الجمعة، 29 مايو 2020

لاحديث دون فقه...

لاحديث دون فقه...
مشكلة ﻫﺆﻻء ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻓﻰ اﻷﺛﺮ اﻟﻤﺮﻭي ﻓﻬﻤﺎ ﻣﺎ ، ﻓﺈﺫا ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮا : ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻻ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺇﻧﻪ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻬﻤﻜﻢ ﻟﻤﺮﻭﻳﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻬﻤﻜﻢ ﺷﺮا ﻣﺴﺘﻄﻴﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭاﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ، ﻓﻤﻦ ﺣﻖ ﺃﻭلي اﻷﻟﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭا ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﻳﺤﺬﺭﻭا اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻜﻢ..!! ﻗﺎﻝ لي ﺻﺎحبي : ﺃﻭﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ .
ﻗﻠﺖ : ﺃﻟﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺰﻋﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺷﻦ اﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺪاء ﻳﺘﻢ ﺩﻭﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﺳﺘﻨﺪ في ﻓﻬﻤﻪ اﻟﻤﻨﻜﻮﺭ ﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺒﺨﺎﺭي ﺃﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﻏﺎﺭ ﻋﻠﻰ بني اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ﻭﻫﻢ ﻏﺎﺭﻭﻥ ، أي اﺟﺘﺎﺡ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺓ، ﻭﺃﻥ اﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻰ ﺻﺪﺭ اﻹﺳﻼﻡ؟ ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﻄﺎﻉ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻷﺣﻤﻖ اﻟﺬﻯ ﻳﺪعي ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺭ ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻠﻒ! ﺃﺻﺒﺤﻮا ﻳﻐﻴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪاﺋﻬﻢ ﻫﻜﺬا ﺩﻭﻥ ﻧﺬﻳﺮ..!! ﻭاﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺩﻋﺎ ﻭﺗﺮﻳﺚ ﻭﺃﻣﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻰ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﺟﻤﻌﻮا اﻟﺠﻤﻮﻉ ﻟﻘﺘﺎﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻜﻤﻠﻮا ﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﺄﺧﺬﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺓ..!!
ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﻥ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﺇﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮﺏ اﻟﺘﻰ ﺗﺪﺧﺮ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻳﻮﺟﺒﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻭاﻟﻤﻮاﻟﺢ ﻭاﻷﺯﻫﺎﺭ ﻭاﻟﺸﺎﻯ ﻭاﻟﺒﻦ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺞ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻄﻦ ﻭﻣﻄﺎﻁ ﻭﻗﺼﺐ. اﻟﺦ.
ﻗﺎﻝ: اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﻣﻴﺪاﻥ اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰء! ﻗﻠﺖ: اﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﺯاﺭﻉ اﻟﺸﺎي ﻳﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻓﺪاﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻻ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺯاﺭﻉ اﻟﺸﻌﻴﺮ اﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻓﺪاﻧﻪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﺯﻛﺎﺓ؟! ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻫﺬﻩ ﻫﻰ اﻟﺴﻨﺔ..! ﻗﻠﺖ ﺳﺎﺧﺮا: ﺑﺪﻋﺔ ﺃﺑﻰ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻜﻢ ، ﺇﻧﻜﻢ ﻭﺑﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼﻡ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮﺏ. ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﻨﻴﻔﺔ اﻋﺘﻤﺪ ﻓﻰ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺁﻥ ﻣﺤﻜﻢ... ﻭﻣﺎ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻯ! ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﻋﻬﺪﻩ ﺃﻭ ﻓﻰ ﺃﺭﺿﻪ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ، ﺃﻣﺎ اﻟﻴﻮﻡ ﻭاﻟﺤﺼﺎﺋﻞ اﻟﺰﺭاﻋﻴﺔ ﻣﺎﻝ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ.. ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺃﺭﻋﻰ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻭﺃﺩﺭﻯ ﺑﻤﻼﺑﺴﺎﺕ اﻷﺣﻜﺎﻡ . ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺤﻔﻈﻮﻥ ﻣﺌﺎﺕ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺩﻭﻥ ﻭعي، ﻭاﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﺣﻔﻈﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺃﺣﺴﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ...! ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﺻﺎﺑﺔ اﻟﻬﺪﻑ ﺑﻮاﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺭاﺩ اﻟﻀﺮﺏ ﻓﻘﺘﻞ ﺑﺮﻳﺌﺎ، ﺃﻭ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ... ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ. ﺫاﻙ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻭﻣﺜﻞ ﺃبي ﺣﻨﻴﻔﺔ الذي ﺗﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻴﻪ...!
دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين للامام محمد الغزالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق