السبت، 6 يوليو 2019

الجهر بالفاحشة شجاعة أم استهتار!

الجهر بالفاحشة
شجاعة أم استهتار
 أوهم الشيطان بعض الناس خاصَّة من فئة الشباب أنَّ مقارفة الذنب الكبير سواء أكان زنا أو لواط أو تناول حشيش أو سكر أو الارتياد لأماكن الانحراف دليل شجاعة واعتداد بالنفس، والحق أنَّ الشجاعة الحقيقيَّة بعيدة عن أولئك المجاهرين؛ لأنَّ الشجاعة من مكارم الأخلاق، فيقال لمقاتل أعدائه أو أعداء وطنه أو أمَّته شجاع، لكن هذه الأفعال نفسها لو مارسها الإنسان ضد بلده أو أمَّته أو مواطنيه فإنَّه لا يستحق ذلك اللقب الجميل، بل يمكن أن يقال عنه شيء آخر يندرج تحت مفهوم الانحراف، فقد نسميه تهور أو اندفاع أو عجز عن السيطرة على النفس، ولكن لا نطلق عليه شجاعة، بعض الشباب قد يقول: إنَّني أحترم نفسي ولا أخاف الناس، وأمارس ما تهوى نفسي علانية، لا يهمني ما يقوله الناس عني، ولا تهمني مواقفهم مني. والاعتزاز بالإثم صفة من صفات المنافقين لا من صفات الشجعان المؤمنين، وتحدي الإنسان لمجتمعه أو لوالديه أو للقانون وللنظام العام لا يحمل من معالم الشجاعة شيء، بل هو تهور واندفاع، قد لا يدفع المتهور ثمنه على الفور لكنَّه سيدفعه عاجلًا أو آجلًا، فمن تجاوز السرعة المحددة قد يرى نفسه شجاعًا، فالسائق الذي يتجاوز السرعة المحددة قد يرى أنَّه قد أثبت شجاعته بتحدي شرطة المرور والإفلات من العقوبة، لكنَّه قد يدفع بعد ذلك حياته، وقد يصاب بعاهة دائمة ثمن لذلك التهور والاندفاع والرعونة التي سماها بتحد وشجاعة كما لقنه شيطانه؛ ولذلك فإنَّ من يجاهر بالفاحشة أيًا كان نوعها أو بتناول المسكرات والمخدرات لأنَّ شيطانه أوهمه بأنَّ تلك المجاهرة شجاعة فإنَّه من الخاطئين.
فعلينا ألا نسمح باختلاط المفاهيم وتغييرها، واستبدال المفاهيم المتعلقة بمكارم الأخلاق بمفاهيم الانحراف، فذلك أمر في غاية الخطورة على ثقافة الأمَّة والمجتمع وعلى عقليَّة البيئة ونفسيَّتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق