الخميس، 10 مايو 2018

ظاهرة الصلاة على الكراسي

ظاهرة الصلاة على الكراسي
بسم الله الرح
مان الرحيم
موضة الصلاة على الكراسي أو ظاهرة الكراسي المسجدية
إن استفحال الظاهرة وانتشارها بكثرة جعلنا نطرح الأسئلة التالية :
هل المرض والعجز أمر حديث لم نعرفه إلا في السنوات اﻷخيرة ؟!!!
ام أن الكراسي لم تكن معروفة ولا موجودة إلا في هاته السنوات ؟!!!
إن من المجمع عليه لدى الفقهاء أن للصلاة أركانا لابد من اﻹتيان بها وأن اﻹخلال بأي ركن منها عمدا مع القدرة على القيام به يؤدي إلى فساد الصلاة وبطلانها
والعاجز عن أداء ركن من أركان الصلاة يسقط عنه ذلك الركن إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
إنما لا نجد من الفقهاء من يقول بأن من عجز عن القيام بركن تسقط عنه بقية اﻷركان
#وفي هذا الموضوع 'موضوع الصلاة على الكراسي ' تجدر اﻹشارة إلى أن :
- القيام لتكبيرة اﻹحرام وللفاتحة فرض
- الركوع والرفع منه كلاهما فرض
- السجود والرفع منه ايضا من الفرائض
- الجلوس بين السجدتين والجلوس للسلام
من فرائض الصلاة
وبناء على هذا فإن من يصلي على الكرسي عليه أن يحدد الفرض الذي هو عاجز عن أدائه وليعلم أنه مطالب باﻹتيان باﻷركان اﻷخرى
فالذي يعجز عن القيام فقط مطالب بالركوع والسجود والجلوس
والذي يعجز عن السجود يسقط عنه السجود فقط لا غير
#أمر ثاني تجدر الإشارة إليه وهو :
- إن رفع الحرج ودفع المشقَّة قاعدة شرعية وأصل قطعي من أصول شريعتنا السمحاء،
" فالمشقَّة كما هو معلوم تجلب التيسير، "
ولكن ليس كل مشقَّة أو عذر يسقط به الركن في الصلاة، فضابط هذا الأمر أن يلحق المصلي عند الإتيان به مشقَّة شديدة أو زيادة في المرض،
فالذي يصلي جالسا على الكرسي إذا كان قادرًا على القيام دون مشقَّةٍ كثيرةٍ لا تصح صلاته لفوات ركنٍ منها
وقد أجمع أهل العلم أنَّ من صلى الفريضة جالساً وهو قادر على القيام فصلاته باطلة، لقوله تعالى : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
#أمر آخر ينبغي التنبه له :
- إن الله تعبدنا بالصلاة على الهيئة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حال الصحة وفي حال العجز
والثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى على الهيئة التي نقلها لنا عنه الصحابة رضوان الله عليهم وهي التي دونها الفقهاء والعلماء في بطون الكتب
وتلك الهيئة (اﻷصلية )لا يجوز العدول عنها إلا في حالة الاضطرار أو العجز والمرض
- كما أن للمرض هيئة خاصة ايضا نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما أقعده المرض ولم يستطع القيام لم يطلب كرسيا أو مرتفعا وإنما صلى من جلوس فلماذا نعدل عن الهيئة التي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام إلى هيئة الصلاة على الكراسي التي لم ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى على الكرسي ولا مرة واحدة وهو الذي قال :" صلوا كما رأيتموني أصلي "
خصوصا أن القرآن الكريم نص على ذلك يقول سبحانه وتعالى : " فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم "
- يجب العلم بأن حالات أداء الصلاة المنصوص عليها هي تلك الحالات التي نصت عليها الآية السالفة الذكر وهي قوله تعالى : " فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم "
وزادها توكيدا وتوضيحا الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري « صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك »
هذه هي الحالات الثلاث التي نص عليها الحديث وليس فيه (الصلاة على الكرسي), وهنا نسأل المجيزين لها على الوضعية المذكورة أي (على الكرسي): ترى هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام عاجزاً أو غافلاً عن النطق (بالصلاة على الكرسي) إذا لم يستطع المصلي أداءها قائماً؟
هل ورد في أقوال الصحابة أو أفعالهم أو التابعين ومن جاء بعدهم مروراً بالفقهاء الأعلام والأئمة المجتهدين العظام وإلى ما قبل ظهور هذه الموضة نص أو قول أو فعل يفيد جواز الصلاة (على الكرسي)
- لهذا فإن القعود على الارض بالنسبة للعاجز عن القيام اولى من الكرسي لعدة اعتبارات منها :
- انه المنصوص عليه في الذكر الحكيم " فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم "
- انه الثابت في السنة النبوية لقوله عليه الصلاة والسلام : « صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك » رواه البخاري .
- لأن القعود هو ما ثبت فعله من النبي عليه الصلاة والسلام حين مرضه ولا تصح مخالفته لما ورد في الحديث " صلوا كما رأيتموني أصلي "
- ان المصلي يتمكن من اﻹتيان ببقية اﻷركان بخلاف لو صلى على الكرسي
حيث أن الكرسي يمنعه من السجود مع قدرته عليه لو صلى جالسا
فلهذه الاعتبارات وغيرها لا يجوز العدول عن هيئة الصلاة المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والثابتة عنه في حالتي الصحة والمرض
اللهم إلا لمن لا يستطيع الجلوس على الارض بسبب مرض يمنعه من الجلوس فهذا حالة استثنائية يطالبه الشرع بأن يصلي بالكيفية التي يقدر عليها والهيئة التي يستطيعها
والله أعلى وأعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق