الجمعة، 26 يناير 2024

انواع النجاح ؟

 #نجاحك_المحقق_ونجاحك_المعلق

أول نجاح حققه كل إنسان على وجه الأرض هو نجاحه في أن يكون إنسانا، لقد خاض سباقا مميتا مع ملايين الأنداد لما كان نطفة متجهة إلى البويضة، ومن بين كل أولئك المرشحين والمنافسين الأشداء استطاع هو الوصول إلى مقر النجاة حيث ينشأ في كلية الرحم ليتخرج منه مولودا بصفته إنسانا.
فمهما قلت ثقتك في قدراتك على المنافسة والنجاح، تذكر أنك استطعت النجاح والتفوق يوم كنتَ في أضعف حالاتك على الإطلاق، أفلا تستطيع النجاح وقد اشتد عودك وزادت قوتك ؟
إلا أني لا أعلم هل كنتَ أنت أنت يوم كنتَ نطفة ثم لحقت بك روحك أم كنتَ روحك المنفصلة عن جسدك وكنتَ تنتظر نجاح أي نطفة لتحل روحك فيها بغض النظر عن النطفة الفائزة منها.
فإن كان الاحتمال الأول هو الصواب فقد خضتَ سباقك على شكل نطفة وإن كان الثاني هو الصواب فقد خضت سباقك على شكل روحٍ منفصلة، وفزتَ في أن تكون إنسانا بدل أن تكون صرصارا أو فأرا أو حبة رمل ملقاة في غياهب الصحراء.
وبغض النظر عما جرى معك في الماضي، فإنك تملك أعظم وأهم سلاح للتفوق والنجاح (قوة الإرادة) فلا تهمل هذه القوة وتذكر أن النجاح الأعظم هو ما دامت نتائجه (الفوز بالآخرة) وكل ما سوى ذلك مجرد نجاحات صغيرة لا تفيدك كثيرا إلا إن ساهمت في بناء نجاحك الأعظم (الفوز بالجنة).
فنجاحك المحقق هو الوصول لمرحلة البشرية وأما نجاحك المعلق فهو الوصول لمرحلة النعيم الأبدي في الآخرة
وكل نجاح من نجاحاتك فالفضل الأول والأعظم يرجع فيه إلى الله، وما أنتَ وأفعالك إلا سببٌ من الأسباب، حتى نجاحك في دخول الجنة يرجع فضله إلى الله، رغم حريتك في الإرادة والاختيار، وذلك لأن الله أعطاك فرصة خوض هذا الامتحان من الأساس بل أعطاك فرصة الوجود والحياة وأعطاك القدرة على الاختيار وجعل لك امتحانا لم يرد منك أن تحقق فيه المعجزات، وإنما يكفي أن تأتيه بقلم سليم وتذعن له بالطاعة والانقياد حتى وإن عصيته فإنك تعصيه وأنت مذعن ومنقاد له، لا جاحدا ولا معاندا ولا مستكبرا عن طاعته، ورحمته وسعت كل شيء، ومهما كانت أعمالك حسنة فإنها لا تستحق الجنة لولا فضل الله ورحمته، أرأيت أنك لو عملت لثمانية ساعات كل يوم فإنك لن تحصل بذلك إلا على أجر زهيد ؟ فما مقدار عبادتك لله وعملك مقابل ما وعدك الله به من خير في الآخرة حيث لا يبلغه ثراء وملك الناس ولو جمع أولهم بآخرهم منذ خلق الله لآدم إلى قيام الساعة عليهم، فإن أردت الفوز فكن لله شكورا وحامدا والله يزيدك من فضله.
عرض الرؤى
ترويج منشور
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق