الخميس، 3 سبتمبر 2020

خفايا تنشر لأول مرة عن محمد بن سلمان!!!

 أنفق 50 مليون دولار على النساء، وزرع جاسـ.ـوساً في مكان لا يعقل، خفايا تنشر لأول مرة عن محمد بن سلمان

 

“الد.م والنفط” عنوان كتاب جديد، تأليف جاستين تشيك وبرادلي هوب وهما صحفيان حاصلان على جوائز عديدة يعملان في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو عبارة عن عمل تحـ.ـقيقي رصد تفاصيل تنشر لأول مرة عن قـ.ـضايا وملفات وقرارات وأفعال قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونشرت عنها تقارير من قبل، لكن تفاصيل بعض تلك الأفعال والقرارات تظهر لأول مرة بهذا الشكل الصـ.ـادم.

الكتاب عبارة عن تحقيق صحفي مطول يتناول حياة وقرارات بن سلمان ويصفه بأنه “واحد من قـ.ـادة العالم الجدد يتميز بأنه بين الأخـ.ـطر على الإطـ.ـلاق”، ويلقي تشيك وهوب مزيداً من الضوء على الصعود الصـ.ـاروخي للشاب الذي يبلغ 35 عاماً والذي تزامن مع تآكل الصفقة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية – النفط مقابل الحماية – وسـ.ـقوط مجموعة متنوعة من مشاهير المصرفيين في أمريكا ونجوم هوليوود وسيـ.ـاسيين في شبكة الأمير لمساعدته على تحقيق طموحاته الجامحة.


وبحسب المؤلفين، الشرق الأوسط من الأصل منطقة ملتهـ.ـبة وبدخول ولي عهد طموح يتمتع بسـ.ـلطات غير محدودة ومغرم بالسيطـ.ـرة والنفوذ وله علاقات وطيدة مع البيت الأبيض من خلال صـ.ـهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الأول جاريد كوشنر، إلى المعادلة، إضافة إلى تمتع بن سلمان برغبة واضـ.ـحة في كسر أي شيء وأي شخص يقف في طريق “رؤيته”، كل هذا يجعل المنطقة الملتـ.ـهبة أكثر التـ.ـهاباً بصورة يصعب تصورها.


وفي حالة فشـ.ـله في مقامرته، من المحتمل أن تتحول المملكة العربية السعودية إلى دولة مضـ.ـطربة وفاشـ.ـلة وجـ.ـاذبة للمتـ.ـطرفين، أما إذا نجحت محاولته في تحويل المملكة إلى دولة عصرية كما يزعـ.ـم، ولو حتى بصورة جـ.ـزئية، فسيكون لذلك تأثيرات ضـ.ـخمة على العالم بأسره.


وفي قراءة للكتاب، المعروض على موقع أمازون اليوم الثلاثاء 1 سبتمبر/ أيلول، نشرت مجلة التايم البريطانية تقريراً بعنوان “صعود محمد بن سلمان في 10 خطوات: من حفلات كلفت 50 مليون دولار إلى مقـ.ـتل جمال خاشقجي”، لخص أبرز محطات حيـ.ـاة بن سلمان منذ جلوس والده سلمان بن عبدالعزيز على عرش المملكة مطلع 2015.

أنفق 50 مليون دولار في حفلات بالمالديف

قبل جلوس والده على العرش في يناير/كانون الثاني 2015، كان محمد بن سلمان معروفاً لدى عدد قليل للغاية خارج السعودية ولم يكن اسماً متداولاً في الإعلام داخلها من الأساس، لكن منذ اللحظة الأولى أصبح وزيراً للدفـ.ـاع ومتحـ.ـكماً بشكل مطلق في اقتصاد المملكة وامتلك “كارت بلانش أو شيك على بياض” لإنفاق مليارات الدولارات دون حساب وأصدر قرار الحـ.ـرب في اليمن، وبذلك أصبح اسمه – عام 2015 – وفي وقت قياسي الأكثر تردداً في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي لدرجة أن الصحفيين الغربيين لجأوا إلى اسم مختصر (MBS) للإشارة إليه، وكان ذلك يعني للأمير الشاب الذي كان في أواخر العشرينات وقتها أن الوقت قد حان للاحتفال.


وتم اختيار مكان الاحتفالات الصـ.ـاخبة في جزر المالديف؛ قارب تلو الآخر يحمل فتـ.ـيات استعراض من البرازيل وروسيا بدأت في الوصول إلى شواطئ جزيرة Velaa الخاصة، ثم أخيراً وصل محمد بن سلمان وضيوفه.

ويستعرض المؤلفان تفاصيل البذخ الذي شهدته تلك الاحتفالات من أنواع النبيذ إلى المأكولات إلى الموسيقى التي أشرف عليها أفروجاك وهو دي جي هولندي شهير بل واحد من الأشهر عالمياً، والضيوف بالطبع يقيمون في فيلات خاصة، والجزيرة نفسها محاطة بسياج كامل من السـ.ـرية.

أما من يخـ.ـدمون الأمير الشاب وضيوفه فقد جيء بهم خصيصاً من بلاد غير مسـ.ـلمة، حتى لا يشعر السعـ.ـوديون من ضيوف الأمير بالحـ.ـرج لدى تناولهم الخـ.ـمور أمام خـ.ـدم مسـ.ـلمين – بحسب التفاصيل الدقيقة التي ذكرها المؤلفان بعد مقابلات مع ضيوف كانوا حاضرين ومسؤولين عن الجزيرة وبعض العاملين – وكانت السـ.ـرية هي الهاجـ.ـس الأهم لبن سلمان بالطبع، لذلك لم يكن مسـ.ـموحاً للعاملين بحمل هواتف ذكية معهم وتم فصل اثنين لمخـ.ـالفة هذا الشرط.


وقد تم حـ.ـجز الجزيرة بالكامل للأمير وضيوفه لمدة شهر تقريبا، واتفق مكتبه مع إدارة الجزيرة على دفع مكافأة خاصة للعاملين الذين يزيد عددهم عن 300 شخص قيمتها 5 آلاف دولار للفرد.


وفي إحدى الليالي بينما يتولى أفروجاك مهمته كدي جي للحفل، تحمس محمد بن سلمان وصعد على المسرح وسط تصفيق الحضور وتشجيعهم، لكن بعد أقل من أسبوع من بداية الحفلات تم تسـ.ـريب أمرها لإحدى الوسائل الإعلامية التابعة لإيران ونشرت تقريراً بالفعل، فاختـ.ـفى الأمير الشاب وحاشيـ.ـته في نفس اليوم!


التصرف كملك صاحب سلـ.ـطات غير مسبوقة

في ذلك الوقت بدأ محمد بن سلمان في شراء “اللعب الجادة أو الثقيلة” بنص المؤلفين؛ اشترى يخـ.ـت سيرين الذي كان بيل غيتس قد استأجره لمدة أسبوع عام 2014 مقابل 5 ملايين دولار، ودفع محمد بن سلمان 429 مليون دولار ثمناً لليخت الذي يبلغ طوله 439 قدماً وهو الأغلى في العالم، كما اشترى قصراً في فرساي بفرنسا مقابل 300 مليون دولار.


هذه التصرفات أصابت كثير من منافسي بن سلمان على العـ.ـرش بالقلق، ففي ذلك الوقت كان ولي العهد هو الأمير محمد بن نايف، لكن بن سلمان كان يتصرف بالفعل كأنه الملك، ليس هذا وحسب بل ملك يتمتع بسـ.ـلطات مطلقة لم يتمتع بها ملك آخر جلس على العـ.ـرش، والقصة هنا متعلقة بالأساس بشخصية محمد بن سلمان المتهـ.ـورة والتي لا تتوقف أمام أية حسابات أو أعراف موجودة منذ تأسيس المملكة.


زراعة جاسـ.ـوس داخل مقر تويتر

النقطة الثالثة التي يتوقف عندها الكتاب هي استيعاب بن سلمان لأهـ.ـمية منصات التواصل الاجتماعي في المجتمع السعودي بصورة خاصة: فأكثر من 60% من سكان المملكة شباب أقل من 30 عاماً وهم الطبقة الأقل حظاً في البلاد وكثير منهم لا يجد عملا بسهولة، ويقـ.ـضون وقتهم في الفقضاء الإلكتروني، حيث تقارير الثراء الفاحـ.ـش والحيـ.ـاة البـ.ـاذخة التي يعيـ.ـشها أمراء آل سعود، إضافة إلى الطبيعة المحافظة تماماً للحياة في المملكة وهو ما وجد فيه بن سلمان ضالته.


فقد قرر أن يستخدم تلك الأداة الخـ.ـطيرة وخصوصاً تويتر – المنصة الأولى بين السعوديين – في أن يرسم صورة لنفسه كإصلاحي شاب يريد القـ.ـضاء على سـ.ـلطة رجال الدين المتزمتين وعنوانهم هنا هو “هيئة الأمر بالمعروف والنهـ.ـي عن المنـ.ـكر” وأن يعطي المرأة حقوقها وأن يأتي بكل وسائل الترفيه إلى المملكة، حتى يكتسب شعبية بين شباب المملكة ليصبحوا سـ.ـلاحه في مواجهة منافسيه على العرش.


وفي نفس الوقت، كان لابد من ضمان السـ.ـيطرة على تلك الأداة وهي تويتر حتى لا تتحول لسـ.ـلاح في أيدي أعدائه أو منافسيه، ومن هنا بدأت قصة اخـ.ـتراق تويتر من المنبع هناك في سان فرانسيسكو حيث تولى بدر العسـ.ـاكر تجنيد أحد مديري تويتر أحمد أبو عمو وما تلا ذلك من تفاصيل ظهرت بالفعل عبر قـ.ـضية أقامها مكتب التحقـ.ـيقات الفيدرالية الأمريكي ومنظورة لا تزال أمام القـ.ـضاء وتم نشر كثير من تفاصيلها بالفعل، وهو ما أورد له مؤلفا “الد.م والنفـ.ـط” فصلاً كاملاً بعنوان “زراعة جاسـ.ـوس داخل مقر تويتر”.


وعود بالرخاء أوصلت السعوديين للتـ.ـقشف

منذ يناير/ كانون الثاني 2016، عندما تسـ.ـربت أنباء قرار محمد بن سلمان ببيع حصـ.ـة من شركة أرامكو، تست.ـبب ذلك في صـ.ـدمة وذعـ.ـر لدى العاملين في الشركة من صغارهم إلى قمة الهـ.ـرم، فعملاق النفط في العالم لا تتولى فقط إنتاج وتكرير وبيع النفط، فمهندسوها والعاملون فيها هم من تولوا بناء السعودية بشكل كامل تقريباً، وعندما قدم مسؤولوها الكبار نصائح لبن سلمان حول كيفية تنويع الاقتصاد السعودي، لم يكن يخطـ.ـر ببالهم أبداً بيع جزئي للمحرك الأوحد لاقتصاد المملكة.


التفاصيل التي يذكرها الكتاب – بناء على شهادات مطلعين على هذا الملف منذ اللحظة الأولى – تكمل الصورة التي أصبحت الآن معروفة للعامة والخاصة داخل وخارج المملكة عن شخصية ولي العهد؛ محمد بن سلمان لديه أفكاره الخاصة وبالتالي لا يريد من أي من المتعاملين معه أن يقترح أفكاراً من الأساس، كل ما يريده هو من ينفذ أفكاره مهما كانت جامـ.ـحة أو غير منطقية أو حتى لا تستند لأي منطق علمي.


كما تشير التفاصيل أيضاً إلى إنفاق محمد بن سلمان مليارات الدولارات لاستضافة شخصيات بارزة في عالم المال والسياسة حول العالم، من أمثال مديري جي بي مورغان وجولدمان ساكس، إلى توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وفي أبريل/نيسان 2016 ظهر جون ميكليثويت رئيس تحرير وكالة بلومبيرغ نيوز الأمريكية على الشاشة ليعلن أن السعودية على وشك تأسيس صندوق استثمار سيادي قيمته 2 تريليون دولار، وهذا المبلغ بالطبع أسال لعاب رجال المال والأعمال حول العالم.



 

هذا الصندوق الذي بشر به بن سلمان قبل أكثر من أربع سنوات ونصف تبلغ قيمته نحو 300 مليار دولار فقط، تضعه في المركز الرابع خليجياً بعد صناديق الاستثمار السيادي في الإمارات والكويت وقطر، وهذا مؤشر واضح على الفارق الشاسع بين ما يحلم به الأمير الطموح وبين الواقع الفعلي، وهو ما ينطبق ليس فقط على صندوق الاستثمار العام بل على رؤية “2030” نفسها، والتي تسببت في وضع حرج للاقتصاد السعودي وصلت آثاره التقشفية للمواطنين السعوديين أنفسهم، حيث وجدوا أنفسهم يدفعون ضـ.ـريبة قيمة مضافة وصلت إلى 15%، إضافة إلى وقف بدل غـ.ـلاء المعـ.ـيشة للموظفين.


“إما معي وإما عـ.ـدوي”

“لم يشهد السعوديون أموراً كهذه من قبل قط”، كان هذا تعليق الصحفي السعودي جمال خاشـ.ـقجي لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في يونيو/حزيران 2017، بعد أيام من مغادرته المملكة خـ.ـوفاً من ألا يتمكن من الكتابة بحـ.ـرية وصـ.ـراحة كما اعتاد من قبل؛ فجمال خاشقجي كان صحفياً سعودياً مرمـ.ـوقاً تربطه علاقات جيدة بالأسرة الحاكـ.ـمة وعمل متحدثاً رسمياً للسفـ.ـارة السعودية في واشنطن وفي لندن في أعقاب هجـ.ـمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 مدافـ.ـعاً عن السعودية وحكـ.ـومتها أمام الاتهـ.ـامات الغربية بتـ.ـورط المملكة في الهجـ.ـمات.


وكان خاشقجي من المطالبين بضرورة حدوث تحول ديمقراطي في المملكة يتناسب مع أهمية الدور السعودي إقليمياً، وواصل ذلك في وجود بن سلمان ولياً لولي عهد أبيه، لكنه لم يكن يدرك أن محمد بن سلمان يعتبر أي صوت لا يتغنى بإنجازاته ورؤيته وطموحاته هو “عدو لابد من إسكاته” إما اعـ.ـتقالاً أو خطـ.ـفاً أو تقطـ.ـيعاً، ومن سوء حظ جمال خاشقجي أنه كان ضـ.ـحية للوسـ.ـيلة الأبشـ.ـع وهي التقـ.ـطيع!

والجديد الذي تكشف عنه صفحات الكتاب هو ذلك التنـ.ـاقض الصـ.ـارخ بين تعامل محمد بن سلمان مع شخصيات مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة وتعامله مع منافسيه من آل سعود ومعـ.ـارضيه كخاشقجي والمطالبين بحقـ.ـوق المرأة من النشطاء والرافـ.ـضين للتهـ.ـجير من أراضيهم لصالح مشاريع “نيوم” من جهة أخرى.


اللافت أن بن سلمان أدرك أن ترامب يعـ.ـشق أمرين؛ الأول من يكيل له المديح والثاني من يقدم له صـ.ـفقات مليارية، وقام بن سلمان بالأمرين على أكمل وجه فحصل على ما أراد وكانت زيارة الرئيس الأمريكي الخارجية الأولى للرياض، وهو ما أضاف للحـ.ـاكم الفعلي للسعودية مزيداً من الإحساس بأنه فوق المساءلة وأطلق يده في التنكيل بكل من يفكر في الوقوف في طريقه، وصولاً إلى ما وصلت إليه الأمور الآن من حكم عنوانه الحـ.ـديد والنـ.ـار ومن يجرؤ على الاعتراض مصيره معروف، حتى وإن كان خارج حدود المملكة فسوف تلاحقه “فرقة النـ.ـمر” المخصصة للاغتيـ.ـالات والخطـ.ـف.

المصدر: عربي بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق