ينتشر في وقتنا الحاضر من بعض الشباب محبي العلم الشرعي وكذا من بعض الدعاة والوعاظ دعوى عدم التمذهب وأن التمذهب خلاف السنة وأصحاب المذاهب يخالفون السنة والحق وأن المتمذهب متعصب لمذهبه ولا يرى غيره وهؤلاء اللامتمذهبون على أصناف :
الأول:وهو غير مراد من كلامنا وهم الذين بنوا الفروع على أصول ثابتة عندهم دون التقيد بمذهب فتكون أصولهم من مذاهب شتى وفق اجتهادهم وغالب هؤلاء من علماء الحديث والمصطلح المعاصرين وهذا لا ينكر عليهم .
الثاني :
قسم يرى في التمذهب سبة وعيب وأنه لا ينبغى أن ينتسب العبد إلا للسنة وفقط وهذه المذاهب بدعة منكرة وتقليدها لا يجوز بل يؤخذ الفقه مباشرة من الكتاب والسنة .
الثالث :
تمذهب ولكن دراسة فقط فكأنه يتبرك بدراسته للمذهب ولكن حقيقة الأمر أنه يعيش نوعا من العشوائية فتجده شافعيا في الأصول حنبليا في الأصول أو لا أصول لديه وهكذا .
الرابع :
قسم درس الفقه من كتب المعاصرين الغير متمذهبين وكذا الأصول من كتب معاصرين آخرين فهذا حامل لمسائل في الفروع تختلف عما يحمله في كتب الأصول ن وهؤلاء شديدو التعصب للمعاصرين لا يرون قولا راجحا إلا ما رجحوه حتى يصل إنكار أحدهم بي أني خالفت الشيخ ابن العثيمين او ابن باز وغيرهما بل احدهم جعل الكتاب العمدة عنده في الفقة كتاب (... ) لأحد المعاصرين ولا يرى غيره ، وهذا القسم يظنون أن تعصبهم للدليل ولكن حقيقته أنه عامي فقلد هذا الشيخ ولا يستطيع ان يخرج عنه لذا لزمه .
الخامس :
فقههم فقه جماعاتهم وأفكارهم فتراهم يصنفون الناس حسب منهجهم فالقائل بكراهة حلق اللحية مبتدع وليس من اهل السنة ، ومن يقول الإسبال مكروه ليس سلفي!!!! بل كذا وغيرها من التهم والسب والله المستعان .
ــــــــــــــــــــــــ
** أهمية المذهب الفقهي :
أولا ما هو المذهب ؟
المذهب طريقة من الطرق في فهم الأدلة الإجمالية ( الأصول ) وفهم الأدلة التفصيلية ( الفروع (
ثانيا لماذا المذهب ؟
المذهب فهم صحيح ومستقيم لنصوص الشرع
المذهب طريقة السلف والخلف في الطلب وكان للصحابة مدارس أشبه بالمذاهب .
المذهب تطبيق لأمر الله ( فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )، فمن كان لا يعلم وجب عليه ان يسال اهل الذكر عن مراد الله وعن مراد رسوله .
الدارسون للمذاهب الفقهية تتكون لديهم الملكة الفقهية التي من خلالها يستطيعون أن يقيسوا ما جد على ما مضى من أصول وفروع
كذلك اطلاعهم على كم أكبر من المسائل والأمثلة أكثر من الآخرين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا اللامذهبيــة ؟
لأن فيها جرأة على الاستقلال بالفهم والفقه والفتيا دون تاهل أو تعلم أصول القوم .
فيها تعطيل لكتب التراث وكانها لأجل التبرك بها وحسب
فيها ضيق الأفق فكتب المعاصرين اللامذهبية تكاد خالية من التفريعات والقواعد الكليات
فيها سوء الظن بعلماء الأمة وفقهاء الملة بأنهم خالفوا الكتاب والسنة وتركوا العمل بالأحاديث ، وهذا لعدم علمهم بأصول الفقه وكيفية الجمع بين الأدلة وليس معنى أنه ترك دليلا كما تظن انه لا يعمل به بل الامر أكبر من ذلك
الجرأة الغريبة على اهل العلم والوقوع فيهم وما يورثه من كبر وحسن ظن بنفسه ان توصل لدليل لم يتوصل إليه من سبقه
التخبط في الطلب والفتاوى الشاذة والغريبة التي خرجت من اطلاع من ليس أهلا للفتوى للأدلة فيفتى بما أداه إليه عقله المسكين دون أن يدري مآخذ القوم وطريقتهم
الإنكار في موضع الاختلاف وظن الإجماع في مسائل وقع الخلاف فيها
يصبح الواغظ فقيها لأنه يتكلم بالعاطفة (اتباع الحديث والأثر ) ترغيبا للناس في قوله ، ويصبح الفقيه العالم المتمذهب مهجورا تتوجه إليه أصابع الاتهام،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل ما قيل في ذم عدم التمذهب حقيقة ملحوظة وليست افتراءات
كتب المعاصرين المذهبية هي من الطتب الممدوحة لأنه بوابة كثير ممن يصعب عليه كتب المتقدمين لدراسة المذهب
والانتساب إلى مذهب هو طريقة فقهاء الأمة ، فابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب = حنابلة ، وابن كثير والذهبي = شافعية ، والطحاوي = حنفي ، وابن عبد البر مالكي .. وهكذا منذ استقرار المذاهب - بل حتى قبلها - كان فقهاء الصحابة لكل منهم طلابه ، يشكلون مدرسة فقهية كانت هي نواة تكون المذاهب .
ثم إن الطالب - مهما بلغ ذكاؤه وعلو همته - لا يستطيع أن يصير مجتهدا في كل مسألة ، يستوعب دراسة أدلتها حديثيا ولغويا وأصوليا وفقهيا ، فلا بد أن يحتاج إلى التقليد في كثير من المسائل ، فانتسابه إلى مذهب يريحه ويكون مرجحا له عند تكافؤ الأدلة وعدم ظهور رجحان قول على قول ، فيقلد إمامه .
ولأن كل من هاجم المذهبية والتقليد من المعاصرين ؛ انتهى به الأمر إلى تقليد ابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني أو أمثالهم - رحمهم الله - ففرَّ من تقليد الأئمة الأربعة ثم قلد من هو دونهم !
ومن آفات اللامذهبية ؛أنها تؤدي بأصحابها كثيرا إلى تبني القول الشاذ وهو الذي ينفرد به آحاد من الفقهاء سواء من فقهاء السلف أو من فقهاء المذاهب .
بينما المذهبي عندما يتبني القول المعتمد في أي مذهب من الأربعة فإن القول المعتمد في المذهب لا يكون قولا شاذا أبدا ؛لأن كل مذهب لا يمثل إمامه فقط ،بل يمثل مدرسة تضم عشرات الآلاف من الفقهاء على مر القرون قد اعتمدوا هذا القول ورأوا رجحانه وبالله التوفيق .(الشيخ : وليد ادريس المنيسي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق