#الظاهرية_الجُدد ( 1 ) #المذهبية_vs_فقه_الدليل
#الوهم_الأول الموجود عند كل من يعادي #المذهبية، أنهم متصورون أن طريقة #فقه_الدليل ومدرسة #التمذهب ضدان لا يجتمعان
والحقيقة أن هذا وهم كبير، وخطأ محض، لأن المذهبية ما هي إلا طُرق لفهم الدليل، ومن توهّم أو ظنّ خلاف ذلك، فقد اتهم العلماء بأنهم زنادقة، مشرّعون في الدين مالم يأذن به الله
وسبب هذا الوهم يرجع لأشياء كثيرة جدًا - سأذكرها تِباعا في المنشورات -
فسبب #الوهم_الأول هو:
توهم أن الأدلة هي ( القرآن والسنة ) فقط، فحينما تعرِض على أحدهم قول في المذاهب يقول لك أين الدليل؟ فإذا لم تأته بآية أو حديث، ظن أنك زنديق أنت الآخر، وتتبع الرجال وتترك الدليل! وهذا لأنه يجهل أن مفهوم الأدلة أوسع بكثير من كونه مجرد الكتاب والسنة، بل هناك ( القياس - الإجماع - الاستحسان - قول الصحابي - شرع من قبلنا - المصالح المرسلة ) وغير ذلك - سواء من الأدلة المتفق عليها أو المختلف فيها -، فربما لا يكون في المسألة آية أو حديث لكن يكون فيها قياس، أو قول صحابي أو غير ذلك
والإشكالية والخلل الذي ينبني بعد تصور هذه المقدمة، أن أصحاب فقه الدليل بين أمرين أحلاهما مر، ألا وهما:
1- أنهم لا يجوز لهم الإفتاء ولا الكلام في الدين مالم يدرسوا علوم الآلة التي من أهمها دراسة #أصول_الفقه لأنه إن لم يدرسه فلا قيمة لعلمه ولو حفظ كل فروع الفقه التي تخطى عددها المليون، فلا ينفعه ذلك ولا يكون بذلك فقيهًا مالم يتقن الأصول
2- أن لا يدرس الأصول ويكتفي بأن يكون عالمًا بآيات الأحكام وأحاديث الأحكام أو حتى محيطًا بالقرآن والسنة حافظًا، وهذا لا يكفي ولا يجعله فقيهًا، ففرق السماء والأرض بين الحافظ والفقيه! ويكفيكَ لتفهم الفرق لو قلت لك، لو أتينا بطفل صغير من أطفال #الشناقطة وحفظناه القرآن وكل كتب السنة أيصير بذلك عالمًا؟ فإن قلت لا، بل لابد من معرفة كيفية فقه هذه الأدلة، قلنا لك وما هي كيفية تفقه وتبصّر الحافظ إن لم يكن من خلال علوم الآلة التي من أهمها أصول الفقه! وإلا فسيخرق الإجماع ويأتي بأقوال لم يُسبق إليها وبفهم ضال يشذّ به عن الأمة، مالم تكن له أصول منضبطة!
فإن توهمت أن الاختيار الأول وهو دراسة أصول الفقه يجعلك تطمئن لمدرسة فقه الدليل! وتستدل علينا بأنه حسنًا قد وجدنا في عصرنا هذا من يشرح الأصول ويُدرّسها وهو يرفع شعار فِقه الدليل فحينها نكون قد جمعنا بين الحسنيين ( العلم بالنصوص الشرعية + طريقة التفقه فيها )
أقول لك هذا خطأ ووهم كبير، لأنه لا يوجد دراسة كتب أصول الفقه على مذهب فقه الدليل! بل كتب أصول الفقه هي في الحقيقة أصول الفقه على المذاهب!
فهذا الشيخ الذي يُدرّس الأصول هو مضطر لكتب الأصول على أحد المذاهب! فلا محيص وله مفر ولا انفكاك له عن ذلك، فرجع في النهاية لتقليد المتمذهبة في الأصول حتى لو خالفهم في الفروع أو التقيد بمدرسة المذهب كاملة في الأصول والفروع والاعتقاد
فهو أولًا مقلد للمتمذهبة حتى يتسنى له الاستدلال الصحيح بالكتاب والسنة
فما الذي يجعلنا إذا نظرنا في هذه الصورة المركبة أن نختار فقه الدليل؟
( شيخ متمذهب درس الأصول وعرف مذهب الإمام وأقوال الأصحاب وتخريج الفروع على الأصول ومعتمد المذهب فهو ينتمي لمدرسة كاملة ويأتي المتأخر يُكمل من حيث انتهى إليه من قبله ويحرر وينقح )
( شيخ غير متمذهب درس الأصول - على طريقة المتمذهبين تقليدًا - ثم ينظر بنفسه في الكتاب والسنة ويفتينا وهو مبتوت الصلة بالعلماء والأئمة في طريقته في التفقه )!
فأيهما أصوب وأسلم في دين المرء أن يتبع وأبرأ للذمة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق