هل تعد السلفية سببا في انهيار العالم الإسلامي؟!
إن ما تعيشه الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر من ضعف وهزيمة سواء على المستوى النفسي أو السياسي أو الاقتصادي، إضافة إلى الحروب والصراعات الداخلية والخارجية نجد السبب في ذلك مجموعة من الخلفيات السياسية والأيديولوجية، كما نجد أصابع الاتهام تشير إلى مجموعة من الحركات الإصلاحية الإسلامية والحركات غير الإسلامية، وأن هذا التقهقر الذي تعيشه الأمة الإسلامية، يرجعه الكثيرون إلى حركة إصلاحية عرفت انتشارا واسعا في الدول العربية وخصوصا في الشرق الأوسط "السعودية" التي ظهرت فيها خلال القرن الثالث عشر هجرية وتعرف بالسلفية. وهنا نجد سؤال يطرح نفسه: هل السلفية لها دورا في الضعف الذي تعيشه الأمة الإسلامية؟
ظهر مصطلح السلف في العصور التي تلت النبي صلى الله عليه وسلم ككلمة تَدلّ على السلف الصالح رضي الله عنهم، أما مفهوم السلفية فقد ظهر في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تنتسب إليه السلفية أو "الوهابية"، وأُطلق عليها لاحقاً الحركة "الوهابية" التي تعتمد على إصلاح مفهوم التوحيد لدى المسلمين، ويرجع سبب ظهورها إلى التحالف التاريخي ما بين محمد بن عبد الوهاب بصفته رمزا دينيا مع عائلة آل سعود باعتبارها رمزا سياسيا، وكان تحالفهم ضد الخلافة العثمانية التي كانت حاكمة آنذاك، واستمر انتشار هذه الحركة إلى عصرنا الحالي، فالسلفية لا يقصد بها في أغلب الاستعمال الاصطلاحي المعاصر غير الجماعة "الوهابية" التي تريد أن تحتكر مصطلح السلفية لصالحها وتحصره بصفة خاصة في ثالوث تاريخي مرحلي يمثله "ابن تيمية" و"ابن قيم الجوزية" و"محمد بن عبد الوهاب"، وهنا اختلفت الآراء بين مؤيد لها ومعارض؟
ظهر مصطلح السلف في العصور التي تلت النبي صلى الله عليه وسلم ككلمة تَدلّ على السلف الصالح رضي الله عنهم، أما مفهوم السلفية فقد ظهر في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تنتسب إليه السلفية أو "الوهابية"، وأُطلق عليها لاحقاً الحركة "الوهابية" التي تعتمد على إصلاح مفهوم التوحيد لدى المسلمين، ويرجع سبب ظهورها إلى التحالف التاريخي ما بين محمد بن عبد الوهاب بصفته رمزا دينيا مع عائلة آل سعود باعتبارها رمزا سياسيا، وكان تحالفهم ضد الخلافة العثمانية التي كانت حاكمة آنذاك، واستمر انتشار هذه الحركة إلى عصرنا الحالي، فالسلفية لا يقصد بها في أغلب الاستعمال الاصطلاحي المعاصر غير الجماعة "الوهابية" التي تريد أن تحتكر مصطلح السلفية لصالحها وتحصره بصفة خاصة في ثالوث تاريخي مرحلي يمثله "ابن تيمية" و"ابن قيم الجوزية" و"محمد بن عبد الوهاب"، وهنا اختلفت الآراء بين مؤيد لها ومعارض؟
السلفية ليست مذهبا فكريا في حد ذاتها كي يلتزم الناس بها، ولا تدور في فلك معرفي نسقى محدد، وإنما هي طريقة أو منهج للتفكير من الوراء، يمكن تسميته بالمنهج الارتجاعي |
إن المؤيدين للحركة السلفية يعتمدون في حركتهم على مجموعة من الفتوى التي يفتي بها العلماء الذين يعتبرونهم مرجعا دينيا أساسيا في هذه الحركة، ويلعب رجال الدين السلفيون دورا مهما في هذه الحركة الإصلاحية التي لها دورا هام في إصلاح هذه الأمة وتوعية أفراد مجتمعها، وإخراج الناس من الشرك إلى التوحيد الخالص كما أنها جاءت لتصفية الإسلام وتنقيته من البدع والخرافات، وإتباع منهج الكتاب والسنة في الإصلاح، ومنهج السلف الصالح في العلم والعمل، ومن أبرز ما عُرفت به نبذ التعصّب المذهبي وتصحيح التوحيد الخالص لله -سبحانه وتعالى- على منهج السنّة الصحيحة، وتطهير الاعتقاد وتنقيته، ونبذ جميع البدع والخرافات، وجَعلت ذلك كله شرطاً من شروط عودة الخلافة الإسلامية، والنّهوض بالأمة الإسلامية.
إلا أن المعارضين يرون خلاف ذلك، فيرون أن الإنسان لا يمكن أن تختصر إرادته في دين أو مذهب أو طائفة أو عرق، إلا أن السلفيون يرون أنه لا يمكن للمسلمين أن يكونوا أمة صالحة إلا إذا اتبعوا وفعلوا حرفيا ما فعله أجدادهم قبل مئات القرون، ولا يزالون يرون أن الإنسان لا يمكن أن يصبح صالحا من تلقاء نفسه وبإرادته، إن السلفيين لا يرون المسلم كائن عاقل حر الإرادة، والذي غاب عنهم أن إجبار الناس على التقليد يولد النفاق وهذا ما تسبب في إبراز مسلمين منافقين بامتياز، إن هذه العقلية المتزمتة والمهترئة هي التي شكلت فيما بعد عقلية "السمع والطاعة العمياء"، فهذه السلفية هي سبب في بلايا الأمة الإسلامية فجعلتها في أحط مرتبة بين الأمم "أمة ضحكت من جهلها الأمم"، فمثلا في السعودية التي تعتبر منبع هذا الفكر قد شهدت في الآونة الأخيرة تناقضات لأبرز علماء السلفية، فيحرمون ثارة ويحللون ثارة أخرى وهذا ما أثر حفيظة كثير من المسلمين أي بمعنى أخر يتبعون هوى الحاكم لا أقل ولا أكثر، كما أن الإعتقالات شلمت كل من قال "لا" في وجه "نعم" من العلماء السلفيين "المعتدلين" الذين انتقدوا السياسة السعودية، وهذا ما جعلها من أكبر الدول استبدادا في العالم، إضافة إلى تشدد علماء السلفية في إصدار الأحكام فيكفرون ويبدعون ويفسقون، كل من خالفهم ولوا في أمور بسيطة، ومسألة التكفير منتشرة عندهم و في هذا الصدد نذكر كلام "أبي حنيفة" الأعظم ويقول "ولا نكفر مسلما بذنب من الذنوب وإن كانت كبيرة إذا لم يستحلها ولا نزيل عنه اسم الإيمان ونسميه مؤمنا حقيقة، ويجوز أن يكون مؤمنا فاسقا غير كافر".
إن من يريد الصلاح والإصلاح للمسلمين يجب أن يهتم أولا بإصلاح النفس والذات وتربية الضمير والعقل... وبما أن هذا لم يجد طريقا عند الفكر السلفي فلا ضير عندهم أن هذا الفكر قد تصبح فيه النفس الفاسدة والعقل الجاهل سببا في تزيف الأحكام الدينية والنصوص القرآنية ويتم تبرير الخطأ الفادح، فيضيع الدين في دوامة التعبير ومتاهة الألفاظ التي أكل عليها الدهر وشرب، فالسلفية كما هو واضح من منطوقها ليست مذهبا فكريا في حد ذاتها كي يلتزم الناس بها، ولا تدور في فلك معرفي نسقى محدد، له خارطة طريق علمية، وإنما هي طريقة أو منهج للتفكير من الوراء، يمكن تسميته بالمنهج الارتجاعي أو الارتدادي.
وفي الختام ومقارنة بين الآراء الواردة بين المؤيدين والمعارضين للفكر "السلفي" تبين أن الفكر السلفي له أثر كبير في انهيار العالم الإسلامي، وذلك بسبب تشدد علمائهم في تجميد العقل البشري المسلم إضافة إلى كونهم أداة سياسية يستخدمها الحكام لسيطرة على الشعوب بالقوة، ناهيك عن كونها سببا في النفور وإثارة الفرقة ونبذ الوحدة في صفوف المسلمين.
إلا أن المعارضين يرون خلاف ذلك، فيرون أن الإنسان لا يمكن أن تختصر إرادته في دين أو مذهب أو طائفة أو عرق، إلا أن السلفيون يرون أنه لا يمكن للمسلمين أن يكونوا أمة صالحة إلا إذا اتبعوا وفعلوا حرفيا ما فعله أجدادهم قبل مئات القرون، ولا يزالون يرون أن الإنسان لا يمكن أن يصبح صالحا من تلقاء نفسه وبإرادته، إن السلفيين لا يرون المسلم كائن عاقل حر الإرادة، والذي غاب عنهم أن إجبار الناس على التقليد يولد النفاق وهذا ما تسبب في إبراز مسلمين منافقين بامتياز، إن هذه العقلية المتزمتة والمهترئة هي التي شكلت فيما بعد عقلية "السمع والطاعة العمياء"، فهذه السلفية هي سبب في بلايا الأمة الإسلامية فجعلتها في أحط مرتبة بين الأمم "أمة ضحكت من جهلها الأمم"، فمثلا في السعودية التي تعتبر منبع هذا الفكر قد شهدت في الآونة الأخيرة تناقضات لأبرز علماء السلفية، فيحرمون ثارة ويحللون ثارة أخرى وهذا ما أثر حفيظة كثير من المسلمين أي بمعنى أخر يتبعون هوى الحاكم لا أقل ولا أكثر، كما أن الإعتقالات شلمت كل من قال "لا" في وجه "نعم" من العلماء السلفيين "المعتدلين" الذين انتقدوا السياسة السعودية، وهذا ما جعلها من أكبر الدول استبدادا في العالم، إضافة إلى تشدد علماء السلفية في إصدار الأحكام فيكفرون ويبدعون ويفسقون، كل من خالفهم ولوا في أمور بسيطة، ومسألة التكفير منتشرة عندهم و في هذا الصدد نذكر كلام "أبي حنيفة" الأعظم ويقول "ولا نكفر مسلما بذنب من الذنوب وإن كانت كبيرة إذا لم يستحلها ولا نزيل عنه اسم الإيمان ونسميه مؤمنا حقيقة، ويجوز أن يكون مؤمنا فاسقا غير كافر".
إن من يريد الصلاح والإصلاح للمسلمين يجب أن يهتم أولا بإصلاح النفس والذات وتربية الضمير والعقل... وبما أن هذا لم يجد طريقا عند الفكر السلفي فلا ضير عندهم أن هذا الفكر قد تصبح فيه النفس الفاسدة والعقل الجاهل سببا في تزيف الأحكام الدينية والنصوص القرآنية ويتم تبرير الخطأ الفادح، فيضيع الدين في دوامة التعبير ومتاهة الألفاظ التي أكل عليها الدهر وشرب، فالسلفية كما هو واضح من منطوقها ليست مذهبا فكريا في حد ذاتها كي يلتزم الناس بها، ولا تدور في فلك معرفي نسقى محدد، له خارطة طريق علمية، وإنما هي طريقة أو منهج للتفكير من الوراء، يمكن تسميته بالمنهج الارتجاعي أو الارتدادي.
وفي الختام ومقارنة بين الآراء الواردة بين المؤيدين والمعارضين للفكر "السلفي" تبين أن الفكر السلفي له أثر كبير في انهيار العالم الإسلامي، وذلك بسبب تشدد علمائهم في تجميد العقل البشري المسلم إضافة إلى كونهم أداة سياسية يستخدمها الحكام لسيطرة على الشعوب بالقوة، ناهيك عن كونها سببا في النفور وإثارة الفرقة ونبذ الوحدة في صفوف المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق