.
في تسجيله على يوتيوب تحت عنوان “متى سنبدأ في تفسير القرآن الكريم كله؟” يقول إنّ الجماهير قد طالبته بأن يفسر القرآن الكريم! فقرر هو أن يرتزق على حساب هؤلاء بإضافة خاصية في موقعه تسمح بأن يقوموا بسداد اشتراك شهري لسيادته حتى يعينه ذلك على إنجاز مشروعه الجبار! في الدقيقة 3 و 30 ثانية من هذا التسجيل يقول مايلي: “هنعمل خاصية في الموقع اشتراك بمبلغ رمزي ، مش انت صادق في الطلب؟ يبقى ورينا صدقك!” انتهى
بالمناسبة ، ليس لديّ ثمّةُ إشكالٍ في أن يتكسّبَ العالمُ أو الداعيةُ نظير تفرغه للعمل الدعويّ شريطة أن يكون ذلك في الحدود التي تعينُه على العيش الكريم ، وألا يتخطّى الأمرُ هذا الحدّ ليتحول إلى تجارة رائجةٍ تفتحُ له أسباب الثراء وأبواب تكديس الحسابات البنكية المتخمة!
كما ليس لديّ تحفُّظٌ على أن يتحدث الصيدليُّ أو غيرُه في أمور الدين ، بخلاف دعوى شيخ الأزهر الذي أراد أن يقنعنا -مؤخراً- أنّ ثلاث جهات فقط هي المخوّلةُ بامتلاك الحق الحصري الممنوح لهم من رب العالمين في الكلام عنه وباسمه!
لكنّي -حقاً- لا أحتملُ ولا أتحمّلُ أن يتكلَّمَ في مسائل الدين -إلى الحدّ الذي يتجاسرُ معه على تفسير آي القرآن العظيم- ؛ من لايُحسِنُ بناءَ الجُمَل ويفتقر للحد الأدنى من ناصية اللغة ، فينصب الفاعل ويرفعُ المفعول ويتلعثم حين يبني الفعل للمجهول! وليس في طرحِه شئٌ من عمقٍ ، وإنما سطحيةٌ في الفكر تمتطي ركاكةً في الإلقاء يتوسّدُ بدائيةً في العرض ، قصورٌ في قصور ، من فوقه قُصور ومن تحته قٌصور ، لو عاينَه أهل الجاهلية لصلوا على أمتنا صلاةً بغير ركوعٍ ولا سجود!
كنتُ قد عزمتُ أن أكتب عن أغلاطِهِ منذ نحو شهرين لأسهمَ -ولو بالقليل- في ردّ غيبة العلم ، وردّ الاعتبار للحد الأدنى من المنطق ، فلم يسعفني وقتي ، حتى وقعتُ على حلقة كارثية له تحت عنوان: “تفسير سورة التين (للصحة وإزالة الشيخوخة)” فلم أملك عندها جماح نفسي ، إذ الأمور قد جاوزت الحدّ ، ولابد لها من حدّ … !
إليك عزيزي القارئ كشفاً بـ أوابد وخزعبلات “اليوتيوبر” أمين صبري
أولاً: في تسجيله على يوتيوب تحت عنوان : “الرد المفحم على القرضاوي والحويني في خير أجناد الأرض” بتاريخ 2 فبراير 2014 -وبصرف النظر عن ركاكة صياغة العنوان- يقول في أول دقيقة ، الثانية 47 مخاطباً الشيخين يوسف القرضاوي وحجازي يوسف الشهير بالحويني مايلي:
“قلتو لنا السنين اللي فاتت دي كلها ان انتو أعلم أهل الأرض بالدين وأعلم أهل الأرض بالحديث وأعلم أهل الأرض مش عارف في إيه ، وفي الآخر النواتج بتاعتكم بالشكل ده! اسمح بقى لواحد من دور آحفادك عنده 22 سنة يعلّمك إزاي تعرف الحديث الصح من الحديث الغلط ، بطريقة مالهاش مثيل ، مش طريقة بشرية أصلاً!” انتهى كلامه
والتعليق: بغض النظر عن محتوى التسجيل إلا أن انتفاخ أوداج ذلك الأغيلم -على حداثة سنه- وتجاسره وهو يخاطب من يفوقه علماً وفقهاً واطلاعاً ليس هو مالفت نظري ، وإنما دعواه أنه يملك طريقةً غير بشرية لتمييز الحديث الصح (والصواب :الصحيح) من الحديث الخطأ (والصواب : الضعيف)! ولستُ أدري أي شيطانٍ رجيم ذلك الذي أوحى بتلك الطريقة الجهنمية إلى ذلك المشتطّ زُخرُفَ القولِ غُرُوراً؟
ثم يقول في نفس التسجيل وفي الدقيقة 1 و 32 ثانية مايلي: “طب إيه رأيك بقى إن أنا هثبتلك إن الحديث ده صح رغماً عن أنف الرواة ، ورغماً عن أنف المحدثين اللي علموكم واللي ورثولكم الأحاديث دي”!
التعليق: وكيف ورثوهم حديثاً لاوجود له أيها الألمعي؟ وهل يتكلمُ في كبار المسائل من لايميز بين الموجود والمعدوم؟ ثم وبكل استسهال يريدُ أن يثبتَ صحة حديث اتفق أهل هذا الفن على أنه موضوعٌ! ورغماً عن أنوفهم جميعاً كما يقول بلسانه! فهل في إهمال الأصول المرعية والقواعد العلمية والمنهجية أوضح أو أصرح من ذلك؟
المثير للدهشة حقاً أنه يقرر قاعدة يعرفُهَا من له أدنى اطلاع على علوم الشريعة ، لكنه لايحسن استخدامها نظراً لضعفه الشديد في اللغة ، فيقول: كل حديث يخالف آية قرآنية فهو باطل ، وكل حديث يوافق القرآن فهو صحيح ، إلاّ أنّه لم يقل لنا ماذا يقصدُ بالمخالفة والموافقة؟ هل يقصد الآيات قطعية الدلالة؟ أم ظنية الدلالة؟ ولستُ أشكُّ أصلاً في كونه لا يستطيعُ فهم السؤال للجواب عليه!
وهكذا ، انفتحت شهيةُ الشاب المعجزة بعد هذا التسجيل الذي لايخفَى مافيه من تملُّقٍ وتزلُّفٍ على من عنده مسكة من عقل ، فقرر أن ينشئ قناةً جديدة بدلاً من القديمة التي لايتجاوز عدد متابعيها الأربعمائة إنسان! ثم وبفضل تمويلٍ أجهلُ مصدَرَهُ! قفز عددُ متابعي قناته الجديدة ليصل إلى عشرات الآلاف من الناس!
ثانياً: في تسجيله تحت عنوان : “ليلة القدر ليست فقط في رمضان !” بتاريخ 19 يوليو 2014 ؛ يقول في الدقيقة 17 والثانية 40 مايلي : “ربنا سبحانه وتعالى كرمك ، ووصلت لحالة القدر في ليلة من الليالي ، قدرت الله حق قدره وكبَّرتُه عن كل قوانينه ومخلوقاته ، فاللي هي الليلة دي بقت ليلة القدر بتاعتك”!! انتهى كلامه
التعليق: إنه لايخالفُ فقط ما انعقد عليه إجماعُ جماهير المسلمين منذ القرن الأول وحتى يوم الناس هذا ، لكنّه يخالف العقل والمنطق السليم أيضاً! وبركاكة لغوية فائقة ، يقول إن ليلة القدر هي الليلة التي يقدر فيها الإنسان ربه تعالى! فهل جميعُ المسلمين لم يعرفوا على امتداد أربعة عشر قرناً تلك النتيجة المذهلة التي توصل إليها؟ وهل بعد هذا الدجل يمكن أن يصدِّقَه عاقلٌ أو أن يسمعَ له مجنون؟
العجيبُ حقاً أنه يقول -في نفس التسجيل- إنَّ المقصود هو القدْر (بتسكين الدال) وليس القدَر (بفتحها) فكيف عرف ذلك؟ والقرآن الكريمُ قد كُتِب في المصحف أول الأمر دون نقاطٍ أو تشكيل؟ وقد تأكدنا من صحّة التشكيل والتنقيط عن طريق التواتر الذي يعدُّ دليل قطع ، وينكرُهُ ذلك الجاهل الذاهل حين يأتي بما يناقضُ ماقرَّرَهُ أهلُ الإسلام بجميع فرقهم ومذاهبهم ، لم يخالف في هذا أحدٌ سواه.
ثالثاً: في تسجيله تحت عنوان : “يأجوج ومأجوج ظهروا وهم حولنا الآن” بتاريخ 1 مارس 2015 ، وهو التسجيل الذي تعدى عدد مشاهداته المليونين ونصف المليون! يقول في الدقيقة 12 والثانية 10 مايلي: “كل الكلمات اللي بتبدأ بحرف الياء في القرآن الكريم زي اليد واليتيم معناها إن شئ خرج من شئ دون أن يعود لمصدره مرة أخرى”!
ثم يقول بعدها مباشرة: “عملية أجوج معناها تغيير خواصه وصفاته بناءاً على تحضير مسبق”! ثم يقول بعدها مفسراً المقدمة المملة التي لا أدري كيف يصبر على سخفِها مريدوه مايلي: “في العصر الحديث فتحوا الخلية ، ودخلوا للذرة خرجوا منها الإلكترون والبروتون! خروج الشئ ده في حد ذاته أو عزله وتغيير خواصه ، دي اسمها عملية أجوج”!
ويخلُصُ في النهاية إلى خلاصة تسجيله حين يقول: “احنا كبشر فكرنا وظنينا إن احنا مجرد مانخش ونلعب في الأجزاء الداخلية الخاصة دي! ونطلع منها ظناً مننا إننا هنعالج الإنسان بصناعة هرمونات أو هنكتر الأكل والمحاصيل بإن احنا نعمل عملية يأجوج ومأجوج دي إحنا ظنينا إن ده الصح مع إن ده إفساد في الأرض” انتهى كلامه
والتعليق: أي والله قال هذا الكلام! وليس لدي ماأقوله سوى : هذا والله مما تضحك منه الثكلى! وصدق من قال: الصَّغار لا يأتي إلا من الصِّغار,
وبخصوص موضوع يأجوج ومأجوج ، فقد ناقشتُهُ في موضوعٍ سابق منشور على هذا الموقع ، فأدعو القارئ الكريم إلى مراجعته إن شاء
رابعاً : في تسجيل عنوانه “أين تنتهي حدود الأرض المسطحة؟ وماشكل الأرض؟” ؛ ينسجُ المذكور على منوال متعصبة الكاثوليك ممن يزعُمُون أنَّ الأرض مُسطَّحة ، وأنّ الصور التي تبثها الأقمار الاصطناعية التي تدور في مجال جاذبية الأرض ليست أكثر من خِداعٍ بصريٍ تواطأ عليه الروس والصينيون مع الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين ، بُغية تكريس المؤامرة الكبرى على الكتب المقدسة التي تنفي كروية الأرض!
وقد ناقشتُ هذا الهراء السَّمِج الذي يتداولُهُ سُخفاءُ الكنيسة الكاثوليكية ، ويلتقي معهم فيه جهلاءُ المسلمين من مشايخ البداوة المنسوبة للسلفية على خلاف الحق والحقيقة ، ممن تأولوا آيات القرآن الكريم على غير وجهها الصحيح ، وذلك في مقالٍ سابقٍ لي تحت عنوان “هل خدعت ’ناسا’ البشرية ؟” ، فأرجو من القارئ الكريم مراجعته لأنه يجيب على دَعَاوى أولئك وهؤلاء
خامساً : في تسجيل عنوانه: “بقي للبشرية 300 سنة وتقوم الساعة” بتاريخ 25 يناير 2019 ؛ يقول في الدقيقة 22 والثانية 31 مايلي: “لما النبي يقول مسيح دجال ، فانت لازم تفهم يعني إيه مسيح ، يعني بيمسح الحقايق ، دجال يعني كدب ، يعني انتشار مسح الحقايق وانتشار الكدب والتزوير ، احنا دلوقتي عايشين في عصر ايه؟ عايشين في عصر الهوليوود والكاميرات والفوتو شوب ، الحاجات دي عبارة عن مسيح”! انتهى كلامه
التعليق : لا أدري كيف تجرّأ على أن يقرن كلمة المسيح بالمسح الذي هو المحو! مثلما تجرّأ على ربط الانفتاح التكنولوجي وثورة الاتصالات والمعلومات بفتح يأجوج ومأجوج ، وبفتح مكة!! لكني لم أعد أندهش لفرط مارأيته من ألوان تخرُّصَاتِهِ ومُجَازَفَاتِه وما أكثرها!
والواقع أن أصل هذه الكلمة يرجع لـ اللغة الآرامية ، فاليهود منذ شتاتهم في الأرض بالسبي البابلي وهم يَنتظرون مسّيا (مسيحًا) يُخلِّصهم مما هم فيه مِن ذلٍّ واضطهاد ، ولازالوا ينتظرون نزوله مثلما ينتظر المسلمون ظهور المهدي! ووفقاً للروايات السنية فإن شخصاً سوف يخرجُ في آخر الزمان يُدعَى الدجّال ، وهي مسألة لم يذكرها القرآنُ الكريم ولو مرةً واحدة ، فكيف تسنّى لهذا الأغيلم تقريرُها؟ رغم زعمه السابق أنه لايأخذ العقائد الدينية إلا من القرآن الكريم!
أم إنّ بيع الترهيب للمرتابين والمذبذبين بهدف جني المال الحرام ولو بمخالفة القرآن الكريم نفسه صار داءاً متمكناً من قلبه ومسيطراً على نفسه؟ وهل يجوزُ لمن يزعُمُ موافقة القرآن الكريم أن يؤكد على قيام الساعة بعد ثلاثمائة عام؟رغم أنَّ الله تعالى يقول بكل وضوح: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم ؛ الأعراف : 187
سادساً : وأما تسجيلات أسماء الله الحسنى فهي الأكثر عدداً في قناته على يوتيوب ، والأكثر دجلاً وافتراءاً على الله تعالى ، حيث يزعمُ فيها أنّ اسماً من أسماء الله الحسنى يسهِّلُ لك الإجراءات الرسمية والقانونية! وأن انتشار سرطان الثدى لدى النساء يرجع لنسيان اسم الله السلام! وأن تعطيل بعض الأسماء الإلهية يجلب أمراضاً مزمنة! وأن تفعيل! اسم الله الغنيّ يجلب لك المال الوفير والفراش الوثير! إلى آخر الهزل في مواضع الجدّ
وقد أوحى له ذلك التلاعب أن يقوم بتحضير دورات مدفوعة الأجر ، بحيث يحضرها المريدون نظير دفع مبالغ مالية بالدولار الأميريكي! حتى يتعرفوا على أسرار أسماء الله التي قام سيادته بإلغاء 40 اسماً منها ، وزعم أنّ عددها 204 اسماً وليس 99 اسماً كما درجَ المسلمون عليه.
سابعاً : وفي تسجيله الأكثر تدليساً وتزييفاً لحقائق التاريخ والواقع ؛ وتحت عنوان “نبوءة زوال إسرائيل 2022 باطلة وكاذبة” بتاريخ 21 يناير 2017 ؛ يختصرُ فكرتَهُ الباطلة في أنّ العرب جاءوا من نسل إسماعيل عليه السلام (يسميه الغلام الحليم) فيما جاء اليهود من نسل إسحاق عليه السلام (يسميه بالغلام العليم) ثم يقولُ إنَّ العداوة بين العرب واليهود ليس لها مايبررها! فإنّ وجود الحليم (السكون) إلى جوار العليم (الحركة) هو مايضمنُ استقرارَ الشرق الأوسط! فإذا عملنا على تكريس العداوة تجاه الصهاينة فإننا بهذا نخالفُ القرآن الكريم الذي يؤكد على أن العرب واليهود أبناء عمومة!
وهكذا عزيزي القارئ ، يتحولُ العدوانُ الصهيوني القائم على احتلال أرض الغير بالقوة الجبرية ، والذي يخالف الأعراف والمواثيق الدولية -يتحول- على يد هذا الغلام إلى ضمانة لحفظ الاستقرار! وهو مايمثلُ أقصى درجات الاستخفاف التي يمارسُها ذلك الذي لايدري مايقول ، ولعلَّ هذا الموقف البائس المتخبط هو مايفسر انتقال المذكور للعيش في دولة المغرب ، التي تسكنها أكبرُ جالية يهودية مناصرةٍ لدولة الاحتلال الصهيونية البغيضة
لاسيما أنَّ المذكور قال في تسجيلٍ آخر أنّ المسجد الأقصى الذي جاء ذكرُهُ صراحةً في سورة الإسراء لاعلاقة له بالقدس في فلسطين المحتلة ، وإنما هو مسجدٌ بعيدٌ موجودٌ في صحراء سيناء! يقع في عزلةٍ تامة عن مدائن فلسطين والشام .. بل والعالم بأسره! (تسجيل “متى الموعد الحقيقي لشهر رمضان؟ وحقيقة مكان المسجد الأقصى؟” الدقيقة 24)
ثامناً : في تسجيل “تجديد الديانة المسيحية – مفاجاة القرن” بتاريخ 15 مارس 2019 ؛ يقول في الدقيقة 3 والثانية 15 مايلي: “ممكن ناس تقول ما انت عملت تجديد الإسلام ، ما كفاية كده عليك ، الموضوع أولاً ليس قرار شخصي ، أنا هقول زي ما الخضر قال: (ومافعلته عن أمري) ” انتهى كلامه!
والتعليق: وصل هذا المعتوه إلى درجة من السفه تقتضي عرضه على اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية للتأكد من سلامة قواه العقلية ، فقد تصوّر نفسه -ولعلة ازدياد المريدين- نبياً يأتيه وحيُ السماء!
ناهيك عن موضوع الحلقة التي اختزلت علم مقارنة الأديان الذي يفني فيه الناسُ أعمارَهم إلى عرض “كاريكاتوري” لانستندُ موادُّه إلى أية أصول موضوعية ، أو قواعد منهجية!
تاسعاً : في تسجيل “فيديو علمي مختصر – الطريقة” بتاريخ 19 إبريل 2018 ؛ يقول في الدقيقة 5 والثانية 55 مايلي: “الطريقة هي الأسلوب اللي هتوصل بيه لهدفك ولكن هذا الأسلوب بيوافق الإرادة الإلهية ، تخيل! ولذلك هي طريقة واحدة ملهاش تاني ولاتالت ولارابع ، بدعو الجميع إن هو يحضر معانا كورس الطريقة اللي هيعمل طفرة بالفعل في حياتك معملتهاش كل الطرق اللي انت اتعلمتها قبل كده” انتهى كلامه
وأما في موقعه على الانترنت فيصف هذا الكورس التعليمي بما يلي: “دورة الطريقة – أكبر وأشمل دورة للحياة قاطبة , دورة من فوق السماوات السبع “!!
على هذا الموقع تجد العديد من الدورات المعروضة للبيع ، ومن بينها كورس السحر مع كورس التحصين! وذلك بسعر 499 جنيه استرليني! نعم! الرقم الذي قرأته صحيح ، فهذا الدجال يعرف تماماً مايعوزه جمهور من الجُهَّال!
كما تجد على نفس الموقع كورس المرأة! بسعر 749 جنيه استرليني! وكورس أسرار الجمال! بسعر 199 جنيه استرليني ، وكتاب رحلة إلى جهنم بالصور! بسعر 65 جنيه استرليني (لستُ أدري من أين أتى هذا الأفاك الأثيم بصور جهنم!) ، وكورس الأسماء الحسنى بسعر 105 جنيه استرليني ، وكورس القداسة والطهارة بسعر 249 جنيه استرليني!
عاشراً وأخيراً : هذه مقتطفات مما كتبه في صفحته على فيس بوك ، وهي تكشف بوضوح مدى انتفاخ أوداجه ، وامتلاء أحشائه على لاشئ!
بتاريخ 27 مايو 2019 كتب يقول : “منتجاتي المدفوعة عتبة مهمة للتفريق بين الصالحين منكم والطالحين …. أعرف وأرى الجمهور النظيف من الجمهور الذي اعتاد على السرقة والشحاتة”.
وكان قد كتب قبلها مباشرة : “اعتبرني مثل الخضر (حتى لو لم يُعجبك هذا التشبيه) يرفض أن يُعطي معلومة لأحد حتى لو كان نبي؟! ولم يسمح لموسى النبي بمعلوماته إلا بعد رحلات وفترة وفي نهاية الرحلة أخبر موسى بجزء بسيط مما لديه، سأكون معكم مثل الخضر، وسأقولك لك ” إنك لن تستطيع معي صبراً”، أنت لن تكون بأكرم من النبي موسى، وأنا لن أقل عن أسلوب الخضر”.
وفي منشور آخر بنفس التاريخ وتحت عنوان (كلمة حازمة) كتب يقول : “لم أقصر معكم في الفيديوهات المجانية وأحسنتُ فيها، فلا تفسدوا علينا علمنا المدفوع، ومن يقترب من هذا الأمر فلا يلومن إلا نفسه، تلك حدود الله فلا تقربوها”.
انتهى كلامه وليس لي عليه تعليق!
في الختام .. يؤسفني أنني قد أنفقتُ ساعاتٍ طويلةً من وقتي في تعقُّب المذكور ، وفي متابعة منتجاته التي لم أجد فيها شيئاً واحداً نافعاً ، اللهم إلا الأكاذيب والخزعبلات التي لاتنطلي إلا على أحدِ من رُفِعَ القلمُ عنهم!
ولهذا فإنني أدعو القراء الكرام إلى مشاركة هذا الموضوع حتى يصل إلى أكبر قدرٍ ممكن من متابعي المذكور ، لعلهم ينتبهوا إلى مقدار الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه حين ساهموا في تحقيق الشهرة التي يرومها على غير أهلية ودونما استحقاق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق