بسم الله الرحمن الرحيم

او الديانات الابراهيمية او وحدة الاديان ...

قال تعالى مكذبا لهم في دعواهم هذه : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ال عمران :67].

وقد بيّن الله -سبحانه تعالى- أن أولى الناس بالانتساب الى إبراهيم -عليه السلام- هم الذين اتبعوه ولم يحرّفوا ويبّدلوا بعده ، وكذلك المبعوث رحمة للعالمين نبيّنا محمد -صلى ألله عليه وسلم- ومن تبعه من امته من المؤمنين، قال تعالى :{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [ال عمران :68] .
وعليه فلا يجوز لمسلم الاستجابة لهذه الدعاوى الكاذبة ، والتي منها دعوة : ( بناء مسجد وكنيسة ومعبد ) في مكان ومحيط واحد تحت شعار " معاً نصلي"!؛ لِمَا في ذلك من الاعتراف بدين يُعبدُ الله تعالى به غير دين الإسلام الحنيف ، وإنكار ظهوره على الدِين كله ، وأن جميع الاديان على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان .

وقال تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [ال عمران85].

وقد قال صلى عليه وسلم : ((لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي)) مسند احمد. وقال ايضا: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ)) متفق عليه.
فما هذا الهراء الذي نسمع به ويروج له بعضهم؟! وصدق الله تعالى : {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [النور:16].

قال الله تعالى : {لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} [ الممتحنة8 ، 9 ].
قال المفسرون في معنى الآية الكريمة : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدِين ، من جميع أصناف الملل والأديان، أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم... وان الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم ، فيبرون من برهم ، ويحسنون إلى من أحسن إليهم ، بل ويثاب المسلم على إحسانه إلى هؤلاء ، وله على ذلك أجر" . والله تعالى اعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق