الثلاثاء، 29 أبريل 2025

بدعة البيت الابراهيمي!

 بسم الله الرحمن الرحيم

💥بدعة البيت الابراهيمي!
او الديانات الابراهيمية او وحدة الاديان ...
👈فهذه بدعة خطرة يروّجُ لها الان بعض اهل الزيغ والانحراف العقدي يجب التحذير منها؛ حيث تقوم هذه الاستراتيجية الجديدة على تطوير استخدام الدين باستبدال مخطط الحرب والصدام الفاشل مع الدين القويم إلى استيعابه واختراقه واختطافه كعقيده وقدسية ومقدسات ، والتي هي الأساس الأقوى والمتبقي لثقافة الدفاع والرفض عند المسلم للحفاظ على وجوده ووجود ارضه ومقدساته، ومن ثم وضعه تحت جناح اليهودية التوراتية للإستحواذ على الارض بدءاً من احتلال فلسطين، ومن خلال خطة وملعوب أسموه "الدين الابراهيمي "، باعتباره أبا للديانات الثلاثة السماوية.
قال تعالى مكذبا لهم في دعواهم هذه : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ال عمران :67].
👍وهذا تكذيبٌ من الله -عز وجل- لدعوَى الذين جادلوا في إبراهيم- عليه السلام- وملته ، من غير المسلمين، وادَّعوا أنه كان على ملتهم، وفيها تبرئة لإبراهيم – عليه السلام – منهم ومن شركهم، وأنهم لدينه مخالفون ، وتقرير منه -سبحانه وتعالى- للمسلمين الموحدين أنهم هم أهل دينه الحق، وعلى منهاجه وشرائعه سائرون، دون سائر أهل الملل والأديان غيرهم.
وقد بيّن الله -سبحانه تعالى- أن أولى الناس بالانتساب الى إبراهيم -عليه السلام- هم الذين اتبعوه ولم يحرّفوا ويبّدلوا بعده ، وكذلك المبعوث رحمة للعالمين نبيّنا محمد -صلى ألله عليه وسلم- ومن تبعه من امته من المؤمنين، قال تعالى :{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [ال عمران :68] .
وعليه فلا يجوز لمسلم الاستجابة لهذه الدعاوى الكاذبة ، والتي منها دعوة : ( بناء مسجد وكنيسة ومعبد ) في مكان ومحيط واحد تحت شعار " معاً نصلي"!؛ لِمَا في ذلك من الاعتراف بدين يُعبدُ الله تعالى به غير دين الإسلام الحنيف ، وإنكار ظهوره على الدِين كله ، وأن جميع الاديان على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان .
👍ولا شك ان إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به خروج عن الملِّة وضلال بعيد ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اهل الكتاب لكتبهم من عند الله ، تعالى الله عن ذلك، قال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [آل عمران19].
وقال تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [ال عمران85].
👌فالدين واحد والشرائع تختلف، وكل الرسالات نُسخت ببعثة امام المرسلين محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)). رواه مسلم. وكما روي ان كل الرسل والأنبياء -عليهم السلام- صلوا خلفه -عليه الصلاة والسلام- ليلة الاسراء والمعراج.
وقد قال صلى عليه وسلم : ((لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي)) مسند احمد. وقال ايضا: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ)) متفق عليه.
فما هذا الهراء الذي نسمع به ويروج له بعضهم؟! وصدق الله تعالى : {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [النور:16].
👍ولكن يجب التعايش المجتمعي معهم ضمن اطار الدولة والمواطنة، واحترام اماكن تعبدهم الخاصة بهم وحمايتها، فلا حرج من الإحسان إلى غير المسلمين بشرط ألا يكونوا محاربين او معروفين بعداء المسلمين ، أو مساعدة الاعداء عليهم .
قال الله تعالى : {لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} [ الممتحنة8 ، 9 ].
قال المفسرون في معنى الآية الكريمة : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدِين ، من جميع أصناف الملل والأديان، أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم... وان الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم ، فيبرون من برهم ، ويحسنون إلى من أحسن إليهم ، بل ويثاب المسلم على إحسانه إلى هؤلاء ، وله على ذلك أجر" . والله تعالى اعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق