كيف نتفق مع قوم يتاجرون بإسم أهل السنة وهم بريئون منهم ؟!
الوهابية (=السلفية) هى حركة مثيرة للجدل (يزعم أتباعها أنها حركة إصلاح ) نشأت فى القرن الثامن عشر الميلادى ، و إن كان وصفها الأمثل هو أنها حركة رجعية تأخرية دموية و فتنة متطرفة للإسلام السنى. أوجدها محمد بن عبد الوهاب ، و سميت باسمه. و قد شكلت تلك الحركة العقيدة التى أسست و أنشئت المملكة السعودية على أساسها ، و هى المذهب السائد فى السعودية و قطر و فى بعض الجيوب من الصومال و الجزائر و موريتانيا. و اليوم يشار إلى تلك الحركة باسم مذهب أو فرقة من فرق الإسلام رغم أن مؤيديها و داعميها يرفضون مثل هذا التصنيف.و يتملصون و يزعمون لأنفسهم اسم ( أهل السنة و الجماعة ) أو ( الدعوة السلفية ) أو ( السلفيون ).
المبدأ الأساسى للوهابية ( السلفية) هو التوحيد أى وحدة و تفرد الله ( و كم من الجرائم ارتكبوها باسم الدفاع عن التوحيد و كم من تشويه أحدثوه فى إعتدال الإسلام باسم الدفاع عن التوحيد فهى مجرد كلمة لكسب و جذب تعاطف الجماهير ) . تأثر ابن عبد الوهاب بكتابات العلماء مثل ابن تيمية ، و رفض تفسيرات العصور الوسطى للإسلام ، المعتمدة على القرآن و الحديث. و بشَّر ضد الانحراف الأخلاقى و الضعف السياسى فى شبه الجزيرة العربية ، هكذا كان يزعم ، و قد خرج عن الخلافة العثمانية و شق عصا الطاعة ، و كفر الصوفية و زوار الأضرحة و المقامات و أباح و سفك دماءهم و أوغل و أتباعه فى سفك الدماء المسلمة الزكية.و هو صنيعة المخابرات البريطانية ضمن برنامج بريطانيا المنظم ضد دولة الخلافة الإسلامية العثمانية ، و لصنع فتنة و مذهب منحرف لا يختلف كثيراً فى الغرض منه عن القديانية و البهائية ، فهو لا يهدف سوى إلى هدم الإسلام من داخله لكن بصورة أشد خطورة من هذه المذاهب حيث أنه يرتدى رداء الواعظ و العالم السنى المتمسك بالسنة و الرجوع إلى سيرة السلف الصالح ، بهذا الأسلوب المنافق المخادع و رغم جفائه و دمويته و غلظته فى التعامل مع مخالفيه إلا أنه تبعه من راق له طبعه و لاقى أسلوبه الجاف عنده استحساناً و وافق هوى و قبولاً فى نفسه.
و قد استعمل مصطلح الوهابية (=السلفية) و الوهابيين (=السلفيين) فى بادئ الأمر على يد خصوم و معارضى ابن عبد الوهاب ، و اعتبره الوهابيون (=السلفيون) انتقاصاً لهم و حطاً من قدرهم ( رغم أن الأولى بهم ما دام يحبون شيخهم أن يفتخروا بالانتساب إليه إنما هو نوع من المراوغة و كى يذوبوا و ينصهروا بين بقية المسلمين و ينفثوا سمومهم فى عقولهم دون أن يفطن إليهم المسلمون من بقية المذاهب السنية فيتقبلوا ما يقولون به كأنه لايتعارض مع مذهبهم السنى المغاير ) ، و يفضل الوهابيون (=السلفيون) استعمال كلمة الموحدين أو السلفيين لوصف أنفسهم ( نوع من الاتهام المبطن لغير الوهابى بأنه مشرك غير موحد ، و أنهم يتبعون السلف لا ابن عبد الوهاب !! مراوغة ! ). و قد تداخلت كلمتا الوهابية و السلفية اليوم ، لكن الوهابية تعتبر أيضاً تحولاً معيناً خاصاً داخل السلفية ، و هو تحول رآه البعض شديد التحفظ و التزمت بالغ التشدد ، هكذا يزعمون لكن الوهابية والسلفية مرادفان لمعنى ومذهب واحد
موقفهم من المذاهب الإسلامية والطّرق الصّوفيّة منهم يقولون بذمّ التّصوُّف وأهله ويحرّمون طرق أهل الله ويعتبرونها بدعة ضلالة فيقول ابن باز في كتابه المسمّى (فتاوي إسلاميّة ص 162) : (ونحذّر ممّا أحدث أهل الطّرق من تصوّف مدخوله أوراد مبتدعة وأذكار غير مشروعة وأدعية فيها شرك بالله أو ما هو ذريعة إليه) ويقول المدعوّ علي بن محمّد بن سنان في ما يسمّى “المجموع المفيد من عقيدة التّوحيد” ص55 يقول : (أيّها المسلمون لا ينفع إسلامكم إلاّ إذا أعلنتم الحرب الشّعواء على هذه الطّرق)ا.هـ. ولذلك يسخرون بالسّيّد أحمد البدويّ وبالسّيّد الرّفاعيّ وغيرهم. بل وامتدّت أياديهم الأثيمة لهدم مقامات الصّالحين. وأمّا عن المذاهب الإسلاميّة فيدعون النّاس للخروج عن المذهبيّة بدعوى السّلفيّة ويقولون أيضاً إنّ تقليد المذاهب شرك. والقصد في هذا كلّه الطّعن بالمشايخ وعلماء المسلمين وتشكيك النّاس بهم والدّعوة إلى اتّباع الهوى والغلوّ والخروج عن الدّين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق