إذا كان التبرك عبادة وشركا فلماذا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبرك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ماحكم التبرك؟
يستنكر بعض الناس التبرك ويحكمون بأنه كفر وشرك بالله تعالى ، فهم يفهمون التبرك على أنه عبادة للشخص المتبرك به ، والغريب هو أن هذا المفهوم يخالف مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون ببقايا وضوءه صلى الله عليه وسلم ، كما نقرأ في صحيح البخاري عن أبي جحيفة قال:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبةحمراء من أدم (جلد) ورأيت بلالاً أخذ وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبتدرونلوضوء فمن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه."
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبةحمراء من أدم (جلد) ورأيت بلالاً أخذ وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبتدرونلوضوء فمن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه."
بل وقسّم صلى الله عليه وسلم شعره على أصحابه وهم يتلقفونه كما في صحيح مسلم عن أنس قال:
"قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلموالحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل".
"قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلموالحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل".
وقصص تبرك الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، إلا أن المعارض يجيب بنقطتين:
فأولاً: القول بأن التبرك ما كان الصحابة يقصدون به النفع ، هو قول باطل ، فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (الجزء12
"والماء الذي توضابه النبي صلى الله عليه وسلمهوأيضاً ماءمبارك،صب منه على جابروهومريض،وكان الصحابة يتبركونبه."
"والماء الذي توضابه النبي صلى الله عليه وسلمهوأيضاً ماءمبارك،صب منه على جابروهومريض،وكان الصحابة يتبركونبه."
ثانياً: إن المخالف الذي يقول بأن التبرك مخصوص بحياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط وأن التبرك بعد مماته شرك إنما هو يكفر الصحابة وهو لا يدري ، ففي صحيحمسلم أن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر قالت لعبدالله بن كيسان:
"هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية . لها لبنة ديباج . وفرجيها مكفوفين بالديباج . فقالت : هذه كانت عند عائشة حتى قبضت . فلما قبضت قبضتها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها . فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها."
"هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية . لها لبنة ديباج . وفرجيها مكفوفين بالديباج . فقالت : هذه كانت عند عائشة حتى قبضت . فلما قبضت قبضتها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها . فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها."
ويعلق على هذا الحديث الإمام النووي (صاحب الكتاب الشهير رياض الصالحين) في شرحه على صحيح مسلم بقوله:
"وفي هذا الحديث دليلٌ على استحباب التبركبآثار الصالحين وثيابهم."
"وفي هذا الحديث دليلٌ على استحباب التبركبآثار الصالحين وثيابهم."
وهاهي أم المؤمنين أم سلمة تعالج الناس من العين والأمراض بماء يلامس شعرات النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين (البخاري ومسلم) عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال:
"أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضَبة. قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء."
"أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضَبة. قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء."
لقد كان التبرك بعد ممات النبي صلى الله عليه وسلم من عادة الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يتمسحون ويتبركون بكل ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ففي طبقات ابن سعد عن يزيد بن عبدالله بن قسيط:
"كان أصحاب رسول الله إذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون".
وكان ابن عمر رضي الله عنه يضع يده على مقعد منبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يضعها على وجهه ، كما ذكره ابن سعد في طبقاته عن عبدالرحمن بن عبدالقادر.
"كان أصحاب رسول الله إذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون".
وكان ابن عمر رضي الله عنه يضع يده على مقعد منبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يضعها على وجهه ، كما ذكره ابن سعد في طبقاته عن عبدالرحمن بن عبدالقادر.
ولم يكن هذا التبرك مخصوصاً بالصحابة فقط وإنما لكل مسلم ، قال ابن تيميّة في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (الجزء 1،صفحة 367):
"فقدرخصأحمد [ابن حنبل]وغيره في التمسح بالمنبر والرمانة التي هي موضعمقعد النبي صلى الله عليه وسلم ويده."
"فقدرخصأحمد [ابن حنبل]وغيره في التمسح بالمنبر والرمانة التي هي موضعمقعد النبي صلى الله عليه وسلم ويده."
وسيف الله المسلول خالد بن الوليد كان يفتخر بحفظه لشعرات النبي صلى الله عليه وسلم في مقدمة خوذته والتي بها كان ينتصر في المعارك ، فقد روى الحافظ ابن حجر في المطالب العالية عنخالد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال:
"اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعمرة اعتمرها فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوةفما وجهت في وجه إلا فُتح لي." وفي رواية: "فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت النصر."
"اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعمرة اعتمرها فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوةفما وجهت في وجه إلا فُتح لي." وفي رواية: "فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت النصر."
وحينما جاء التابعون كانوا على قدم صدق في اتباع الصحابة رضوان الله عليهم ، فكانوا يتبركون بالصحابة وأماكن ملامستهم للنبي صلى الله عليه وسلم بل ويقبلون الأعين التي رأت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد روى أبو يعلى (وأخرجه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2/111)) عن ثابت البناني قال:
"كنت إذا أتيت أنسًا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديهفأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مسّتا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم."
"كنت إذا أتيت أنسًا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديهفأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مسّتا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم."
ويستدل الإمام الحافظ الذهبي - وهو أحد تلامذة الشيخ ابن تيمية – بهذه القصة على جواز التبرك بأي شيء يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان تراب قبره صلى الله عليه وسلم ، فقد قال في معجم شيوخه (في ترجمة شيخه أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد أبو العباس القزويني الطاوسي):
"وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأساً ،رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد . فإنقيل : فهل فعل ذلك الصحابة؟؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً، وتملوا به وقبلوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوءه ، واقتسموا شعره المطهر يومالحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ، ونحن لمالم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل ، والاستلاموالتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها علىوجهه ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ هو مأمور بأن يحب اللهورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها . . ."
"وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأساً ،رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد . فإنقيل : فهل فعل ذلك الصحابة؟؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً، وتملوا به وقبلوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوءه ، واقتسموا شعره المطهر يومالحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ، ونحن لمالم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل ، والاستلاموالتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها علىوجهه ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ هو مأمور بأن يحب اللهورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها . . ."
نعم لقد كان التبرك بكل ما اتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند التابعين أحب إليهم من الدنيا ومافيها ، ففي صحيح البخاري عن ابن سيرين قال:
"قلت لعبيدة [السليماني – هو أحد كبار التابعين-] عندنا من شعر النبيصلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبل أنس أو من قِبل أهل أنس فقال: لأن تكون عنديشعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها."
"قلت لعبيدة [السليماني – هو أحد كبار التابعين-] عندنا من شعر النبيصلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبل أنس أو من قِبل أهل أنس فقال: لأن تكون عنديشعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها."
وقد كان إمام السنة أحمد بن حنبل وغيره من السلف الصالح من شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كان كل همهم التبرك بكل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويستنفعون ويتداوون به ، فقد ذكر الإمام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (11 / 212) مانصه بأن عبد الله بن
"رأيت أبي –أي أحمد بن حنبل- يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها علىفيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي بهورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيتهيشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه ".
"رأيت أبي –أي أحمد بن حنبل- يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها علىفيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي بهورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيتهيشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه ".
ثم يعلق الإمام الذهبي على هذا الكلام متهماً أولئك الذين ينكرون التبرك بأنهم متنطعة وخوارج ومبتدعة ، حيث يقول:
"قلت:أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمنيلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: ((لا أرىبذلك بأسا)) ، أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ."
"قلت:أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمنيلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: ((لا أرىبذلك بأسا)) ، أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ."
بل إن التبرك ليس مخصوصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما بكل مسلم صالح ، فالنبي صلى الله عليه وسلم نفسه الذي هو كله بركة كان يتبرك بما لامسته أيدي الصحابة ، فقد روى الطبراني في الأوسط -وذكره الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (5/154) برقم ( 2118) وحسّنه- عن ابن عمر أنه قال:
"قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّرأحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفيةالسمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماءفيشربه , يرجو بركة أيدي المسلمين".
"قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّرأحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفيةالسمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماءفيشربه , يرجو بركة أيدي المسلمين".
ولذلك فقد كان السلف يتبركون ببعضهم البعض ، فقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/170) أن الإمام أحمد بن حنبل أعطى قميصه للربيع بن سلمان ، فقال الإمام الشافعي للربيع يطلب قميص أحمد بن حنبل ليتبرك به:
"ليس نفجعك به ولكن بلّه وادفع إليّ الماء لأتبرك به." وفي رواية لابن الجوزي في مناقب أحمد بن حنبل ص 456 بأن الإمام الشافعي قال: "لا نبتاعه منك ولا نستهديه ، ولكن اغسله وجئنا بمائه ، قال: فغسلته ، فحملت ماءه إليه فتركته في قنينة ، وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبركاً بأحمد بن حنبل."
"ليس نفجعك به ولكن بلّه وادفع إليّ الماء لأتبرك به." وفي رواية لابن الجوزي في مناقب أحمد بن حنبل ص 456 بأن الإمام الشافعي قال: "لا نبتاعه منك ولا نستهديه ، ولكن اغسله وجئنا بمائه ، قال: فغسلته ، فحملت ماءه إليه فتركته في قنينة ، وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبركاً بأحمد بن حنبل."
وقد قال الإمام النووي في شرحه على حديث تبرك الصحابة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم (وذلك في شرحه على صحيح مسلم 14/44):
"ففيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم."
"ففيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم."
وقد بَوّبَ الحافظ ابن حبان في صحيحه باباً بعنوان:
"باب ذِكْر ما يُستحبُّ للمِرء التَّبركُ بالصالحينَ وأشباهِهم"
"باب ذِكْر ما يُستحبُّ للمِرء التَّبركُ بالصالحينَ وأشباهِهم"
إن المنكر للتبرك إنما هو يظن بأن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره إنما هي عبادة لهم وغلو فيهم ، ولم يفرق هذا بين مجرد التبرك والعبادة ، فلو كان التبرك عبادة لمنع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من التبرك ولما شجعهم على ذلك ، ومن يظن بأن مجرد التبرك أو التشفي عبادة فإنه يطعن في إيمان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل ويطعن في صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ، فالعبادة هي الاعتقاد بألوهية من تعبده ، وأما التبرك فإنه مجرد طلب النفع مع الاستشعار والاعتقاد بأن المعطي والمانح في الحقيقة هو الله تعالى ، وهذا مثله مثل شخص يذهب إلى الطبيب ليشفى من المرض ، فإن المريض إنما يكون اعتقاده بأن الطبيب نفعه إنما هو من الله في الحقيقة ، وأما إذا اعتقد المريض الشفاء من الطبيب على وجه الحقيقة فإنه بذلك أشرك ، وهذا بالضبط هو مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم و صحابته ومن تبعهم في التبرك ، مثله مثل الاستشفاء بالطبيب أو الدواء والتي كلها مخلوقات ، فمن أنكر النفع والضر من المخلوق (فكلنا مخلوقات ننفع بعضنا بعضاً بإذن الله) فإنما هو مبتدع مخالف لمنهج السلف ، وما أقول هنا إلا ما قاله الإمام الذهبي: أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج و من البدع ، آمين.
وصلى الله على حبيبنا وسيدنا وشفيعنا محمد وآله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق