اختلف المأرخون في موضوع أصل الماسونية وتأسيسها، فمنهم من يرجعها إلى زمن بناء هيكل النبي سليمان، ومنهم من يردها إلى "فرسان الهيكل" الذين شاركوا في حروب الصليبيين، وهناك الكثير من الآراء، لكن الأكثر صوابا هو أن تاريخ الماسونية يعود إلى زمن بناء هيكل سليمان حسب العديد من الكتب المتخصصة في هذا الموضوع.
تعتبر الماسونية منظمة سرية يهودية صهيونية، لكنها تتخذ من معتنقي المسيحية واجهة لها، حتى أن البعض يفكر بأن الماسونية هي منظمة مسيحية، لكن من يدير الماسونية هي عائلات يهودية صهيونية سيطرت على المال والذهب والإعلام والسياسة في العالم.
تسيطر الماسونية حاليا على العالم، فهي تدير الآلاف من زعماء ورؤساء وملوك العالم، ومن لم تستطع الماسونية إدارته مباشرة تقوم بإدراته عبر مسؤولين في نظامه وهم بدورهم يديرون الدول والأنظمة كما تشاء الماسونية، وكذلك هناك بعض الدولة الصغيرة والفقيرة، لم تشرف عليها الماسونية بشكل مباشر ولا عن طريق مسؤولين فيها، بل عن طريق دول وأنظمة أخرى تقوم بالسيطرة على قرار هذه الدول البسيطة لصالح الماسونية العالمية.
يعتقد البعض بأن الماسونية عبارة عن منظمة لها عقيدة وأخلاق محددة، لكنها ليست كذلك، فدينها وعقيدتها وهدفها هو السيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فهي تقبل اليهود والمسيحيين وحتى المسلمين والملحدين واللادينيين والنساء، والأهم عند هذه المنظمة هو كيفية السيطرة على العالم من خلال كل هؤلاء.
واجهت الماسونية منذ نشأتها العديد من العقبات في السيطرة على العالم، وقد كانت "الإمبراطورية العثمانية" هي آخر القلاع التي صمدت في وجه الماسونية، وقد عملت هذه المنظمة بكل جد وتعب وقدمت الكثير من المال والرجال من أجل إسقاط الدولة العثمانية، وبالفعل أسقطتها بعد جهود مضنية بعد أن ذاقت الماسونية العلقم في 1922م.
بعد سقوط الدولة العثمانية خلت الساحة للمنظمة الماسونية، فاحتلت معظم بقاع الأرض عبر الأنظمة التي تديرها، ووصل نفوذ هذه المنظمة إلى كل بقاع الأرض، وأي دولة أو ملك أو رئيس يرفض الرضوخ لآيادي هذه المنظمة يتم خلعه أو الثورة عليه وإسقاطه أو قتله أو محاربته كما حصل سابقا مع "روسيا" التي حاولت أن تخرج قليلا عن تعليمات البيت الماسوني، ليسقط الاتحاد السوفيتي سقوطا مروعا رغم قوته، فقد كانت الماسونية إلى جانب أمريكا وحلفائها.
امتد النفوذ والتوسع الماسوني من مشارق الأرض إلى مغاربها، ولم تكن توجد أي فكرة لمواجهة هذا المد، أو منافسته والسعي لما يسعى إليه هذا الامتداد.
في مارس 1928م تأسست حركة الإخوان المسلمين، ولم يأبه أحد لهذه الحركة في البداية، كونها مثل باقي الحركات الدينية والإسلامية التي تبتعد عن الممارسة السياسية والسعي للوصول إلى سدة الحكم، لكن هذه الحركة كانت أكثر شمولية بمعنى انها تشمل كل المجالات الدينية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية.
شارك الإخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948م وعادوا منتصرين، وقد انظم إليهم آلاف المصريين تتويجا لانتصاراتهم وإعجابا بأفكارهم المعتدلة ونظرتهم الواعية للدين الإسلامي، لكن ذلك أزعج الملك فاروق في مصر وبدأ يفكر في احتمالية ازدياد عدد أفراد هذه الجماعة وسطوتها على الدولة رغم أن ولاءها كان مطلقا للملك، ليتم حل الجماعة فور عودة أفرادها منتصرين من فلسطين في نفس العام من خلال إعلان حلها على لسان رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمي النقراشي، وقد تم اعتقال الإخوان الذين انتصروا في حرب فلسطين، وقد وثقت كتب التاريخ بأن جواسيس يتبعون الموساد في مصر هم من حرضوا على الإخوان للانتقام منهم وأقنعوا الملك ورئيس حكومته بأن الشعب سيلتف حول الإخوان وسيطيحون به وبحكومته.
عادت حركة الإخوان المسلمين في مصر لممارسة عملها بعد سنوات وأسست لها فروع في معظم الدول العربية والإسلامية وانتشر صيتها، لتشارك وبقوة في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار والمشاركة في الثورة ضد الملكية في مصر، حيث كان العقيد "جمال عبدالناصر" أحد أهم أعضاء التنظيم، ليستولي على الحكم بعد مضايقته للرئيس المصري محمد نجيب وتقديم استقالته.
توسعت جماعة الإخوان وظل الرئيس "جمال عبدالناصر" يحاربها بشراسة وقد قتل أكثر من 350 من أعضائها تحت التعذيب خلال فترة وجيزة، إلى جانب تنفيذ الإعدامات في حق قيادات إخوانية مهمة من بينها المفكر سيد قطب الشاذلي، لتصبح حركة الإخوان المسلمين حديث العالم العربي والإسلامي.
بعد اغتيال مؤسس الجماعة وتطور رؤيتها، شاركت الحركة في الحياة السياسية وقد لاقت ترحبيا شعبيا وجماهيريا كبيرا في الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي استدعى تركيز الماسونيين على هذه الجماعة وسرعة انتشارها ووصولها إلى سدة الحكم في بعض الدول، لتشعر الماسونية بخطر هذه الجماعة، وتبدأ بمحاربتها.
في فبراير 1982م شن الرئيس السوري آنذاك "حافظ الأسد" مجزرة تاريخية على "الإخوان المسلمين" في مدينة "حماة" السورية، حيث قتل ما يقارب 40 ألف مواطن وتهدم بسبب المجزرة أكثر من 88 مسجدا، حسب تقارير المرصد السوري، وذلك بعد أن توسعت جماعة "الإخوان المسلمين" وأصبحت أقوى معارض سياسي يقف أمام حزب البعث التابع للأسد، وقد تم تنفيذ المجزرة بتحريض من المخابرات الخارجية التي تديرها الماسونية والتي من شأنها أقنعت الأسد على تنفيذ المجزرة بحجة أن الإخوان سينفذون انقلابا عليه وسيستولون على الحكم.
تتحدث كذلك بعض المراجع عن قيام الملك السعودي عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بتنفيذ مجزرة ضد الإخوان في مارس 1929م في مملكته تحت مبرر مخالفة أوامره والهجوم على قبائل عراقية، فقد كان الملك ينصت كثيرا للمد الوهابي الذي شارك في تأسيس المملكة بقيادة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
في عام 1992م فاز الإخوان المسلمين في الانتخابات في الجزائر، لكن ذلك أزعج الماسونيين كثيرا، فدفعوا بأياديهم هناك لتحريض الجيش الجزائري لإلغاء النتائج وتنفيذ حملات اعتقالات وقتل بحق أفراد وأعضاء الإخوان المسلمين وارتكاب المجازر واتهام الإخوان بارتكابها.
في فبراير 1997م نفذ الجيش التركي انقلابا على "الإخوان المسلمين" بعد فوزهم في الانتخابات بقيادة "نجم الدين أربكان"، وتم حل حزبهم "الرفاة"، وقد ذكر قادة أتراك بأن عملية الانقلاب نظمتها "باتي كاليسما جروبو" (جماعة دراسة الغرب)، وهي جماعة سرية كانت داخل الجيش، لها ارتباط كبير بالمنظمة الماسونية.
حاربت الماسونية الإخوان بشكل شرس، ففي عام 2002م تقريبا أعلن الرئيس "علي عبدالله صالح" آن ذاك تخليه عن حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" من خلال إعلانه أمام لجنة حزبه الدائمة بأن حزب الإصلاح كان مجرد كرت وقد انتهى واحترق، ليقوم بعد ذلك بإغلاق "المعاهد العلمية" التي قام قادة من الإخوان بتأسيسها، وذلك بإيعاز شديد من دول غربية مقابل الاستمرار في دعم الرئيس صالح، فقد اتُهم الإخوان في اليمن بأنهم يقومون بتنشئة الطلاب في هذه المعاهد.
بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وتصدر الإخوان الواجهة بحكم جماهريتهم وتنظيمهم وعملهم السياسي والتنظيمي، جندت الماسونية دولا عربية لمحاربة هذا الربيع، خصوصا في الدول التي ينتهي فيها الأمر بإجراء انتخابات واتفاقات يصل من خلالها الإخوان إلى سدة الحكم.
تَعتبِر الماسونية الإخوان حركة ناجحة بشكل مذهل، وتعتبرها ندا لها وذلك من خلال اعتقاد الماسونية بأن الإخوان تنظيم سري يمارس نفس أساليب الماسونية القاضية بإدارة الأنظمة من خلف الستار، وإن لاحظتم فإن المظاهرات التي خرجت ضد الرئيس محمد مرسي كانت تردد : يسقط يسقط حكم المرشد، وللتأكد عودوا إلى الفيديوهات واسمعوا هذه العبارة، وهذه العبارة لم تأت من فراغ، فقط أطلقها قادة لهم علاقة بأنظمة تتبع الماسونية، في إشارة إلى أن هناك من يدير الرئيس مرسي ونظامه من تحت الطاولة وهو مرشد الإخوان.
تعتقد الماسونية كذلك حسب دراسات أجرتها بأنه وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، استعادت العائلات العثمانية أنفاسها وبحثت عن حراك سياسي قوي فأسست حرجة الإخوان وجعلت الإمام الشهيد حسن البنا في الواجهة.
فاز الرئيس محمد مرسي في انتخابات مصر في مايو 2012م، لكن ذلك لم يعجب الماسونية، فجنَّ جنونها، خصوصا أن مصر قريبة من الجغرافية التي يحتلها الكيان الصهيوني، فحركت كل أياديها والأنظمة التي هي تحت إدارتها في الشرق الأوسط بقيادة السعودية في عهد الملك عبدالله ودولة الإمارات ليتم تنفيذ انقلاب عسكري ضد الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013م بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي الذي دعمته الإمارات والسعودية آنذاك.
بعد تصدُّر الإخوان في "ليبيا" أوعزت الماسونية للإمارات، لتقم بدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، ليواجه الإخوان عسكريا ويقضي عليهم.
في "تونس" حاربت الماسونية عن طريق الإمارات مرشح الإسلاميين والإخوان "منصف المرزوقي" ودعمت بشكل مهول "الباجي قائد السبسي" رغم يسارية المرزوقي، ليتصدر مرشح الإمارات والماسونية الواجهة في تونس.
أما في اليمن فقد حاولت الإمارات العربية المتحدة اليد الأطول للماسونية إعادة نظام الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" أو أحد أفراد أسرته، ولم تستطع، وما زالت إلى اليوم تعرقل المسار السياسي في اليمن وتحاول تجزئته واحتلال موانيه وجزره من خلال ادعائها بدعم الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" الذي يدعمه إخوان اليمن.
في 2014م ألقت قوات الأمن القبض على موظف تابع للهلال الأحمر الإماراتي وهو يتجسس عن أماكن إطلاق الصواريخ إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار سخطا على الإمارات التي تعمل لصالح الماسونية.
كانت الماسونية تعتمد اعتمادا كليا على النظام السعودي السابق، لكنها سحبت البساط على السعودية وذلك بعد ممارسة الملك سلمان بعض الأساليب التي أزعجت الماسونيين، خصوصا بعد استقبال قادة الإخوان المسلمين في المملكة _ بعد أن كانت محرمة عليهم_ أبرزهم "خالد مشغل" و"القرضاوي" و"الغنوشي" وكذلك عدم الاهتمام بالأمريكان والاقتراب من "تركيا" العدو الألد للماسونيين والسمَّ الزعاف، لتقم الماسونية بتسليم الراية للإمارات الأكثر إخلاصا لها بدلا عن السعودية.
فحاليا تحاول الماسونية بكافة الأساليب والطرق والممارسات المختلفة إسقاط النظام التركي الحالي لاعتقادها بأنه نظام إخواني بحت، خصوصا بعد دفاع النظام التركي عن غزة ومهاجمته لإسرائيل وأيادي الماسونية في العالم، فتارة يتم تسليط الأكراد وتارة داعش وتارة العلمانيين وتارة أخرى جماعة الخدمة التابعة لفتح الله كولن التي حاولت تنفيذ انقلابا عسكريا في يوليو 2016م وفشلت، وما زالت الماسونية إلى اليوم تحاول إسقاط النظام التركي لاعتقادها بأنه الداعم والعمود الفقري للإخوان، وقد وجهت الماسونية ضربة اقتصادية لتركيا في العام المنصرم، وقد تسبب ذلك في هبوط الليرة التركية مقابل الدولار من خلال رجال المال التابعين للماسونية، فالماسونية تسيطر على المال ورجاله في العالم.
لم تستطع الماسونية جر تركيا الإسلامية إلى أي مستنقع، فتركيا سمها القاتل، لأنها تمارس السياسة الدولية وتترأس الدفاع عن المسلمين والمظلومين في العالم.
لم تستطع الماسونية جر تركيا الإسلامية إلى أي مستنقع، فتركيا سمها القاتل، لأنها تمارس السياسة الدولية وتترأس الدفاع عن المسلمين والمظلومين في العالم.
إذا الماسونية تدرك أكثر من غيرها بأن الإخوان هم من سيتسبب بخلاص الأمة منها إذا استمروا بنفس الوتيرة، وبالتالي فهي تشن حربا شعواء عليهم في العالم وتريد أن تظهرهم على أنهم إرهابيين، لكنهم أثبتوا عكس ذلك، أثبتوا بأنهم نظاميين ومدنيين وأن أيادي الماسونية هم الإرهابيين والدليل ما حصل في رابعة العدوية وميدان النهضة في مصر، فرجل الماسونية والإمارات عبدالفتاح السيسي هو من أحرق المواطنين وقتلهم ولم يحرقهم مرسي الإخواني، بل سمح لهم بالتظاهر ضده دون أن يطلق رصاصة واحدة، وكذلك الدليل الآخر هو أن الإخوان إن كانوا جماعة إرهابية تكفيرية متشددة تقدس الأشخاص فإنهم كانوا سيمارسون كل أنواع الإجرام والإرهاب أثناء اعتقال مرشد الجماعة، وإسقاط نظام حكمهم في مصر، فالواقع أثبت للعالم نزاهة وقوة هذه الحركة وقدرتها على الاستمرار في طموحها المشروع.
سيخطر على بال البعض، كيف للماسونية أن تستمر منذ آلاف السنين وقد تغيرت أنظمة وأتت أخرى وتغيرت الشخصيات، لكن السر وراء ذلك هو أن من يدير الماسونية هي عائلات تتحكم باقتصاد العالم كعائلة روثتشيلد (Rothschild family) و عائلة بروس(Clan Bruce) وبيت مديتشي (House of Medici)، وعشرات العائلات التي تتحكم سرا بالعالم، ولها نظام سري للغاية، وهذه الأسر أو العائلات تتناوب في إدارة الماسونية حسب دساتير وأنظمة معينة، فهناك أنظمة وأساليب خطيرة جدا تمارسها الماسونية فهي تعتمد على التنجيم والشعوذة، وحتى طريقة قتلهم لمن يخونهم أو يعارضهم ويشكل خطا عليهم مختلفة جدا ومرعبة.
فأنظمة العالم معظمها تديرها الماسونية، فترامب وأوباما وبوش وملكة بريطانيا وألمانيا وفرنسا...إلخ. . تديرهم الماسونية وتُخضعهم للتحقيق، وللتذكير فقد ارتكب الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" خطأ أزعج الماسونيين، فلفقوا له تهمة أخلاقية وأهانوه وأسقطوا شرفه.
وأخيرا فإن الصراع اليوم بين قطبين لا ثالث لهما، الإخوان والماسونية، فالإخوان هم القوة الوحيدة القادرين على إسقاط هذه المنظمة الخطيرة، وما يزعج هو أن الماسونيين يعلمون ذلك والمسلمون لا يستوعبون ذلك رغم الوقائع التي تحدث أمامهم.
فالصراع اليوم بين حق وباطل، بين العدالة والظلم، بين الرقي والتطرف، فلا إشتراكية ولا رأسمالية ولا علمانية ولا غيرها تدير العالم بنفسها، بل توجد ماسونية ويوجد إخوان يصارعوها، فلنختر المكان المناسب لأنفسنا ونضالنا، واليوم الماسونية هي من تحارب الإسلاميين مهما اختلفت مسمياتها في الواقع، ولذا لنحدد مكاننا إما ماسونية وإما أحرارا نناضل من أجل دين الإسلام العادل وأوطاننا الحرة فقط.
أستوعب عبئ ذلك، لكن وجب علينا التنبيه للعالم عن الحقائق المخفيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق