الأحد، 17 مارس 2024

القيمة في إخراج زكاة الفطر

 القيمة في إخراج زكاة الفطر


ــــــــــــــــــــــ
ـ بعض الناس الآن يروجون أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله يخالف السنة في قوله بإخراج القيمة
في زكاة الفطر، وكأنهم أحرص على الدين والسنة من الإمام أبي حنيفة رحمه الله وغيره من الأكابر الذين قالوا بإخراج القيمة في الزكاة.
ـ ممن قال بإخراج القيمة في الزكاة تلامذة ومدرسة الإمام أبي حنيفة وهم آلاف عبر العصور المختلفة، وكذا الإمام البخاري ، والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، والإمام الحسن البصري وغيرهم كثير. ومع ذلك بعض الناس يخطئون هؤلاء الأكابر ويزعمون مخالفتهم للسنة، فنقول لهم: قال بذلك جمع من كبار الصحابة كسيدنا عمر وابنه عبد الله، وابن عباس، وابن مسعود ومعاوية وغيرهم، وأظن أن هؤلاء الصحابة أعرف بسنة رسول الله من كل الناس الآن، ويراجع في ذلك على سبيل المثال كتاب (عمدة القاري شرح صحيح البخاري للإمام العيني)، وقد عقد الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه فصلا خاصا في من قال بإخراج القيمة في الزكاة وجاء بآثار كثيرة عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكذا فعل الإمام البخاري في صحيحه.
ـ من الخطأ الكبير أن نقول : إخراج القيمة ليس سنة؛ لأن الصحابة أنفسهم أخرجوا القيمة وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وإقراره سنة.
ـ كل ما في الأمر أن الزكاة يراعى فيها مصلحة الفقير والغني أيضا، فيُخرج الغني ما هو أهون عليه، ويأخذ الفقير ما هو محتاج إليه، فمن احتاج للحبوب أخذها ومن احتاج للفلوس أخذها، وأي مصلحة للفقير الآن أن يأخذ الحبوب ليبيعها بأقل من ثمنها ، وهذا ما طبقه الصحابة الكرام رضي الله عنهم كحديث سيدنا معاذ إلى أهل اليمن لما أخرجوا له زكاتهم من الحبوب فلم يأخذها وطلب منهم بقيمتها ثيابا، فقال لهم «ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ خَمِيصٍ - أَوْ لَبِيسٍ - فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ وَخَيْرٌ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ» ( صحيح البخاري )
كل التفاعلات:
١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق