الجمعة، 26 يناير 2024

الرد على كلام رئيس الهيئة السعودية في تبديعه لمن يقول بوجوب إزالة المنكر .

 #الرد_على_كلام_رئيس_الهيئة_السعودية_في_تبديعه_لمن_يقول_بوجوب_إزالة_المنكر

قال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ((لم يرد في الشرع أي دليل على أن النهي عن المنكر هو إزالة المنكر بل إن الذي جعل المطلوب منه إزالة المنكر هم أهل البدع وهذا مخالف لمنهج السلف))
#قلت_صهيب: سيكون استدلالي منظما متسقا أربط فيه بين مناط الاستدلال والدليل ووجه الدلالة، خلافا لكلامه الملقى على عواهنه والذي زاد الطين بلة أنه لم يكتف بتحريف معنى النهي عن المنكر بل وصف من يقول بمعناه الصحيح بأنه هو المبتدع والمخالف لنهج السلف.
1 _ مناط الاستدلال: (وجود دليل على أن إزالة المنكر مطلوبة وليس النهي عن المنكر هو مجرد التنبيه على وجوده كما يريد خادم ابن سلمان هذا إيهام الناس)
2 _ الدليل: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) [رواه مسلم].
3 _ وجه الاستدلال: قول النبي صلى الله عليه وسلم (فليغيره بيده) والتغيير معناه الاستبدال وذلك لا يكون إلا بإزالة المغيَّر ببديله، فدلّ ذلك على أن النهي عن المنكر يكون بتغييره أي بإزالته والإتيان بما هو من المعروف بدلا عنه، ووجه الدلالة الثاني قوله صلى الله عليه وسلم (بيده) ومعنى ذلك أن تغيير المنكر الذي يكون باليد لا يكون إلا بإزالته وليس بمجرد التنبيه عليه فذلك يتأتى باللسان وحده فما حاجة اليد إليه ؟
1 _ عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: ((يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)) [رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح].
الشاهد: كيف يكون الأخذ على يد الظالم ؟ الجواب أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر (تمنعه من الظلم) ولم يقل (تنبهه على ظلمه) فمنعه يعني إيقافه.
2 _ نفس الرواية السابقة بلفظ النسائي: ((إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، عمَّهم الله بعقاب)).
#للتوضيح: يجب التفريق بين ما يُكتفى فيه بالنصيحة كالأخطاء الفردية وبين المنكر الذي لا يقتصر على أن يكون حراما بين العبد وربه وإنما هو ما يطال غيره إما بإشاعة الفاحشة علنا وإما بظلم الآخرين (كالسرقة والاغتصاب والسحر والقتل، وحبس المظلوم بغير حق, وجرح المظلوم بغير حق وغير ذلك من المنكر الذي يكون الأصل إزالته وتغييره بالقوة لمن استطاع ذلك) وداخلٌ في المنكر الذي يجب تغييره كل ما ورد فيه حد شرعي في الدنيا فهذا لا يكون النهي عنه بمجرد التنبيه على صاحبه، فقذف المحصنات بغير أربعة شهداء والزنا إن ثبت بالشهود العدول الأربعة دون وجود أي شبهة تدفع العقوبة عن صاحبها والسرقة وغير ذلك مما ورد فيه حد فإنه لا يُنهى عن المنكر إلا بمنعه بالقوة، وليس بمجرد التنبيه عليه، فإن قيل إن الحاكم بشرع الله هو الذي يقيم هذه الحدود وليس ذلك لسائر الناس قلنا نعم، وليس ها هنا الخلاف وإنما الرجل ينكر أن يكون النهي عن المنكر بإزالته أصلا وهو رئيس لهيئة حكومية اسمها (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فهو يرى أن الحكومة نفسها ليس من واجبها إزالة المنكر وإنما مجرد التنبيه عليه (مع أن مجرد التنبيه على المنكر في السعودية منعدم فلم يتحقق النهي عن المنكر لا بمفهومه المحرف ولا بالمفهوم الشرعي الصحيح)
1 _ إذا رأيتَ رجلا يحاول اغتصاب زوجتك أو أختك أو أمك فلا شك أن هذا منكر، فهل الواجب عليك هنا إزالة هذا المنكر في المقام الأول أم تكتفي بالتنبيه على هذا المنكر كأن تقول للمغتصب (أريد تذكيرك بأن ما تفعله لا يجوز) ثم تنصرف لتتركه يكمل اغتصابه لأهلك، فبحسب طرحك ينبغي أن تكون هذه ردة فعلك كي تكون على منهج السلف بزعمك وإلا فإنك لو أزلت المنكر تكون على منهج المبتدعة، فهل فكّرت في سحب كلامك إلى هذه النقطة ؟
2 _ لنفترض أن هذه المرأة التي يحاول الرجل اغتصابها ليست من أهلك ولكنها من جيرانك أو من أهل أعز أصدقائك، ما موقفك ؟ هل ستتدخل وتحاول إيقاف هذا المنكر والظلم أم أنك ستكتفي بالتنبيه عليه لفظا ؟
3 _ لنفترض أن رجلا حاول اغتصاب طفل صغير أو اختطافه وكان بإمكانك إنقاذه فهل تكتفي بتذكير المغتصب بحرمة ما سيفعله مع السماح له بفعل ما يريد ؟
4 _ سأخاطبك باللغة التي تفهمها والتي لا يسمح لك تطبيلك لحكامك أن تتجاهلها إن أُلزِمتَ بها، لنفترض أن رجلا من جماعةٍ إرهابية قام بالتسلل لقصر ابن سلمان وأراد اغتياله أو تفجير القصر الملكي، واستطعت معرفةَ ذلك وكنتَ المسؤول عن الأمن في ذلك القصر، لا شك أن ما سيفعله هذا الإرهابي منكر بالنسبة لك، أي أنك لن تعارض في هذه، ولكن هل ستزيل عذا المنكر وأنت قادر على ذلك أم أنك ستكتفي بوعظ الإرهابي قائلا (إن هذا حرام) وتسمح باغتيال محمد بن سلمان (لا سمح الله) ؟ أعلم أن كل ما ذكرته من حجج وبراهين شرعية لن يلزمك ولن يوقظ ضميرك ووجدانك إلا هذه النقطة الأخيرة لو بلغتك، فإنكم أقوام تخافون من ملوككم أكثر من خوفكم من ربكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق