الثلاثاء، 7 مايو 2024

( الأشاعرة )


السؤال/ يوجد ممن يدّعي العلم بالقران والسنة من يكفر طائفة من المسلمين وهي ((الأشاعرة)) فما هو حكم من كفّرهم وما دور هذه الطائفة ((الأشاعرة)) في خدمة الإسلام؟
الجواب/
الأشاعرة هم أتباع أبي الحسن الأشعري الذي كان له الفضل الأسبق في تنقية عقائد أهل السنة والجماعة من الشوائب التي اعترتها من عقائد المعتزلة، وكان معظم أفذاذ الأمة وفطاحل علمائها من الأشعريين الذين لم يبلغ من يطعن بهم كعبهم علما وورعا وتقوى،منهم إمام الحرمين والغزالي وابن حجر العسقلاني وفخر الدين الرازي،ولم يكن لهم ذنب إلا أنهم حرصوا على دفع شُبَه المجسّمة عن الذات الإلهية التي أثبت له تعالى الجسم من خلال الآيات والأحاديث المتشابهة التي جاءت تحمل بظاهرها أنّ لله يدا وعينا وذراعا وإصبعا ونحو ذلك فقاموا بدحض شبهتهم باللجوء إلى المجاز؛ لأن المُشَبِّه لا يؤمن بنظرية التفويض فلا ترد إلا بنوع من التأويل،وعلى الرغم من ذلك فإنهم كانوا يرون أن التفويض وعدم الخوض في معرفة المراد منها هو الأسلم للعقيدة.
وكانت شُبهة من يكفرهم أنه اتهمهم بأنهم ينفون بعض صفات الله تعالى حيث ظنوا أنّ اليد والرجل والعين هي صفات له تعالى كالقدرة والإرادة والعلم، فكما أنّ له قدرة ليست كقدرتنا وعلما ليس كعلمنا فله يد ليست كيدنا وعين ليست كعيننا.
ولا يخفى أن لفظ اليد والعين والإصبع هي من أسماء الذوات وليست من أسماء الصفات، فإذا أطلقنا اليد تبادر إلى الذهن اليد الجسدية؛ ولكن إذا أطلقنا القدرة لا يتبادر إلى الذهن قدرة جسدية. فالقياس مع الفارق.
فإلقاء الملامة على الأشاعرة في التأويل أمام المشبِّهة اعتداء عليهم وظلم لهم وإنكار لفضلهم على العقيدة فضلا عن تكفيرهم، فإنّ من يكفرهم سيكون مشمولا بقوله (صلى الله عليه وسلم) ((إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما،فإن كان كما قال والا رجعت عليه)) متفق عليه. وبقوله ((من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار – أي رجع – عليه)) متفق عليه.
وما مثل من يُكفّرهم أو يُكفّر الإمام الأشعري إلا كمثل فراش في مستشفى رأى طبيبا متخصصا ويحمل أعلى شهادة في الطب ويحمل أعلى الألقاب العلمية،وقد قرأ الفراش أو تعلم كيف يضمد الجرح وبعد تعلمه كيف يضمد الجرح يأخذ بالتطاول على الطبيب وينسب إليه الخطأ والجهل ويطعن به ويشكك الناس به وفي معلوماته.
أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق