الاثنين، 2 يوليو 2018

أدعياء السلفية ونشاتهم ومهمتهم التي وكلوا بها ..!!

لقد عاشت فرقة الجامية ربع قرن من يوم خرجت إلى اليوم ، وقد مرت بعدة مراحل تاريخية
الأولى
تاريخ التأسيس وهو الذي كان فيه انطلاقتهم وتألبهم على الدعاة وطلبة العلم
حتى سجن بعض الدعاة والمشايخ في سنة ١٤١٦ للهجرة
فاستمروا في تشويه صورة الدعاة واتهامهم بالخارجية وأنهم يريدون الانقلاب على الدولة وووو إلى آخر كذبهم الذي سعوا به لتشويه صورة الدعاة عند الناس مع أنهم في السجون،وكان هذا بعد أن بذلوا قصار جهدهم في التأليب عليهم قبل أن يسجنوا

وقد كان رموزهم في هذه الفترة
ش محمد آمان الجامي
ش ربيع مدخلي
ش أحمد النجمي
ش محمد بن هادي المدخلي
ش فالح الحربي
ولما مات الشيخ الجامي رحمه الله عام١٤١٦
تجهمت الجماعة بزيادة لأهل السنة وتركزت على ربيع المدخلي ،وكان جل اهتمامه بالتحذير من الدعاة ، ومن سيد قطب وكتبه حتى ألف في ذلك عدة كتب 
ولم يكن ذلك بمحض الصدفة اختباره لسيد قطب وإفراده بالنقد
لقد كان الناس قبل خروج هذه الفرقة لا تعرف الصدع في الصف الإسلامي أبداً
ولم يكن خلاف المشايخ في أزمة الخليج هي الموجب العلمي والشرعي لخروج هذه الجماعة ، وإنما كان لذلك موجب آخر!!!
ليست المشكلة وقوع الخلاف بين العلماء ،فقد كانوا يختلفون قبل الجامية ويرد بعضهم على بعض وربما اشتدوا على بعضهم ، 
لكن لم يكونوا يخوّنوا بعضهم أو يبدعونهم أو يمكرون بهم ويكتبون عنهم التقارير،ولم يكونوا يظهرون هذا الخلاف ويصدّرونه للعامة وللشباب وصغار الطلبة
لقد وقع خلاف بين الشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ ابن سعدي،ووقع خلاف بين الشخ ابن ابراهيم والشيخ الألباني ووقع خلاف بين الشيخ ابن باز والشيخ الألباني ووقع خلاف شديد بين الشيخ سليمان بن حمدان والشيخ المعلمي ،ووقع خلاف شديد بين الألباني والشيخ حمود التويجري، وغير ذلك من الخلافات التي لم تخرج عن خلاف العلماء حتى ولو وقع في بعضها شدة وحيف 
لم يكن العلماء عند خلافهم يعقدون المجالس للتحذير من مخالفهم أو للتأليب الدولة عليه أو ليشوهوا صورته عند العلماء ، عفواً عن الكذب عليه والافتراء وتغيير الحقائق
لقد كان خروج هذه الجماعة منعطف خطير في طريقة التعامل مع أخطاء العلماء والدعاة والمحتسبين 
فلم تكن المشكلة وقوع الخلاف بين العلماء في حكم الاستعانة بالأمريكان فهي مسألة علمية ، وقد تداول فيها العلماء الكلام وطال فيها الأخذ والرد والنقاش ، ومع ذلك كان الاحترام يسود بينهم ، ومن عاش تلك الفترة فإنه لن يجد كلمة واحدة من العلماء تشابه طريقة هذه الجماعة،وقد كنت أسمع وأقرأ كل ما يقع بيدي كغيري من الشباب في تلك الفترة
فما سمعت فيها كلمة ذم أو تحذير أو تشويه سمعة من أحد من العلماء الذين اختلفوا في تلك المسألة السياسية الشرعية ، إلا ما حدث من الشيخ الجامي وجماعته
وللأمانة أقول : إن الله سبحانه ألهم العلماء والدعاة في تلك الفترة ،تلك الأقوال والمواقف التي وقفوها مع تباينها
فكان لموقف الشيخ ابن باز ومن معه من العلماء أثره السياسي الشرعي
وكان لموقف الشيخ سفر الحوالي ومن معه من العلماء والدعاة كذلك أثره الفكري والإبقاء على نسبة من الوعي لا تذوب بسبب الا رتباك السياسي الذي حصل في المنطقة
فكانت المصلحة في خروج القولين بذلك الشكل والحجم والكيفية ولله الحمد
فتجاوز البلد الخطر، وحفظ الله الأمن والوحدة الداخلية ، وبقي الوعي بحقيقة ما دبرته القوى العالمية والمكر الغربي على المنطقة
وليس الأخذ بأحد القولين تفسيقاً أو تبديعاً لأصحاب القول الآخر
لكن هذه الفرقة لم يرقها هذا الموقف الذي وقفه كبار العلماء من الطرفين
فانبرت تحقق مصالح غيرها بتشويه سمعة الدعاة والعلماء بدعوى الدفاع عن الأمن والعقيدة والمنهج وكأن العلماء لم يكونوا على درجة من الوعي بذلك!!!
لقد اختلف العلماء قبل الجامي وبعده ولم يكن الخلاف لينتج كل هذه الفرقة لولا التأجيج الذي فعله الشيخ الجامي وحزبه سامحه الله 
لقد اختلف العلماء السلفيون في هذا البلد مرات ومرات ، حتى اختلفوا في دخول شركات النفط إلى السعودية في عهد الملك عبدالعزيز ، وبعضهم أجاز وبعضهم حرم ، ثم أخذت الحكومة بقول المفتى محمد بن إبراهيم ومن وافقه ، ولم يحدث ذلك حملة تشويهية على العلماء الذين حرموا دخول الشركات الأجنبية ، كما فعل الجامية مع العلماء الذين حرموا دخول القوات الأجنبية
لقد كان الشيوخ الدعاة يحضون بتقدير واحترام كبير من العلماء الكبار مثل الشيخ ابن باز والعثيمين والجبرين ونحوهم
وكان الدعاة والعلماء الشباب يعترفوا للكبار بعلمهم وفضلهم وسابقتهم ،وهم طلابهم وتلامذتهم ، بل إن الشيخ ابن باز قدم لبعضهم كتبه وأحال على بعضهم في مسائل علمية كما سأذكره بإذن الله في باب الشبهات التي أثاروها
لكن هذه الفرقة جمعت الاختراق والأدلجة والحسد والبغي على مشاهير الدعاة
ولم يزل أمرهم يتردد حتى بعد أحداث تفجير أبراج التجارة العالمية
فنبغ فيهم مجموعة جديدة بعد أن استهلكت الأولى 
فتزعمها مجموعة من الشباب الذين أربوا على سلفهم بالبغي والظلم والكذب والتجني والتقارير
حتى أصبح توقيف دروس العلماء ومحاضراتهم وخطبهم من أهم ما يسعون فيه وإليه
بل سعوا بفصل بعض الدعاة من أعمالهم إمعاناً في الإضرار بهم
فبليت بهم الأمة شر بلاء 
وهم اليوم ولله الحمد في أضعف أيامهم
وسأبين بإذن الله أهم الأصول التي فارقوا بها أهل السنة والشبه التي تمسكوا به وأثاروها في وجه كل من يتصدى لهم في بغيهم

فإن قال قائل كيف تقول ذلك وهم إنما يتبعون أئمة أهل السنة أحياء وأمواتاً فهذه كتبهم لا ينقل ن إلا عن أئمة السلف ومن سار على دربهم ،مثل ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والن رجب ومحمد بن عبدالوهاب ومدرسته وأئمة العصر ابن باز والألباني والعثيمين،
ولم نخالف إلا بعض الدعاة الشباب الذين قد خالفوا هؤلاء العلماء

والجواب على هذا التدليس بقريب مما أجبنا به على شبهة داعش حين انتسبوا للسنة واحتجوا بقريب من هذا الكلام
فأقول هذه نصوص الوحي من القرآن والسنة في كتب سائر الفرق البدعية ، فهل كان ذلك ليشككنا في بدعتهم وانحرافهم !؟
نعم لقد انتسبتم إلى هؤلاء الأمة لكن انتقائكم من كلامهم ما يوافق هواكم لن يكون أقل من انتقاء المبادعة من متشابه النصوص ما يدعمون به بدعتهم
ألم يستدل المعتزلي بقوله تعالى(ليس كمثله شيئ) على تعطيل الصفات !؟
ألم يستدل الرافضي بقوله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)على عصمة الأئمة !؟
ألم يستدل الخوارج بقوله تعالى(إن الحكم إلا لله)على تكفير علي بن أبي طالب حينما رضي بالحكمين !؟
إلى غير ذلك من عشرات النصوص التي استدل بها أهل البدع على بدعتهم،ولو ردوا متشابه النصوص إلى محكمها كم أمر الله لما وجدوا فيها ما يدعم بدعتهم أبداً
وكذلك أنتم فلوا أخذتم بأقوال هؤلاء العلماء والأمة جملة وراعيتهم منهجهم متكاملاً لما وجدتم في منهجهم إلا ما ينسف بدعكم وضلالاتكم التي أحدثتموها
هذا منهجهم في الاحتساب
وهذا منهجكم ولن تخطأ العين الفرق بينهما
وهذا من الأصول السلفية التي حرفتموها على هواكم
فلم يكن من منهج الشيخ ابن باز التشهير بالدعاة وطلبة العلم بل يناصح من يخطئ منهم ويتألف الناس حتى من عنده بعض الانحرافات مع عدم المداهنة في دبن الله
فانظر كيف تعامل العلماء مع أخطاء سيد قطب وكيف تعامل أدعياء السلفية
وكيف تعامل العلماء مع أخطاء القرضاوي وانظر رسالة الشيخ ابن باز له تقطر أدباً وخلقاً واحتراماً،وانظر لتعامل أدعياء السلفية معه
إلى غير ذلك من الأمثلة
ومما يُلحق بهذا الاصل في تحريفهم تعاملهم مع المحتسبين مقارنة لتعامل العلماء السلفيين الصاديقين،
كيف كان الشيخ ابن باز يتعامل مع أهل الثغور والمجاهدين وكيف يتعامل أدعياء السلفية
كيف كان الشيخ ابن باز يتعامل مع من يبلغه عن علم ودين ودعوة وكيف يسعى لكسبه ومعاونته على دعوته،وكيف يتعامل أدعياء السلفية مع من يبرز بعلم ودعوة ،وكيف يقتلهم الحسد لك من يكون له قبول واسان صدق في الأمة
كيف كان الشيخ ابن باز وإخوانه العلماء يحتسبون على منكرات الحكام بالتي هي أحسن ويناصحونهم ولا يروجون لمنكراتهم ولا يسوغونها لهم بل يبين ن للناس أنها منكر وأنا ناصحنا أو سنناصح ولا يلبسون دين الله كما يفعله أدعيا السلفية اليوم مع أخطاء الحكام،فقد داهنوا في دين الله حتى خيلوا للناس أن الحكام لا يفعلون إلا ماهو صواب محض،ولا ينبغي الاحتساب عليهم 
بل زادوا فأوغلوا وأدخلو على أهل السنة في هذا الباب ما ليس من عقيدتهم،فلا يوثق بعلمك عندهم إلا إذا كنت ممن رضيت عنك الحكومات ووضفتك السلطات في بعض هيئاتها الشرعية، التي هي في أحسن أحوالها وسيلة للدعوة وتغيير بعض المنكرات ويعتذر لأهلها ولا يكون فعلهم هو الأصل وما خالفه بدعة وضلالة
بل الأصل عند جمهور السلف أنهم لا يدخلون على الأمراء إلا محتسبين وناصحين وآمرين بالعدل وناهين عن المنكر
وتجد بعضهم يحاكم كبار أهل العلم بقوله هذا ليس من هيئة كبار العلماء أو ليس من لجنة الإفتاء أو نحو ذلك،ولا أعلم كيف سول لهم شيطانهم حتى جعلو ذلك من أكبر مناقب أهل العلم مع أنها مما يعتذر فيه لأهل العلم والفضل الذين قد علمت سيرتهم وعرف علمهم وفضلهم ودعوتهم واحتسابهم
ومما خالفوا به أهل السنة مسائل في باب الإيمان والإرجاء،فقد غلب عليهم الإرجاء حتى صدرت الفتاوى من كبار العلماء بالحكم على كبار منظريهم بأنهم مرجئة،كما أصدرت هيئة كبار العلماء فتواها في على حسن الحلبي الذي تقلد الإرجاء وحشى به كتبه وألصق بعضه ببعض كتب الشيخ الألباني،كما صنع في تقديمه لكتاب .......الذي أوكل الشيخ الألباني إليه كتابة مقدمته
وكما أصدر الشيخ الفوزان فتواه في عبدالعزيز الريس بأنه مرجئ وأن كتابه في توحيد العبادة وشرح نواقض الإسلام قد ملأه إرجاء
ومع كل ذلك فلا زالوا ينافحون ليجعلوا هذا الإرجاء الذي تبرأ منه كبار علماء أهل السنة في عصرنا ،أن يجعلوه من أصول أهل السنة ، وجعلوا من خالفه خارجياً مبتدعاً وهم والله أحق بالبدعة
وكتب الريس توبته وتقدم بها إلى الشيخ الفوزان تقية ومخادعة ليزكيه ويرفع عنه وصمة تبديعه التي سارت بها الركبان ووعد الشيخ أن يصحح ما في كتبه من إرجاء فكتب له الشيخ الفوزان تزكية بناء على هذه الوعود ، ولكنه لم يغير من بدعته شيئاً بل تمادى في نشرها واستغل هذه التزكية من الشيخ،مما اضطر الشيخ إلى الكلام فيه مرة أخرى وبيان حقيقة بدعته
ولقد بلغ الغلو ببعضهم حتى جعل السجود للصنم ليس شركاً حتى يعتقد بذلك
وهذا كلام الريس
وهذا غاية في الإرجاء ، ولولم يكن لهم من المخالفة إلا عبثهم في الإيمان لكفاهم مفارقة للجماعة
لقد شنع السلف على الإمام الكبير أبي حنيفة بسبب مسائل في الإيمان لا تبلغ عشر ما وقع فيه الجامية اليوم
فكيف نقول أنهم من أهل السنة !؟
وإن كان هذا في الجامية المتأخرة أوضح وأجلى منهم في سلفهم
فهم اليوم ينظرون له ويطبقونه
وسلفهم يطبقونهم وينظرون على طريقة أهل السنة


فهذا هو الأصل الأول الذي خالفوا فيه أهل السنة بشهادة كبار العلماء عليهم وهو الإرجاء الذي هو دينهم الذي يصبحون به ويمسون
وكما ذكرنا عن رد هيئة كبار العلماء على أحد أبرز شيوخهم وهو علي حسن الحلبي
ورد الشيخ صالح الفوزان على زعيمهم اليوم عبدالعزيز بن ريس الريس ووصفه بأوصاف لم يصف بها خصومهم ، بل نص على إرجاءه
الأمر الثاني الذي خالفوا به السلف : كيفية التعامل مع الحكام
فالسلف وسط بين الخوارج الذي لا يرون لحاكم طاعة وبين المرجئة الذين تقطعة أحذيتهم سعياً إلى الحكام
بل منهج السلف 
السمع والطاعة
والنصح لهم والاحتساب على منكراتهم بالمعروف
وكان جمهور السلف يتهمون الذين يدخلون على الخلفاء والأمراء في دينه
فأتت الجامية لتقول أن القرب من الحكام هو القرب من السلفية
وإن التبجيل والتفخيم والثناء على الحكام هو أمارة السلفي
وأفسدوا جوهر السلفية بمثل هذه الأمور
لأن أئمة السلف لم يكونو ليقعوا في هذا المزلق
فالحاكم بطبيعته ليس هو العالم والداعية
فمنذو صدر الإسلام ومن بعد حكم الصحابة ، والحاكم يقع في تجاوزات ومظالم وأمور أخرى
فالعالم السلفي يحتسب عليهم وينصح لهم ، ولا يشركهم في شيء من دنياهم
فلا يأخذ عليه العامة مداهنته لهم أو مشاركته لهم فيما يُستنكر عليهم
أما أدعياء السلفية فشوهو السلفية بهذا القرب والتلميع حتى لأبعد الحُكّام عن دين الله وشرعه مثل حسني مبارك والقذافي وزين العابدين وبشار ، وقالوا فيهم من المديح ما يستحي المسلم من سماعه عفواً عن قوله
مع أن لهيئة كبار العلماء فتوى بتكفير بعضهم مثل القذافي
فإن قال أحدهم : هذا الكلام يرتد عليكم
فهؤلاء بعض شيوخكم قد زاروا هؤلاء الحكام ومدحوهم وربما أخذوا على ذلك
فأقول : إن هذا الفعل مرفوض ممن فعله لا فرق بين قريب وبعيد
ثانياً : إن فعلهم هذا مع مخالفته لطريقة السلف ، فإنه محسوباً على أشخاصهم وأعيانهم ، وما سمعنا أحداً منهم حمل مذهب السلف ومنهجهم هذه الأفعال 
بل إن بعضهم صرح بخطأه واستغفاره من بعض تلك المواقف
وقد كان من جناية هذا الانحراف الجامي في التعامل مع الحكام ، تحميل الناس للعلماء جميع أخطاء الحكام 
فإن قيل فهذا الشيخ ابن باز كان يدخل عليهم فهل تقول فيه مثل ذلك!؟
فأقول : لقد شهدت الأمة للشيخ ابن باز باحتسابه على الخاصة والعامة وأنه لم يسكت عن منكر بلغه لا داخل البلد ولا خارجه
فهل يقارن ذلك بمن يكيل لهم المدح ليل نهار حتى أصبح مدحكم نقص على الممدوح 
إن الحكام المسلمون لا يعنيهم هذا المديح والثناء
إنما يعنيهم السمع والطاعة في المعروف والنصح لهم وعدم نزع يد من طاعة وعدم التأليب عليهم أو خلق البلبلات في البلد ، وهذا حق لهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق