الاثنين، 17 يوليو 2023

جواب لمن يسأل :" لماذا صفح الله عن أخطاء الإنسان مع كثرتها ، ولم يصفح عن ذنب واحد -فيما يظهر لنا- اقترفه الشيطان..؟!"

"لماذا صفح الله عن أخطاء الإنسان مع كثرتها ، ولم يصفح عن ذنب واحد -فيما يظهر لنا- اقترفه الشيطان..؟!"
-----------------------
هنا يجب أن يعلم المسلمون جميعا أن المعاصي نوعان :
النوع الأول : معصية نابعة من ضعف العبد واستسلامه لشهواته ، مع اعترافه بخطأه وتقصيره ، فهذه لا تخرج العبد من الدين ، ولاتتناقض مع أصل الإيمان ، وإن كانت تتعارض مع كماله.
حتى وإن أصر عليها العبد ولم يتب منها ، فهي لاتخرجه من الملة ،إذ لاتتعارض مع أصل إذعان العبد ، وانقياده لأوامر ربه ؛ بقرينة اعترافه وإحساسه بالخطأ.
والنوع الثاني : معصية ناشئة من تكبر العبد ، وعدم انقياده لشرع الله ، فهذه لو فعلها العبد -إنس أوجن- يخرج من الملة ؛ لأنها تتنافى مع أصل الإيمان.
فالإيمان في الشرع ، هو "التصديق المستلزم للانقياد".
فالتصديق بدون إنقياد غير معتبر ، والانقياد بدون تصديق غير معتبر.
معصية الشيطان كانت من النوع الثاني ، فلما أمره الله بالسجود لآدم استنكر الأمر ولم يذعن:
(قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا)..؟!
هكذا بمنتهى الصلف والتكبر وعدم الاستسلام لأمر الله ، يعلن الشيطان تمرده على رب العالمين..!
فمعصية الإنسان -ولو كثرت- هي ضعف ونسيان مادام معترفا بخطأه وتقصيره.
ومعصية إبليس كانت جحودا وتكبرا وتمردا على الحكيم الخبير..
وهذا يتنافى مع الإيمان..
أصل الإيمان..!
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق