الجمعة، 26 يناير 2024

رسالة إلى من يحزن لخسارة فريق بلده في كرة القدم

 #رسالة_إلى_من_يحزن_لخسارة_فريق_بلده_في_كرة_القدم

1 _ اعلم رحمك الله أن تسجيل هدف في شباك حارس مرمى فريق بلدك ليس فيه لا إسالة دمك ولا نهب مالك ولا هتك عرضك، لكن ما يفعله الصه.اينة المجرمون في أهلك في غزة هو الذي يجب أن تتألم له وتحزن، فيه سلب للأرواح والحريات والمال وفيه انتهاك للأعراض، لهذا يجب أن يمتلئ قلبك هما إن كان له مكان للهم، فإن أنستك الأيام وأعادتك لعاداتك واستراح ضميرك والأمة الإسلامية كلها تخذل أهل غزة وكأنهم ليسوا أبناء دمنا وديننا وكأن عرضهم ليس عرضنا وهمهم ليس همنا.
2 _ اعلم رعاك الله أن الفريق الذي خسر أمامه فريقك الوطني هو فريق مسلم، أي أنها مجرد لعبة بين فريقين مسلمين الهدف منها الرياضة والمنافسة "في اللعب" فكما أن لاعبي فريقك لا يعرفونك ولا يسمعون بك ولعلك لو حاولت التقاط صورة مع أحدهم لفر منك هاربا، فكذلك لاعبو الفريق الآخر، لا أحد منهم تربطك به لا مصلحة دنيوية ولا علاقة اجتماعية ولا رابطة دموية، إنما فصلت بينكم الحدود التي كان من الممكن أن تكون حدودا أوسع ليكون فريقك وفريقهم داخل حدود بلد واحد.
3 _ اعلم هداك الله، أن خسارة فريقك لن تجعله يصاب بالفقر فلاعبو ذلك الفريق يتقاضون مرتبا قد تعمل أنت وأحفاد أحفادك لأجيال ولا تستطيع تجميع مقدار بضع سنوات منه، فلا تخف على لاعبي فريقك من الفقر فهم غالبا أغنى منك وإن خسروا هذه المباراة، كما أنك لن تخسر مالا بخسارتهم ولن تربحه بربحهم، وحتى فرحة النصر ستزول بسرعة لتحزن على خسارة مباراة أخرى، فما من فريق في العالم إلا وله بعض الانتصارات وبعض الخسارات قلت أو كثرت، فلماذا تحرق أعصابك من أجل ذلك ؟
4 _ اعلم وفقك الله لطاعته، أن روح الوطنية الحقيقية لا تكون لأجل مباراة كرة القدم، بل تكون بحفاظك على الأملاك العامة وعدم إفسادها، بعدم رمي الأوساخ في الطرقات والسياقة كالمجانين والتسبب بحوادث المرور لنفسك ولأهلك وسائر الناس، أن تجتهد لتتفوق في مجالات الدنيا والدين وتكون مساهما في رفع بعض الضعف عن أمة الإسلام ولو بمقادر 1 في المليار، أن تجعل قضايا المسلمين نصب عينيك وتعمل جاهدا على تطوير قدراتك العلمية والعملية، أن تتقن عملك وتسعى لكسب المال الحلال، أن تكون واعيا غير مستغفلٍ، أن تعرف مصلحتك ومصلحة أهلك وأحبابك جيدا، ألا يضحك عليك أحد باسم الشعارات الرنانة الفارغة، أن تكون إنسانا منتجا ومفيدا، أن تكون ممن ينصر الله به دينه، أو تعد لأجيال قد ينصر الله بهم هذا الدين، أن تعمل على مساعدة المحتاجين من المسلمين من أهل بلدك، أن تكون مشروعا وقدوة يتعلم منك الناس أسس النجاح.
5 _ الوحيد الذي يحق له الغضب عند الخسارة هو الذي في الصورة، واللاعبون الذين معه، أما أنت فليس لك علاقة بالأمر، لا بأس بتشجيع فريق بلدك من باب الاستمتاع باللعبة ولكن لا تجعلها سببا لإتلاف أعصابك، فقد تحتاجها لأشياء أهم وأكثر فائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق