بعنوان ( الرجم عقيدة توراتية دخلت علينا باسم آيات منسوخة ومحذوفة لفظيا" من القرآن !! )
وإاليكم المقال المطول كاملا" لمن أراد البحث عن الحقيقة
____________________________________
مـــــطـــرقــــة البرهان على مفاهيم من الاســلام بـــالقرآن
_______________________________________هفال برواري
الرجم عقوبة توراتية دخلت علينا باسم آيات منسوخة ومحذوفة لفظيا من القرآن !!
الجـــــــــــــــــــــزء: الأول
قد يقول قائل مالك ولهذه المواضيع وهل انت متخصص لتحشر نفسك فيها ؟ اقول
*إن هذا لأمر يمس ديني وقرآني الذي أؤمن به ونبيي الذي جاء رحمة للعالمين, والعالمين هو كل شيء مادون الله فكيف أسكت على هذه الفرية وهذه الفعلة الشنيعة التي يدمى لها الجبين فكيف نتصور هذه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه والذي تكلم عن نفسه فقال ( إنما انارحمة مهداة ) فهو كتلة من الرحمة بكل ماتعني الرحمة من معنى وهو كذلك في كل أفعاله وصفاته حتى على الكفار الذين قاتلوه و أرادوا قتله في معركة أُحُد، وكسروا رباعيّته وشجّوا وجهه ورأسه الشريف صلى الله عليه وسلّم،قالوا : يا رسول الله ادعُ عليهم، قال: "لم أُبعَث لعنةً إنما بُعثتُ رحمة"؟. هكذا كان أخلاقه مع من يريدون بتر الاسلام فمابالك بذنب أو جرم داخل المجتمع الاسلامي ومن وصفُهُ في كتاب الله في سورة الأعراف: {الذين يتّبعون الرسول النبي الأُمّي الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَـــعُ عَنْهُمْ إِصْـرَهُمْ وَالأَغْـلاَلَ الَّتِي كَـــانَتْ عَلَيْهِمْ (16)} يبين أنه جاء بهذه الشريعةالتي امتازت من شرائع السابقين بأنها وضعَت عنا وعمّن اتبع هذه الشريعة ان خفف عليهم الآصارَ والأغلال التي كانت عليهم، جاءت مُخفّفةً
ثم أنني أردت الكاتبة بسبب إلحاح الشباب الملتزم الذين قالوا لي : بالله عليك أكتب شيئا" عن الرجم لان الطلاب في المداس بدأوا يتحدوث بكثرة عن هذا الحدث وبعضهم يطعنون في الدين ويأتون بصور ومقاطع تبين كيف يقتل فيه المرأة؟
وحقيقة انا كذلك أخجل من نفسي عندما أسمع هذا الحد وهذه العقوبة المفجعة لأنه موقف غير إنساني بل يقترب من الوحشية فبدأت أبحث فإذا القرآن لم يأتي بهذا الحدّ لامن قريب ولامن بعيد ؟اما في كتب الفقه والاحاديث فقد كثر فيه مع الاسف وفيها من المغالطات الكارثية التي تتهم (من غير قصد )حتى في مصداقية القرآن العظيم ؟؟
ثم إننا نعلم أن هناك مجموعة من العلماء يخفون ما الله مبديه، ويخشون مواجهة الرأي العام ومصادمة الموروث الفقهي , وهو ما ساهم في بقاء تلك العقوبات إلى يومنا هذا منتشرة. وهناك علماء من المعتزلة أجلاء أنكروها ومعاصرون امثال
الفقيهُ المُفسّرُ الأصوليُّ أبو عبدِ اللهِ مُحمدُ بنُ محمّد المختار ِ بنِ أحمد مزيد الجكني الشنقيطيُّ عضو هيئة كبار العلماء السعودية والمدرس بالحرمين الشريفين
وقد وجدت في هذا الصدد أن الشيخ يوسف القرضاوي ذكر أن الشيخ محمد أبو زهرة، أحد كبار علماء الأزهر الراحلين ويعتبرهو أعلم الناس بالفقه ومدارسه في القرن العشرين أنه أخفى رأيه في حد رجم الزاني المحصن 20 عاما؟، ثم أعلنه أمام علماء مختصين، منهم الشيخ مصطفى الزرقا، والدكتور صبحي الصالح، والدكتور حسين حامد حسان في ندوة عن «التشريع الإسلامي» في ليبيا عام 1972. وكان الشيخ أبو زهرة يرى أن رجم الزاني المحصن كان شريعة يهودية ! أقرها الرسول في أول الأمر، ثم نسخت بحد الجلد في سورة النور لقد قال الشيخ "إني كتمت رأيًا فقهيًّا في نفسي من عشرين سنة، وكنت قد بحت به للدكتور عبد العزيز عامر، وآن لي أن أبوح بما كتمته، قبل أن ألقى الله تعالى، ويسألني: لماذا كتمت ما لديك من علم، ولم تبينه للناس "؟
فهل يعقل أن لا يأتي القرآن بأي عقوبة للقتل – ماعدا مسألة القصاص- في الوقت الذي "يجتهد فيه" الفقه من أجل المزيد من عقوبات القتل.
لذلك قررت ان أتجرء وأبين هشاشة الموضوع ليفهم كل أحد أن هذا القرآن لم يأتي للرجم والسحق هناك عقوبات نعم فكل قانون ونظام لها قوانين وعقوبات وقصاص وكما يقول المولى المتعال( ولكم في القصاص حياة ) فالقصاص مهم جدا" وبدونها لاتدوم الحياة لكن حتى العقوبات لها حدود وهناك تفاصيل موجودة بوضوح في القرآن خاصة العقوبات الكبرى
وليفهم من البداية اننا لاننقلل من شأن العلماء الأجلاء ولانشكك في نوايتهم حاشا فهم قد أبدعوا في توصيل كم ليس بالهين من أحاديث الرسول الواضحةو الجلية وفقهوا في الدين واجتهدوا لكنهم ليسوا معصومين وليسوا بأنبياء ورسل يرشدهم الله في كل زلل أو عدم إدراك أمر ما
ومن ذلك تجد أحد مثل أمير المؤمنين بالحديث ( الحافظ ابن حجر العسقلاني ) يقول في كتابه الجامع فتح الباري للبخاري والذي أمضى 40 عاما" لاستكماله يكثر فيه القول ( وقد صححه فلان واسناد هذا الحديث صحيح عن فلان فيقول له لماذا لاتصححه أنت وهو من هو امير المؤمنين في الحديث اي يحفظ كل شيء بسندة ومتنه وعن علم الرجال بالكامل ؟ فيقول : كلا فإنني أخاف من الله فقد يكون في متن أحد الأحاديث علل او ما الى ذلك ؟
والغريب أنك تجد المقلدون يستبشعون رد أحاديث الرجم الواردة في البخاري ومسلم، ولا يعرفون أن الدارقطني رد 200 من أحاديثهما، ورد ابن تيمية والألباني بعضها
ومن المعلوم ان التاريخ يكاد يخلوا من هذا الحد لكونه من الصعوبة بمكان ما قد لاتستطيع أن يقام عليه الحد بل يكاد من المستحيل إلا من يعترف بنفسه كما هو مذكور في حديث الغامدية وماعز وسنشرحها ..ولكن قد تم تجديد هذا الحد والعمل به في العصرالحالي في السعودية وباكستان وأفغانستان والصومال وها هو يتخدم من قبل الحركات والجماعات المتشددة ويفتخرون بها بل ويصورونها للعامة فقبل عقود من الزمن كانوا يعتبرون الصورة بحد ذاتها حرام ؟ والآن نرى كيف يصورون بشاعة المنظر وينشرونها للعالم أجمع !! فكان لا بد لنا من وقفة لنبين هذه الشبهة والفرية من القدم على دين الرحمة والعدل المطلق .
مقدمة :
وهنا أبين قبل البدأ بنفي الرجم انه لا يمكن أن نتهم قانون من القوانين إلا بان يتم تطبيق كل منظومته وفلسفته حتى يتكامل وحينها يتم الحكم عليها سلبا "او ايجابا فتجزئة الحدود ثم الحكم على جزئية من الجزئيات لا يجوز فكل حد وضعه القرآن يجب أن يمر عبر سلسلة من القوانين وسلسلة من الواجبات والحقوق وبعد الإتيان بكل الحقوق المكفولة من قبل المنظومة حينها له الحق في تطبيق قانون الردع وهكذا,,,, لذلك نجد أن عمربن الخطاب قام بوقف حد السرقة في عام المجاعة لأن الدولة لم تستطع أن تلبي حاجات الامة في الضروريات من الحياة وخففت العقوبات وهكذا,,وأما عندما يتجرء أحد ما بحجة تطبيق الشرع وكأن الشرع مجرد عقوبات هو يشوه الاسلام بهذه الطريقة فمثلا" السعودية تتجرء على قطع اليد مع ان اكثر من نصف شعبه تحت مستوى الفقر والجاليات التي تعمل عندها لا تمتلك حتى حقوق البهائم واكثرهم فقراء ماعدا السلاطين وعلماء الدين ؟وكذلك قانون حد الزنا المبين في القرآن كما سأفصله وليس الرجم له عقوبة لكن عندما يلبي الدولة والنظام كل ماهو موجود في منظومته من الرفاهية في المعيشة المكفولة بالعدل للكل مع مجتمع يتمتع بخلق رفيع كما هو مبين في نظام الاسلام في الاخلاق بكل ما تعني الاخلاق من معنى وتلبية احتياج الشباب بالزواج مع السكن مع تهيئة مجتمع خلقي راقي لايحفز على البغاء ويبني مجتمعا" يسود فيه العفة والستر مع الجمال الطاهر والنقي من كل المغريات ,,حينها عندما يقدم احد ما مع كل هذا في هذه الدولة الفاضلة بخرق نسيج المجتمع حينها فقط تقام الحدود المبينة كما قلت في القرآن وليس في كتب الفقه ؟ وإلا فكل الحدود ستتوقف عن التنفيذ والعمل به بدون هذا التسلسل من قبل الدولة وليس من قبل جماعات من هناك او هناك وإلا فالاسلام بريء من كل هذه التصرفات .....
وهناك أمر آخر أنه حتى إن وصل الأمر الى تطبيق كل شيء لكن تبين أن أعراف الناس لاتقبل هذه الحدود وما أجمل ماقال (الشيخ ناصرالدين سبحاني الكوردي الشهيد بقوله : إن القرآن يصلح لكل زمان ومكان ولكنه لم ينزل في كل مان ومكان !!) فليس ضروريا" أن تحد الحدود بل قد تخفف او تغير بسبب ضوابط وقوانين وأعراف لاتسمح بذلك و كما فعله الرسول لمن أراد للمذنب بالستر وعدم الكشف بل التوبة من هذا العمل وكما فعل أنس بن النضر كما هو في صحيح البخاري عندما أراد نساء أن تقتص من أخته بكسر سنها مقابل فعلتها مع ان الرسول أمر بذلك كون العين بالعين فقال أنس: والله لا تكسر !!فردد الرسول ثلاث مرات وقال لأنس ( ياأنس كتاب الله القصاص )ورد أنس ان ( لا والذي بعثك بالحق لاتكسر ) ؟؟ ولم تكسر ورضوا بالديَّة ؟ ؟ وهذا في عصر الرسول ومع الرسول ورضي الرسول والآخرين بحكم أنس !! وقال رسول الله مدحا" فيه لا ذما" ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه ) ؟ لمعرفة الرسول أن هذا الرجل ملهم وانه لايتحدث هكذا,, فما بالك بمن أنكر حديث قد لايكون فعلا" منسوبا" للرسول لكفروه ولرموه بأبشع الصفات والألفاظ ,,ولم يدركوا انه بوجود الرسول وفي مجلسه ردَّ أنس بن النضر حكم الرسول وحكم الله في القرآن !! ولم يكفر بل أمتدح وأثنى عليه الرسول ؟؟
وكذلك هناك قضية أخرى ومن وجهة نظر أخرى وهي ان فطرة الانسان مجبولة ومغروسة فيها صفة الغيرة , فكل الناس لها هذه الصفة
لذلك تجد أنه حتى في الدول الغربية المتحضرة يقوم كثير من الرجال بقتل ازواجهن او عشيقاتهن ( يعني بدون زواج رسمي ) يقدمون على قتلهن عندما يعرفون أنهم خانوا العشرة مع أحد ما ! بل هناك إحصائيات رهيبة عن نسبة اللاتي يقتلن من قبل عشيقاتهن بسبب الغيرة ؟وهناك دراسات وبحوث مطولة بهذا الامر ومن يهمه فاليتابع هذه الدراسات النفسية في قضية الغيرة من كلاالطرفين وخاصة الرجل فأغلب صفات الرجل هو الحرص على أن لا يشاركه أحد في سريره وأن لايكون له أدنى شك بهذا الأمر بينما المرأة حريصة كل الحرص على أن يبقى الرجل مرتبطا" بها فقط دون غيرها .. وهذا يؤكد انه مهما زاد الوعي عند الشعوب وزادت الحريات وحقوق الانسان إلا أنه هناك صفة الغيرة الذي يمتلكه كلا الطرفين ذكرا" او أنثى تجاه بعضهم البعض بأوجه متباينة
لهذا تجد القتل منتشر في كل الشرائع الموضوعة بالرجم ؟ في هذا الأمر إلا في القرآن فلم يتكلم الله عن عقوبة من هذا القبيل ,,وهذا إنما يدل على عظمة الكتاب المبين وأنه حكم عليها بالجلد كعقوبة معنوية أكثر مماهو جسدي وكرادع مرتبط بمجتمع تميز بأعراف وعادات لهذا المجتمع فهو ملزم من هذا القبيل أما مادون ذلك فالأمر مفتوح لهم وهذا منتهى الحكمة الإلهية في هذا الامر المريب
هذه مقدمة الموضوع حتى يكون لكم إلمام بقضية الأحكام والأعراف وصفات البشر واليكم البيان بالتفصيل للرد على هذه القضية الشائكة فتابعونا في الجزء الثاني .................
الجــــــــزء الثــــــانــي
الصورة تبين كيف كان عقيدة الرجم منتشرة في العقائد السابقة
اما الإسلام فهو بريء عن هذه العقيدة وهومروث تسلل إلى هذا الدين في فترة مالله مبديه وهي عقيدة يهودية توراتية ليس لها أصل في الإسلام وإليكم البيـــان :
1- جاء الاسلام بشريعة الرحمة وجاء تخفيفا" لما كان في الشرائع السابقة لذلك قال الله تعالى {ماجَعَل عليكم في الدِّينِ من حَرَج يُريدُ الله ليُخفّف عنكم و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا}الحج،16. فالتخفيف هي شريعة الاسلام ومن العجيب ان شريعة الرجم موجودة عند اليهود وهي لاتفرق بين المحصن وغير المحصن فكل من يزني يرجم ذكرا" كان او أنثى حتى من نهب أموالا" في شريعتهم يرجم ولهم أمثلة كثيرة منها أنهم كانوا في شرعهم يوجبون قطع المكان الذي لابستهُ النجاسة من الثـَّوب، أو من الثوب ومن البدن ايضا!.. شيء غليظ جدا.. هذا ليس لدينا، فلدينا يكون التطهير ويبقى الثوب، تطهير بالماء وينتهي كل شيء، أيضا كان في شرعهم أن إبانة العضو الذي أصاب الخطيئةأي يقطع ويقلع ؟؟ .. عيسى عليه السلام في الإنجيل يقول:(إذا عَثَرتك عينك فاقلعها و ارمها، فهذا خير لك من ان تُرمى كلّك في النار)؟؟....
اما نحن فجاء الاسلام بالتخفيف كما بينت ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت في الشرائع الأخرى
فكيف ياتي بهذا الحد والذي لم يذكره القرآن لامن قريب او بعيد ؟
2- من المعروف أن أكبر عقوبة بإجماع كل العلماء هي عقوبة القتل ومع جرم هذا الفعل الشنيع والقصاص أن النفس بالنفس مع ذلك كله قال القرآن و قتل الخطأ لا يوجد قِصاص القتل بل الكفارة في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: ]92.
، وأما القتل العمد في شَرعِنا الرّحيم {ومآ أرسلنــآكَ إلا رحمة للعالمين} ،ففيه مجال العفو والصّلح و أخذ الدِّيـَة في قوله تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ
وَرَحْمَةٌ ۗ )البقرة،178 الله يقول لنا :هذا القاتل أخوك؟ وإن قتل أخاك وإن قتل أباك، وإن قتل ابنك لكنه يبقى أخوك ..اخوك في الملّة والدين والانسانية ، اُعفُ عنه ليكون فعلك هذا مَحْمَدَة لك في الدنيا والآخرة، ولتمتلك أكبر أجر ألا وهي كما قال الله تعالى {ومن احيآها فكأنما أحيا الناس جميعا}المائدة،32 أنت أحيَيتَهُ حين عَفوتَ عنه فكأنك أحييت الناس من عند آخرهم ! كم أجرك؟ اجرٌ لا يُقدَر أجرُه، ولايعلم قدره الا الذي أمَر بالعفوِ والصّفحِ والتجاوز والتسامح الذي لا إله الا هو
مع ان الشرائع الأخرى لاتقبل الدية بل النفس بالنفس ولو كان مخطئا" إذا" أدركنا الله عزوجل بين القصاص في القتل العمد فقط مع فتح مجال للعفو ولكن أبى الفقهاء إلا ان يدخلوا في شؤنه وان يقوموا بالبحث عن احاديث لكي يكون القرآن العظيم تابعا"لها ويخالفوا قول الله تعالى في قوله ((يستفتونك قل الله يفتيكم)أي الإفتاء يكون من الله الى الرسول ومنها الى البشر وليس إتباع العكس لذلك هدد الله ان من يفعل ذلك سيلقى عقابا" شديدا" في قوله تعالى ((ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين) وأكد ان القرآن هو تبيان لأمور إختلفوا فيه وليس العكس فقال عز من قائل (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) وهو القائل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)).
3- إن المتأمل للأحاديث الواردة من الرسول الكريم والرحمة للعالمين يجد تناقضا" واضحا" بين احاديث الرجم كما سأبينه وبين رحمته ورأفته حتى بالحيوانات وكيفية ذبحها فقد فصلها تفصيلا فهو القائل :(أن الله كتب الإحسان في كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة , وليحد أحدكم شفرته , وليرح ذبيحته ) رواه مسلم , حتى في الذبح يجب أن نحد الشفرة ونريح الذبيحة، ,,,,وحتى في القصاص يجب ألا يتم تعذيب المقتص منه بل إراحته بقتلة سريعة، فكيف يكون مطالب البعض بالقتل بالحجر، إذ فكيف لدين يدعو إلى الذبح الرحيم للذبيحة، أن يسمح بقتل رجل أو امرأة بالحجر، فالذي يرجم بالحجر لا يموت بسرعة بل يتعذب قبل أن يفقد روحه، فلا يستقيم ان يكون هذا دينا وإنما هو محظ افتراء على الله وعلى الدين؟ المرتد عند جماهير العلماء له توبة، فإن تاب خُلِّيَ و تُرِك.. ، أما الزاني والزانية المحصنيين لاتوبة لهما !!! ..رجم بالحجارة الى الموت، جعل الفقهاءللمرتد توبة ..و للقـــــاتل توبة ..الله جعل له ذلك، والقاتل حثه الله على العفو عنه ، و ان نصطلح فنأخذ الدّيَة، وليس هذا فحسب... حتى الحِرَابة، السرقات الكبرى الثقيلة ، فقاطع الطريق فيه اعتداء على الاعراض وفيها قتل وفيها اخذ المال.. شيء مخيف، فساد في الارض.. والله قال: {إنما جزاء الذين يحاربون الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا ... الآية }المائدة،33، الآية معروفة بآية الحِرَابَة ماذا قال بعدها؟؟؟ قال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة،34، لماذا قال: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) هؤلاء كانوا محاربين وعملوا اشياء فظيعة فقال اذا تابوا قبل القدرة عليهم أي قبل وقوعهم في قبضة القانون، فإن الله غفور رحيم! كيف؟ ولماذا؟! لأن هذا دين الرحمة ، فهذا الدين فلسفة العقوبة فيه صحيح الرّدع والزَجَر.. لــــكن الأهم من هذا غايته تهذيب واستصلاح الناس، ممكن ان يكون والعياذ بالله قاطع طريق مجرم وكذا وبعد ذلك يصطلح ويصبح من احسن الناس! طبعا قبل أن تقدِرَ عليه، لكنك اذا قَدَرتَ عليه وقبضت عليه فالكل سيدّعي التوبة حتى تُفرِج عنه .. لكنهم سيقولون "إلا الزاني والزانية، فالزاني والزانية عضو متسرطن فاسد لا سبيل لإصلاحه لابــــد من بتره ,,,,,.. كلام انشائي ليس له اية واقعية.. فألوف من الناس – ونسأل الله السّتر علينا – وخاصة في الغرب يقضون حياتهم في الزنا وفي المسافحة والعياذ بالله وبعد ذلك يتوبون وتَحسُن توبتهمن ويصبحون بكّائين وقوّامين .. فممكن جدا الزاني يصطلح لكن فقهاءنا جعلوا لهذا توبة ولهذا توبة ولهذا مجال إلا الزّاني المحصن وإلاّ الرجم بالحجارة حتى ؟!! هذا شرع محمد..هذا شرع اليهود، هذا ليس شرع سورة النور فسورة النور واااضحة..ذُكِرَ فيها مئة جلدة، وهل هو شيء بسيط ؟!! فإذا قلتَ لي انه امر بسيط، فانت لم تقرأ كتاب الله، فقد ذكر الله انها عقوبة شديدة جدا ، شديدة بالنسبة الى الجريمة.. بالنسبة الى جريمة الزنا مئــة جلدة هذه عقوبة شديدة جدا.. اقرأ الآية: {و لا تأخُذْكُم بهما رأفَةٌ في دينِ الله} يعني من كثر ماهي شديدة ممكن ان تنساق انت بدافع الشفقة، وستقلل عدد الجلدات تدريجيا.
4- بينت سورة نور كل شيء بالتفصيل لذلك قال الله تعالى في بداية السورة مباشرة (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا) فهي مفروضة ولاتحتاج الى تاويل او تفسير من عند أحد ؟ ثم أكمل فقال (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) أي هي بينة وواضحة وقد اخبرنا بذلك فلماذا نقول انها ليست بينة وواضحة ونحتاج الى دعمها بأسانيد وتاويل ؟ثم بين الله عزوجل العقوبة للزناة فقال (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) وهي واضحة وبينة (الزانية والزاني ) من ألفاظ العموم خاصة وان الألف واللام تفيد عدم التمييز وتشمل المحصن وغير المحصن ذكرا" او أنثى ,,إنتهى كل شيء وتبينت العقوبة لكن فقهاءنا أكدوا انها ليست واضحة وليست شاملة بل ولا بد ان ننسخ منها أشياء وأن هناك آية نسخت وكتم الرسول عنها بالأدلة الثابتة ؟؟ ورأفة بالأمة لم يحفظها القرآن !!وكل من يتكلم بضد هذا يتهمومه انه يشكك في الاحاديث ومنها ان يشككوا في هذا الدين لكني أقول لكم أنتم الذين جعلتم الناس تشكك بالدين وجعلتم الامة في حيرة من امرها ومن هنا دائما كلما مررت بهذه المواضيع اقول صدق رسول الله الذي قال: (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، ومن كتب عني شيئا"غير القرآن فليَمحُه)وهذا حديث في صحيح مسلم !!، لأنه كان يعلم أنه بإسم الأحاديث سيُكذَب عليه وعلى اصحابه وعلى كتاب ربه نحن ندين الله تبارك وتعالى بأن النبي ماكتم شيئا من كتاب الله.
في حديث مسروق ابن عبد الرحمن ابي عائشَ الكوفي..تلميذ ام المؤمنين عائشة رضوان الله عليهما قالت له: في حديث أختصره ( ,,,,,,,, مَن حدّثك ان محمدا كتمَ شيئا من كتاب الله فقد أعظَمَ على الله الفِرْيَة والله يقول ياأيها الرسول بلغ ماأُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ,,,,,,,) رواه مسلم أيضا" !؟
لكن ابن الضُرَيْس -غفر الله لنا و له –في كتابه <فضائل القرآن> يروي عن عبدالله بن عمر وبالسّنَد.. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ( لايقولنّ احدكم قرأتُ القرآن كُلَّهُ ومايدريك ماكله :قد ذهب قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ماظهر )؟؟أي القرآن كله لايعرفه الا الله،وفيه اشياء رُفِعَت منه؟ وما ادراكم!. أي كلام فارغ هذا ؟؟؟ (و عبدالله وعمر الفاروق بريئون مما نُسِبَ اليهما) .
ومما يزيد الطين بلة ان هذا وجد في الصحيح بخاري ومسلم: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فخطب الجمعة ، وكان مما قال رضي الله عنه فقال : (إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا ، وَعَقَلْنَاهَا ، وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوْ الِاعْتِرَافُ) . زاد أبو داود (4418) : (وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ومعاذ الله من أن يقول عمر أمرا" كذلك ,,,,وهو مخالف لقول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافِظون}الحجر،9 ثم لماذا يؤكد على الرجم مع انه هناك آيات أخرى قالوا انها نسخت لفظا" ؟
هل هناك من إنتقد الرجم حينها ام أن هناك من إنتقد هذا الحد في زمن تدوين الحديث فأدخل هذا القول كي يمرر ويكون له الحجة الدامغة ؟لاندري .....
وزاد من الطين بلة أكثر واكثر عندما جاءت أحاديث بالآية الموجودة والتي يقولون ان لفظها نسخ مع بقاء الحكم ؟؟ في مسند الامام مالك عن سعيد بن المسيد انه سمع عن عمربن الخطاب(حاشاه)عندما بين الآية المنسوخة في نهاية الحديث وفيها(,,,,ثم قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى لكتبتها ((الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة )) ؟؟ فإنا قد قرأناها,,,) مع العلم أن علماء الجرح والتعديل بينوا سن سعيد بن المسيب لما استشهد عمر كان سنتين فقط ؟ -وهناك روايات عدة لهذه الآية- !- والغريب أن الشيعة أيضا" تؤمن بهذه الآية وهي موجودة في الكافي ولكن بزيادة كلمة ( لذة ) !! وهي كلمة لاتلييق مطلقا".
ومن العجيب أن كل من يقرأ هذه الكلمات يعلم انه ليس بقرآن فكلامه ركيك وحاشاه أن يقول الله هذه الكلمات ؟ ولماذا يخفيه الله عنا وهل يستحي الله من كلامه حاشاه ؟ فبرروا وقالوا ( لأنه عقاب مخيف فضيع ) ؟ كلام لايعقل فأي حكمة ان يبقى الحكم وينسخ اللفظ فقط فأين التخفيف كما أحتج به العلامة الفقيه (ابن حجر الهَيْتمي) في شرحه <تُحفة المحتاج> على منهاج الإمام النووي!! ... ثم الاعجب أنه لو كانت الآية صحيحة حاشا القرآن فكيف علِم الفقهاء ان هذه الشيخة محصنة وهذا الشيخ محصن ؟ ألا يمكن أن يكونا قد شاخا ولم يكتب لهم الزواج فلماذا يرجمون ماداموا غير محصنين!!!!
و من غرائب أحاديث الرجم الأثر الذي يقول "أتيَ عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناسا، فأمر بها عمر أن ترجم " حتى أقنعه علي بتركها!! ,,أبو داود وأحمد
إنني أحزن كثيرا" عندما أرى أغلب العلماء قد أكدوا على صحة الخبر الآية المنسوخة لفظا" , طبعا" قاموا بتأويلات لهذا الاحاديث ليبرروا أصحيتها.
والأكثرسخرية هي ماوردت عن عائشة (رض) حاشاها من ان تنقل مثل هذه الاحاديث يرويه محمد بن اسحاق :(آية الرجم ورضعات الكبير عشر فكانت في ورقة تحت السرير في بيتي فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ودخلت دويبة لنا فأكلتها )؟؟ وفي رواية احمد في مسنده وابن ماجة في السنن لفظة (فلما مات رسول الله صلى الله علي وسلم تشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها ) !!!
أهكذا يحفظ القرآن المحفوظ من رب العالمين؟ ..وإن أنكره بعض من العلماء لكن لماذا يكتبه أمثال هؤلاء الراسخون في مسانيدهم عن أم المؤمنين عائشة....
كل هذا ليؤكدوا ان الرجم قد أقره رب العالمين !!
وهو كلام باطل ولا يبنى عليه أي أساس في الحكم
5- والدليل القاطع الذي لم ينتبه إليه الفقهاء أن عقوبة المحصنة كماهم يقولون الرجم وان عقوبة الأَمَة ( أي المرأة المملوكة يعني الجارية ) هي نصف عقوبة المرأة الحرة كما أخبرنا الله في قرآنه بوضوح في قوله تعالى (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ [فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ] مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
فإذا كان عقوبة الجارية المحصنة هي نصف عذاب الحرة فكيف تكون عقوبة الزنا لها فالحرة عقوبتها الرجم أي الموت فهل تكون عقوبتها نصف الرجم أي نصف الموت !! فهذا دليل باطل على عدم وجود الرجم مطلقا" وللتأكيد فإن من يتتبع آيات سورة نـــور كماهو مبين في
قوله تعالى : (( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين )) . هنا حرم الله الزانية على المؤمن وهذا يدل على بقائها حية من بعد إقامة الحدعليها وهو مائة جلدة ، ولو كان الحد هو الرجم لما كانت قد بقيت من بعده على قيد الحياة؟وكل عقوبات العذاب المذكورة بعد هذه الآيات في شان الزوج والزوجة والإتيان بالشهود مقابل شهادة كلاهما على الآخر ورد الشهادة هي راجعة الى حد الجلد مائة جلدة المذكورة في أول سورة النور
لذلك بينت الآية التالية أنه إذا رأى رجلاً يزني بامرأته ولم يقدر على إثبات زناها بالشهود فإنه يحلف أربعة أيمان أنه رآها تزني وفي هذه الحالة يُقام عليها حد الزنا ، وإذا هي ردت أيمانه عليه بأن حلفت أربعة أيمان أنه من الكاذبين فلا يُقام عليها الحد لقوله تعالى : (( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربعة شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) . إذا" العذاب و درء العذاب هو ماذكر في بداية السورة وهي الجلد فالجلد هو العذاب المعني بالزوجة المحصنة التي شهد عليها زوجها بأربعة شهادات ,,,,
فأين الرجم ؟ إنتهى
6- قوله تعالى : (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون )) . هنا ذكر حد القذف ثمانين جلدة بعد ذكره حد الجلد مائة . يريد أن يقول : إن للفعل حد ولشاهد الزور حد وانتقاله من حد إلى حد يدل على كمال الحد الأول وتمامه ، وذكره الحد الخفيف الثمانون وعدم ذكر الحد الثقيل الرجم يدل على أن الرجم غير مشروع لأنه لو كان كذلك لكان أولى بالذكر في القرآن من حد القذف .
7- إن صح هذا الحديث ولو انا مقتنع تماما" أن الرسول صلوات الله عليه لم يفعل ذلك قط ولكن لنواصل معا" في بيان الاحاديث عن الرجم ففي هذا الحديث المروي عن ابن عمر يتضح ان الرجم لم يكن أمرا" ربانيا" بل هي شريعة يهودية لم يعرفه الرسول وأنه أخبر اليهود في كتاب التوراة عن عقوبة الزاني والزانية في شريعتهم ولقضية تمس المجتمع اليهودي في المدينة المنورة وهذا هو الحديث:
حَدَّثَنَا مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ جَاءَتْ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ فَقَالُوا نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ثُمَّ قَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَابَعْدَهَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَقَالُوا صَدَقَت يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ قَالَ مَالِك يَعْنِي يَحْنِي يُكِبُّ عَلَيْهَا حَتَّى تَقَعَ الْحِجَارَةُ.
نلاحظ من خلال هذه القصة أن الرسول لم يكن على علم بعقوبة الزنا، ولم يسأل اليهود عن هوية المرأة أو الرجل هل هما متزوجان أم لا. فكيف اكتشف الفقه أن عقوبة الجلد تعود على غير المحصن بينما عقوبة الرجم تعود على المحصن؟
8- في رواية قصة الغامدية المشهورة والتي وجد في موطأ الامام مالك وهي غير موجودة في كتاب البخاري بينما حفل بها كتاب مسلم حيث سميت في رواية ب" الغامدية" أي أنها من غامد، وقيل في رواية أخرى أنها من جهينة وإختلف العلماء في هذه الروايتين أهي من جهينة ام غامد فهو مضطرب من حيث معرفة من أين هي المرأة ؟فبرروا ان غامد هي بطن من بطون جهينة لكن كتاب (جمهرة انساب العرب لأبن حزم) تبين ان غامد من بطون الأزد ؟؟؟
نجد في القصة امرأة تعترف بالزنا وتريد من الرسول أن يطهرها في الدنيا - رغم أن فكرة الطهارة الدنيوية غير موجودة في الإسلام، وإنما يؤجل الإسلام العقاب إلى الآخرة، بينما فكرة الطهارة الدنيوية معروفة لدى المسيحية- فلما جاءت إلى النبي أمهلها أن تلد ابنها ثم ترضعه، فأمر بحفر حفرة لها الي صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمي به رأسها فتطايرت دماؤها علي وجه خالد فشتمها خالد ، فقال النبي " انها تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له " . نلاحظ هنا، أيضا، أن مصطلح "صاحب المكس"- وهو من يجمع الضرائب عند المنافذ التجارية أو بتعبير عصرنا هو رجل الجمارك - قد ورد في الانجيل مقترنا بالظلم " المكاسون " او
" العشارون ".؟؟ كما يظهر من القصة أن الرسول حاول تجنب إقامة الحد على هذه المرأة لولا إصرارها وهو ما يتناقض مع مايتناقله العلماء عن النبي أنه كان شديد الحرص على إقامة الحدود ((طبعا" حسب تعبيرهم هم )أو ليس هو القائل: "ألا إن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".هذا من حيث المتن أما من حيث السند، فالقصة تعتبر من خبر الآحاد ، حسب تعبير الفقهاء، أي أنها لم تكن متواترة عن الرسول، رغم أنها من المفروض أن تتواتر، لأن فعل الرجم شارك فيه جمع من الناس وشاهده جمع من الناس، فكيف يروي القصة واحد من الناس؟
9- ورد في كتاب البخاري هذه القضية عن قصص الرجم حيث (سئل عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم : أكان قبل سورة النور أو بعدها؟ ( يريد السائل بذلك أن تكون آية سورة النور منسوخة بحديث الرجم أو العكس ، أي أن الرجم منسوخ بالجلد ) فقال ابن أبي أوفى : لا أدري) ولكن ؟السؤال هو هل فعل الرسول ينسخ حكم القرآن حاشاه ,,ولذلك جاءوا بآيات منسوخة لفظيا" وأوردوا ان له حكمها باقي ؟ لكي يمرروا المسالة لأنه لولا ذلك لكان مخالفا" للقرآن الصريح ,,ومنهم من خالف الرجم بقولهم ان حكم الرجم كان قبل مجيء أيات سورة النور وأنه كان يحكم بشريعة اليهودفي قوله تعالى ( وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس ) والالف واللام في (الناس) للعموم وعلى انهم مكلفين بها في التشريعات غير الموحية بعد الى الرسول ولما جاءت آيات الحد بالجلد ألغيت ونسخت حد الرجم ولو سلمنا بهذا الامر يكون حد الرجم قد ألغيت تماما" ولاداعي للكلام عنها( ولو اننا نسلم الى كون الحادثة لم تكن قد حصلت أصلا" ) لكن فقط لإثبات إلغاء حد الرجم إن وجد ؟
10- أدعوا كل قاريء لهذه الأدلة ولم يقتنع ؟أن يتمعن في هذا الحديث الوارد في كتاب البخاري - باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه- "حدثني عبد القدوس بن محمد: حدثني عروة بن عاصم الكلابي: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علي، قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قام إليه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً، فأقم فيَّ كتاب الله، قال: (أليس قد صليت معنا). قال: نعم، قال: (فإن الله قد غفر لك ذنبك، أو قال: حدَّك)". أي أن الصلاة تغفر الذنب و تمحو عقوبة الرجم، وهذا ما يتناقض مع الأحاديث الاخرى
وأخـــــــيــــــــــرا" :
الرجم عقوبة جاهلية توارثها المسلمون من ثقافة جاهليةو عقائد توراتية وما كان لها بالقرآن صلة وهي عقيدة يهودية تسللت إلينا كما صرح به الشيخ محمد ابو زهرة وهكذا ورد في التوراة في سفر التثنية كحكم لعقوبة على الزاني والزانية
( 20-21- وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ
-22- إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ
-23- إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا-24-فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ ).
ملاحظة :
لقد ذكرت كلمة رجم خمسة مرات في كتاب الله عن شعوب سلفت نزول التحكيم الإسلامي وهو كالآتي:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }يس18
{وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ }الدخان20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق